روائع الطنطاوي (30)
صالح الحمد
هذه هي الدُّنيا؛ علوٌّ وانخفاضٌ، وقوَّةٌ وضَعْفٌ، نهارٌ مُضيءٌ بعدَه ليلٌ مُظلِمٌ، وشتاءٌ باكٍ بالمطرِ بعدَه ربيعٌ ضاحكٌ بالزَّهرِ، لا يدومُ على حالٍ إلا الكبيرُ المُتعالِ.
[الذكريات 1/ ١٢٢].
فاطلُبوا ما يبقى، لا تجعَلوا أكبَرَ همِّكم السَّعيَ لِمَا يَفنى.
[الذكريات 1/ ١٠١].
كذلك كلُّ ما تسمَعُه، لا سيَّما إن سمِعْتَه في الصِّغَرِ، إنَّه بَذرةُ خيرٍ أو بَذرةُ شرٍّ، إذا جاءها الظَّرفُ المناسبُ وضَعَتْك على طريقِ الجنَّةِ، أو على سبيلِ النَّارِ.
[الذكريات 1/ ١٠١].
النَّباتُ يمتَصُّ حياتَه مِن أرضِه بجذورِه، فإن نقَلْتَه منها تقطَّعَتْ؛ فذبُلَتِ الأوراقُ، وتراخَتِ العروقُ، والإنسانُ في هذا كالنَّباتِ، وجُذورُه ذكرياتُه.
[الذكريات 1/ ٢٧].
الأمَّةُ ليسَتْ بما عندَها مِن مالٍ، ولا بما في أرضِها مِن جمالٍ، ولكن بما فيها مِن رجالٍ.
[البواكير ص١٣].
الحقُّ لا يُهزَمُ، والإسلامُ لا يَذِلُّ، وأهلُه هم أصحابُ العِزَّةِ، ولكنَّ اللهَ يمتحِنُهم؛ لتُقوِّيَهم المِحَنُ، أو يُؤدِّبُهم في الدُّنيا؛ ليُضعِفَ لهم الأجرَ في الآخرةِ.
[الذكريات 1/ ٢١٣].
وربَّما مرَّ عليَّ يومٌ أقرَأُ فيه ثلاثَمائةِ صفحةٍ، ومُعدَّلُ قراءتي مائةُ صفحةٍ، مِن سنةِ ١٣٤٠ إلى هذه السَّنةِ ١٤٠٢ هـ، اثنانِ وستُّونَ سنةً.
[الذكريات 1/ ٢١١].
إنَّ لُغاتِ الأرضِ تعجِزُ عن التَّعبيرِ عن مشاعرِ النَّفْسِ.
[الذكريات 1/ ١٤٧].
النَّارُ إن شبَّتْ في البيتِ لا تُحرِقُ مَن أضرَمَها وحدَه، وإنَّما تُحرِقُ الجميعَ، والفجورُ إنِ انتشَرَ لا يُهلِكُ الفاجرَ وحدَه، وإنَّما يُهلِكُ الجميعَ.
[في سبيل الإصلاح ص ٢٧٨].
إنَّ الإسلامَ صبَّ البطولةَ صبًّا في أعصابِ المُسلِمينَ، وأجراها في دمائِهم، فمهما حاقَتْ بهم الشَّدائدُ وتوالَتِ المِحَنُ، فلن تتبدَّلَ طبيعةُ البطولةِ فيهم.
[الذكريات 1/ ٦٠].