عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 02-06-2023, 09:15 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,016
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مشكلات يواجهها الناطقون بلغة هوسا عند تعلم اللغة العربية وتعليمها




2- الغلط في التركيب واستعمال قواعد النحو:



إن تغيير أواخر الكلمات يسمى إعرابًا عند النحويين، وتلكم مشكلة أساسية عند الناطقين بلغة هوسا؛ حيث لا تجد هذه التغييرات في تراكيبها؛ لأن كلام العجم مبني على السكون وصلًا ووقفًا، ولا يميز الفاعل من المفعول، ولا الماضي من المستقبل إلا باختلاف المقاطع[8]؛ويتضح ذلك في المثال الآتي:





تقول العرب:

تقول هوسا:

1- جاء ولدٌ.

1- Wani yaro ya zo

2- رأيت ولدًا.

2- Na ga wani yaro

3- هذا لولدٍ.

3- Wannan na wani yaro ne








وإذا نظرت إلى كلمة "الولد" في الجمل الثلاثة تجدها في الأولى مضمومة، والثانية مفتوحة، والأخيرة مكسورة، وهذا التغيير هو الإعراب، وأما كلمة “Yaro” بلغة هوسا في الجمل الثلاثة فتجدها مبنية آخرها.







وفي إطار هذه القضية تحدث شيخو أحمد سعيد (غلادنثي) في كتابه "حركة اللغة العربية وآدابها في نيجيريا"؛ حيث عقد بابًا وناقش فيه المشكلات اللغوية التي يقع فيها الناطقون بلغة هوسا في استعمالهم للغة العربية[9].







ب- التذكير والتأنيث: مسألة التذكير من المسائل التي حازت على اهتمام اللغويين القدامى، فألَّفوا فيها التأليفات؛ مما يدل على أن فيها شيئًا ينبغي الكشف عنه وتوضيحه[10].







فالتذكير والتأنيث عند الناطقين بلغة هوسا وخاصة الطلبة منهم، يعود إلى ما تعارفوا عليه في لغتهم دون الرجوع إلى لغة العرب، فما كان مذكرًا في العربية قد يكون مؤنثًا عند لغة هوسا؛ مثل: القميص، فيقولون: هذه قميص عند الإشارة إليه، وكذلك كلمتي: اليوم، والكرسي، ويقولون: في هذه اليوم، وهذه كرسي، ونفس المشكلة في كلمة: عين، ويد، يقولون: هذا عين، هذا يد.







ج- العدد والمعدود: لا تتجلى مشكلة العدد والمعدود لدى دراسي اللغة العربية الناطقين بغيرها فقط، بل تمتد حتى مع الذين كانت العربية بمنزلة اللغة الأم لهم.







وتتمثل هذه المشكلة في التقسيمات الكثيرة للعدد؛ فالعدد "واحد" و"اثنان" لهما قاعدة، و"ثلاثة" إلى "عشرة" لها قاعدة، ومن "أحد عشر" إلى "تسعة وتسعين" لها قاعدة، و"المائة" و"الألف" لها قاعدة، وألحق بهما المليون والبليون والتريليون[11].







ومما يواجهه الناطقون بلغة هوسا نطق العدد من "ثلاثة" إلى "عشرة"، ومشكلة تذكير العدد والمعدود وتأنيث العدد والمعدود؛ حيث يقولون: ثلاثة مجلات، وخمس أقلام، وهذا خطأ، والصواب: ثلاث مجلات، وخمسة أقلام؛ لأن العدد من "ثلاثة" إلى "عشرة" يعكس المعدود، ومعنى ذلك يؤنث العدد من "ثلاثة" إلى "عشرة" إذا كان معدوده مذكرًا، ويذكر إذا كان مؤنثًا، ويكون المعدود جمعًا مجرورًا بالإضافة؛ قال تعالى: ﴿ قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا ﴾ [آل عمران: 41]،وقال أيضًا: ﴿ قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا [مريم: 10]، ويجمعون المعدود إذا كان العدد مركبًا؛ مثل: اثنا عشر رجال، وهذا خطأ، والصواب: اثنا عشر رجلًا؛ وذلك لأن العدد المركب يكون معدوده مفردًا منصوبًا؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا ﴾ [التوبة: 36].







3- المشكلات في الإملاء والكتابة:



وأهم ما يقع فيه الناطقون بلغة هوسا في هذه النقطة ما يلي:



أ- علامات الترقيم: هي الرموز التي يستعملها الكاتب في كتابته لتدل على المواقع المناسبة للوقف والإبداء في الكلام، ولربط الجمل بعضها ببعض، وبيان علاقتها، كالاستفهام، والتعجب، وغيرها[12].







ومن علامات الترقيم الفاصلة أو الشولة، وشكلها (،)، ولكن مع الأسف فالناطقون بلغة هوسا يكتبونها إلى الأسفل (،) كما تكتب بالإنجليزية؛ وذلك لتمرنهم على اللغة الإنجليزية وقواعدها الإملائية في المدارس النظامية، وبالإضافة إلى أن لغة هوسا أصبحت الآن تكتب بالحروف اللاتينية (ألفبائية).







ب- همزة الوصل: هي همزة متحركة زائدة يؤتى بها للنطق في بدء الكلام؛ لأن العرب لا تبدأ بساكن، ولا تقف على متحرك[13]، أما بالنسبة للناطقين بلغة هوسا فلا ينتبهون لمواضع وضع همزة الوصل، ولا حذفها لفظًا وكتابة، ويخل ذلك بالمعنى المقصود.







الفصل الرابع



في بيان الحلول المقترحة لتفادي تلك المشكلات؛ وفيه مبحثان:



المبحث الأول: الحلول المقترحة التي تخص جانب كل من الناطقين بلغة هوسا:



1- ممارسة اللغة العربية هو ما سيجعلهم ماهرين فيها؛ إذ يقول الجاحظ: "اللسان إذا أكثرت تقليبه رق ولان، وإذا أقللت تقليبه وأطللت إسكاته جسأ وغلظ"[14].



2- متابعة الإذاعات التي تبث بالعربية الفصحى.



3- تركيز الناطقين بلغة هوسا على المباحث اللغوية وتطبيقها.



4- تجنب استعمال قواعد اللغة الأم أثناء التحدث بالعربية.







المبحث الثاني: الحلول المقترحة التي تخص الجانب الرسمي:



1- توظيف المدرسين المؤهلين الذين يملكون الخبرة والمهارات ما يكفي لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها.



2- تشجيع طلبة اللغة العربية وأساتذتها ومكافأة البارزين من بينهم.



3- إرسال البعثات العلمية إلى الدول العربية لتعلم اللغة العربية الفصحى من لسان الأصيل من العرب.











الخاتمة:



النتائج:



وبعد طول السير في هذه الدراسة توصل الباحث إلى النتائج الآتية:



1- إن اللغة تستخدم منذ القدم للتواصل، ومن الناطقين بغير لغتهم من يقع في المشكلات لعدم ممارستها، ولن تفيد اللغة بغرضها لديهم مع أهميتها، فكيف بمن يجهل اللغة العربية؟



أ‌- اللغة العربية لغة دين الإسلام ولها فضائل وميزات وقواعد لدى المسلمين.



ب‌- تعلم اللغة العربية واجب وكذلك تعليمها؛ حفاظًا للقرآن وتحرسًا عن الخطأ فيه.







2- تناول العلماء بيان معنى المشكلات في كتبهم ما بين لغة واصطلاح:



أ‌- إن المشكلات تعني أمرًا صعبًا وملتبسًا وغامضًا، ولوجودها؛ لا يحصل الإنسان على المطلوب.







ب‌- إن قبيلة هوسا هم الساكنون بعض المواطن بنيجيريا، والنيجر، وغانا، وغيرها من دول إفريقيا، وتنسب إلى الأفروآسيوية.







3- تقع المشكلات اللغوية لدى الناطقين بلغة هوسا عند تعلم اللغة العربية وتعليمها في أمور لغوية مختلفة كلامية وإملائية:



أ‌- وجود حروف عربية ليست موجودة في لغة هوسا، وتذكير ما حقه التأنيث أو العكس، وعدم الانتباه إلى قواعد العدد والمعدود.







ب‌- إن قواعد الإملاء أمر يعزز الكتابة، ويسهل على القارئ قراءة النصوص، وعدم استعمال قواعد الإملاء يخل بالمعنى المقصود، كعلامات الترقيم وهمزة الوصل.







4- إن المشكلات التي يقع فيها الناطقون بلغة هوسا عند تعلم اللغة العربية وتعليمها ستُحلُّ بمساعدة الناطقين بلغة هوسا والمؤسسات الحكومية عن طريق:



أ‌- إجادة اللغة العربية؛ حيث يتم بممارستهم والاطلاع على الكتب المؤلفة فيها، ومتابعة الإذاعات التي تبث نشراتها بالعربية.







ب‌- تشجيع طلبة اللغة العربية وأساتذتها سيخفف التعب الذي يعانيه الناطقون بلغة هوسا.







التوصيات:



1- عقد ندوات متخصصة لمعلمي العربية حول القضايا التطبيقية في محاولة لرفع كفاءة المعلمين في القواعد النحوية والأساليب السليمة.



2- وضع اللغة العربية الفصحى لغة التعليم؛ حيث يلتزم المعلم بها عند التعليم.



3- أن يكون المعلم مؤهلًا لتدريس العربية، ويملك من المهارات ما يكفي لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها.



4- تحليل ظاهرة المشكلات اللغوية بواسطة المناقشات إلى بواعث أولية.







[1] محمد عبدالقادر، تحليل الأخطاء النحوية لدى دارسي اللغة العربية الناطقين بغيرها بجامعة سلي لاميطو، بحث تكميلي لنيل درجة الليسانس في اللغة العربية، إشراف: الأستاذ: عبدالله يونس حسين، العام الدراسي: 2018م، ص: 34.




[2] المرجع السابق، ص: 20.




[3] معجم الغني.




[4] من موقع موضوع.




[5] د. محمد داود محمد، أ. ثاني يوسف الفاتكي، "مصحوب (أل) في قاموس لغة هوسا وتكيُّفه اللغوي، دراسة وصفية"، مجلة آداب، العدد (5)، ص: 168.





[6] ينظر: مدونة القلم.




[7] شيخو أحمد سعيد (غلادنثي)، "حركة اللغة العربية وآدابها في نيجيريا"، المكتبة الإفريقية، الطبعة الثالثة، ص: 19 إلى 193.




[8] ينظر: الشيخ عبدالله بن التمين، اللحن اللغوي وآثاره في الفقه واللغة، الطبعة الثانية، 1433هـ، دار شؤون الإسلامية والعمل الخيري، دبي، ص: 12.




[9] راجع: ص: 195.




[10] ينظر: محمد عبدالقادر، المرجع السابق، ص: 38.




[11] المرجع السابق، ص: 41.




[12] أ. عبداللطيف الشويرف، التدريبات اللغوية للسنة الأولى، كلية الدعوة الإسلامية، الطبعة الأولى، 1426هـ، ص: 121.




[13] المرجع السابق، ص: 19.




[14] الجاحظ، البيان والتبيين، ج: 1، ص: 274.









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 26.73 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 26.11 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.35%)]