
05-10-2006, 01:19 PM
|
ادارية
|
|
تاريخ التسجيل: Sep 2006
مكان الإقامة: بيروت
الجنس :
المشاركات: 13,572
الدولة :
|
|
أبناءنا بين بيتهم الأول مع الأهل و بين بيتهم الثاني في المدرسة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تحية طيبة للجميع..
و شكراً على طرح موضوع الدراسة وخاصة مع بداية العام الدراسي الجديد ...
نعم كل ما ذكرت صحيح في موضوعك بداية من طرح المشكلة و مرورا بالحلول، بارك الله فيك.
و أضيف لو سمحت لي ...
أرجو أن يكون التقييم الدوري الذي أشرت إليه خلال العام الدراسي ، و يتركز أكثر خلال العطلة الصيفية تحضيراً لموسم دراسي جديد ، تبعاً للتطورات و التغيرات و المشاكل التي عانت منها الإدارة خلال عام دراسي منصرم، لأن التطورات الحياتية تتغير، وكل ما يحيط بأولادنا و متطلباتهم تتغير و كل هذا يتبع تغيره أكان لتلقي العلم أو للأسلوب
و لهذا قد نجد خلال الترويج لمدرسة ما عبارة (مدرسة لها أسلوب تعليمي متطور يواكب احتياجات الطالب)
و هذه الجملة تشد كلا الأهل والأولاد ، لأن طلاب زمان اختلفوا نوعاً و تفكيراً عن أطفالنا في العصر الحالي
يجب أن تكون المتابعة للتطور من قبل المدرس علمياً و بعد ذلك تطبيقه عملياً حتى يصبح مؤهل لتنفيذ فكرة التعليم والحصول على النتائج المرجوة منها كاملة ، أكان في أداء مادته العلمية أو أمكانية توصليها بشكلها الصحيح إلى أكبر عدد من الطلاب ان لم يكن جميعهم...
فكثيرا ما يكون هناك تلميذ ذكي ولكن يبدو عكس ذلك ، لأنه يحتاج من يكشف عن داخله أكثر ، ربما بسبب خجله ، أو عدم قدرته على المشاركة و صقل موهبته ، أو بسبب ظروف عائلية أو بيئية تفرض عليه التوقف في مرحلة محددة من التلقي الصحيح...
و هنا يأتي دور المعلم الذي سيكون عنده قدره على المتابعة النفسية بالإضافة لمتابعة مادته العلمية ، و الذي قد يستطيع أن يساعد التلميذ بمساعدة الأهل طبعاً من التعبير عن نفسه أكثر ، و كلاهما يساعدان الأولاد على تنمية مواهبهم في الصغر لأن هذا دافع جيد ليصبح الولد قادراً على تلقي المعلومات أفضل دون كبت لمواهبه التي تحبس لعدم مراعاتها لدى بعض المدارس
و أرجو و كما يكون هناك اجتماعات دورية تحدث بين الأهل و إدارة المدرسة لمناقشة أوضاع أولادهم ، أن يكون هناك اجتماع بين الأهل و الإدارة والأولاد أنفسهم ، تساعد الإدارة التعليمة على فهم التلميذ و تحديد طريقتها المتبعة حسب احتياجات التلميذ ، و قد يكون هذا مرتين في السنة ، مع إعطاء التلميذ حرية التعبير و مراعاة للغة التفاهم مع الأولاد حسب عمرهم ، يتحدث فيه الأولاد عما يتعرضون له من صعوبات و مشاكل خلال دراستهم ، و يعبرون عن احتياجاتهم ، و هذا يعطيهم ثقة بالنفس ، طبعا كل هذا ضمن الروابط الأساسية من الاحترام والالتزام و الخط المعروف بين التلميذ والإدارة التعليمة...
* هناك أمر أيضا قد لا ينتبه إليه الأهل أو الإدارة التعليمية ، قد تكون سبباً في تأخر ولدهم خلال المرحلة الدراسية ، و هو كثرة عدد التلاميذ في الصف التعليمي الواحد و قد يشكل هذا عبئاً نفسياً على كلا من التلميذ و المعلم ، أو خلال تواجد التلاميذ في الباص بشكل كثيف لا يتيح للتلميذ التواجد بحرية خلال الذهاب والإياب اليومي بالباص مما قد يشكل عنده ضغط متكرر ، و ضيقه من الذهاب اليومي للمدرسة ، و هذا قد يعطي نتيجة سلبية لدى التلميذ ، يعني ممكن تكون هناك مشاكل صغيرة و حلها سهل و لكن لا ينتبه إليها الأهل ولا الأدارة التعليمية ، توصل التلميذ إلى تأخر دراسي و عدم قدرته على التلقي الصحيح ، و يجب مراعاة هذا الأمر من قبل الإدارة التعليمية والأهل ، لمشاكل يعاني منها فعلا عدد من التلاميذ...
و لأن المدرسة هي البيت الثاني للولد ، و توثر على نموه و تطور مراحل حياته سلباً أو إيجاباً، فيجب أن تراعي كل واجباتها تجاه الأولاد ، لأنها عكس كل المؤسسات التي تنشأ عادة ، فهي مؤسسة لا تبغي الربح المالي كباقي المؤسسات المالية التي لها ذمة مالية منفصلة في نهاية كل عام ، بل مؤسسة لها ذمة انسانية ضميرية تبغي الربح الإنساني والعقلي و تنوير العقول البشرية و النفس الإنسانية ، حتى يشع النور في الظلام، و تنهض الأمة الإسلامية ، و بيوتنا بكل الخير و العلم و الأدب و الاحترام ، و تصبح مجتمعاتنا جوهرة تلمع في باقي المجتمعات ، و بالتالي يصبح التقييم عاماً و ليس فقط سنوياً ، بل تقييم لجيل بكامله نعتمد عليه و يتابع المسيرة الحياتية جيلاً بعد جيل بالعلم و الاحترام و الرقي الحياتي ان شاءالله...
بالمناسبة أنا كنت قد عملت مُدّرِسة مدة عام واحد و كنت سعيدة جداً خلال هذا العام لشعوري بقربي من التلاميذ بداخلهم كما خلال وقت الصف التعليمي.... فالأهم أن يُحب المعلم مادته و يعطي أقصى ما عنده لأنه يتعامل مع عقول تتقولب حسب ما يحيط بها ، و أن يكون عنده استعداد للتعاون مع جميع الطلاب المميزون و الغير مميزون ، وعدم التركيز على احد دون الأخر و تمييزه عن زميل له حتى لا يؤثر أداء الموجه و لا المتلقي...
في النهاية، هؤلاء أولادنا، يجب أن نحاول أن نهتم بهم في كافة مراحل حياتهم
وعذرا أيضا على إطالتي ، و لكن أي موضوع يتعلق بالعائلة ، أجد نفسي أكتب براحتي فيه ، لكثرة المشاكل التي نراها في مجتمعاتنا و نسأل عن أسبابها ، متناسين أننا قد نكون أحد أسبابها الرئيسية أو بسبب مباشر أو غير مباشر منا ، لذا أجدني أتوسع لأهمية معالجة المواضيع الاجتماعية المتعلقة بأولادنا و شبابنا في أمتنا الإسلامية.
(بالعلم و العقل لا بالمال و الذهب يزداد رفع الفتى قدرا بلا طلب)
في النهاية أتوجه بتحية و أنحني أحتراماً إلى كل من علمني حرفاً ، و إلى كل إدارة تعليمية خلال مراحل دراستي المتتابعة ، و أتوجه بتحية إلى كل معلم و أستاذ و إدارة تعليمية تبذل كل ما في وسعها لتنهض بالمؤسسات التعليمية التنويرية قلباً و قالباً....
و التحية مجدداً لكاتب الموضوع لأنك أعدت إليّ ذكريات محببة لداخلي و ما زلت أذكر بعضا من تلاميذي و بعض المواقف الحلوة آنذاك ، فشكراً لك و كل الاحترام للجميع
والسلام ختام و خير الكلام و الصلاة والسلام على رسول الله
نهى
|