لا أعتكاف إلا في المساجد الثلاث
إن في هذه المسألة خلاف بين العلماء وكلٌ على حسب فهمه للحديث فلقد قال الشيخ الألباني رحمه الله ثم وقفت على حديث صحيح صريح يخصص ( المساجد ) المذكورة في الآية بالمساجد الثلاثة : المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى وهو قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة [ أخرجه الطحاوي والإسماعيلي والبيهقي بإسناد صحيح عن حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه وهو مخرج في " الصحيحة " ( رقم 2786 ) مع الآثار الموافقة له مما ذكرنا أعلاه وكلها صحيحة . ] . وقد قال به من السلف فيما اطلعت حذيفة بن اليمان وسعيد بن المسيب وعطاء إلا أنه لم يذكر المسجد الأقصى وقال غيرهم بالمسجد الجامع مطلقا وخالف آخرون فقالوا : ولو في مسجد بيته .
فهذا خلاف بين الصحابة أنفسهم ولكن علينا أن نأخذ بالسنة النبوية فلو عارض قول عالم قول النبي صلى الله عليه وسلم فعلينا أن نأخذ بقول النبي صلى الله عليه وسلم.
وبالنسبة إلى الآية الكريمة ( وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) فهناك اختلاف أيضا في تفسيرها فالذين يؤيدون الحديث فيقولون أن الألف والام للعهد وليست للعموم فإن تفسيرها ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد التي أخبركم بها النبي كقوله تعالى وأقيموا الصلاة فإنه لا يجوز إقامة صلاة الماجوس وعبدة الشمس وإنما الصلاة التي أخبرنا بها النبي.
وندعوا الله أن يظهر لنا الحق ويرزقنا اتباعه آمين يارب العالمين.