عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 25-06-2023, 11:42 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,265
الدولة : Egypt
افتراضي إيراد الكلام على خلاف مقتضى الظاهر

إيراد الكلام على خلاف مقتضى الظاهر
عبدالشكور معلم عبد فارح



قد تقتضي المناسبة العدول بالكلام عن مقتضى ظاهر الحال، فيُنزل العالم بالخبر منزلة الجاهل، وغير المنكِر منزلة المنكِر، ويوضع الماضي موضع المضارع وعكسه، والضمير موضع الظاهر وعكسه، ومن ذلك:
استعمال الخبر للإنشاء وعكسه:
قد يوضع الخبر موضع الإنشاء لأغراض منها:
1- التفاؤل: نحو: هداك الله، وفَّقك الله، تفاؤلًا بأن الهداية والتوفيق حصلا بالفعل.

2- الاحتراز عن صورة الأمر تأدبًا: نحو: رحم الله فلانًا.

3- المبالغة في الطلب؛ كقوله تعالى: ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ [البقرة: 84]، لم يقل: (لا تسفكوا) مبالغةً في النهي حتى كأنهم امتثلوا.


وقد يوضع الإنشاء موضع الخبر لأغراض؛ منها:
إظهار العناية بالشيء والاهتمام به؛ كقوله تعالى: ﴿ قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ [الأعراف: 29]، لم يقل: «وإقامة وجوهكم» إشعارًا بالعناية بأمر الصلاة.


الاحتراز عن مساواة اللاحق بالسابق؛ كقوله تعالى: ﴿ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ [هود: 54] لم يقل «وأشهدكم»، تحاشيًا عن مساواة شهادتهم بشهادة الله.


المصدر: كتاب البلاغة الميسرة


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.89 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.27 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.22%)]