عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 29-08-2023, 08:59 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,000
الدولة : Egypt
افتراضي رد: القبائلية وفقه النسب والانتساب


وَغَدَاةَ بَدْرٍ كَانَ أَوَّلَ فَارِسٍ
شَهِدَ الوَغَى فِي اللَّامَةِ الصَّفْرَاءِ
نَزَلَتْ بِسِيْمَاهُ المَلائِكُ نُصْرَةً
بِالحَوْضِ يَوْمَ تَأَلُّبِ الأَعْدَاءِ


ويقول الشاعر الأخطل النصراني:
والناس همُّهم الحياة ولا أرى
طول الحياة يزيد غير خبال
وإذا افتقرت إلى الذَّخائر لم تجد
ذخرًا يكون كصالح الأعمال



ويروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه كان ينشد هذه الأبيات ويترنَّم بها:
إن المكارم أخلاق مطهرة
فالعقل أولها والدين ثانيها
والعلم ثالثها والحلم رابعها
والجود خامسها والعرف ساديها
والبر سابعها والصبر ثامنها
والشكر تاسعها واللين عاشيها
والعين تعلم من عيني محدثها
إن كان من حزبها أو من أعاديها
والنفس تعلم أني لا أصدقها
ولست أرشد إلا حين أعصيها


الوقفة الثانية:
الكلام في سير الأموات يجب أن يكون لهدف وهو الاعتبار والإفادة، وذلك أن في ذكر الفضائل والمكارم وتعزيزها في النفوس وتحبيبها إلى القلوب مصلحة عظيمة.


وهذه الوقفة تتضمن عدة نقاط مهمة هي:
الفخر بمكارم الآباء والأجداد والحديث عنها على وجه ليس فيه إفراط ولا تفريط، ومن غير أن يسيء إلى أحد هو من الفخر بخصال التقوى، وهذا الأصل فيه الإباحة.


قال الله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ [الحجرات: 13].


فقوله تعالى: ﴿ لِتَعَارَفُوا: "علة للجعل؛ أي: جعلناكم كذلك ليعرف بعضكم بعضًا فتصلوا الأرحام وتبينوا الأنساب والتوارث لا لتفاخروا بالآباء والقبائل، والحصر مأخوذ من التخصيص بالذكر والسكوت في معرض البيان"؛ انظر: تفسير الألوسي (ج 19/ ص 289).


وقوله تعالى: ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ "تعليل للنهي عن التفاخر بالأنساب المستفاد من الكلام بطريق الاستئناف الحقيقي كأنه قيل: إن الأكرم عند الله تعالى والأرفع منزلة لديه عز وجل في الآخرة والدنيا هو الأتقى، فإن فاخرتم ففاخروا بالتقوى"؛ انظر: تفسير الألوسي (ج 19/ ص 290).


والفخر مما عرف عن العرب في الجاهلية، فجاء الإسلام فلم يحرمه وإنما جعل له حدًّا وضابطًا، وهذا مما ينبغي أن نلتفت إليه في هذا المقال حتى لا نخلط أخلاق الإسلام بأخلاق الجاهلية، فالنبي صلى الله عليه وسلم لخص رسالته في هذه الكلمات: "إنما بُعِثْت لأُتمِّم مكارم (وفي رواية صالح) الأخلاق"، والحديث في سلسلة الأحاديث الصحيحة (1/ 8)، وصححه الشيخ الألباني في الأدب المفرد (1/ 104).


بل إن أكرم الخلق صلى الله عليه وسلم كما في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال: "في يوم حنين كان أبو سفيان بن الحارث آخذًا بعنان بغلته -يعني بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم- فلما غشيه المشركون نزل فجعل يقول: "أنا النبيُّ لا كذب، أنا ابنُ عبد المطلب".


قال: "فما رُئي من الناس يومئذٍ أشد منه"؛ متفق عليه.


قال أهل العلم: ومن فوائد هذا الحديث: "جواز الفخر والندابة عند القتال"؛ انظر: شرح ابن بطال على صحيح البخاري (ج 9/ ص 88).


وقالوا أيضًا: "كيف قال النبي صلى الله عليه وسلم: أنا ابن عبد المطلب؟ فانتسب إلى جده دون أبيه؟ فالجواب: أنه صلى الله عليه وسلم كانت شهرته بجده أكثر؛ لأن أباه عبدالله توفي شابًّا في حياة أبيه عبد المطلب قبل اشتهار عبد الله، وكان عبد المطلب مشهورًا شهرة ظاهرة شائعة، وكان سيد أهل مكة، وكان كثير من الناس يدعون النبي صلى الله عليه وسلم ابن عبد المطلب ينسبونه إلى جده لشهرته"؛ انظر: شرح النووي على مسلم (ج 6/ ص 230).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.64 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.01 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.04%)]