| 
 رد: المرأة والأسرة 
 المرأة والأسرة – 1176
 
 الفرقان
 
 
 
 
 
 قال   الله -تعالى-: { يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ   النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ   الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا} (الأحزاب: 32)،   هذه من الآداب التي أمَر اللهُ -تعالى- بها نساء النبي - صلى الله عليه   وسلم -، ونساء الأمَّة تبعٌ لهن في ذلك، وإنما وَجَّهَ الخطاب لهن؛ لأن لهن   فضيلةً ومنزلةً لا يلحقهن فيها أحد من النساء.        وأول تلك الوصايا التقوى {إِنِ اتَّقَيْتُنَّ} (الأحزاب: 32)؛ لأن   التقوى هي المنطلق، ثم بعدها ألا يخضعن بالقول {فَلَا تَخْضَعْنَ   بِالْقَوْلِ} (الأحزاب: 32)؛ بمعنى ألا يعمَدْن إلى ترقيق كلامهن إذا خاطبن   الرجال؛ حتى لا يطمع فيهن مَن في قلبه ريبة ودَغَلٌ، بل يكون كلامهن   جزلًا، وقولًا فصلًا، بلا ترخيم، ولا تَغَنُّج (تدلل)؛ إذ لا يحل للمرأة أن   تخاطب الرجال الأجانب كما تخاطب زوجها، وذلك قوله -جل وعلا-: {فَلَا   تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ   قَوْلًا مَعْرُوفًا} (الأحزاب: 32)، فلهذا لابد أن ندرك أنَّ التساهل   بالحديث بين المرأة والرجل الأجنبي هو المفتاح الأول للشيطان؛ ليدخل   بينهما، والمسألة ليست على سبيل التهمة لرجل، ولا امرأة؛ ولكن هذا أمر   ربنا، وهو العليم الخبير، وهو الخالق لهذا الإنسان ذكرًا أو أنثى، فإنه -جل   وعلا- يخبرنا بأن الخضوع بالقول ابتداء ربما فتح الباب للشيطان؛ ولذلك  كان  من علامات عقل المرأة، ودلائل عظيم حشمتها أن كلامها مع الرجال  الأجانب  يلاحظ فيه هذا الأساس الذي أمر به القرآن الكريم. الحياء خلق كريم، يحمل صاحبه على ترك القبائح والرذائل والتحلي   بالفضائل، وارتياد معالي الأمور، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم   -: «الحياء لا يأتي إلا بخير»، ودين الإسلام مبني على الحياء؛ ولهذا قال   رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن لكل دين خلقًا، وخلق الإسلام   الحياء»، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا لم تستح فاصنع ما   شئت»، وروى البخاري من حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: «كان رسول   الله - صلى الله عليه وسلم - أشد حياءً من العذراء في خدرها»، والخدر: هو   الستر الذي يمد للجارية الشابة في ناحية البيت، فقد ربى الإسلام بنات   المسلمين على الحياء وهي في الخدر، فكيف إذا كانت خارج البيت لحاجة وضرورة؟الحياء صفة عظيمة في الإسلام
 
 المرأة الصالحة من أسباب السعادة عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- عن رسول الله - صلى الله عليه  وسلم -  أنه قال: «أربعٌ من السعادة: المرأةُ الصالحة، والمسكنُ الواسِع،  والجارُ  الصالح، والمَرْكَب الهنيء، وأربعٌ من الشقاء: المرأة السوء،  والجار السوء،  والمركب السوء، والمسكن الضيِّق»، وقوله - صلى الله عليه  وسلم -: «المرأة  الصالحة»: فالمرأة الصالحة من أسباب السعادة وهي خيرُ  مَتاع الدنيا، كما  وصَفَها -  صلى الله عليه وسلم - أيضًا بقوله: «فمن  السعادة: المرأة  الصالحة، تراها فتُعجِبك، وتَغِيب عنها فتأمنها على نفسها  ومالك»؛ كذلك  وصَفَها - صلى الله عليه وسلم - في حديثٍ آخر بقوله: «خير  النساء التي  تسرُّه إذا نظر، وتُطِيعه إذا أمر، ولا تُخالِفه في نفسها ولا  مالها بما  يكره»؛ فخيرُ النِّساء التي تسرُّ زوجَها بهيئتها الجميلة إذا  نظر إليها،  وتُطِيعه في كل أمر معروف.
 
 من مواقف المرأة المسلمة في الحياء، ما جاء عن عطاء بن أبي رباح أن  عبد  الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال له: «ألا أريك امرأة من أهل  الجنة؟»،  قال: «بلى»، قال: «هذه المرأة السوداء، أتت النبي - صلى الله  عليه وسلم -  فقالت: «إني أُصرع، وإني أتكشف؛ فادع الله لي»، قال: «إن شئت  صبرت ولك  الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك»، فقالت: «أصبر»، فقالت:  «إني أتكشف؛  فادع الله لي ألا أتكشف»، فدعا لها»، فانظر كيف طلبت من رسول  الله - صلى  الله عليه وسلم - أن يدعو الله لها ألا تنكشف عند الصرع، مع  أنها معذورة،  ولكنها لا تحب ذلك، فكيف حال من تكره الحجاب وتفتخر  بالتبرج؟!من مواقف المرأة المسلمة في الحياء
 قال -تعالى-: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ   وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ   بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ   أَبْصَارِهِنَّ} (النور: 30-31)، وغض البصر معناه الخفض وإطباق الجفن على   العين؛ بحيث يمنع الرؤيا، وقد يكون بمجرد صرف البصر عن المنهي عنه، وقال   الشيخ ابن باز -رحمه الله- في تفسير هاتين الآيتين: «فأمر الله نبيه -عليه   السلام- في هاتين الآيتين الكريمتين يأن يأمر المؤمنين والمؤمنات بغض   الأبصار، وحفظ الفروج، وما ذاك إلا لعظم فاحشة الزنا، وما يترتَّب عليها من   الفساد الكبير بين المسلمين، ولأن إطلاق البصر من وسائل مرض القلب، ووقوع   الفاحشة، وغض البصر من أسباب السلامة من ذلك».إطلاق البصر فيما نهى الله عنه
 لقد فرق النبي - صلى الله عليه وسلم -   بين الجليس الطيب والجليس السوء، فالجليس الطيب يأخذ بيد صاحبه إلى مرضاة   الله -تعالى- فيكون سببا في سعادته دنيا وأخرى، والجليس السوء -عياذا   بالله- يقود صاحبه إلى سخط الله وغضبه؛ فيكون سببا في شقائه في الدنيا   والآخرة، وكما قالوا: (الصاحب ساحب)؛ فلتنظر المرأة مَن تخالل. أخرج أبو   داود أن النبي -صلى الله عليه وسلم - قال: «المرء على دين خليله؛ فلينظر أحدكم مَن يخالل».احذري مصاحبة صديقات السوء!المرأة الصالحة القانتة هي التي تحفظ غيبة زوجها، كما تحفظ حضوره  فتصون  بذلك عرضه وسمعته، وتقر في بيتها، وإن خرجت، تعطي للطريق حقه، فتخرج  محجبة  ومستترة بستر الله، وعليها الوقار، وتغض بصرها، وتخفض صوتها، فلا  تقول إلا  قولا معروفا، لا خضوع فيه ولا تكسر، والمرأة الصالحة العفيفة، لا  تتزين  إلا لزوجها.
 
 
 من حقوق المرأة في الإسلام حق اختيار الزوج فليس لأحد إجبارها على   الزواج أو على زوج لا تريده سواء كانت بكرا أم ثيبا فعن ابن عباس «أنَّ   النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «الثَّيِّبُ أَحَقُّ بِنَفْسِهَا مِنْ   وَلِيِّهَا وَالْبِكْرُ تُسْتَأْمَرُ وَإِذْنُهَا سُكُوتُهَا» رواه مسلم   (1421) وهذا خبر بمعنى الأمر فلا تجبر المرأة البالغ العاقل بكرا أو ثيبا   على من لا تريده من الرجال.من حقوق المرأة في الإسلام
__________________  سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك  فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى. 
			 التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 23-05-2024 الساعة 01:19 AM.
 |