[ابوالوليد المسلم]

لماذا أفرج "القسّام" عن ثلاث رهائن رغم استمرار الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة؟

أحمد حسونة
لماذا أفرج “القسّام” عن ثلاث رهائن رغم استمرار الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة؟


يبدو أن معركة حماس مع إسرائيل مليئة في جعبتها بالمفاجآت والتي يراها البعض غير مفهومة أو مبررة، فبعد إعلان حماس أنها قامت بأسر ما يتعدى ال150 أسيراً من إسرائيل بجنسيات مختلفة، وأن حماس ستقوم بإعدام أسير كل فترة ما لم توقف إسرائيل هجومها الوحشي على قطاع غزة، يطل علينا أبو عبيدة، المتحدث الرسمي باسم كتائب القسام ليعلن عن إطلاق سراح رهينة إسرائيلية وطفليها من الأسر، الأمر الذي لاقى استنكاراً واسعا في المجتمع العربي والدولي وتساءل الكثيرون عن سبب قيام حماس بتلك الخطوة، لكن العجب سيزول بعد قراءتك هذا المقال للنهاية.

يبدو أن معركة حماس الطاحنة قد فتحت الشهية للساسة المراقبين للأوضاع في فلسطين للخوض في أبعاد هذه الحرب الاستثنائية، ومحاولة توقع التحولات التي سوف تصيب المنطقة سياسياً وأمنياً على الأقل، فقد شهدت الساحة السياسية استنكارات وتساؤلات عديدة منذ بداية هجمات حماس على إسرائيل، كان آخرها هو التحول في موقف الناطق باسم القسام، ابوعبيدة، من إعدام للرهائن لو استمر قصف المدنيين في غزة دون سابق إنذار، إلى الإفراج عن ثلاثة منهم، ليخرج المتحدث باسم جيش الإحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي تبدو عليه الدهشة معلنا أن الحقيقة سوف تتضح معالمها أكثر في الأيام المقبلة”، على حد وصفه، كما وصف حماس بالبربرية والوحشية.
أثار خبر إطلاق الرهائن الإسرائيليين جدلاً كبيراً في الشارع العربي منذ اللحظات الأولى لإعلانه، كما أحدث جدلا في الأوساط السياسية والدولية، بل إن مراقبين قالوا إنه أحدث جدلاً وهلعا داخل حركة حماس نفسها، حيث أن قضية إعدام الرهائن قضية جدلية حادة على المستوى الفقهي الإسلامي، ومن ثم الشعبي، ناهيك عن تجريمه ورفضه في كل الأعراف والقوانين الدولية، ومن الممكن أن يكون ذلك ما دفع الجهازُ العسكري في حماس لاتخاذ هذا القرار منفرداً دون السياسي.
مفاجأة الإفراج عن الرهائن

على الرغم من عدم تنفيذ إسرائيل شروط حماس بوقف إطلاق النار على قطاع غزة، وتصريح أبو عبيدة أنه لا تفاوض قبل إيقافه، تفاجئنا حركة حماس بالإفراج عن بعض الرهائن، وقد يكون السبب وراء ذلك هو إدراك الجناح العسكري لحركة حماس أن هذا الإعلان لم يكن صائبا من البداية ولم يتم دراسة تبعاته الكارثية على الحركة، وما لقيته من تأثير في الغرب، وتأثير كل ذلك على الصورة “التحررية” التي سعت حماس لإثباتها للعالم من أنها حركة مقاومة وليست بإرهابية كما يصفها الغرب.
كذلك من الممكن أن تكون حركة حماس تسعى بهذه المبادرة إلى تقديم حسن نيتها ومحاولة تصحيح الصورة التي تحاول إسرائيل تصديرها إلى العالم بأن حماس تستهدف النساء والأطفال، بالإضافة إلى تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن حول رؤيته صوراً لأطفال إسرائيليين “قطعت رؤوسهم على يد حماس”، مما يعطي دلالة على محاولات الحركة بثَّ رسائل إيجابية، وأنها غير معنية بمزيد من التصعيد.