الموضوع: الإيمان بالقدر
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 25-10-2023, 10:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,225
الدولة : Egypt
افتراضي الإيمان بالقدر

الإيمان بالقدر
الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله


أ - حكمه: واجب، وهو أحد أصول الإيمان الستة؛ قال - تعالى -: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ [القمر: 49].


ب - صفته: أن تعلم أن ما شاء الله كان، وما لم يشأ الله لَم يكن، وأن ما أصابك لَم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك.


جـ - مراتب القدر أربع:
1- علم الله بالأشياء قبل كونها.
2- كتابته لها قبْل خلْق السموات والأرض.
3- مشيئته لها.
4- خلقه لها، وإيجاده وتكوينه.


جمعها الشاعر بقوله:
عِلْمٌ كِتَابَةُ مَوْلانَا مَشِيئَتُهُ
كَذَاكَ خَلْقٌ وَإِيجَادٌ وَتَكْوِينُ




د - وأنواع التقادير أربعة:
1- التقدير السابق في علم الله، وكتابته في اللوح المحفوظ.
2- التقدير العمري في بطن الأم للرزق، والأجل، والعمل، والسعادة، والشقاوة.
3- التقدير الحولي في ليلة القدر، يُقَدَّر فيها ما يكون في السنة.
4- التقدير اليومي لكلِّ ما يحدُث؛ ﴿ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ [الرحمن: 29].


وكل هذه التقادير كتفصيل للقدر السابق، وهو لا يمنع العمل، ولا يوجب الاتِّكال عليه؛ بل يوجب الخوف والجد والاجتهاد والمواظَبة على العمل الصالح[1].


قال الله - تعالى -: ﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا [التوبة: 51]، وقال - تعالى -: ﴿ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ [التغابن: 11]، وقال بعض السلَف: هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله، فيرضى ويسلم، وقال - تعالى -: ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ [الحديد: 22، 23].


وبالله التوفيق، وصلى الله على محمدٍ وآله وصحبه أجمعين.

[1] انظر: "شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل"، لابن القيم، ص 19 - 42 - 50.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.19 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.56 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.65%)]