عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-12-2023, 09:54 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,188
الدولة : Egypt
افتراضي ولا تنازعوا فتفشلوا

ولا تنازعوا فتفشلوا



كتبه/ عبد العزيز خير الدين
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فإن مما يؤلم النفس ويحرقها، ويصيب كل مسلم غيور على دينة بنوع من اليأس والإحباط، أن ترى حال الأمة الإسلامية -إلا من رحم الله- إما تفرق دائم لا يمكن الاجتماع على كلمة سواء، أو تنازع يؤدي إلى الهزيمة والفشل، فتكالبت علينا الأعداء من كل مكان، وزدنا وهنا على وهن، وقد ظهر هذا جليًّا حين تتعرض أمة مستضعفة للبطش والفتن والابتلاء.
بل الطامة الكبرى أن ترى بعض المسلمين يوالي أعداء الله، ويتعاون معهم، بل ويعاونهم على حساب كل مستضعف أو مظلوم لأسبابٍ كلها سراب، أقلها جرمًا اتقاء شرهم أو مكرهم؛ رغم ما منحه الله للأمة الإسلامية من إمكانيات علمية ومادية وبشرية، لكن للأسف، ألا في الفتنة سقطوا.
وقد بيَّن الله ذلك في كتابه العزيز، وكأن الآيات نزلت اليوم، قال -تعالى-: (‌فَتَرَى ‌الَّذِينَ ‌فِي ‌قُلُوبِهِمْ ‌مَرَضٌ ‌يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ) (المائدة: 52).
إن النصر والتمكين، والأمن والعزة، والكرامة والاستقرار، لا يأتي بالشعارات ولا بقوانين غربية تطبق على المسلمين فقط! بل بطاعة الله -عز وجل- أولًا، وطاعة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، والاعتصام، وعدم التفرق أو التنازع، وإعلاء المصالح العامة على الخاصة، وتحقيق عقيدة الولاء والبراء، مع الأخذ بالأسباب، هنا سيأتي النصر مهما طال الزمن، قال -تعالى-: (‌وَأَطِيعُوا ‌اللَّهَ ‌وَرَسُولَهُ ‌وَلَا ‌تَنَازَعُوا ‌فَتَفْشَلُوا ‌وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (الأنفال: 46)؛ ولذا حرص النبي -صلى الله عليه وسلم- على الحفاظ على الوحدة والائتلاف، وتجنب التنازع والاختلاف في جميع مجالات الحياة؛ حتى لا تصاب الأمة بالوهن، كما في حديث ابْنَ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَصْبِرْ عَلَيْهِ؛ فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَمَاتَ، إِلَّا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً) (رواه البخاري).
وإذا كان الترابط وعدم التنازع واجبًا في نطاق الأسرة والمجتمع، فمن باب أولى أن يكون هدفًا ومقصدًا وغاية للأمة كلها بعد تحقيق كمال العبودية لله -تعالى- (هنا سيقذف الله المهابة في قلوب أعدائها).
فاللهم ألِّف بين قلوبنا، واجمعنا على كلمة سواء، وانصر إخواننا المسلمين المستضعفين في كلِّ مكان.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.72 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.10 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.99%)]