[ابوالوليد المسلم]

وما المرء إلا بأخلاقه

وما المرءُ إلا بأخلاقِـــــــــــــــهِ
وما غيرُها فيهِ إلا صُـــــورْ
فَزِنْهُ بها إنْ تُرِدْ عِلْمَـــــــــــــــه
كما قالَ أهلُ الحِجا والنَّظـرْ
إذا أحْسَنَ الفعلَ في أهلِــــــــهِ
وزيَّنهُ الخُلْقُ بينَ البَشـــــــرْ
ودامتْ عليهِ السَّجايا الحِسانُ
ولو في ثنايا العَنا والضَّجـرْ
وألْقَى عن النَّفْسِ أدرانَها
ونزَّهَها عن نعوتِ الكَــــــدرْ
فذاكَ الذي شأنُهُ في الفؤادِ
جليلٌ فنِعمَ الصديقُ الأَغــــرْ
ومَنْ ساءَ بين الورى خُلْقُهُ
وأفسدَ في سَعيهِ وانحــــدرْ
وما عاتبَ النفسَ عنْ غيِّها
لِتجبُرَ في خُلْقِها ما انكســـرْ
وظنَّ الصوابَ بسوءٍ أتى
وباهى بما قد أسا وافتخـــرْ
فذاكَ الذي قدرُهُ لم يزلْ
دَنِيًّا ولو كانَ سامي الخَطــرْ
تضيقُ به النفسُ إنْ ما بدا
ويطردُه البالُ إذْما خَطـــــــرْ
ويُبغضُهُ القلبُ من شرِّه
ويحقِرُهُ إنْ رآهُ البصــــــــــرْ
ويَسعى إلى مُشتهاهُ ولا
يُراعي المشاعرَ حينَ اقْتَــدرْ
عذابٌ على الأهلِ والمُبتلى
بهِ في الأنامِ يُلاقي الضَّــــررْ
فطيِّبْ حياتَك يا صاحبي
بِخُلْقٍ جميلٍ كطِيْبِ الزَّهَـــــرْ
لتسموَ عند الإلهِ الكريـمِ
وتُصبحَ بعدُ حبيبَ البشـــــــرْ
__________________________________________________ _________
الكاتب: عبدالله بن عبده نعمان العواضي