الموضوع: قواعد نبوية
عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 14-12-2023, 12:34 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,861
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قواعد نبوية

قواعد نبوية (7)

اتَّقِ اللهَ حيثُما كنتَ


  • الوصية بتقوى الله ليست فقط خاصة بأمتنا أمة النبي صلى الله عليه وسلم بل شملت الأمم الماضية أيضا
من القواعد النبوية العظيمة التي جاءت في حديث أبي ذر الغفاري - رضي الله عنه - الذي قال فيه: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اتَّقِ اللهَ حيثُما كنتَ، وأتبِعِ السَّيِّئةَ الحسَنةَ تَمْحُهَا، وخالِقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسنٍ»، والحديث فيه ثلاث قواعد من جوامع كلام النبي - صلى الله عليه وسلم -، وتحتوي على معان عظيمة، فيها علاقة الإنسان أولا مع الله -تعالى-. ثانيا: علاقة الإنسان مع نفسه. ثالثا: علاقة الإنسان مع الناس من حوله، وأول هذه القواعد وأسها وأساسها -التي تضمن للإنسان السعادة والنجاة في الدنيا والآخرة- (اتَّقِ اللهَ حيثُما كنتَ).
قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذه الوصية العظيمة موصيا جميع المؤمنين أن يتقوا الله -تعالى- أينما كانوا في سفر أو حضر، كانوا بمفردهم أم مع الجماعة، على الإنسان أن يكون متقيا لله -تعالى-، فما معنى تقوى الله؟ ما معنى أن يكون الإنسان متقيا لله -تعالى؟ الإجابة سهلة ويسيرة، أن يعمل بالطاعة ويبتعد عن مخالفة الله -تعالى- والمعصية، يعمل بالطاعة ويحذر من المعصية، وهذا ما أجمع عليه علماء المسلمين، أنّ تقوى الله -تعالى- هي العمل بطاعة الله والبعد عن معاصيه.
وصية عظيمة
اتَّقِ اللهَ حيثُما كنتَ، هذه الوصية العظيمة، الوصية بتقوى الله -تعالى- هي وصية الله -جل وعلا- لجميع الناس، قال ربنا -جل وعلا-: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ}، إذًا ليست الوصية بتقوى الله فقط لأمتنا أمة النبي - صلى الله عليه وسلم -، بل حتى الأمم الماضية الله -تعالى- أوصاهم بتقواه، ومن اتقى الله فرّج الله عنه كل هم وكل غم وكل مشكلة يقع فيها، ويجعل الله له منها مخرجا، قال ربنا -جل وعلا- {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}، الإنسان يقع في مشكلات في الحياة الدنيا في عمل، في وظيفة، في تجارة، في مشكلة اجتماعية، وفي غيرها، وفي بعض الأحيان تكون هذه المشكلة مغلقة ليس لها حل، فمن كان ملازما لتقوى الله، الله -تعالى- يكتب له فرجًا ونجاةً وتيسيرا من طريق لا يشعر به. ولا يظن أن هذا الطريق أو هذا الباب سيأتي منه الفرج، وقول الله -تعالى- حق وصدق {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا}، {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا }، مشكلة اجتماعية، أو مشكلة أسرية، أو مشكلة مع الأولاد، أو مشكلة في الدوام، أو في التجارة أو في الدراسة أو في غيرها، الله -عز وجل- يجعل لك فرجا ومخرجا ونصرا وفوزا من طريق لا تتوقعه، ممكن تظن أنه سيأتيك الفرج أو التيسير، لكن لم تكن تظن أنه سيأتيك من هذا الباب، {وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} أي من حيث لا يظن.
وصية جميع الأنبياء والمرسلين
وهذه الوصية بتقوى الله -تعالى- هي وصية جميع الأنبياء والمرسلين لأقوامهم؛ لذلك جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - وأوصانا بهذه الوصية (اتَّقِ اللهَ حيثُما كنتَ)؛ لأن بعض الناس إذا كان مع الناس ومع الجماعة في الأماكن العامة تجده يحذر ويخاف ومتقيا وملتزما ببعض الأمور إما في العبادة أو غير ذلك. أما إذا كان بمفرده فإنه ينتهك محارم الله -تعالى-؛ لذلك قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «اتَّقِ اللهَ حيثُما كنتَ»، والله -عز وجل- أوصانا بالتزود من التقوى؛ فقال {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ}. فخير ما يتزود به الإنسان، وهو خير من الدنيا وما فيها أن يتزود بتقوى الله.
كيف يتزود الإنسان بالتقوى؟
بأن يحافظ على ما أمر الله -تعالى- به، وما أمر الله به يسير والحمد لله؛ فديننا دين يسر وسهولة، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «بعثت بالحنيفية السمحة»، ديننا دين سهولة ويسر، صل قائما فإن لم تستطع فجالسا، فإن لم تستطع فعلى جنب. الله -تعالى- افترض علينا الصيام، ثم قال الله -تعالى-: {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}، وهذه من أوضح الدلالات على أن دين الإسلام دين يسر وسهولة وتيسير، ليس دين شدة وتعنت على المؤمنين. لذلك على الإنسان أن يكون حريصا على هذه الوصية العظيمة، وهذه القاعدة النبوية الجليلة (اتَّقِ اللهَ حيثُما كنتَ) في إقامته وفي سفره، أمام الناس أو كان بمفرده، بالليل أو بالنهار، على الإنسان أن يتق الله حيثما كان، حتى يكتب الله له تيسيرا وفرجا ونصرا من حيث لا يحتسب.

اعداد: الشيخ: فهد الجنفاوي

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 12-05-2024 الساعة 10:38 AM.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.08 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.42 كيلو بايت... تم توفير 0.66 كيلو بايت...بمعدل (3.65%)]