الموضوع: المرأة والأسرة
عرض مشاركة واحدة
  #53  
قديم 02-02-2024, 07:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,535
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المرأة والأسرة

المرأة والأسرة – 1206

الفرقان





حرية المرأة الحقيقة
حرية المرأة الحقيقة هي تلك الحرية المستمدة من العبودية المطلقة لله وحدَه، فإذا استشعرت المرأة هذه العبوديةَ تحرَّرت من كلِّ عبودية سواها، ولتعلم المرأة المسلمُة أنَّ الأحكام الشرعية المقصدُ الأساس منها التعبد لله -تعالى- {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} (الملك: 2)؛ إذ إنَّ لذَّة التعبُّد تكمن في الطاعة لله - عزّ وجلَّ - باتِّباع أوامره واجتناب نواهيه: فالمسلمة الرَّاسخة الإيمان تُسَلِّم لشرع الله، وهي على يقين بحِكمة الشارع الحكيم، عَرَفت الحِكمة أو لم تعرفها.
نساء الأنصار.. نموذج الاستجابة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم
إن وقوف المسلمة على قاعدة السمع والطاعة لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم - لهوَ من أهم القواعد المثبِّتة على طريق الهداية؛ لأن معنى هذا دوام الصلة القوية بينها وبين الله، فضلاً عن إظهار عبوديتها الحقة لله -تعالى- بذلك. ولعل من الصور المهمة التي تجسد لنا مدى سرعة استجابة المرأة الصالحة لأوامر ربها -عز وجل- ورسوله - صلى الله عليه وسلم - ما فعلته نساء الأنصار عندما نزلت آية الحجاب، في الوقت الذي نرى فيه اليوم كثيرا من النساء في غفلة عن ذلك، فالأم لا تريد لابنتها الحجاب حتى تتزوج، وأخرى تعتقد أن الحجاب سيدفنها ويقضي عليها، وسيحرمها من التمتع بالحياة، وثالثة تظن أن الحجاب له قيوده وضوابطه ومتطلباته، وهي لا تزال صغيرة لا تريد مثل هذه القيود والضوابط، فلتتأمل كل امرأة ترجو الله والدار الآخرة موقف نساء المهاجرين والأنصار، ولتتخذهن قدوة صالحة لها، عسى أن تسير في طريق الهداية وتثبت عليه، عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: «يرحم الله نساء المهاجرين الأول، لما أنزل الله: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} (النور: 31) شققن مروطهن فاختمرن بها»، وفي رواية: «أخذن أزرهن فشققنها من قبل الحواشي فاختمرن بها»، وعن صفية بنت شيبة -رضي الله عنها- قالت: بينا نحن عند عائشة -رضي الله عنها- قالت: فذكرن نساء قريش وفضلهن، فقالت عائشة -رضي الله عنها-: «إن لنساء قريش لفضلًا، وإني والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار، وأشد تصديقًا لكتاب الله ولا إيمانا بالتنزيل؛ فقد أنزلت سورة النور: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} فانقلب رجالهن إليهن يتلون عليهن ما أنزل الله فيها، ويتلو الرجل على امرأته وابنته وأخته وعلى كل ذي قرابة، فما منهن امرأة إلا قامت إلى مرطها المرحل فاعتجرت به، تصديقًا وإيمانًا بما أنزل الله من كتابه، فأصبحن وراء رسول الله -صلى الله عليه وسلم - معتجرات، كأن على رؤوسهن الغربان».
دور المرأة المسلمة في المواقف الصعبة
كان للمرأة المسلمة دور رائد في تاريخ الإسلام وفي أخطر الظروف من حياة الدعوة، فكانت أم سلمة مثلًا أعلى للنساء في قصة الحديبية، حين اعترض الصحابة على بعض بنود الصلح، فلما فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من كتابة المعاهدة، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: «قوموا فانحروا ثم احلقوا»، فما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يقُم منهم أحدٌ، دخل على أم سلمة، فذكر لها ما لَقِيَ من الناس، فقالت أم سلمة: يا نبي الله، أتحب ذلك، اخرج ثم لا تكلِّم أحدًا منهم كلمة، حتى تنحر بدنك، وتدعو حالقك فيحلقك، فخرَج فلم يكلِّم أحدًا منهم حتى فعل ذلك، نحر بدنه، ودعا حالقه فحلقه، فلما رأوا ذلك قاموا، فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضًا حتى كاد بعضهم يقتل بعضًا غمًّا».
من أخلاق المرأة الصالحة مع زوجها
حُسن خُلقها مع زوجها، وحُسن الظن به. لا تغتابه أو تنال منه، ولا تدع الفرصة لقريب أو بعيد أن يغتابه أو ينال به. القيام بحقوقه الزوجية خير قيام. الاهتمام بتربية أولادها التربية الإسلامية الصحيحة. ألا تطلب زوجها بما يفوق طاقته من النفقة ونحوها. الحرص على طلب مرضاة زوجها، كما حثها على ذلك الشرع، ولا تتكاسل عن ذلك.
المرأة المسلمة والإحسان إلى جيرانها
دعت الشريعة الإسلامية إلى الترابط والتآخي والتآلف؛ فحينما هاجر النبي -صلى الله عليه وسلم - آخي بين المهاجرين والأنصار؛ لتتآلف القلوب وتقوى أواصر الأخوة بين المسلمين؛ ولهذا شجع الإسلام كل خصلة تقوي تلك الروابط، ومن هذا وصيته بالجارة لنساء المؤمنين وزوجات المؤمنين من بعدهن بالإحسان إلى جارتها، عن طريق إعطائها مما من الله به من طعام أو شراب، ولو شيئًا محقَّرًا عند الناس، فإنه سينفع الجارة ويدخل عليها السرور؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يا نساء المسلمات، لا تحقرن جارة لجارتها، ولو فرسن شاة»، فلتحرص المسلمة على الإحسان إلى جارتها، وتتعهدها بالزيارة والصلة والتعاون بكل ما ينفع.
حال الفتاة المؤمنة
حال كل فتاة مؤمنة ترجو رضا الله -تبارك وتعالى-، وتعمل للدار الآخرة، أن تكون حريصة على تقوية إيمانها وصلتها بخالقها وبارئها، نجاةً من كثرة الفتن التي تعجُّ بها المجتمعات ووسائل الإعلام والإنترنت في زمننا هذا، وحريصة على مراقبة ربِّها في كل لحظة ولمحة، فلا تجدها أبدًا في موطن شبهة، وإن غابت عن أعين الناس؛ لأنها تعلم أن ربها يعلم خائنة الأعين وما تُخفِي الصدور، وحريصة على صلواتها بالمحافظة عليها في أوقاتها، بخشوعها، وأركانها، وسننها، وواجباتها، ولا تُؤخِّرها عن وقتِها من غير عذر شرعي؛ لأن الله -تبارك وتعالى- قال: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} (النساء: 103)، كما أنها حريصةٌ على التفوق في دراستها، والتسلح بسلاح العلم والمعرفة، والرفع من مستوى إدراكها للحياة، واستثمار وقتها فيما يعود عليها بالخير والمنفعة، ويُحقِّق لها ما تفيد به نفسها ومجتمعها وبنات جنسها؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «طلب العلم فريضة على كل مسلم».
زينة المرأة المسلمة
بيَّنت السنة أنه أُحلَّ للمرأة من الزِّينة ما لم يحل للرَّجل أن يتزيَّن به، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «حُرِّمَ لباس الحرير والذَّهب على ذكور أمتي، وأُحِلَّ لإناثهم»؛ وما ذلك إلاَّ لأنَّ المرأة جبلت على حب الزِّينة، والتحلي بالثياب والمجوهرات وغير ذلك، كما قال -تعالى-: {أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ} (الزخرف: 18)، حتَّى قيل: إنَّ الزِّينة بالنسبة للمرأة في رتبة «الحاجيَّات»، وبفواتها تقع في الحرج والمشقَّة، ولزينة المرأة اهتمام خاص في التشريع الإسلامي أكثر من الاهتمام بزينة الرجل ولباسه؛ لأنَّ الزينة بالنسبة للمرأة أمر أساسي، فُطرت على حبه؛ ولهذا السبب رخص للمرأة من الزينة أكثر مما رخص للرجل، فأُبيح لها الحرير والذهب وغيرهما.
المرأة الصالحة خيرُ متاع الدنيا
أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم - أنَّ المرأة الصالحة خيرُ متاع الدنيا، وممَّا حُبِّب إليه من الدنيا؛ فقال: «الدنيا متاعٌ، وخير متاعِ الدنيا المرأةُ الصالحة»، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «حُبِّب إليَّ من الدنيا النِّساء والطِّيب، وجُعِل قرَّة عيني في الصلاة»، قال السندي: «قوله: «حُبِّب إليَّ من الدنيا النِّساء» قيل: إنما حبِّب إليه النساء؛ لينقلنَ عنه ما لا يطَّلع عليه الرِّجال من أحواله، ويُستحيا من ذِكْره.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.18 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 19.56 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.11%)]