عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-02-2024, 01:28 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,734
الدولة : Egypt
افتراضي حاجـة الأمة إلى خطباء يحركون مشاعرها ويتركون أثرا فيها

حاجـة الأمة إلى خطباء يحركون مشاعرها ويتركون أثرا فيها
يحيى بن حسن حترش

إن الدعوة الإسلامية في هذا الزمان هي أحوج ما تكون إلى خطباء يردونها إلى خالقها، ويَدحضون بحججهم تلك الشبهات التي علِقت فيها، ويكون لأساليبهم وجمال خطابهم وقعٌ وأثرٌ فيمن انحرف من شبابها، وكل ذلك لن يكون إلا إذا كان الخطيب يملك مهارات، يجذب من خلالها نفوس جمهوره، ويملِك بها أرواح متابعيه وحضوره.


ولن يكون ذلك إلا إذا كان للخطيب أساليبُ يثير بها مشاعرهم، وعنده قوة تأثير يحرك بها قلوبهم، وله القدرة على أن يصل بأسلوبه إلى ضمائرهم، ويجتث تلك المفاهيم الخاطئة والعقائد الفاسدة من أذهانهم.


وكذلك يكون له فنٌّ في إلقائه، وجمالٌ في أسلوبه وأدائه، يستطيع من خلالهما أن يدخل إلى قلوبهم فيصقلها، وعنده قوة في الحجة والأداء، يمحو بها ما ترسَّب في عقولهم ويزيلها.


فسحر الخطباء هو بأساليبهم وجذبهم، وتأثُّر الناس بهم، وليس بكثرة كلامهم وسرد أدلتهم، وارتفاع أصواتهم.


فليست الخطابة لفظًابلا معنى، وليست الخطابة عباراتٍ وكلماتٍ تتلى، إنما الخطابة قوالب وقلوب، وعِبارات وعَبرات.


ومما لا يخفىأن كثيرًا من المصلحين يحبُّ الواحد منهم أن يكون داعيًا إلى الله رب العالمين، ومبلغًا لدينه بين العباد أجمعين، بل يحبُّ أن يكون داعيًا مؤثرًا، يحرك كلامه المشاعر والجَنَان، وتذرف لوعظه ونصحه العينان.


كلنا يحب أن يكون لخطبه ومحاضراته تأثيرٌ بالغٌ في نفوس من يستمعون لكلامه، وإعجابٌ لمن يسمعون لخطابه وحواره، كلنا ينشرح صدره، وتطمئن نفسه إذا ما سمع متأثرًا بكلامه، أو معجبًا بطريقة أسلوبه وخطابه، ونتمنى جميعًا إذا ما وقفنا نتكلم في المساجد واللقاءات، أو المجامع والمنتديات - أن تكون أسماع الناس لحديثنا مصغيةً، ووجوههم لوعظنا ونُصحنا مُنشَدَّةً ومُنتبهةً، هذا هو هدفنا، وهذه هي بغيتنا ومطلبنا.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.23 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.60 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.12%)]