عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 12-03-2024, 03:25 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,601
الدولة : Egypt
افتراضي رد: دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا


دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)
محمد بن شامي مطاعن شيبة


(2)
الدرس الثاني
ماذا يجب عليك في صوم رمضان؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين
، وبعد:
فإن صيام رمضان عبادة عظيمة فعلى المسلم أن يهتم بها غاية الاهتمام، ومما يجب على المسلم لصيام رمضان ولكل صوم واجب ما يلي:


١ - أن يُبيِّت نية الصيام من الليل: (من أي جزء من الليل) ، ولو أكل بالليل سحوراً أو غيره بنية أن يصوم غداً فقد بيَّت النية من الليل، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (مَنْ لَمْ يُبَيِّتْ الصِّيَامَ مِنْ اللَّيْلِ فَلَا صِيَامَ لَهُ) رواه النسائي (صحيح) .
فيا أيها المسلم: بيِّت النية لكل يوم لما مرّ في الحديث،
ولأن كل يوم عبادة مستقلة فيجب التبييت له.
٢ - أن يمسك عن جميع المفطرات، من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس: (حتى تغرب الشمس) بنية التعبد لله عز وجل، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ) رواه الشيخان.
٣ - أن يتجنب المفطرات (يجب) ، وهذه المفط
رات هي أنواع:
الأول: الجماع بإيلاج الذكر في الفرج: وهو أعظم أنواع المفطرات وأعظمها إثماً، فمن جامع في نهار رمضان، والصوم واجبٌ عليه فإنه يلزمه القضاء والكفارة والتوبة إلى الله تعالى، كما جاء في حديث الرجل الذي وقع بامرأته في رمضان، فقال له - صلى الله عليه وسلم: (أَعْتِقْ رَقَبَةً قَالَ مَا أَجِدُهَا قَالَ فَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ قَالَ لَا أَسْتَطِيعُ قَالَ فَأَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا) رواه الشيخان.

الثاني من المفطرات: إنزال المني باختياره: بتقبيل، أو مباشرة، أو لمس، أو استمناء ونحو ذلك، وقد قال الله تعالى في الحديث القدسي: (يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي) رواه البخاري.


أما المباشرة والتقبيل واللمس بدون إنزال فلا يفطر به، لقول عائشة - رضي الله عنها: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ وَيُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ وَلَكِنَّهُ أَمْلَكُكُمْ لِإِرْبِهِ) رواه الشيخان. وأما الإنزال بالاحتلام أو بالتفكير المُجرّد فلا يفطر به.
الثالث: الأكل أو الشرب: من الفم أو الأنف، أيّاً كان المأكول أو المشروب، وقد قال تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البقرة: ١٨٧] . وقال - صلى الله عليه وسلم - للقيط - رضي الله عنه: (وَبَالِغْ فِي الِاسْتِنْشَاقِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا) رواه أهل السنن (صحيح) .
الرابع: ما كان بمعنى الأكل أو الشرب: وهو حقن الدم في الصائم؛ ل
أن الدم يغذي البدن، والإبر المغذية، وأما غير المغذية فلا يفطر بها.


الخامس: إخراج الدم بالحجامة: وكذلك سحب الدم الكثير، لقوله - صلى الله عليه وسلم: (أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ) رواه أحمد وأبو داود (صحيح) .
أما إخراج الدم اليسير للتحليل، والرعاف، والنزيف، وقلع السن، والجرح فلا يفطِّر.
السادس: التقيؤ عمداً: لقوله - صلى الله عليه وسلم: (مَنْ ذَرَعَهُ الْقَيْءُ فَلَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاءٌ وَمَنْ اسْتَقَاءَ عَمْدًا فَلْيَقْضِ) رواه أحمد والترمذي وأبو داود وابن ماجة (صحيح) .


السابع: خروج دم الحيض والنفاس: لقوله - صلى الله عليه وسلم - في المرأة: (أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ) رواه البخاري. فيجب على الصائم تجنب المفطرات إلا ما ليس في اختياره، كالحيض والنفاس.
الثامن: نية الفطر: لقوله - صلى الله عليه وسلم: (إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّا
تِ) رواه الشيخان.
- كل المفطرات التي باختيار الصائم إنما يفطر بها إذا تناولها عالماً، ذاكراً، مختاراً، لا ناسياً أو مكرهاً، أو جاهلاً، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (مَنْ نَسِيَ وَهُوَ صَائِمٌ فَأَكَلَ أَوْ شَرِبَ فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَسَقَاهُ) رواه الشيخان. لكن لا يبالغ الصائم في المضمضة والاستنشاق.
- لا يفطر الصائم بالكحل، وتقطير الدواء في أذنه، أو في عينه، أو دواء في جرح حتى لو وجد طعمه في حلقه، ولا يؤثر التسوك على الصوم، بل إن التسوك مشروعٌ في كل وقت للصائم ولغيره، ويجوز للصائم أن يخفف عنه شدة الحر والعطش بالتبرد بالماء، أو الثوب المبلول بالماء، ولا كراهة في ذلك.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.15 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.52 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.28%)]