عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 13-03-2024, 12:35 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,513
الدولة : Egypt
افتراضي الاستفادة من المهارات القيادية في الدعوة

الاستفادة من المهارات القيادية في الدعوة



الدعوة إلى الله تعالى تتطلب أكثر من مجرد نقل الرسالة بل تحتاج إلى منهجية واضحة ومهارات قيادية متقنة لتحقيق أقصى فائدة وتأثير أكبر
القيادة الدعوية تمثل مفهومًا يعبر عن القدرة على توجيه الآخرين نحو الخير والإصلاح والتوجيه نحو الله عز وجل
منذ بزوغ الإنسانية، كان للقيادة دور محوري في توجيه الجماعات نحو أهدافها وتحقيق طموحاتها، فالقادة الأفذاذ هم الذين يمتلكون الرؤية الثاقبة، والإلهام الذي يشعل الهمة قلوب الآخرين، ويحركهم نحو النجاح والتطور، وفي زمننا الحالي، يأتي التحدي بتحويل هذه المهارات القيادية إلى أدوات لدعوة الناس إلى سبيل الله، فتكون قيادة حقيقية نحو الخير والإصلاح.
إن الدعوة إلى الله -تعالى- تتطلب أكثر من مجرد نقل الرسالة، بل تحتاج إلى منهجية واضحة ومهارات قيادية متقنة لتحقيق أقصى فائدة وتأثير أكبر، ومن هنا، تأتي أهمية فهم كيفية استخدام المهارات القيادية في سبيل دعوة الناس إلى الله؛ حيث يتحد العلم بالفطرة، والحكمة بالمعرفة، لتشكيل جيل من القادة الذين يتسمون بالرؤية والتواصل والإلهام. مقالاتنا في هذه السلسلة ستكون مصدراً للإلهام والتوجيه؛ حيث سنتناول أسس القيادة الإسلامية وتطبيقاتها في الدعوة إلى الله، وسنستعرض دراسات حالة، ونقدم نصائح عملية، ونتبادل الخبرات لنبني جسوراً من الفهم والتعاون في سبيل نشر الخير والإيمان، فلنبدأ هذه الرحلة الممتعة نحو فهم أعمق لكيفية الاستفادة من المهارات القيادية في دعوة الناس إلى الله، ولنعمل معًا على بناء جيل جديد من القادة الذين يسهمون في نشر الخير والسلام في مجتمعاتنا وعالمنا بأسره.
عناية الله بالأنبياء في أداء الرسالة
عناية الله -عزوجل- بتهيئة الأنبياء لرسالتهم تعد من أبرز الجوانب التي يبرز فيها الرحمة والحكمة الإلهية، إن تهيئة الأنبياء تشمل جوانب عدة، تسهم في تمكينهم وتجهيزهم لتحمل مسؤوليات الدعوة ونشر الرسالة، من هذه الجوانب: 1.الاختيار الإلهي يختار الله الأنبياء والرسل بحكمته وعلمه، وهم الأشخاص الذين يتمتعون بالصفات والمواصفات المناسبة لتحمل رسالتهم. قال -تعالى-: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} (آل عمران:33)؛ حيث تشير هذه الآية إلى اختيار الله للأنبياء وأهل بيوتهم لتحمل الرسالة. التهيئة العقلية والروحية
قبل بدء رسالتهم، يهيئ الله عقول الأنبياء وقلوبهم لاستقبال الوحي والرسالة، ويزودهم بالحكمة والفطنة والصبر والثبات لمواجهة التحديات التي قد تواجههم في طريق دعوتهم، قال -تعالى-: {وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ} (سورة الانبياء 51). التوجيه والتعليم الإلهي
يُعلّم الله الأنبياء ويوجههم ليكونوا رسلًا موثوقين؛ حيث يتلقون التوجيه والتعليم من الله مباشرة، سواء من خلال الوحي أو الإلهام الذي يصلهم، {وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}( يوسف 6). معية الله لهم
معية الله الخاصة للأنبياء من أعظم ما يعينهم في أداء مهمتهم، ويكون معهم في كل خطوة يخطوها في سبيل نشر الرسالة وتوجيه الناس إلى الطريق الصحيح، {قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} (طه: 46). القدرة على فهم واقعهم
يمكن الله الأنبياء من التواصل مع أقوامهم وفهم أحوالهم، وذلك من خلال تأييدهم بالمعجزات والآيات التي تدعو إلى التفكّر والتدبر في آيات الله. إن هذه العناية الإلهية تبرز عظمة الله ورحمته، وتظهر الحكمة الإلهية في اختيار الأنبياء وتهيئتهم لبعث رسالتهم وتوجيه البشرية إلى الطريق الصواب.
تعريف القيادة الدعوية
القيادة الدعوية تمثل مفهومًا يعبر عن القدرة على توجيه الآخرين نحو الخير والإصلاح والتوجيه نحو الله وسبيله، إنها نوع من القيادة التي تركز على الدعوة إلى القيم والمبادئ الشرعية، وتستهدف تحفيز الناس على اتباع الطريق الصحيح وتبني السلوك الإيجابي والمبادرات الإيمانية.
مميزات القيادة الدعوية
تتميز القيادة الدعوية بسمات عدة منها: 1.الرؤية الثاقبة: حيث يتمتع القائد الداعية برؤية واضحة لما يسعى لتحقيقه في المجتمع، وهو توجيه الناس إلى سبيل الله والعمل على تحقيق الخير العام. الإلهام والتحفيز: يعمل القائد الداعية على إلهام الآخرين وتحفيزهم للتحرك واتخاذ الخطوات نحو الله، سواءً من خلال الكلمة الملهمة أم السلوك الحسن الذي يعكس القيم الشرعية.
التواصل الفعال: يتمتع القائد الداعية بمهارات التواصل الفعالة؛ حيث يتفاعل بفعالية مع الجماهير ويقدم الرسالة الشرعية بطريقة تتناسب مع فهمهم وحاجاتهم.
القدوة الحسنة: يكون القائد الداعية مثالاً يحتذى به؛ حيث يعيش قيم الشرع ويمارس السلوك الصالح؛ مما يلهم الآخرين لمتابعته والتأثر به.
التحليل والتخطيط: يعتمد القائد الداعية على التحليل الدقيق للوضع والتخطيط الفعال للخطوات المستقبلية التي تسهم في تحقيق أهداف الدعوة.
باختصار، القيادة الدعوية تتميز بتوجيه الجهود نحو تحقيق الخير والإصلاح والتوجيه إلى سبيل الله بمهارات قيادية تحفز وتلهم الآخرين على اتباع الدرب الصالح.
أولا: مبدأ (باريتو)
مبدأ باريتو، المعروف أيضًا بقاعدة 80/20، هو مفهوم يُستخدم في العديد من جوانب الحياة والعمل لتحديد الأولويات وتحسين الكفاءة، ينص هذا المبدأ على أن 80% من النتائج تأتي من 20% من الجهود. 20% من المنتجات تحقق 80% من الأرباح.
20% من العملاء يشترون 80% من المبيعات.
20% من الأغنياء يملكون 80% من المال.
20% من الكتاب يحتوي على 80% من المضمون.

20% من الناس يعطون 80% من التبرعات.
فإذا خصصت 20% من جهدك ووقتك وعلاقاتك في أولوياتك، ستحصل على 80% من النتائج، وفي سياق الدعوة إلى الله -تعالى-، يمكن تطبيق هذا المبدأ لتحقيق أقصى استفادة من الجهود المبذولة في العمل الدعوي.

اعداد: منذر المشارقة
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 01-05-2024 الساعة 01:53 PM.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.80 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.14 كيلو بايت... تم توفير 0.66 كيلو بايت...بمعدل (3.17%)]