الموضوع: أسئلة بيانية
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 18-03-2024, 10:55 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,138
الدولة : Egypt
افتراضي أسئلة بيانية

أسئلة بيانية (1)

بين التقوى والإحسان

فاضل السامرائي





قال تعالى في سورة البقرة: ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ﴾ [البقرة: 2]، وقال في سورة لقمان: ﴿تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيم * هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِين﴾ [سورة لقمان].

السؤال: لماذا زاد الرحمة على الهدى في آية لقمان؟
الجواب:
إن آية البقرة في المتقين، والمتقي هو الذي يحفظ نفسه. وأما آية لقمان ففي المحسنين، والمحسن هو الذي يُحسن إلى نفسه وإلى غيره، قال تعالى: ﴿وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ﴾ [القصص: 77]. وقال: ﴿وَبِالْوَالِدَي ْنِ إِحْسَانًا﴾ [النساء: 36]. وقال: ﴿إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ﴾ [الإسراء: 7].
جاء في «المفردات» للراغب: «الإحسان على وجهين:
أحدهما: الإنعام على الغير. يقال: أحسِن إلى فلان.
والثاني: إحسان في فعله، وذلك إذا علم علماً حسناً أو عمل عملاً حسناً» [المفردات: (حسن)].
فلما ذكر في آية لقمان أنهم محسنون زاد لهم الرحمة على الهدى، وذلك أنهم زادوا في الوصف على المتقين بأن أحسنوا إلى غيرهم وإلى أنفسهم فزاد الله لهم في الجزاء.
ثم إنَّ الإحسان إلى الآخرين إنما هو من الرحمة فزاد الله تعالى لهم الرحمة لما رحموا الآخرين.
ولم تقتصر هذه الزيادة لهم في الدنيا بل زاد الله تعالى لهم الجزاء في الآخرة أيضاً، قال تعالى: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ [يونس: 26].

فكما زادوا في الدنيا من الخير زاد الله تعالى لهم فيه في الدنيا والآخرة، والجزاء من جنس العمل.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 26-04-2024 الساعة 11:50 AM.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.78 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.12 كيلو بايت... تم توفير 0.66 كيلو بايت...بمعدل (4.46%)]