الموضوع: أسئلة بيانية
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 18-03-2024, 01:17 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,741
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أسئلة بيانية

أسئلة بيانية (3)
قصة فرعون بين سورتي البقرة والأعراف
فاضل السامرائي




قال تعالى في سورة البقرة: ﴿وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ﴾ [البقرة: 49].
وقال في سورة الأعراف: ﴿وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ﴾ [الأعراف: 141].
سؤال:
لماذا قال في آية البقرة: ﴿يُذَبِّحُونَ﴾. وقال في الأعراف: ﴿يُقَتِّلُونَ﴾؟
الجواب:
إنه قال في الأعراف في قصة موسى قبل هذه الآية: ﴿وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ﴾ [الأعراف: 127]، فناسب قولُ فرعون فعلَه فقد قال: ﴿سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ﴾ فقال: ﴿يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَهُمْ﴾ وهو المناسب فقد فعل ما قاله وهدّد به.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى أن القتل أعمَّ من الذبح، وأن القصة في الأعراف مبنية على العموم والتفصيل في موقف فرعون من بني إسرائيل فإنه لم يَرِد في سورة البقرة ذكرٌ لفرعون مع بني إسرائيل ولا فتنته لهم إلا هذه الآية.
في حين أن القصة في الأعراف فَصَّلت في ذكر الحوادث قبل موسى وبعده، وذكرت فتنة فرعون لبني إسرائيل وذكرت مجيء موسى إلى فرعون وتبليغه بالدعوة وذكرت موقف فرعون من السحرة وتهديد فرعون لبني إسرائيل بالقتل والإذلال والإيذاء حتى قالوا لموسى: ﴿قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا﴾ [الأعراف: 129].
وذكر الآيات التي حلّت بفرعون وقومه: ﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ﴾ [الأعراف: 130].
وتستمر القصة في ذكر التفاصيل:
فناسب العمومُ في الأعراف العمومَ في اللفظ وهو التقتيل.
ثم إنه لم يرد في البقرة ذكر لهارون في هذه القصة، وأما في الأعراف فقد ورد ذكره في أكثر من موقف منها قول السحرة: ﴿قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ﴾ [الأعراف: 121-122].
وورد استخلافه في قومه فقال: ﴿وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ﴾ [الأعراف: 142].

فناسب ذلك أيضاً ذكر التقتيل، فإن ذكر موسى وهارون أعمُّ من ذكر موسى وحده، فناسب العموم العموم.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 11-05-2024 الساعة 10:40 PM.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.21 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.55 كيلو بايت... تم توفير 0.66 كيلو بايت...بمعدل (4.07%)]