عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 22-03-2024, 10:32 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,579
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان




الأمثال في القرآن
(13)



الحياة الدنيا

سورة الكهف
تفسير الايات
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير
أبو بكر الجزائري : جابر بن موسى بن عبد القادر بن جابر أبو بكر الجزائري (ت: 1439هـ )



{ وَٱضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا كَمَآءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ فَٱخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ ٱلأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ ٱلرِّياحُ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِراً } 45 { ٱلْمَالُ وَٱلْبَنُونَ زِينَةُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَٱلْبَاقِيَاتُ ٱلصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً }46


شرح الكلمات:

المثل: الصفة المعجبة.

هشيماً: يابساً متفتتاً.

تذروه الرياح: أي تنثره الرياح وتفرقه لخفته ويبوسته.

مقتدراً: أي كامل القدرة لا يعجزه شيء.

زينة الحياة الدنيا: أي يتجمل بما فيها.

والباقيات الصالحات: هي الأعمال الصالحة من سائر العبادات والقربات.

وخير أملاً: أي ما يأمله الإِنسان وينتظره من الخير.

معنى الآيات:

هذا مثل آخر مضروب أي مجعول للحياة الدنيا حيث اغتر بها الناس وخدعتهم فصرفتهم عن الله تعالى ربهم فلم يذكروه ولم يشكروه فاستوجبوا غضبه وعقابه.

قال تعالى: في خطاب رسوله محمد صلى الله عليه وسلم: { وَٱضْرِبْ لَهُم } أي لأولئك المغرورين بالمال والسلطان { مَّثَلَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } أي صفتها الحقيقية التي لا تختلف عنها بحال { كَمَآءٍ أَنْزَلْنَاهُ1 مِنَ ٱلسَّمَاءِ فَٱخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ ٱلأَرْضِ } فَزَهَا وازدهر واخضرّ وأنظر، فأعجب أصحابه، وأفرحهم وسرهم ما يأملون منه. وفجأة أتاه أمر الله برياح لاحِفَة، محرقة، { فَأَصْبَحَ 2هَشِيماً } أي يابساً متهشماً متكسراً { تَذْرُوهُ ٱلرِّياحُ } هنا وهناك { وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِراً } أي قادراً كامل القدرة، فأصبح أهل الدنيا مبلسين أيسين من كل خير.


وقوله تعالى: { ٱلْمَالُ وَٱلْبَنُونَ زِينَةُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا 3 وَٱلْبَاقِيَاتُ ٱلصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً } إنه بعد أن ضرب المثل للحياة الدنيا التي غرت أبناءها فأوردتهم موارد الهلاك أخبر بحقيقة أخرى، يعلم فيها عباده لينتفعوا بها، وهي أن { ٱلْمَالُ وَٱلْبَنُونَ } أو الأولاد { زِينَةُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } لا غير أي يتجمل بهما ساعة ثم يبيدان ويذهبان، فلا يجوز الاغترار بهما، بحيث يصبحان همَّ الإِنسان في هذه الحياة فيصرفانه عن طلب سعادة الآخرة بالإِيمان وصالح الأعمال، هذا جزء الحقيقة في هذه الآية، والجزء الثاني هو أن { وَٱلْبَاقِيَاتُ ٱلصَّالِحَاتُ } والمراد بها أفعال البر وضروب العبادات4 ومنها سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، أي هذه { خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً } أي جزاءً وثماراً، يجنيه العبد من الكدح المتواصل في طلب الدنيا مع الإِعراض عن طلب الآخرة، { وَخَيْرٌ أَمَلاً } يأمله الإِنسان من الخير ويرجوه ويرغب في تحصيله.

هداية الآيات
من هداية الآيات:


1- بيان حقارة الدنيا وسوء عاقبتها.

2- تقرير أن المال والبنين لا يعدوان كونهما زينة، والزينة سريعة الزوال وهما كذلك فلا يجوز الاغترار بهما، وعلى العبد أن يطلب ما يبقى على ما يفنى وهو الباقيات الصالحات من أنواع البر والعبادات من صلاة وذكر وتسبيح وجهاد. ورباط، وصيام وزكاة.


****************************
1 بعض الحكماء شبّه الحياة الدنيا بالماء للاتصالات الآتية:
1- الماء لا يستقر في موضع والحياة كذلك.
2- الماء يتغيّر والدنيا كذلك.
3- الماء لا يبقى والدنيا كذلك.
4- الماء لا يقدر أحد أن يدخله ولا يبتل والدنيا لا يدخلها أحد ويسلم من فتنها وآفاتها.
5- الماء إذا كان بقدر كان نافعاً منبتاً وإذا جاوز المقدار كان ضاراً مهلكاً وكذلك الدنيا الكفاف منها ينفع وفضولها يضر.
وفي الصحيح "قد أفلح من أسلم ورزق كفافاً وقنّعه الله بما آتاه" رواه مسلم.
2 يقال: هشمه يهشمه إذا كسره وفتّته وهشيم بمعنى: مهشوم فهو فعيل بمعنى مفعول كقتيل بمعنى مقتول، وهشم الثريد إذا فتته وبه سمي هاشم بن مناف وكان اسمه عمرو وفيه يقول عبد الله بن الزبعري:
عمر العُلا هشم الثريد لقومه
ورجال مكة مسنتون عجاف
3 قيل: في المال والبنين زينة الحياة الدنيا: لأن في المال جمالاً ونفعاً وفي البنين قوة ودفعاً والمثال مضروب لحقارة الدنيا وسرعة زوالها ولذا قيل: لا تعقد قلبك مع المال لأنه فيء ذاهب ولا مع النساء لأنها اليوم معك وغداً مع غيرك ولا مع السلطان لأنه اليوم لك وغداً لغيرك.
4 روى مالك في الموطأ: أن الباقيات الصالحات هنّ: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.99 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 19.36 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.14%)]