أنس بن النضر الشهيد الصادق
أنس بن النضر الشهيد الصادق
--------------------------------------------------------------------------------
إنه الصحابي الجليل أنس بن النضر رضي الله عنه ، عم أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلى اسمه يسمى ، وينسب إلى بني النجار في المدينة.
ثناء النبي عليه
أسلم أنس رضي الله عنه بعد وصول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، وقد أثنى عليه صلى الله عليه وسلم حيث ورد في الأثر أن أخته كَسرت ثنية جارية فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقصاص فقال أنس رضي الله عنه : ( لا والله لاتكسر ثنيتها يا رسول الله ) فرضي القوم وقبلوا دية الكسر ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره " وقد أحب أنس رسوله صلى الله عليه وسلم ، وظل مدافعا عنه حتى آخر قطرة دم في جسده .
تخلفه عن بدر
لم يعلم أنس رضي الله عنه بخروج النبي صلى الله عليه وسلم لقتال المشركين يوم بدر، فحزن حزنا شديدا ، ونذر نفسه للشهادة في سبيل الله ليعوض ما فاته من يوم بدر.
وذهب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم نادما أن فاتته غزوة بدر، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم : ( يا رسول الله غبت عن أول قتال قاتلت فيه المشركين والله لئن أشهدني الله قتال المشركين ليرين الله ما أصنع )
الوفاء بالوعد
لما كان يوم أحد ، خرج أنس بن النضر رضي الله عنه مع المسلمين ، وهو يتمنى أن يلقى الله شهيدا في هذه الغزوة.
وبدأت المعركة وكان النصر حليف المسلمين إلى أن خالف الرماة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتحول النصر إلى هزيمة ، وفر عدد كبير من المسلمين ، ولم يثبت مع النبي صلى الله عليه وسلم سوى نفر قليل ، فلما رأى أنس بن النضر رضي الله عنه ذلك المشهد تذكر على الفور وعده لله تعالى ، وقوله للرسول صلى الله عليه وسلم : ( لئن أشهدني الله قتال المشركين ليرين الله ما أصنع )وذهب إلى رجال من المهاجرين والأنصار ، وقد ألقوا بأيديهم فقال : ( ما يجلسكم ؟ ) قالوا : قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رضي الله عنه : ( فماذا تصنعون بالحياة بعده ؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ثم انطلق يشق صفوف المشركين قائلا : ( اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء " يعنى أصحابه " وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء " يعنى المشركين " ) ثم تقدم شاهرا سيفه ، فاستقبله سعد بن معاذ رضي الله عنه فقال : ( أي سعد ، هذه الجنة ورب أنس إني لأجد ريحها دون أحد ) وأخذ يقاتل ويضرب بسيفه يمينا وشمالا ، حتى سقط شهيدا على أرض المعركة .
وبعد انتهاء القتال حكى سعد بن معاذ رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم ما صنعه أنس بن النضر رضي الله عنه ، وقال : ( فما استطعت يا رسول الله ما صنع )
رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه
قام الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه ليتفقدوا شهداء أحد ، ويتعرفوا عليهم ، فوجدوا أنس بن النضر رضي الله عنه وبه بضعة وثمانون جرحا ما بين ضربة بسيف وطعنة برمح ورمية بسهم ، وقد مثل به المشركون فلم يعرفه أحد إلا أخته الرُبيع بنت النضر عرفته ببنانه .
وروي أن هذه الآية الكريمة : (( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا )) نزلت في أنس بين النضر ومن معه من الصحابة رضي الله عنهم.
:salam:
__________________
 ام داليـــــــــــــــــــــــــة
|