عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 19-04-2024, 10:37 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,512
الدولة : Egypt
افتراضي أبرز صفات المعلم السلوكية في الفكر التربوي الإسلامي؟

أبرز صفات المعلم السلوكية في الفكر التربوي الإسلامي؟


الحمد لله حمد الشاكرين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه والتابعين، أما بعد:

فلا شك أن المعلم يحظى في فكرنا التربوي الإسلامي بمنزلةٍ رفيعةٍ، ومكانةٍ ساميةٍ جعلت منه وريثاً شرعياً للأنبياء - عليهم السلام- في أداء رسالتهم الخالدة المتمثلة في هداية الناس وتعليمهم وإخراجهم من الظلمات إلى النور، وقد أشارت مصادر فكرنا التربوي الإسلامي إلى كثيرٍ من النصوص والشواهد التي تُنوه بفضل المعلم وتُشير إلى كثيرٍ من صفاته ولاسيما التي تُميزه عن غيره، وتُكسبه هويته الإسلامية المتميزة.
ومن أبرز هذه الصفات والخصائص ما يُمكن أن نسميه (الصفات الخُلُقية والسُلوكية) التي نُجملها فيما يلي:
1) أن يكون المعلم مُخلصاً في قوله وعمله ونيته: ومعنى ذلك ألا يقصد المعلم بعلمه وعمله غير وجه الله سبحانه، طاعةً له وتقرباً إليه، كما يستلزم الإخلاص أن يبذل المعلم قُصارى جهده في الإحاطة بمختلف الجوانب التربوية والتعليمية التي تجعل منه معلماً ناجحاً، متصفاً بالإخلاص في السر و العلن.
2) أن يكون متواضعاً لله عز وجل، متذللاً له سبحانه و تعالى فلا يُصيبه الكبر ولا يستبد به العُجب لما أوتي من العلم؛ فإن من تواضع لله رفعه، ولأن المعلم متى تحلى بالتواضع وقف عند حده، وأنصف غيره، وعرف له حقه، ولم يتطاول على الناس بالباطل.
3) أن يكون آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، متصفاً بالعقل والروية، وحُسن التصرف، والحكمة في أمره ونهيه؛ لأن ذلك كله نابعٌ من حرصه على حب الخير للناس، وحرصه على دعوتهم إلى الخير والصلاح.
4) أن يكون حسن المظهر جميل الهيئة؛ إذ إن لشخصية المعلم و هيئته تأثيراً بالغ الأهمية في سلوك الطلاب وتصرفاتهم الحالية و المستقبلية، ثم لأن العناية بالملبس وأناقته دونما سرفٍ ولا مخيلةٍ مطلبٌ هام للمعلم حتى ترتاح لرؤيته العيون، وتسعد به النفوس، ويتأثر به الطلاب في هذا الشأن.
5) أن يكون صابراً على معاناة مهنة التعليم ومشاقها قادراً على مواجهة مشكلات الطلاب ومعالجتها بحكمةٍ وروية، دونما غضبٍ، أو انفعالٍ، أو نحو ذلك.
6) أن يكون مُحباً لطلابه مُشفقاً عليهم، مُتفقداً لهم في مختلف أحوالهم، مشاركاً لهم في حل مشكلاتهم حتى تنشأ علاقة قوية وثيقة بينه و بينهم تقوم على الأخوة والحب في الله تعالى.
7) أن يكون عادلاً بين طلابه، متعاملاً معهم بطريقةٍ واحدةٍ يستوي فيها الجميع؛ فلا فرق عنده بين غنيٍ وفقير، ولا قريبٍ ولا غريب ، ولا أبيض ولا أسود، ثم لأن العدالة صفةٌ لازمةٌ ينبغي للمعلم أن يتحلى بها و أن يمارسها مع جميع طلابه؛ فيعُطي كل طالب من طلابه حقه من الاهتمام، والعناية، والدرجات، ونحو ذلك دونما ميلٍ أو محاباةٍ أو مجاملةٍ لطالبٍ على حساب الآخر.
- وختاماً: فإن خلاصة الصفات الأخلاقية والسلوكية السابقة يمكن أن تجتمع في ضرورة أن يكون المعلم قدوةً حسنةً في قوله و عمله، و سره و علنه، وأمره ونهيه، وجميع شأنه؛ لأن القدوة الحسنة هي جماع الصفات الأخلاقية والسلوكية اللازمة للمعلم، وخير ما ينبغي أن يتحلى به من سمات و صفات، ثم لأن طلابه يعدونه المثل الأعلى لهم فهم يقلدونه ويتأثرون به في كل صغيرةٍ وكبيرةٍ من حيث يشعرون أو لا يشعرون؛ فكان واجباً عليه أن يكون قدوةً حسنةً في إخلاصه وتواضعه، وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر ، وقدوةً حسنةً في حُسن مظهره، وصبره على طلابه، وحبه لهم، وشفقته عليهم، وعدله بينهم.
وفق الله الجميع لما فيه الخير و السداد، والهداية والرشاد، والحمد لله رب العباد.




اعداد: الدكتور صالح بن علي أبو عراد




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.98 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.35 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.70%)]