[ابوالوليد المسلم]

مجالس تدبر القرآن (179)
امانى يسرى محمد

يبتدئ هذا الجزء بسورة الفاتحة،

وهي أعظم سورة في كتاب الله تعالى،نزلت في مكة،

وقد اشتملت على مقاصد القرآن،ولذلك سُميتْ أُمَّ القرآن.

(الحمدلله)

هذا خبرٌ يتضمن الأمرَ، فينبغي أن نحمده سبحانه على جميعِ نعمه الظاهرة والباطنة، وأعظمها نعمةُ الهداية للإسلام.

(وإذا قيل لهم لاتفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون)

هذا ديدن المنافقين يتظاهرون بإرادةالصلاح للمجتمع، والواقع أنهم

(هم المفسدون).

في قوله تعالى

(فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ)

وَعْدٌ منه سبحانه لعباده المؤمنين الصادقين بحفظهم من كيد أعدائهم ومكرهم.

(الحمد لله رب العالمين)

سبحانه يستحق الثناء بالكمال المطلق في ذاته وأسمائه وصفاته،

فهل استحضرت هذا؛ لتحقق عبوديته في قلبك.

(اياك نعبد واياك نستعين)

لما كان العبد لا يمكن ان يقوم بالعبادة بغير توفيق واعانة من الله

قرن ذلك بطلب الاستعانة به

بشرٌ يخلف بعضهم بعضا للقيام بعمارة الأرض على طاعة الله ،

فهل تحيا عليها وأنت مُدرك أنّك خليفة ؟ وأيّ خلافةٍ قمت بها ؟

(ولاتقربا هذه الشجرة )

الطريقة المثالية في الحذر من المعاصي الإبتعاد عنها وعدم القرب منها

نقض العهد من الفسوق ..!

قال تعالى:

"ومايضل به إلا الفاسقين *الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه"

( في قلوبهم مرض )

ويظهر ذلك من اتباع الهوى وحب الدنيا والغفلة عن الآخرة.

في قوله (الرحمن الرحيم) بعد قوله (رب العالمين)

ترغيب بعد الترهيب

لأن الرب هو القادر القوي واتباع الترهيب بالترغيب أعون على الطاعة

(وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا)

نبيّان مأموران وعملٌ صالح ثم يخشيان ألّا يُقبل العمل!

وتأمنُ أنت؟!

{اهدنا الصراط المستقيم}

ينبض بها قلب المؤمن ويستحضر معها ثلاث هدايات:

هداية إلى الطريق وفي الطريق وعلى الطريق

تفقد قلبك فبحسب ما ينطوي عليه تزد منه!

(في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا)

( فهم لا يرجعون )

من سلوكيات المنافق ترك الحق بعد معرفته .

سورة الفاتحة..

تمسح أحزان ماضيك: (الحمد لله)

وتصوب بوصلة حاضرك: (إياك نعبد)

وتحسن مستقبلك: (اهدنا الصراط المستقيم)

كل ركعة يذكرنا الله بالغاية والوسيلة
فأعظم غاية: (إياك نعبد)

وأفضل وسيلة لتلك الغاية: (وإياك نستعين)