عرض مشاركة واحدة
  #78  
قديم 29-04-2024, 04:25 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين



سِيَر أعلام المفسّرين
من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين
عبد العزيز الداخل


11: سيرة أبي سعيد زيد بن ثابت بن الضحاك النجاري الأنصاري (ت:45هـ)



جهاده ومشاهده مع النبي صلى الله عليه وسلم
ردّه النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد لصغر سنّه، وأوّل مشاهده يوم الخندق، ثم شهد ما بعدها من الغزوات مع النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد استخلفه النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة في بعض غزواته.
- قال أحمد بن عبد الجبار: حدثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق فيمن شهد الخندق: (زيد بن ثابت بن الضحاك بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار، وكان فيمن ينقل التراب يومئذ مع المسلمين). رواه الحاكم في المستدرك.



علمه وفقهه
كان زيد بن ثابت ممن جمع القرآن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وعرض عليه القرآن مراراً، وكان من أصحاب الفتوى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن أعلمهم بالقرآن، والفرائض، والقضاء، والحساب، وأمهرهم بالكتابة، وكان صاحب فراسة صادقة.
- قال همام بن يحيى البصري: حدثنا قتادة، قال: سألت أنس بن مالك رضي الله عنه: من جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟
قال: ( أربعة، كلهم من الأنصار: أبيّ بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد). رواه البخاري ومسلم.
- وقال شعبة، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه قال: (جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أربعة كلهم من الأنصار: أبيّ، ومعاذ بن جبل، وأبو زيد، وزيد بن ثابت).
قلت لأنس: من أبو زيد؟
قال: (أحد عمومتي). رواه البخاري.
- وقال خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقرؤهم لكتاب الله أبي بن كعب، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، ألا وإن لكل أمة أمينا، وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح». رواه أحمد، والترمذي، وابن ماجة، والنسائي في الكبرى.
- وقال موسى بن عُلي بن رباح، عن أبيه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطب الناس بالجابية فقال: «من أحبَّ أن يسأل عن القرآن فليأت أبي بن كعب، ومن أحب أن يسأل عن الفرائض فليأت زيد بن ثابت، ومن أحب أن يسأل عن الفقه فليأت معاذ بن جبل، ومن أحب أن يسأل عن المال فليأتني، فإن الله جعلني خازنا وقاسما، ألا وإني بادئ بالمهاجرين الأولين أنا وأصحابي فنعطيهم، ثم بادئ بالأنصار الذين تبوؤوا الدار والإيمان فنعطيهم، ثم بادئ بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم فنعطيهنّ، فمن أسرعت به الهجرة أسرع به العطاء، ومن أبطأ عن الهجرة أبطأ به العطاء؛ فلا يلومنَّ أحدكم إلا مناخ راحلته». رواه ابن أبي شيبة في المصنف، البيهقي في السنن الكبرى، وهو منقطع.
- وقال جرير بن عبد الحميد، عن مغيرة بن مقسم الضبي قال: قال ابن عباس: «لقد علم المحفوظون من أصحاب محمد أن زيد بن ثابت من الراسخين في العلم» رواه أبو نعيم في معرفة الصحابة، وابن عساكر في تاريخ دمشق، ومغيرة لم يدرك ابن عباس.
- وقال رزين بن حبيب الجهني، عن عامر بن شراحيل الشعبي قال: ذهب زيد بن ثابت ليركب ووضع رجله في الركاب؛ فأمسك ابن عباس بالركاب؛ فقال: (تنحَّ يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم).
فقال: (لا هكذا نفعل بالعلماء والكبراء). رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة، والحاكم في المستدرك، وابن عساكر في تاريخه.
- وقال محمد بن عبد الله الأنصاري: حدثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة أن ابن عباس قام إلى زيد بن ثابت فأخذ له بركابه، فقال له: تنح يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال: (إنا هكذا نفعل بكبرائنا وعلمائنا). رواه محمد بن يحيى الذهلي في جزئه، وابنُ سعد في الطبقات، والحاكم في المستدرك، والبيهقي في السنن الكبرى.
- وقال مطرف بن طريف الحارثي، عن عامر الشعبي، عن مسروق بن الأجدع قال: ( كان أصحاب الفتوى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة: عمر، وعلي، وعبد الله [بن مسعود]، وأبيّ، وزيد، وأبو موسى). رواه ابن سعد في الطبقات، أبو نعيم في معرفة الصحابة، والبيهقي في المدخل إلى السنن، ووقع عندهما "القضاء" بدل "الفتوى".
- وقال وهيب بن خالد: أخبرنا داود، عن عامر [الشعبي] قال: (قضاة هذه الأمة أربعة: عمر، وعلي، وزيد، وأبو موسى الأشعري، ودهاة هذه الأمة أربعة: عمرو بن العاص، ومعاوية بن أبي سفيان، والمغيرة بن شعبة، وزياد). رواه ابن سعد في الطبقات، وابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال: (قدمت المدينة فوجدتُ زيد بن ثابت من الراسخين في العلم). رواه سعيد بن منصور، والدارمي، وأبو زرعة الدمشقي، وغيرهم.
- وقال أبو إسحاق الشيباني: سمعت مسروقاً يقول: (قدمت المدينة فنزلت على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا زيد بن ثابت من الراسخين في العلم) رواه ابن سعد في الطبقات، وأبو القاسم البغوي في معجم الصحابة، ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ، والبيهقي في السنن الكبرى.
وروي ذلك عن مسروق من طرق متعددة.
- وقال منصور بن المعتمر عن عامر الشعبي عن مسروق، قال: (شاممت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فوجدت علمهم انتهى إلى هؤلاء الستة: عمر، وعلي، وأبيّ، وزيد، وأبي الدرداء، وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم). رواه ابن سعد في الطبقات، والطبراني في المعجم الكبير، وأبو زرعة الدمشقي في تاريخ دمشق، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، وأبو نعيم في معرفة الصحابة، والبيهقي في المدخل إلى السنن.
- وقال عبد الله بن إدريس الأودي: حدثنا أبو إسحاق الشيباني عن عامر الشعبي قال: (انتهى علم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ستة نفر عمر وعلي وعبد الله وزيد بن ثابت وأبي الدرداء وأبي موسى الأشعري).رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ.
- وقال عباد بن العوام الواسطي: حدثنا أبو إسحاق الشيباني، عن الشعبي قال: (كان يؤخذ العلم عن ستة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان عمر، وعبد الله، وزيد يشبه علمهم بعضهم بعضا، وكان يقتبس بعضهم من بعض، وكان علي، وأبي، والأشعري يشبه علمهم بعضهم بعضا، وكان يقتبس بعضهم من بعض). رواه أبو خيثمة في كتاب العلم، وأبو القاسم البغوي في معجم الصحابة، والحاكم في المستدرك، والبيهقي في المدخل إلى السنن.
- وقال عبد الله بن المبارك، عن عاصم الأحول عن الشعبي قال: (غلب زيد – يعني ابن ثابت - الناسَ على اثنتين الفرائض والقرآن). رواه ابن عساكر.
- وقال يوسف بن يعقوب الماجشون: سمعت ابن شهاب الزهري يقول: (لو هلك عثمان بن عفان وزيد بن ثابت في بعض الزمان لهلك علم الفرائض إلى يوم القيامة، ولقد جاء على الناس زمان وما يعلمها غيرهما). رواه الإمام أحمد في فضائل الصحابة، والدارمي في سننه، وعمر بن شبة في تاريخ المدينة، والبيهقي في السنن الكبرى.
- وقال جعفر بن بُرقان الكلابي: سمعت الزهري يقول: (لولا أن زيد بن ثابت كتب الفرائض لرأيت أنها ستذهب من الناس). رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة، والبيهقي في السنن الكبرى.
وهذا الكتاب أصله رسالة بعث بها زيد بن ثابت إلى معاوية بن سفيان في مسائل سأله عنها؛ ولم أقف على نصّ الرسالة تاماً، لكن أخرج البخاري صدرها في الأدب المفرد من طريق ابن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة عن كبراء آل زيد بن ثابت.
وأخرج سعيد بن منصور في سننه عن أبي الزناد بعض هذه الرسالة بما فهمه أبو الزناد وعبّر عنه وشرحه، لكنه لم يميّز كلامه من كلام زيد بن ثابت.
- وقال حميد بن الأسود عن مالك بن أنس الأصبحي قال: (كان إمام الناس عندنا بعد عمر بن الخطاب زيدُ بن ثابت، وكان إمام الناس بعد زيد ابنُ عمر). رواه يعقوب بن سفيان، وأبو القاسم البغوي.
- وقال محمد بن عبد الرحيم البغدادي المعروف بصاعقة: سمعت علي بن عبد الله [ابن المديني] يقول: ( لم يكن من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحد له أصحاب حفظوا عنه وقاموا بقوله في الفقه إلا ثلاثة: زيد وعبد الله وابن عباس؛ فأعلم الناس بزيد بن ثابت وقوله عشرة: سعيد بن المسيب، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وعروة بن الزبير، وأبو بكر بن عبد الرحمن، وخارجة بن زيد بن ثابت، وسليمان بن يسار، وأبان بن عثمان، وقبيصة بن ذؤيب، وذكر آخر، وكان أعلم الناس بقولهم وحديثهم ابن شهاب ثم بعده مالك بن أنس ثم بعد مالك عبد الرحمن بن مهدي). رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد، وابن عساكر في تاريخ دمشق.



أعماله في زمن الخلفاء الراشدين
كان لزيد بن ثابت أعمال جليلة في زمن الخلفاء الراشدين تقدّمت الإشارة إلى بعضها، وقد روي فيها جملة من الآثار.
- قال وهيب بن خالد: حدثنا داود بن أبي هند، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، قال: لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قام خطباء الأنصار؛ فجعل منهم من يقول: يا معشر المهاجرين! إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استعمل رجلاً منكم قرن معه رجلاً منا، فنرى أن يلي هذا الأمر رجلان: أحدهما منكم والآخر منا.
قال: فتتابعت خطباء الأنصار على ذلك.
قال: فقام زيد بن ثابت، فقال: «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين، وإنَّ الإمام إنما يكون من المهاجرين، ونحن أنصاره كما كنّا أنصارَ رسول الله صلى الله عليه وسلم».
فقام أبو بكر؛ فقال: «جزاكم الله خيراً من حيٍّ يا معشر الأنصار، وثبَّت قائلكم».
ثم قال: «والله لو فعلتم غير ذلك لما صالحناكم». رواه أحمد، وابن أبي شيبة، وأبو داوود الطيالسي، وغيرهم.
- وقال عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن خارجة بن زيد قال: «كان عمر رضي الله عنه كثيراً ما يستخلف زيد بن ثابت إذا خرج إلى شيء من الأسفار، وقلما رجع من سفر إلا أقطع زيداً حديقة من نخل». رواه عمر بن شبة في تاريخ المدينة، وابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال خليفة بن خياط: (سنة سبع عشرة فيها خرج عمر بن الخطاب إلى سرغ واستخلف على المدينة زيد بن ثابت وبها الطاعون فرجع).
وسَرْغ موضع بالشام بلغه عمر في قدمته إلى الشام بعد فتح المقدس بعام؛ فلما بلغه وقوع الطاعون بالشام استشار الصحابة في الرجوع بمن معه؛ فانتهى أمرهم إلى الرجوع، ثم أبلغه عبد الرحمن بن عوف بحديث سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك.
- وقال معتمر بن سليمان، عن داود، عن يوسف بن سعد، عن وهيب أن زيد بن ثابت كان في إمارة عثمان على بيت المال.
قال: فدخل عثمان وأبصر وهيباً يعينهم؛ فقال: «من هذا؟» فقال: مملوك لي.
فقال: «أراه يعينهم! افرض له ألفين».
قال: (ففرض له ألفاً). رواه ابن أبي شيبة، والبيهقي.
- وقال معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن كثير بن أفلح قال: دخل علينا زيد بن ثابت بيت المال فصلى بنا العصر، ثم قال: «إنَّ صلاة الجميع تفضل على صلاة الرجل وحده بضعاً وعشرين». رواه عبد الرزاق.
- وقال عبد الله بن إدريس الأودي، عن هشام بن حسان، عن ابن سيرين، قال: جاء زيد بن ثابت إلى عثمان؛ فقال: هذه الأنصار بالباب؛ قالوا: (إن شئت أن نكون أنصار الله مرتين).
قال: «أما القتال فلا». رواه ابن أبي شيبة.
يتبع



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 27.72 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 27.09 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.27%)]