عرض مشاركة واحدة
  #50  
قديم 10-05-2024, 12:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,297
الدولة : Egypt
افتراضي رد: السياسة الشرعية

السياسة الشرعية (50)


– تجمع الخطاب السلفي



لم تكن الأمة الإسلامية بحاجة ملحة في زمن إلى بيان المفاهيم العامة؛ وتحديد المضامين الكلية في دينها في مثل واقعنا اليوم، الذي اهتزت فيه كثير من القيم والمعايير التي أسسها نبينا الكريم، وأصحابه الكرام منذ فجر التاريخ؛ حيث اختلطت فيه الأوراق، وتاهت فيه الناس، ولاسيما في قضايا الاعتقاد، والإيمان، ومنهاج النبوة.
فالحاجة ماسة إلى صياغة خطاب سلفي للأمة الإسلامية كافة، يحافظ على أصالة منهجها، ويواجه المستجدات، ويتخلص من الآفات.
فالإسلام دين عالمي، يخاطب الناس أجمعين، فقد ورد قوله تعالى: {يا أيها الناس....} عشرون مرة في القرآن الكريم، وإن أقرب خطاب للأمة الإسلامية هو خطاب الدعوة السلفية، لما يتميز بالإيجابيات الآتية:
أ- تصحيح العقيدة من البدع والشركيات.
ب- إضعاف الفرق الضالة، كالخوارج والصوفية والمعتزلة وغيرهم، وتحذير الأمة الإسلامية منهم.
جـ- حماية شباب الأمة من المذاهب الفكرية المعاصرة، كالعلمانية والشيوعية والليبرالية.
د- التركيز على قضية تحكيم الشريعة الإسلامية، ومحاولة نقلها من السطور إلى التحقيق الفعلي.
هـ- نشر التدين والتعبد والتقوى في صفوف شباب الأمة، وانتشالهم من الشهوات المحرمة.
و- مراعاة مآلات الأقوال في الخطاب، والنتائج المترتبة عليه، قال تعالى: {وَلاَ تَسُبُّوا الَّذِيْنَ يَدْعُوْنَ مِنْ دُوْنِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (الأنعام:108)
ز. توضيح الرأي الشرعي في جميع القضايا التي تهم المسلمين، كقضايا الاقتصاد، والسياسة الشرعية، والقضايا الاجتماعية، والتربوية.. إلخ.
إن الخطاب السلفي يتميز بأنه خطاب ذو منطلق إيماني تعبدي، يربط الدين بالدنيا، وقد لامسنا نتائجه في التسعينيات إبان أزمة الخليج، والدور الذي لعبه رواد الدعوة السلفية الثلاثة: ابن باز والألباني وابن العثيمين - رحمهم الله - في هذا المجال.
هذه بعض الأمور التي يهدف إليها تجمع الخطاب السلفي للعالم الإسلامي، الذي يزعم أعضاؤه أنه قد حان وقت مراعاتها، والبدء بها في خطاباته القادمة ـ إن شاء الله ـ.
والله الموفق والمستعان.


اعداد: محمد الراشد




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.87 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.24 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.96%)]