الموضوع: المرأة والأسرة
عرض مشاركة واحدة
  #65  
قديم 16-05-2024, 03:05 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,878
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المرأة والأسرة

المرأة والأسرة – 1218

الفرقان



العقيدة الصحيحة حماية من الزيغ والضلال
تنشئة الأطفال على الاعتقاد الصحيح حماية للأمة من الزيغ والضلال، وعصمة لهم من الفتن والانحرافات في المستقبل؛ فالاهتمام بتعليم العقيدة للأبناء هو منهج الأنبياء -عليهم السلام- والمصلحين، قال -تعالى- عن إبراهيم: {ووَصَّى بِهَا إبْرَاهِيمُ بَنِيهِ ويَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إلاَّ وأَنتُم مُّسْلِمُونَ} (البقرة: 132).
المرأة والشعور بالمسؤولية في تربية أبنائها
لابد للمرأة المسلمة من الشعور بالمسؤولية في تربية أولادها وعدم الغفلة والتساهل في توجيههم كسلاً أو تسويفاً أو لا مبالاة، قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} (التحريم:6)، فلن ينجي المرأة أنها ربت ابنها لكونها طاهية طعامه وغاسلة ثيابه؛ إذ لابد من إحسان التنشئة، ولابد من تربية الأبناء على العقيدة السليمة والتوحيد الصافٍ والعبادة المستقيمة والأخلاق السوية والعلم النافع. ولتسأل الأم نفسها: كم من الوقت خصّصتْ لمتابعة أولادها؟ وكم حَبَتهم من جميل رعايتها، ورحابة صدرها، وحسن توجيهاتها؟! ولتسأل المرأة نفسها هل هي قدوة حسنة لهم أم لا؟ فيجب ألا يُدْعى الابن لمكرمة، والأم تعمل بخلافها، فكيف تطلب منه -على سبيل المثال- أن يكون لسانه عفيفًا، وهو لا يسمع إلا الشتائم والكلمات النابية تنهال عليه؟! وكيف تطلب منه احترام الوقت، وهي تمضي معظم وقتها في ارتياد الأسواق وعلى الهاتف أو في الزيارات؟! أختي المؤمنة: إن ابنك وديعة في يديك، فعليك رعايتها، وتقدير المسؤولية؛ فأنت صاحبة رسالة، ستُسألين عنها، قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لاَّ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (التحريم:6).
أخطاء يقع فيها الوالدان: إهمال تعليم العقيدة لأبنائهم
من الأخطاء التي يقع فيها الوالدان إهمالهم تعليم أمر العقيدة والدين لأبنائهم، وهذا تقصير كبير في حقهم؛ لأن العقيدة تغرس منذ الصغر، فإن كبر الأبناء بنفوس لا تحمل عقيدة راسخة ثابتة، فإنهم لن يستطيعوا مواجهة الأفكار الدخيلة الضالة المعادية لدينهم، قال العلامة ابن القيم -رحمه الله-: «فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه، وتركه سدى فقد أساء غاية الإساءة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه، فأضاعوهم صغاراً، فلم ينتفعوا بأنفسهم، ولم ينفعوا آباءهم كباراً».
الدعاء للأبناء سبيل المؤمنين
الدعاء للأبناء -كما أنه منهج الأنبياء الكرام- كذلك هو منهج عباد الرحمن؛ فقد وصفهم الله -تعالى- بذلك فقال: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}(الفرقان:74)، أي «يسألون الله أن يخرج من أصلابهم من يوحد الله ويعبده ويعمل بطاعته، فتقر به أعينهم في الدنيا والآخرة»، قال عكرمة: «لم يريدوا بذلك صباحة ولا جمالا، ولكن أرادوا أن يكونوا مطيعين»، وفي سورة الأحقاف حكى الله عن المؤمنين قولهم: {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}(الأحقاف:15).
الاقتداء بمنهج النبي - صلى الله عليه وسلم -
على الأم التي تحرص على تربية أبنائها على العقيدة الصحيحة أن تقتدي بمنهج النبي - صلى الله عليه وسلم - في تعليمه الصحابة صغارا وكبارا، فهي الخطوة الصحيحة للوصول لتحقيق المراد من تعليم أطفالنا العقيدة الصحيحة، ومنهج النبي - صلى الله عليه وسلم - هو منهج القرآن الكريم، فالقرآن فيه ترغيب وترهيب، وبناء على ذلك نرغب الأطفال في كسب رضا الله وفيما عنده -سبحانه- من ثواب وجزاء وعطاء ونبالغ في ذلك، ونرهبه من العقوبة ولكن بأسلوب بسيط وبحذر؛ بحيث لا ينفر ولا يرتعب، فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يعلم الصحابة الأشياء التي تدخلهم الجنة وتبعدهم عن النار، فالناس في إقبالهم على الله -سبحانه- بين محبة وخوف ورجاء.
التربية بالحوار
إن الحوار أصل مهم في تربية الناس وإقناع الصغار والكبار؛ ولذلك القرآن الكريم يذكر حوارات كثيرة بين الله وملائكته، وبين الله ورسله، وبين الرسل وقومهم: موسى مع فرعون، ونوح وهود وصالح ولوط وشعيب مع أقوامهم، وإبراهيم كذلك مع قومه، ومع النمرود، ومع ابنه إسماعيل الذي أمر بذبحه، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - في سنته يعلم أصحابه ويربيهم، فكان يعلم معاذ بن جبل العقيدة: يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد، وما حق العباد على الله؟ ويرد معاذ، ويجيبه النبي -عليه الصلاة والسلام-، وكان - صلى الله عليه وسلم - يجلس مع أصحابه فيسألهم أتدرون من المفلس؟ ويردون: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، ويجيبهم هو ويبين المفلس الحقيقي.
من صفات المرأة المسلمة
  • سليمة الصدر عفيفة اللسان: المرأة الصالحة تحرص على سلامة الصدر من حمل الأذى والضغينة أو التفكير بسوء لخلق الله، وتحفظ لسانها من الأذى، وتحمي جوارحها من ارتكاب المعاصي التي نهى الله عنها، وتحقق أركان الإيمان التي أمرها الله بها.
  • معظمة لشعائر الله: قال الله -تعالى- {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}، فالمرأة الصالحة تعلم أن أداءها لأركان الإسلام واحترامها لشعائر الله، وتقديرها وأداءها على الوجه الأكمل، دليل على تقواها وصلاح قلبها.
  • مراقبة لله: فهي تراقب الله -تعالى- ظاهرًا وباطنًا، وتستحيي من الله -تعالى- تحقيقًا لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «استحيوا من اللهِ -تعالى- حقَّ الحياءِ، من اسْتحيا من اللهِ حقَّ الحياءِ فلْيحفظِ الرأسَ وما وعى، ولْيحفظِ البطنَ وما حوى، ولْيذكرِ الموتَ والبِلا».
رسالة للأمهات
يجب على الأم أن تدفع أبناءها للتميز حبا في العلم ونفعًا للناس بالخير، وليكونوا قدوة في المجتمع يدفعون الآخرين للتميز مثلهم لينهض المجتمع وتنهض الأمة، يجب أن تُعَلّم الأم أبناءها أن ألوان التميز ليس لها حدود، وأنَّ على أبنائها كلما رأوا أحدًا يتميز في مجال من المجالات أن يفرحوا بذلك؛ لأن حب الخير للآخرين من صفات المؤمنين.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.02 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 19.39 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.14%)]