في صلاة التراويح لليوم وعندماكان الإمام يقرأ في سورة يونس تدبرت قول الكريم الباري :
( إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيدأ كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون )
صدق الله العظيم
نعم هذه هي نهاية العالم بينها الله عز وجل في خير صورة يمكن أن يراها المؤمن بعين قلبه
ولا أدري كيف يمر المؤمن عند هذه الآية فلا تدمع عينه ولا يخشع قلبه ، وهذا المصير لا بد منه
فمهما حقق الناس من انجازات
مهما وصلوا في ناطحات السحاب
فالمصير إلى الله عز وجل الباري ، والدنيا مصيرها إلى فناء
نعم : ( كل من عليها فان - ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام )
قال الشعبي - رحمه الله - : ( إذا قرأت : كل من عليها فان فلا تسكت حتى تقرأ ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام )
قال ابن القيم - رحمه الله - : (وهذا من كمال فقهه وعلمه بكتاب الله إذ أن الآية سيقت لتمدحه بالبقاء وحده
وليس في فناء الخلق مدح له بل مدحه في بقاءه بعد فناء خلقه)
الآية الكريمة التي ذكرتها في أول الموضوع تمثل نهاية هذه الدنيا بخير مثال
فتأملها - رحمك الله - وقف عندها لدقائق تعرف ما أقصده
وفقني الله وإياكم للعمل بهدي كتابه ، واتباع سنة خير أحبابه
وجعل لقائنا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين