عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 22-05-2024, 07:10 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,331
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين


سِيَر أعلام المفسّرين
من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين
عبد العزيز الداخل


13: سيرة أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي الأزدي (ت:59هـ)




أعماله في زمن الخلفاء الراشدين وبعدهم
ولاه عمر إمرة البحرين مدّة، وكان في دار عثمان يوم حوصر، وناصره بما استطاع.
ثمّ كان من أهل الإفتاء في المدينة بعد مقتل عثمان.
وولاَّه معاوية إمارة المدينة مدة، وكان مروان بن الحكم يستنيبه على إمرة المدينة أحياناً؛ فكان وهو أمير على حاله التي يعهدونها من التواضع، يداعب الصبيان، ويركب حماره، ويحمل الحطب على رأسه، حتى ربمّا مرّ بالناس في السوق وهو كذلك؛ فيقول ممازحاً لهم: أفسحوا لأميركم.
- قال معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، أن عمر بن الخطاب استعمل أبا هريرة على البحرين، فقدم بعشرة آلاف، فقال له عمر: استأثرتَ بهذه الأموال يا عدو الله! وعدو كتابه!
قال أبو هريرة: « لستُ عدوَّ الله، ولا عدوَّ كتابه، ولكني عدوّ من عاداهما».
قال: فمن أين هي لك؟
قال: «خيلٌ لي تناتجت، وغلّة رقيق لي، وأعطية تتابعت علي».
فنظروه، فوجدوه كما قال.
قال: فلما كان بعد ذلك، دعاه عمر ليستعمله، فأبى أن يعمل له.
فقال: أتكره العمل وقد طلب العمل من كان خيرا منك يوسف؟
قال: «إنَّ يوسف نبي ابن نبي ابن نبي، وأنا أبو هريرة ابن أميمة أخشى ثلاثا واثنين» ، قال له عمر: أفلا قلت: خمسا؟
قال: «لا، أخشى أن أقول بغير علم، وأقضي بغير حكم، ويضرب ظهري، وينتزع مالي، ويشتم عرضي».رواه معمر بن راشد في جامعه، وأبو نعيم في الحلية، وابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: دخلت على عثمان يوم الدار فقلت: يا أمير المؤمنين أمَا ضراب؟
فقال لي: «يا أبا هريرة! أيسرّك أن تقتل الناس جميعاً وإياي معهم؟».
فقلت: لا.
فقال: «والله لئن قتلتَ رجلاً واحداً، لكأنَّما قتلتَ الناس جميعاً» فرجعت فلم أقاتل). رواه سعيد بن منصور، ونعيم بن حماد في الفتن، وعمر بن شبة في تاريخ المدينة ولفظه: (طاب أم ضرب) أي طاب القتال.
- وقال يحيى بن آدم: حدثنا ابن إدريس، عن أبي معشر المدني، عن المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنتُ مع عثمان رضي الله عنه في الدار فجاء سهمٌ عائر فأصابَ إنساناً فقتله، فقلت: طاب أم ضراب؟
فقال: «أعزم عليك؛ فإنما يُراد نفسي، وسأقي المؤمنين بنفسي».رواه ابن شبة في تاريخ المدينة.
- وقال عبد الله بن وهب: حدثني عمرو بن الحارث، عن يزيد بن زياد القرظي، أن ثعلبة بن أبي مالك القرظي حدثه أنَّ أبا هريرة أقبل في السوق يحمل حزمة حطب، وهو يومئذ خليفة لمروان، فقال: « أوسع الطريق للأمير يا ابن أبي مالك! ».
فقلت له: أصلحك الله، يكفي هذا.
فقال: « أوسع الطريق للأمير يابن أبي مالك».
قال: (والحزمة عليه). رواه أبو داوود في الزهد، وأبو نعيم في الحلية، وابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال شعبة بن الحجاج: حدثنا محمد بن زياد، قال: كان مروان يستخلف أبا هريرة على المدينة؛ فكان إذا رأى إنساناً يجرّ إزاره ضرب برجله، ويقول: قد جاء الأمير! قد جاء الأمير!
ثم يقول: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: « لا ينظر الله إلى من جرّ إزاره بطراً». رواه أحمد، والنسائي في السنن الكبرى.
- وقال محمد بن جعفر، عن شعبة، عن محمد بن زياد، قال: سمعت أبا هريرة - ورأى رجلاً يجرّ إزاره - فجعل يضرب الأرض برجله وهو أمير على البحرين، وهو يقول: جاء الأمير جاء الأمير، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله لا ينظر إلى من يجر إزاره بطرا». رواه مسلم.
- وقال جعفر بن محمد الصادق، عن أبيه، عن عبيد الله بن أبي رافع، قال: استخلف مروان أبا هريرة على المدينة وخرج إلى مكة؛ فصلّى بنا أبو هريرة الجمعة؛ فقرأ بسورة الجمعة في السجدة الأولى، وفي الآخرة {إذا جاءك المنافقون}.
قال عبيد الله: فأدركتُ أبا هريرة حين انصرف؛ فقلت: إنك قرأتَ بسورتين كان عليٌّ رحمه الله يقرأ بهما في الكوفة!
فقال أبو هريرة: (إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بهما). رواه ابن أبي شيبة، ومسلم، وأبو داوود، والترمذي، وابن ماجة.
- وقال عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، «أن مروان كان يستخلف أبا هريرة، فكان يتم التكبير». رواه ابن أبي شيبة.
- وقال عبد الكريم بن الهيثم الديرعاقولي: أخبرنا أبو اليمان قال: أخبرني شعيب، قال: قال نافع:(كان مروان يستخلف أبا هريرة على المدينة؛ فكان أبو هريرة يكبر في صلاة الفطر في الركعة الأولى سبع تكبيرات قبل القراءة، ويكبر في الآخرة خمس تكبيرات قبل أن يقرأ، والأضحى بتلك المنزلة، وهي السنة». رواه البيهقي في كتاب السنن الصغير.
- وقال يحيى بن عباد الضبعي: حدثنا فليح بن سليمان، عن سعيد بن الحارث قال: (كان مروان يستخلف أبا هريرة إذا حج أو غاب). رواه ابن سعد.

سعة علمه

- قال سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن وهب بن منبه، عن أخيه همام بن منبه، عن أبي هريرة، قال: (ليس أحد أكثر حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مني إلا عبد الله بن عمرو، فإنه كان يكتب وكنت لا أكتب). رواه الدارمي، والترمذي، والنسائي في السنن الكبرى، وابن حبان، والحاكم في المستدرك.
- وقال ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاءين: فأما أحدهما فبثثته، وأما الآخر فلو بثثته قُطع هذا البلعوم).رواه البخاري.
- وقال جعفر بن برقان الكلابي: سمعت يزيد بن الأصم يقول: قال أبو هريرة: يقولون: أكثرت يا أبا هريرة!
والذي نفسي بيده لو أني حدثتكم بكل شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لرميتموني بالقشع - يعني المزابل - ثم ما ناظرتموني). رواه ابن سعد في الطبقات، وأحمد في المسند، وأبو نعيم في الحلية، وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله.
- وقال أبو هلال الراسبي، عن الحسن البصري، قال: قال أبو هريرة: (لو حدَّثتكم بكل ما في كيسي هذا لرميتموني بالبعر).
قال الحسن: (وصدق والله! لو قال: إن بيت الله يهدم ويحرق ما صدقه الناس!). رواه ابن سعد، وابن أبي خيثمة، ويعقوب بن سفيان، ولفظ ابن سعد: (بكل ما في جوفي).
- وقال موسى بن إسماعيل التبوذكي: حدثنا محمد بن راشد، عن مكحول، أنَّ أبا هريرة كان يقول: (رُبَّ كيسٍ عند أبي هريرة لم يفتحه؛ يعني: من العلم). رواه ابن أبي خيثمة.
- وقال محمد بن هلال المدني، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان يقول: (لو أنبأتكم بكلّ ما أعلم لرماني الناس بالخرق، وقالوا: أبو هريرة مجنون!).رواه ابن سعد.

نشره للعلم
- وقال الأوزاعي، عن أبي كثير الغُبْري، قال: سمعت أبا هريرة، يقول: «إن أبا هريرة لا يكتم، ولا يكتب».رواه ابن سعد، وابن أبي خيثمة، وابن عساكر.
- وقال معاذ بن معاذ العنبري، عن شعبة، عن علي بن مدرك، سمع أبا زرعة [البجلي] (أنَّ أبا هريرة كان إذا حدّث بالحديث أعاده ثلاث مرات). رواه ابن أبي خيثمة.

مذهبه في كتابة العلم

كان أبو هريرة في أوّل الأمر ينهى عن الكتابة، ولا يكتب، ولا يُملي الأحاديث، ثم إنه أقرّ بعض أصحابه على كتابتهم؛ فكتب عنه محمد بن سيرين، وهمام بن منبه، وبشير بن نهيك، وغيرهم، وأذن لبعضهم برواية ما كتبوه عنه.
- قال الأوزاعي: سمعت أبا كثير قال: سمعت أبا هريرة يقول: «نحن لا نَكْتُب، ولا نُكْتِب، ولا نَكْتُم». رواه أبو خيثمة في كتاب العلم، والبيهقي في المدخل إلى السنن، وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله، والخطيب البغدادي في تقييد العلم.
- وقال هوذة بن خليفة البكراوي: حدثنا عوف، عن سعيد بن أبي الحسن، قال: لم يكن أحد من أصحاب رسول الله أكثر حديثاً من أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنَّ مروان زمن هو على المدينة أراد أن يكتب حديثه كلَّه فأبي، وقال: اروِ كما روينا؛ فلما أبي عليه تغفَّله وأقعد له كاتباً لَقِنا ثقفا ودعاه؛ فجعل أبو هريرة يحدّثه فيكتب الكاتب حتى استفرغ حديثه أجمع.
قال: ثم قال مروان: تعلم أنا قد كتبنا حديثك أجمع.
قال: وقد فعلت؟
قال: نعم.
قال: فاقرأه عليَّ فقرأوه، فقال أبو هريرة: (أما إنكم قد حفظتم، وإن تطع تمحه).
قال: (فمحاه). رواه ابن أبي خيثمة.
- وقال عمران بن حدير: حدثنا أبو مجلز، عن بشير بن نهيك، قال: كنت أكتب ما أسمع من أبي هريرة رضي الله عنه، فلما أردت أن أفارقه أتيته بكتابي؛ فقرأته عليه، وقلت له: هذا ما سمعتُ منك؟
قال: (نعم). رواه أبو محمد الدارمي، وأبو خيثمة في كتاب العلم، وابن سعد في الطبقات، وابن أبي شيبة في مصنفه، وابن أبي خيثمة في تاريخه، والبيهقي في السنن الكبرى كلهم من طرق عن أبي مجلز.
- وقال وكيع، عن عمران بن حدير، عن أبى مجلز، عن بشير بن نهيك، قال: كتبت كتاباً عن أبى هريرة فلما أردت أن أفارقه قلت: يا أبا هريرة! إني كتبت عنك كتاباً؛ فأرويه عنك؟
قال: (نعم، اروه عني). رواه أبو خيثمة زهير بن حرب في كتاب العلم، والترمذي في سننه.

أسفاره ورحلاته
رحل أبو هريرة إلى مكة مراراً، والبحرين مرتين، والعراق، وروي أنه رحل إلى الشام، وكان له في كل بلد رحل إليه أصحاب يحفظون حديثه ويروونه عنه.
أما البحرين فرحل إليها مرتين:
الأولى: في زمن النبي صلى الله عليه وسلم مع العلاء بن الحضرمي.
والأخرى: في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أميراً على البحرين.
وأما العراق فقد روي ذهابه إليه من طرق.
- قال عباد بن عباد، عن مجالد بن سعيد، عن قيس بن أبي حازم، قال: قدم علينا أبو هريرة فقال: (لقد صحبت رسول الله سنوات، ما كنت قطّ أكملَ عقلاً مني السنوات التي صحبته). رواه ابن أبي خيثمة.
- وقال سفيان بن عيينة: قال إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس [بن أبي حازم] قال: نزل علينا أبو هريرة بالكوفة، قال: وكان بينه وبين مولانا قرابة - قال سفيان: وهم موالي الأحمس - فاجتمعت أحمس قال: فأتيناه نسلم عليه - وقال سفيان مرة: فأتاه الحي – فقال له أبي: يا أبا هريرة! هؤلاء أنسباؤك أتوك ليسلموا عليك وتحدثهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم!
قال: مرحبا بهم وأهلاً، صحبتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين، لم أكن أحرص على أن أعيَ الحديث مني فيهن... الحديث). رواه أحمد، وابن عساكر.
- وقال عبد الواحد بن زياد العبدي: حدثنا عاصم بن كليب قال: حدثني أبي قال: كنت جالساً مع أبي هريرة رضي الله عنه في مسجد الكوفة؛ فأتاه رجلٌ فقال: أأنت القائلُ تصلّي مع عيسى ابن مريم؟!!
قال: يا أهل العراق! إني قد علمتُ أن سيكذبوني، ولا يمنعني ذلك أن أحدّث بما سمعتُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصادق المصدوق أنَّ الدجالَ يخرج من المشرق في حين فرقة من الناس...)ثم ذكر الحديث بطوله، وقد رواه إسحاق بن راهويه في مسنده.
- وقال ابن جوصا: سمعت ابن سميع يقول: (أبو هريرة قدم دمشق وحفظوا عنه). رواه ابن عساكر.
- وفي مختصر قيام الليل لمحمد بن نصر المروزي عن مكحول قال: «تواعد المسلمون ليلة بالجابية، فقام أبو هريرة يحدثهم حتى أصبح»

عبادته وهديه
- قال شعبة بن الحجاج: حدثنا عباس بن فروخ الجريري، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: أوصاني خليلي بثلاث لا أدعهنَّ حتى أموت: «صوم ثلاثة أيام من كل شهر، وصلاة الضحى، ونوم على وتر». رواه أحمد، والبخاري، ومسلم.
- وقال عبد الوارث بن سعيد العنبري: حدثنا أبو التياح، حدثني أبو عثمان النهدي، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: «بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أرقد». رواه البخاري ومسلم.
- وقال حماد بن زيد، عن عباس بن فروخ الجريري، عن أبي عثمان النهدي، قال: تضيفت أبا هريرة سبعاً، وكان هو وامرأته وخادمه يعتقبون الليل أثلاثاً، يقوم هذا وينام هذا، ويقوم هذا وينام هذا.
وسمعت أبا هريرة يقول: قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم [بين أصحابه] تمراً فأصابني سبع تمرات، فكان فيه حشفة، ما كان شيء أحب إليَّ منها شدت في مضاغي.
قال: فقلت يا أبا هريرة! فكيف تصوم الشهر؟
فقال: أصوم من أول الشهر ثلاثا، فإن حدث بي حدثٌ كان لي أجر شهري). رواه إسحاق بن راهويه واللفظ له، وأحمد.
وروى البخاري أوّله من هذا الطريق، وخبر التمر من طريق إسماعيل بن زكريا عن عاصم عن أبي عثمان النهدي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (قسم النبي صلى الله عليه وسلم بيننا تمرا، فأصابني منه خمس: أربع تمرات وحشفة، ثم رأيت الحشفة هي أشدّهن لضرسي).
وقال سليمان بن حرب في قوله: (شدّت في مضاغي): (أي كان لها قوة).
- وقال موسى بن إسماعيل التبوذكي: حدثنا حماد، قال: أخبرنا العباس الجريري، عن أبي عثمان النهدي، قال: (كان أبو هريرة يصلي ثلث الليل، وامرأته ثلثا وابنته ثلثا). رواه ابن أبي خيثمة.
- وقال قتيبة بن مهران الأصبهاني: حدثنا سليمان بن مسلم بن جماز الزهري: سمعت أبا جعفر يحكي لنا قراءة أبي هريرة رضي الله تعالى عنه في {إذا الشمس كورت}يحزّنها شبه الرثاء). رواه ابن مجاهد وابن عساكر.
- وقال حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي عثمان النهدي أنَّ أبا هريرة كان في سفر؛ فلما نزلوا وضعوا السفرة وبعثوا إليه وهو يصلي، فقال: إني صائم.
فلما كادوا يفرغون جاء فجعل يأكل الطعام، فنظر القوم إلى رسولهم، فقال: ما تنظرون؟!! قد والله أخبرني أنه صائم.
فقال أبو هريرة: (صدق، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «صوم شهر رمضان، وصوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر».
وقد صمت ثلاثة أيام من أوَّل الشهر، فأنا مفطر في تخفيف الله، صائم في تضعيف الله). رواه أحمد، وإسحاق بن راهويه، وأبو يعلى، والبيهقي، وأبو نعيم في الحلية.
- وقال وكيع، عن إسماعيل بن مسلم العبدي، عن أبي المتوكل الناجي قال: «كان أبو هريرة وأصحابه إذا صاموا جلسوا في المسجد». رواه ابن أبي شيبة في مصنفه، وهناد في الزهد، وزاد: قالوا: «نطهر صيامنا».
- وقال يحيى بن سعيد القطان، عن إسماعيل بن مسلم العبدي، عن أبي المتوكل، قال: إنَّ أبا هريرة رضي الله عنه كان إذا صام جلس في المسجد وقال: (نُعِفُّ صيامنا). رواه مسدد كما في المطالب العالية، وإتحاف الخيرة.
- وقال أبو عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي: حدثنا إسماعيل، عن أبي المتوكل، عن أبي هريرة أنه كان وأصحابه إذا صاموا قعدوا في المسجد، وقالوا: «نطهر صيامنا». رواه أحمد في الزهد، وأبو نعيم في الحلية.
- وقال ابن أبي ذئب، عن عثمان بن نجيح، عن سعيد بن المسيب، قال: رأيت أبا هريرة يطوف بالسوق ثم يأتي أهله فيقول: «هل عندكم من شيء».
فإن قالوا: لا.
قال: «فإني صائم». رواه أبو نعيم في الحلية، والبيهقي في السنن الكبرى.
- وقال إسماعيل ابن علية، عن خالد الحذاء، عن عكرمة، قال: قال أبو هريرة: «إني لأستغفر الله وأتوب إليه كلَّ يوم اثني عشر ألف مرة، وذلك على قدر دِيته، - أو قال: دِيَتي».رواه أحمد في الزهد، وأبو نعيم في الحلية.
ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه عن إسماعيل ابن علية به ولفظه: «إني لأسبح كلَّ يوم اثنتي عشرة مرة ألف تسبيحة، قدر ديتي أو قدر ديته».
- وقال عبد الوارث بن سعيد البصري: حدثنا خالد، عن عكرمة، أنَّ أبا هريرة، قال: (إني لأسبح كلَّ يوم قدر ديتي اثني عشر ألفا). رواه أبو بكر البيهقي في السنن الكبرى.
- وقال ابن جريج لعطاء بن أبي رباح: أكان ابن الزبير يؤمن على إثر أمّ القرآن؟
قال: (نعم، ويؤمّن مَن وراؤُه حتى إنَّ للمسجد للجَّة).
ثم قال: (إنما آمين دعاء، وكان أبو هريرة يدخل المسجد وقد قام الإمام قبله فيقول: لا تسبقني بآمين). رواه عبد الرزاق والشافعي وابن المنذر، وعلّقه البخاري في صحيحه.
- وقال بشر بن رافع، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة دخل المسجد [وقد قام] الإمام فناداه أبو هريرة: (لا تسبقني بآمين). رواه عبد الرزاق، وما بين المعكوفين مما نقله ابن حجر في فتح الباري، ولعله سقط من بعض نسخ المصنف.
- وقال أبو عامر عبد الملك بن عمرو العقدي: حدثنا إسماعيل - يعني العبدي - عن أبي المتوكل، أنَّ أبا هريرة، كانت له زنجية قد غمّتهم بعملها، فرفع عليها السوط يوماً فقال: « لولا القصاص لأغشيتُك به، ولكني سأبيعك ممن يوفيني ثمنك، اذهبي فأنت لله عزّ وجلّ». رواه أحمد في الزهد، وأبو نعيم في الحلية.
- وقال روح بن عبادة القيسي: حدثنا ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنه مر بقوم بين أيديهم شاة مصلية، فدعوه، فأبى أن يأكل، وقال: «خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير».رواه البخاري.
- وقال عبد المؤمن بن عبيد الله السدوسي: سمعت أبا يزيد المديني، قال: قام أبو هريرة على منبر رسول الله فقام دون مقام النبي بعتيبة فقال: (الحمد لله الذي هدى أبا هريرة للإسلام، الحمد لله الذي علَّم أبا هريرة القرآن، الحمد لله الذي منَّ على أبي هريرة بمحمد صلى الله عليه وسلم). رواه ابن أبي خيثمة.
- وقال أبو أسامة الكوفي: خبرنا المجالد، أنا عامر، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، أنه أتى عائشة فقال: إنَّ أبا هريرة يفتينا أنَّ من أصبح جنباً فلا صوم له؛ فقالت عائشة: « إنَّ أبا هريرة لا يقول في هذا شيئاً، كان بلال يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جنب يؤذنه فيقوم فيغتسل ثم يخرج إلى المسجد وإني لأرى رأسه ينحدر بين كتفيه لصلاة الفجر ثم يصوم ذلك اليوم».
قال: فبلغ أبا هريرة فقال: (عائشة أمّي، وهي أعلم). رواه إسحاق بن راهويه في مسنده بهذا اللفظ، والحديث رواه أحمد، والنسائي في السنن الكبرى من طرق عن أبي هريرة رضي الله عنهما دون آخره، وإنما ذكرت هذه الرواية لما فيها من سرعة رجوعه عن رأيه إلى ما سمع.
- وقال معمر بن راشد، عن ابن طاووس، عن أبيه، قال: سمعت أبا هريرة، يقول لابنته: «قولي يا أبي إن تحلني الذهب تخش علي حر اللهب».رواه عبد الرزاق.
- وقال معمر عن أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين أنَّ أبا هريرة رضي الله عنه كان يقول لابنته: «لا تلبسي الذهب؛ فإني أخاف عليك حرّ اللهب». رواه عبد الرزاق.
- وقال سفيان بن عيينة: سمعت ابن طاووس، يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبا هريرة، يقول لابنته: قولي: «أبي أبى أن يحليني الذهب، يخشى عليَّ حرّ اللهب». رواه أبو نعيم في الحلية.



يتبع







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 45.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.84 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.38%)]