عرض مشاركة واحدة
  #144  
قديم 23-05-2024, 09:33 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,470
الدولة : Egypt
افتراضي رد: منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله


منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية
أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي
المجلد الثانى
الحلقة (144)
صـ 447 إلى صـ 453



يقل: ورسوله، كما قال في الآية الأخرى: {فإذا فرغت فانصب - وإلى ربك فارغب} [سورة الشرح: 7، 8] .
وأما ما في القرآن من ذكر عبادته وحده، ودعائه وحده، والاستعانة به وحده، والخوف منه وحده، فكثير كقوله: {ولا يخشون أحدا إلا الله} [سورة الأحزاب: 39] ، وقوله: {فإياي فارهبون} [سورة النحل: 51] ، و {وإياي فاتقون} [سورة البقرة: 175] ، وقوله: {فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين} [سورة آل عمران: 175] ، وكذلك قوله: {فلا تدع مع الله إلها آخر فتكون من المعذبين} [سورة الشعراء: 213] ، {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا} [سورة النساء: 36] .
وأما المحبة فهي لله ورسوله، والإرضاء لله والرسول، كقوله تعالى: {أحب إليكم من الله ورسوله} [سورة التوبة: 24] ، وقوله: {والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين} [سورة التوبة: 62] ، فالرسول علينا أن نحبه وعلينا أن نرضيه، بل قد ثبت عنه في الصحيح أنه قال: " «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين» " (1) . ; وكذلك الطاعة لله والرسول، قال تعالى: {من يطع الرسول فقد أطاع الله} [سورة النساء: 80] .
والعبادات بأسرها: الصلاة والسجود والطواف والدعاء والصدقة
‌‌_________

(1) الحديث مروي عن أنس رضي الله عنه في: البخاري 1 (كتاب الإيمان، باب حب الرسول صلى الله عليه وسلم من الإيمان) ; مسلم 1/67 (كتاب الإيمان، باب وجوب محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم. .) ; المسند (ط. الحلبي) 3/177، 207، 275، 278 ; سنن ابن ماجه 1/26 (المقدمة، باب في الإيمان)

********************************
والنسك والذي لا يصلح إلا لله ولم يخص الله بقعة تفعل الصلاة فيها إلا المساجد: لا مقبرة ولا مشهدا ولا مغارة ولا مقام نبي ولا غير ذلك، ولا خص بقعة غير المساجد بالذكر والدعاء إلا مشاعر الحج: لا قبر نبي ولا صالح ولا مغارة ولا غير ذلك، ولا يقبل على وجه الأرض شيء عبادة لله إلا الحجر الأسود ولا يتمسح إلا به وبالركن اليماني، ولا يستلم الركنان الشاميان وهما من البيت فكيف غيرهما؟ وقد طاف ابن عباس ومعاوية، فجعل معاوية يستلم الأركان الأربعة، فقال ابن عباس رضي الله عنه: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «لم يستلم إلا الركنين اليمانيين» . فقال معاوية: ليس من البيت شيء مهجورا، فقال ابن عباس رضي الله عنه: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} ، فقال معاوية: صدقت (1) .، ورجع إلى قوله.
فالعبادات مبناها على أصلين: أحدهما: أن لا يعبد إلا الله وحده - لا نعبد من دونه شيئا: لا ملكا ولا نبيا ولا صالحا ولا شيئا من المخلوقات ; والثاني أن نعبده بما أمرنا به على لسان رسوله - لا نعبده ببدع لم يشرعها الله ورسوله.
والعبادات تتضمن كمال الحب وكمال الخضوع، فمن أحب شيئا من المخلوقات كما يحب الخالق فهو مشرك، قال الله تعالى: {ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله}
‌‌_________

(1) ورد هذا الأثر بمعناه في مواضع كثيرة في المسند أقربها إلى ما ذكره ابن تيمية في 3/366 (رقم 1877) وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: " إسناده صحيح. وروى الترمذي 2/92 معناه مختصرا بإسناد آخر عن ابن عباس. وانظر الأرقام: 2210، 3074، 3533

*******************************
[سورة البقرة: 165] ، وفي الصحيحين «عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله أي الذنب أعظم؟ قال: " أن تجعل لله ندا وهو خلقك "، قلت: ثم أي؟ قال: " ثم أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك ". قلت: ثم أي؟ قال ثم أن تزاني بحليلة جارك ". فأنزل الله تصديق ذلك: {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون} » [سورة الفرقان: 68] (1) 87. .
والنبي - صلى الله عليه وسلم - قد أمر بالعبادة في المساجد وذكر فضل الصلاة في الجماعة ورغب في ذلك، ولم يأمر قط بقصد مكان لأجل نبي ولا صالح، بل نهى عن اتخاذها مساجد، فلا يجوز أن تقصد للصلاة فيها والدعاء وهذا كله لتحقيق التوحيد وإخلاص الدين لله، فقد «قال بعض الناس يا رسول الله ربنا قريب فنناجيه أو بعيد فنناديه؟ فأنزل الله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون} » [سورة البقرة: 168] (2) . .
‌‌_________

(1) الحديث - بألفاظ متقاربة - عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في: البخاري 6/18 (تفسير سورة البقرة، باب: فلا تجعلوا لله أندادا) ، 8/8 (كتاب الأدب، باب قتل الولد خشية أن يأكل معه) ، 8/164 (كتاب الحدود، باب إثم الزناة) ، 9/152 (كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: فلا تجعلوا لله أندادا) ; مسلم 1/90 - 91 (كتاب الإيمان، باب كون الشرك أقبح الذنوب) ; سنن الترمذي 5/17 - 18 (كتاب التفسير، تفسير سورة الفرقان) ; سنن أبي داود 2/394 (كتاب الطلاق، باب في تعظيم الزنا) ; سنن النسائي 7/82 - 83 (كتاب التحريم، باب ذكر أعظم الذنب) ; المسند (ط. المعارف) 5/217، 6، 86 -
(2) أورد ابن جرير الطبري في تفسيره هذا الحديث بروايتين، نعت الشيخ أحمد شاكر رحمه الله إحداهما بالانهيار والأخرى بالضعف. انظر تفسير الطبري (ط. المعارف) 3/480 - 481 (وانظر التعليقات)

*********************************
وفي الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد» " (1) .، وفي الصحيحين عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " «ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يستغفرني فأغفر له؟ من يسألني فأعطيه؟ حتى يطلع الفجر» " (2) . .
فالرسل صلوات الله عليهم وسلامه أمروا الناس بعبادة الله وحده لا شريك له وسؤاله ودعائه، ونهوا أن يدعى أحد من دون الله تعالى. وفي الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " «أحب البقاع إلى الله تعالى المساجد وأبغضها إلى الله تعالى الأسواق» " (3) .، يعني البقاع التي كانت تكون في مدينته ونحوها، ولم يكن بالمدينة لا حانة ولا كنيسة ولا موضع شرك وهذه المواضع شر من الأسواق.
وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " «شرار الناس الذين تدركهم الساعة وهم أحياء والذين يتخذون القبور مساجد» " ; هذا إذا بني المسجد
‌‌_________

(1) الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه في: مسلم 1/350 (كتاب الصلاة، باب ما يقال في الركوع والسجود) ; سنن النسائي (بشرح السيوطي) 2/180 (كتاب التطبيق، باب أقرب ما يكون العبد من الله عز وجل) ; سنن أبي داود 1/320 - 321 (كتاب الصلاة، باب في الدعاء في الركوع والسجود)
(2) سبق الكلام على حديث النزول 323 (ت 6)
(3) الحديث - مع اختلاف يسير في اللفظ - مروي عن أبي هريرة رضي الله عنه في: مسلم 1/464 (كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب فضل الجلوس في مصلاه بعد الصبح، وفضل المساجد) . وفي السند (ط. الحلبي) 4/81 قطعة من الحديث بمعناه برواية جبير بن مطعم رضي الله عنه

*************************************
المسمى مشهدا على قبر صحيح، فكيف وكثير من هذه المشاهد المبنية على (قبور) (1) . الأنبياء والصالحين من الصحابة والقرابة وغيرهم كذب؟ وكثير منها مختلف فيه لا يتوثق فيه بنقل ينقل في ذلك مما يوجد بالشام والعراق وخراسان وغير ذلك، والسبب في خفائها وكثرة الخلاف فيها أن الله حفظ الدين الذي بعث به رسوله بقوله: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} [سورة الحجر: 9] ، واتخاذ هذه معابد ليس من الدين، فلهذا لم يحفظ هذه المقامات والمشاهد، بل مبني أمرهم على الجهل والضلال، وإنما يستند أهلها إلى منامات تكون من الشياطين أو إلى (أخبار إما) (2) . مكذوبة، وإما منقولة عمن ليس قوله حجة.
والشياطين تضل أهلها كما تضل عباد الأصنام، فتارة تكلمهم، وتارة تتراءى لهم، وتارة تقضي بعض حوائجهم، وتارة تصيح وتحرك السلاسل التي فيها القناديل وتطفئ القناديل، وتارة تفعل أمورا أخر كما تفعل عبادة الأوثان التي كانت للعرب، وهي اليوم تفعل مثل ذلك في أوثان الترك والصين والسودان وغيرهم فيظنون أن ذلك هو الميت أو ملك صور على صورته، وإنما هو شيطان أضلهم بالشرك، كما يجري ذلك لعباد الأصنام المصورة على صورة الآدميين، وهذا باب واسع ليس هذا موضع استقصائه] (3) . .
‌‌_________

(1) قبور: ليست في الأصل، وإثباتها يقتضيه سياق الكلام
(2) بعد عبارة " أو إلى " توجد إشارة إلى الهامش ولكن لم تظهر الكلمات الساقطة في المصورة، ورجحت أن تكون هي ما أثبته بين القوسين
(3) هنا ينتهي السقط الطويل في (ب) ، (أ) ، (ن) ، (م) ، وقد بدأ في ص 409

*****************************
‌‌[التعليق على قوله أن الأئمة معصومون كالأنبياء]
فصل
وأما قوله (1) .: " وأن (2) . الأئمة معصومون كالأنبياء في ذلك " (3) . .
فهذه خاصة الرافضة الإمامية التي لم يشركهم فيها أحد - لا الزيدية الشيعة ولا (4 سائر طوائف المسلمين - إلا من هو شر منهم كالإسماعيلية الذين يقولون بعصمة بني عبيد: 4) (4) . المنتسبين إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر، القائلين بأن الإمامة بعد جعفر [في محمد بن إسماعيل] (5) . دون موسى بن جعفر، وأولئك ملاحدة [منافقون] (6) . .
والإمامية الاثنا عشرية (7) . خير منهم بكثير، فإن الإمامية مع [فرط] (8) . جهلهم وضلالهم فيهم خلق مسلمون باطنا وظاهرا ليسوا زنادقة منافقين، لكنهم جهلوا وضلوا واتبعوا أهواءهم، وأما أولئك فأئمتهم الكبار (9) . العارفون بحقيقة دعوتهم (10) . الباطنية (11) . زنادقة منافقون، وأما
‌‌_________
(1) الكلام التالي في " منهاج الكرامة " (ك) 1/82 (م) . وسبق وروده في هذا الجزء، ص [0 - 9] 9
(2) ن، م، ع: إن
(3) ك: وأن الأئمة عليهم السلام معصومون كالأنبياء عليهم السلام لما تقدم في ذلك، وانظر ما سبق ص 99
(4) (4 - 4) ساقطة من (م) فقط
(5) في محمد بن إسماعيل: ساقط من (ن) وفي (م) سقطت عبارة " محمد بن ". وكتب نعمان الفقير في هامش (أ) تعريفا بإسماعيل وبموضع دفنه ولكن لم تظهر إلا كلمات من التعليق
(6) منافقون: ساقطة من (ن) ، (م)
(7) ن، م: والإمامية الأشعرية، وهو خطأ ظاهر
(8) فرط: ساقطة من (ن) ، (م)
(9) ن، م: الكفار
(10) ب، أ: دعواهم
(11) ع: الباطلة

*****************************
عوامهم الذين لم يعرفوا باطن أمرهم فقد يكونون (1) . مسلمين.
وأما المسائل المتقدمة فقد شرك غير الإمامية فيها بعض الطوائف، إلا (2) . غلوهم في عصمة الأنبياء فلم يوافقهم عليه أحد أيضا، حيث ادعوا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يسهو، فإن هذا لا يوافقهم عليه أحد فيما علمت (3) ".، اللهم إلا أن يكون من غلاة جهال النساك، فإن بينهم وبين الرافضة قدرا مشتركا في الغلو وفي الجهل والانقياد لما لا يعلم صحته، والطائفتان تشبهان النصارى في ذلك. [وقد يقرب (4) . إليهم بعض المصنفين في الفقه (5) . من الغلاة في مسألة العصمة] (6) . .
والكلام في أن هؤلاء أئمة فرض الله الإيمان بهم (7) . وتلقي الدين منهم دون غيرهم، [ثم] (8) . في عصمتهم عن الخطأ، فإن كلا من هذين (9) . القولين مما (10) . لا يقوله إلا مفرط في الجهل أو مفرط في اتباع الهوى أو في كليهما (11) .، فمن عرف دين الإسلام وعرف حال هؤلاء، كان عالما
‌‌_________

(1) ع، أ، ن، م: فقد يكونوا، وهو خطأ
(2) ن، م: إلى ; وهو تحريف
(3) ب، ن، م: فإن هذا لا أعلم أحدا يوافقهم عليه ; وفي (أ) سقطت كلمة " عليه
(4) ب، أ: تقرب
(5) في الفقه: ساقطة من (ن) ، (م)
(6) ما بين المعقوفتين ساقطة من (ن) ، (م)
(7) ن: فرض الله الإيمان عليهم ; م: فرض الله عليهم الإيمان، وكلاهما خطأ
(8) ثم: ساقطة من (ن) ، (م)
(9) ع: فإن كلام هذين
(10) مما: ساقطة من (ب) ، (أ)
(11) ن، م، ع: في كلاهما

********************************
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 33.03 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 32.40 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.90%)]