عرض مشاركة واحدة
  #538  
قديم 25-06-2024, 11:08 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,410
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي

الجزء الثامن والعشرون
سورة المجادلة
الحلقة (538)
من صــ160 الى صـ 178


الجزء الثّامن والعشرون
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة المجادلة
آياتها 22 آية

[سورة المجادلة (58) : آية 1]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (1)

الإعراب:
(قد) حرف تحقيق (في زوجها) متعلّق ب (تجادلك) بحذف مضاف أي في شأن زوجها (إلى اللَّه) متعلّق ب (تشتكي) ..
جملة: «قد سمع اللَّه ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «تجادلك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) .
وجملة: «تشتكي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تجادلك.. «1» .
وجملة: «اللَّه يسمع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الابتدائيّة.
وجملة: «يسمع ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللَّه) .
وجملة: «إنّ اللَّه سميع ... » لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(تحاور) ، مصدر قياسيّ للخماسيّ تحاور، وزنه تفاعل بفتح التاء وضمّ العين..
الفوائد
- حكم الظهار..
عن عائشة قالت: الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات. لقد جاءت المجادلة خولة بنت ثعلبة إلى رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) وكلمته في جانب البيت، وما أسمع ما تقول، فأنزل الله عز وجل قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ.
وكان زوجها أوس بن الصامت، قد طلب وقاعها، فأبت عليه، فقال لها: أنت عليّ كظهر أمي. فجاءت تجادل رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) في زوجها. أما حكم من ظاهر فتجب عليه الكفارة. والآية تدل على إيجاب الكفارة قبل المماسة، فإن جامع قبل أن يكفّر لم يجب عليه إلا كفارة واحدة، وهو قول أكثر أهل العلم، كمالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد وسفيان أما كفارة الظهار فإنها مرتبة، فيجب عليه عتق رقبة مؤمنة، فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن أفطر يوما متعمدا، أو نسي النية، يجب عليه استئناف الشهرين فإن جامع ليلا أثناء الصوم عصى بذلك، لكن لا يجب عليه استئناف الشهرين فإن عجز عن الصوم، لمرض، أو كبر، أو فرط شهوة لا تمكنه من الصبر على الجماع، يجب عليه إطعام ستين مسكينا، كل مسكين مد من غالب قوت البلد من حنطة أو شعير أو أرز أو ذرة أو تمر. ولو دفع الستين صاعا لمسكين واحد لم يجزئ ذلك عند الشافعي لظاهر الآية، وأجاز ذلك أبو حنيفة رضي الله عنهما، وإذا كان عنده رقبة يحتاج إليها للخدمة، أو معه ثمن الرقبة لكنه محتاج إليه للنفقة عدل إلى الصوم، والله أعلم.
[سورة المجادلة (58) : الآيات 2 الى 4]
الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلاَّ اللاَّئِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (2) وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ذلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ (4)

الإعراب:
(منكم) متعلّق بحال من فاعل يظاهرون (من نسائهم) متعلّق ب (يظاهرون) ، (ما) نافية عاملة عمل ليس (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر (اللائي) موصول في محلّ رفع خبر المبتدأ (أمّهاتهم) ، (الواو) عاطفة (اللام) للتوكيد (منكرا) مفعول به منصوب (من القول) متعلّق بنعت ل (منكرا) ، (الواو) عاطفة (اللام) للتوكيد..
جملة: «الذين يظاهرون ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يظاهرون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «ما هنّ أمّهاتهم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .
وجملة: «إن أمّهاتهم إلّا اللائي ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: «ولدنهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (اللائي) .
وجملة: «إنّهم ليقولون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «يقولون ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «إنّ الله لعفوّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّهم ليقولون.
3- (الواو) عاطفة وكذلك (ثمّ) ، (ما) حرف مصدريّ «2» ، (الفاء) زائدة في الخبر لمشابهة المبتدأ للشرط (تحرير) مبتدأ مؤخّر مرفوع، والخبر محذوف تقديره عليهم (من قبل) متعلّق ب (تحرير) (أن) حرف مصدريّ ونصب..
والمصدر المؤوّل (ما قالوا..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يعودون) .
والمصدر المؤوّل (أن يتماسّا..) في محلّ جرّ مضاف إليه.
(ذلكم) اسم إشارة في محلّ رفع مبتدأ، والإشارة إلى الحكم المذكور، و (الواو) في (توعظون) نائب الفاعل (به) متعلّق ب (توعظون) بتضمينه معنى تزجرون (ما) حرف مصدريّ «3» ..
وجملة: «الذين يظاهرون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الذين يظاهرون الأولى.
وجملة: «يظاهرون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «يعودون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: « (عليهم) تحرير ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .
وجملة: «يتماسّا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «ذلكم توعظون به» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «توعظون به» في محلّ رفع خبر المبتدأ (ذلكم) .
وجملة: «الله ... خبير» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الثاني.
4- (الفاء) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (لم) للنفي فقط «4» ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (صيام) مبتدأ مؤخّر، والخبر محذوف تقديره عليه (من قبل أن يتماسّا) مثل الأولى وتعليق الظرف ب (صيام) ، (الفاء) عاطفة (من لم يستطع) مثل من لم يجد (فإطعام) مثل فصيام (مسكينا) تمييز منصوب، والإشارة في (ذلك) إلى البيان والتعليم، وهو مبتدأ «5» خبره محذوف تقديره واقع (اللام) للتعليل (تؤمنوا) مضارع منصوب بأن مضمرة.
والمصدر المؤوّل (أن تؤمنوا..) في محلّ جرّ باللام متعلّق بالخبر المحذوف «3» .
(بالله) متعلّق ب (تؤمنوا) ، (الواو) عاطفة في الموضعين، والإشارة في (تلك) إلى الأحكام المذكورة (للكافرين) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (عذاب) ..
وجملة: «من لم يجد ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لم يجد ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «7» .
وجملة: « (عليه) صيام ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «يتماسّا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «من لم يستطع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من لم يجد.
وجملة: «لم يستطع ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) الثاني «8»
وجملة: « (عليه) إطعام ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «ذلك (واقع) ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تؤمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «تلك حدود ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأخيرة.
وجملة: «للكافرين عذاب ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأخيرة.
الصرف:
(4) متتابعين: مثنّى متتابع، اسم فاعل من الخماسيّ تتابع، وزنه متفاعل بضمّ الميم وكسر العين.
(ستين) ، اسم للعدد، وهو من ألفاظ العقود، وزنه فعلين، وجاءت عينه ولامه من حرف واحد.
البلاغة
السلب والإيجاب: في قوله تعالى الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ.
وهذا الفن هو نفي الشيء من جهة وإيجابه من جهة أخرى، أو أمر بشيء من جهة ونهي عنه من جهة ثانية.
وهنا في هذه الآية الكريمة نفي لصيرورة المرأة أمّا بالظهار، وإثبات الأمومة للتي ولدت الولد.
[سورة المجادلة (58) : الآيات 5 الى 6]
إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَما كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ بَيِّناتٍ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ (5) يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا أَحْصاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6)

الإعراب:
(الواو) في (كبتوا) نائب الفاعل (ما) حرف مصدريّ (من قبلهم) متعلّق بمحذوف صلة الذين..
والمصدر المؤوّل (ما كبت..) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق..
(الواو) حاليّة (قد) حرف تحقيق (للكافرين عذاب) مرّ إعرابها «9» .
جملة: «إنّ الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يحادّون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «كبتوا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «كبت ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «أنزلنا ... » في محلّ نصب حال.
وجملة: «للكافرين عذاب ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
6- (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (مهين) «10» ، (جميعا) حال من الضمير الغائب في (يبعثهم) «11» ، (الفاء) عاطفة (ما) حرف مصدريّ «12» ، (على كلّ) متعلّق بالخبر (شهيد) .
والمصدر المؤوّل (ما عملوا..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (ينبّئهم) .
وجملة: «يبعثهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «ينبّئهم ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يبعثهم.
وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «أحصاه الله ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «نسوه ... » لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة «13» .
وجملة: «الله ... شهيد» لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.
[سورة المجادلة (58) : آية 7]
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (7)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة ما وكذلك (في الأرض) .
والمصدر المؤوّل (أنّ الله يعلم..) في محلّ نصب سدّ مسد مفعولي ترى.
(ما) نافية (يكون) مضارع تامّ (نجوى) مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل يكون (إلّا) للحصر في المواضع الثلاثة (لا) زائدة لتأكيد النفي في المواضع الثلاثة الآتية (خمسة) معطوف على نجوى تبعه في الجرّ لفظا «14» ، وكذلك (أدنى وأكثر) ، (من ذلك) متعلّق ب (أدنى) ، (معهم) ظرف منصوب متعلّق بخبر المبتدأ (هو) (أينما) ظرف مكان مجرّد من الشرط متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به معهم (كانوا) فعل ماض تام وفاعله (ثمّ) حرف عطف (ما) حرف مصدريّ «15» .
والمصدر المؤوّل (ما عملوا..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (ينبّئهم) .
(يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (ينبّئهم) ، (بكلّ) متعلّق بالخبر (عليم) .
جملة: «تر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يعلم ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «ما يكون ... » لا محلّ لها استئنافيّة لتقرير مضمون ما سبق.
وجملة: «هو رابعهم ... » في محلّ نصب حال.
وجملة: «هو سادسهم ... » في محلّ نصب حال.
وجملة: «هو معهم ... » في محلّ نصب حال.
وجملة: «كانوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «ينبّئهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما يكون.
وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «إنّ الله ... عليم» لا محلّ لها تعليليّة.
البلاغة
تخصيص الثلاثة والخمسة: في قوله تعالى ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ.
الداعي إلى تخصيص الثلاثة والخمسة أنه سبحانه قصد أن يذكر ما جرى عليه العادة من أعداد أهل النجوى والمخولين للشورى والمنتدبون لذلك ليسوا بكل أحد، وإنما هم طائفة مجتباة من أولي النهى والأحلام، ورهط من أهل الرأي والتجارب، وأول عددهم الاثنان فصاعدا إلى خمسة إلى ستة إلى ما اقتضته الحال. ألا ترى إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه كيف ترك الأمر شورى بين ستة ولم يتجاوز بها إلى سابع، فذكر عز وعلا الثلاثة والخمسة وقال «وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ» فدلّ على الاثنين والأربعة وقال «وَلا أَكْثَرَ» فدلّ على ما يلي هذا العدد ويقاربه.

[سورة المجادلة (58) : آية 8]
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوى ثُمَّ يَعُودُونَ لِما نُهُوا عَنْهُ وَيَتَناجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَإِذا جاؤُكَ حَيَّوْكَ بِما لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِما نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (8)

الإعراب:
(إلى الذين) متعلّق ب (ترى) بمعنى تنظر، والواو في (نهوا) نائب الفاعل، (عن النجوى) متعلّق ب (نهوا) ، (لما) متعلّق ب (يعودون) ، (عنه) متعلّق ب (نهوا) ، (الواو) عاطفة في المواضع الخمسة (بالإثم) متعلّق ب (يتناجون) ، (حيّوك) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين، و (الواو) فاعل، و (الكاف) مفعول به (بما) متعلّق ب (حيّوك) ، (به) متعلّق ب (يحيّك) ، (في أنفسهم) حال من فاعل يقولون أي مسرّين (لولا) حرف تحضيض (ما) حرف مصدريّ «16» ، (الفاء) استئنافيّة، والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره هي أي جهنّم.
جملة: «تر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «نهوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «يعودون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «نهوا (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «يتناجون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يعودون.
وجملة: «جاؤوك ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «حيّوك ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «لم يحيّك به الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: «يقولون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: «يعذّبنا الله ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «نقول ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
والمصدر المؤوّل (ما نقول..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (يعذّبنا) .
وجملة: «حسبهم جهنّم» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يصلونها ... » في محلّ نصب حال «17» .
وجملة: «بئس المصير» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(نهوا) ، فيه إعلال بالتسكين، وإعلال بالحذف، أصله نهيوا بكسر الهاء وضم الياء، ثمّ سكّنت الياء لثقل الضمّة ونقلت الحركة إلى الهاء قبلها- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة فأصبح نهوا، وزنه فعوا.
(معصية) ، مصدر سماعيّ للثلاثيّ عصى يعصي، وزنه مفعلة بفتح الميم وكسر العين، وقد رسمت التاء في المصحف مفتوحة، وقد يكون اللفظ مصدرا ميميّا..
(حيّوك) ، فيه إعلال بالحذف، وذلك لالتقاء الساكنين، وفتح ما قبل الواو دلالة على الألف المحذوفة وزنه فعّوك، بفتح الفاء والعين المشدّدة.
(يحيّك) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه يفعّك..
الفوائد:
- مكر اليهود..
عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل رهط من اليهود على رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) فقالوا: السّام عليك. قالت عائشة: ففهمتها، فقلت: عليكم السام واللعنة.
قالت: فقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : مهلا يا عائشة، إن الله يحبّ الرفق في الأمر كله،فقلت يا رسول الله ألم تسمع ما قالوا؟ قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) قد قلت: عليكم.
وللبخاري أن اليهود أتوا النبي (صلّى الله عليه وسلّم) فقالوا: السّام عليك، فقال: وعليكم. فقالت عائشة: السام عليكم ولعنكم الله وغضب عليكم. فقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : يا عائشة عليك بالرفق، وإياك والعنف والفحش. قالت: أو لم تسمع ما قالوا: قال: أولم تسمعي ما قلت؟ رددت عليهم، فيستجاب لي فيهم، ولا يستجاب لهم فيّ.
ومعنى السام: الموت. قال الخطابي: عامة المحدثين يروون: إذا سلم عليك أهل الكتاب فإنما يقولون: السام عليكم، فقولوا: وعليكم.
[سورة المجادلة (58) : الآيات 9 الى 10]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَناجَيْتُمْ فَلا تَتَناجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَناجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (9) إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضارِّهِمْ شَيْئاً إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (10)

الإعراب:
(أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الذين) بدل من أيّ في محلّ نصب- أو عطف بيان- (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) ناهية جازمة (بالإثم) متعلّق ب (تتناجوا) ، (بالبرّ) متعلّق ب (تناجوا) ، (إليه) متعلّق ب (تحشرون) و (الواو) فيه نائب الفاعل.
جملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «امنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «تناجيتم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «لا تتناجوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «تناجوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: «اتّقوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: «تحشرون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
10- (إنّما) كافّة ومكفوفة (من الشيطان) متعلّق بخبر المبتدأ (النجوى) ، (اللام) للتعليل (يحزن) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (الذين) موصول في محلّ رفع فاعل «18» ، (الواو) حاليّة (ضارّهم) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ليس، واسم ليس ضمير يعود على الشيطان (شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر أي شيئا من الضرر (إلّا) للاستثناء (بإذن) متعلّق بنعت للمستثنى المحذوف أي إلّا ضررا حاصلا بإذن الله..
والمصدر المؤوّل (أن يحزن..) في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر ثان للنجوى.
(الواو) عاطفة (على الله) متعلّق ب (يتوكّل) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر»
، (اللام) لام الأمر (يتوكّل) مضارع مجزوم، وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين..
وجملة: «النجوى من الشيطان ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يحزن ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين)(19) .
وجملة: «ليس بضارّهم ... » في محلّ نصب حال.
وجملة: «يتوكّل المؤمنون» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن اتّكل
الناس على غير الله فليتوكّل المؤمنون على الله.. وجملة الشرط والجواب معطوفة على جملة جواب النداء من الشرط إذا وفعله.
الصرف:
(9) تتناجوا: فيه إعلال بالحذف لالتقاء الألف الساكنة لام الفعل مع واو الجماعة، وزنه تتفاعوا (تناجوا) ، فيه إعلال بالحذف مثل تتناجوا وعلى قياسه.

__________

(1) يجوز أن تكون خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي، والجملة الاسميّة حال.
(2) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف، والجملة بعده صلة.
(3) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف.
(4) هو عند أكثر المعربين الجازم للفعل بعده، ولكن آثرنا الإعراب أعلاه لتظلّ دلالة الكلام على الاستقبال.
(5) أو هو مفعول به لفعل محذوف تقديره فعلنا ذلك.
(6) أو متعلّق بالفعل المحذوف.
(7) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(8) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(9) في الآية السابقة (4) .
(10) أو متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به (للكافرين) . [.....]
(11) أو توكيد للضمير منصوب.
(12) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف.
(13) يجوز أن تكون في محلّ نصب حال من الضمير في أحصاه بتقدير قد.
(14) أو معطوف على العدد ثلاثة.. ويجوز في (أدنى) أن يكون مبتدأ خبره جملة هو معهم، والعطف من عطف الجمل..
(15) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف.
(16) أو اسم موصول في محلّ جر، والعائد محذوف.
(17) أو اعتراضيّة إذا عطفت جملة (بئس المصير) على جملة (حسبهم جهنّم) .
(18) أو في محلّ نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر يعود على الشيطان.. وحزنه يحزنه باب نصر وأحزنه جعله حزينا..
(19) انظر إعراب التركيب في الآية (122) والآية (160) من سورة آل عمران، والآية (11) من سورة المائدة.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 02-07-2024 الساعة 12:45 PM.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 42.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 41.60 كيلو بايت... تم توفير 0.66 كيلو بايت...بمعدل (1.56%)]