الموضوع: أنواع العوامل
عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 19-07-2024, 04:45 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,892
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أنواع العوامل

شرح العوامل المائة للشيخ خالد الأزهري

محمد أبو زيد



النوع الثاني
حروف تنصب الاسم وترفع الخبر
لما فرغ المصنف رحمه الله من بيان النوع الأول – شرع في بيان النوع الثاني فقال:
النوع الثاني:
فاللام في النوع الثاني للعهد الخارجي.
أي النوع الثاني: من ثلاثة عشر نوعا:
حروف تنصب الاسم وترفع الخبر:
ووجه تقديم النوع الأول على النوع الثاني – قد تقدم في النوع الأول حيث قلنا: إن حروف الجر لما كانت بسبب كثرتها وكثرة وقوعها في الكلام أحق بالتقديم فقدمت.
- وهي: أن – وإن – وكأن – ولكن – وليت – ولعل. وتسمى هذه الستة المشبهة بالأفعال.
ومشابهتها بالأفعال: إما لفظا: فلأن انقسامها كانقسام الفعل إلى الثلاثي نحو: إن – وأن. والرباعي: نحو: كأن – والخماسي: نحو: لكن – لأن أصله لا كأن – فنقلت كسرة الهمزة إلى الكاف بعد سلب حركتها وحذفت الهمزة.
ولبنائها على الفتح مثل الفعل.
وإما معنى: فلأن معانيها معاني الأفعال مثلا:
إن – وأن: معناهما أكدت.
وكأن: معناه شبهت.
ولكن: معناه استدركت.
وليت: معناه تمنيت.
ولعل: معناه ترجيت.
فإن قيل: لما شابهت هذه الحروف الفعل فينبغي أن يجوز فيها تقديم المرفوع على المنصوب كما أن الفعل يجوز فيه تقديم المرفوع على المنصوب.
قيل: إن هذه الحروف لما لم يكن لها حظ في العمل بالأصالة – وإنما هي محمولة على الفعل وفرع عليه التزم فيها طريق واحد لأن العمل الفرعي للفعل أن يتقدم المنصوب على المرفوع.
والعمل الأصلي للفعل أن يتقدم المرفوع على المنصوب.
فلما أعملت هذه الحروف العمل الفرعي التزم فيها تقديم المنصوب على المرفوع لانحطاطها عن درجة الفعل.
فإن قيل: هذا التزام باطل؛ لأنه قد يقدم المرفوع على المنصوب إذا كان الخبر ظرفا:
إما جوازا: إذا كان الاسم معرفة، نحو: إن في الدار زيدا
وإما وجوبا: إذا كان الاسم نكرة، نحو: "إن من الشعر لحكمة".
قيل: إن ذلك التقديم لتوسعهم في الظروف ما لا يتوسع في غيره؛ لأن كل محدث لا بد من أن يكون في زمان ومكان فصار الظرف مع المظروف كالقريب المحرم للشخص حيث يدخل فيه ما لا يدخل في غيره من الأجنبي، وأجرى الجار والمجرور مجراه لمناسبته للظروف، حيث إن كل ظرف التقدير جار ومجرور.
1 – إن

فإن: لتأكيد مضمون الجملة؛ لأنك إذا قلت: "زيد قائم" فإنه يحتمل الصدق والكذب – وإذا قلت: "إن زيدا قائم" فقد أكدت مضمون الجملة وزال احتمال الكذب.
ويجوز دخول لام الابتداء في خبر إن المكسورة:
نحو: {إن ربك لذو مغفرة}.
فذو: خبر إن دخلت لام الابتداء فيه.
ويجوز دخول لام الابتداء في اسم إن المكسورة إذا كان الخبر ظرفا مفصولا عن الاسم:
نحو: {إن في ذلك لعبرة}.
فإن من الحروف المشبهة بالفعل لتأكيد مضمون الجملة، تطلب الاسم والخبر.
وعبرة: اسم إن.
وفي ذلك: جار ومجرور خبر مقدم على الاسم – ودخلت اللام في الاسم.
ويجوز دخول لام الابتداء على معمول خبر إن المكسورة: نحو: "إن زيدا لطعامك آكل".
فإن: من الحروف المشبهة بالفعل لتأكيد مضمون الجملة تطلب الاسم والخبر.
وزيدا: اسم إن، وآكل: خبر إن.
وطعامك: مفعول آكل مقدم على الخبر، ودخلت لام الابتداء على مفعول آكل هو الخبر.
ويجوز دخول لام الابتداء على ضمير الفصل بين اسم إن وخبر إن: نحو: {إن هذا لهو القصص الحق}.
فإن: من الحروف المشبهة بالفعل لتأكيد مضمون الجملة يطلب الاسم والخبر.
وهذا: اسم إن وهو منصوب المحل؛ لأنه مبني.
والقصص: خبر إن – والقصص: موصوف – والحق: صفة له.
وهو ضمير الفصل بين الاسم والخبر – دخلت لام الابتداء عليه.
وقد يكون دخول لام الابتداء واجبا في خبر إن:
وذلك إذا خففت إن وأهملت كقولك:
إن زيد لمنطلق.
فإن: مخففة من المثقلة أهمل عملها.
وزيد: اسم إن.
ومنطلق خبره – ودخلت اللام الفارقة بين إن المخففة من المثقلة وإن النافية، على خبر إن.
وإذا خففت إن وأعملت:
نحو: إن زيدا قائم.
فلا يجب دخول اللام في الخبر لعدم الالتباس.

فإن: مخففة من المثقلة.
وزيدا: اسم إن.
وقائم: خبر إن.
وأما إن النافية فعملها في المعرفة:
نحو: إن زيد قائما.
فإن: نافية – بمعنى: ما الحجازية.
وزيد: اسم إن.
وقائما: خبر إن مثل: ما زيد قائما وعملها في النكرة نحو قولهم:
إن أحد خيرا من أحد إلا بالعافية.
والمعنى: ما أحد خيرا من أحد إلا بالعافية
فإن نافية – بمعنى: ما الحجازية.
وأحد: اسم إن.
وخيرا: خبر إن.
ومن أحد: متعلق بخيرا.
واعلم أن إن تنصب الاسم وترفع الخبر:
نحو: إن زيدا قائم.
وقد يكون الاسم مرفوعا بعد إن فيكون اسمها ضمير الشأن محذوفا نحو: إن زيد قائم.
فضمير الشأن المحذوف: اسم إن وزيد: مبتدأ.
وقائم خبر عن زيد.

والجملة الاسمية في محل الرفع خبر إن.

ونحو: {إن هذان لساحران}.
فضمير الشأن المحذوف اسم: إن.
وهذان: مبتدأ.
ولساحران: خبر عن المبتدأ.
والجملة الاسمية في محل الرفع خبر إن.

وتقديره: إنه هذان لساحران.
وهنا وجهان آخران:
الأول منهما: أن: إن: بمعنى نعم، وهذان: مبتدأ – ولساحران: خبر مبتدأ.
فيكون تقدير: {إن هذان لساحران}: نعم هذان لساحران.
الوجه الثاني منهما: إن هذان: اسم إن – واسم إن منصوب لكن التزم الألف على لغة من يثبت الألف في المثنى في الأحوال الثلاث.
ولساحران: خبر إن.
وقد تكون إن: في لغة تنصب الاسم والخبر.
نحو: إن زيدا قائما.
ويتمثل صاحب هذه اللغة الحديث: ((إن قعر جهنم سبعين خريفا)).

فقعر جهنم: اسم إن منصوب.
وسبعين: خبر إن منصوب
وخريفا: تمييز.
وأجيب عنه: إن تقدير الحديث: "إن بلوغ قعر جهنم يكون في سبعين عاما".
فسبعين ظرف مقدر بفي متعلق بيكون – والجملة في محل الرفع خبر إن.
وحين تدخل على "إن" "ما" الكافة فتمنعها عن العمل:
نحو: {إنما الله إله واحد}.
فعمل إن امتنع بالكافة – ولفظ الله: مبتدأ.
وإله: خبره – وإله: موصوف – وواحد: صفة له.
واعلم أن "إن" إذا كان فعلا يكون مشتركا في خمسة مواضع:

1 – الأول منها:

"إن" فعل ماض معلوم مسند إلى ضمير جماعة النساء.
مشتق من الأين: وهو التعب – تصرف منه: آن، يئين – أينا.
نحو: آن – آنا – آنو – آنت – آنتا – ان
كباع – باعا – باعوا – باعت – باعتا – بعن:

تقول النساء: إن: أي: النساء تعبن.
فالنساء: مبتدأ.
وإن: فعل ماض معلوم – والضمير المستتر فيه – أعني: هن: راجع إلى النساء والجملة الفعلية في محل الرفع خبر عن النساء.
2 – والثاني منها:

أن يكون "إن" مبنيا للمفعول من الأنين.
نحو: أن، يئن.
وأن: كفر، يفر – فرا.
تقول: إن زيدا حزينا.
فإن فعل ماض مجهول.
وزيد مفعول ما لم يسم فاعله.
وحزينا: حال من زيد.
3 – والثالث منها:

أن يكون: "إن" فعل الأمر من هذا الباب للواحد المذكر.
تقول: إن زيدا قائما:
فإن: فعل أمر للواحد المذكر الحاضر من وأى – يئي بمعنى: وعد يعد مؤكدا بالنون الثقيلة.
نحو: أنى – يأنى – إِ.
كوفي – يفي – فِ.
وإذا اتصلت به نون التأكيد قيل: أين – إيان – ان – ان.
كقين – قيان – قُن – قِن.
تقول: إن هند جميلا.
أي: عدي يا هند وعداً جميلاً.
أي: إن يا هند وعدا جميلا.
فإن: فعل أمر مؤكد والنون الثقيلة: للمؤنث للمخاطبة، وفاعله ضمير مستتر استتارا واجبا.
وهند: منادى – مفرد – معرفة – مبنية على الضم، وحرف النداء: محذوف.
نحو: {يوسف أعرض عن هذا} أي: يا يوسف.
وجميلا: مفعول مطلق باعتبار الموصوف، وهو الوعد تقديره: - "عدي يا هند وعدا جميلا".
ثم حذف الموصوف – وأقيمت الصفة مقامه.
نحو: أنت قدوما: أي: قدمت قدوما.
على هذا ما جاء في بعض الألغاز.

"إن هند المليحة الحسناء".
أي: عدي يا هند المليحة الحسناء.
فإن: فعل أمر مؤكداً بالنون الثقيلة – للمؤنث المخاطبة – وفاعله: ضمير مستتر استتارا واجبا.
وهند: منادى مفرد، معرفة – وحرف النداء: محذوف.
والمليحة: بالرفع صفة هند باعتبار اللفظ.
والحسناء: بالنصب، صفة، بعد – لهند، باعتبار المحل.
4 - 5 الرابع – والخامس:

أن تكون: إن: مركبة من إن النافية – وأنا – كقول بعضهم: إن قائم، والأصل إن أنا قائم – على إعمال إن النافية عمل ما التميمية.
فحذفت همزة أنا اعتباطا – وأدغمت نون إن في نون "نا" وحذفت ألفها في الوصل – فصار:

إن قائم.
وسمع: إن قائما.
والأصل: إن أنا قائما – على إعمال إن النافية عمل ما الحجازية.
وهنا تعليل آخر ما ذكرته؛ لأنه مردود.
مثال للوجوه المذكورة:
إن زيدا قائم.
إن زيد قائم
إن زيدا قائما.

هذه الوجوه الثلاثة إذا كان إن حرفا.

النساء إن.
إن زيد قائما.
إن زيدا قائما
إن هند المليحة الحسناء.

هذه الوجوه الأربعة إذا كانت إن فعلا.

إن قائم.
إن قائما.
هذان الوجهان.

إذا كان. إن مركبة: من إن النافية – وأنا – فالمجموع تسعة وجوه لإن.
وتكسر إن في مواضع
الأول منها – في ابتداء الكلام:
نحو: إن زيدا قائم.
والثاني – بعد الموصول:
نحو: جاء الذي إن أباه عالم.
والثالث – في جواب القسم.
نحو: والله إن زيدا قائم.
والرابع – بعد العلم، إذا دخلت في خبرها لام الابتداء: نحو: {والله يعلم إنك لرسوله}.
والخامس – بعد الشهادة – لأن الشهادة متضمنة للعلم: نحو: {والله يشهد إن المنافقين لكاذبون}.
وإذا لم تدخل اللام في خبرها تكون مفتوحة.
وإن وقعت بعد الشهادة نحو: {شهد الله أنه لا إله إلا هو}.
والسادس – بعد حتى التي بعدها الكلام:
نحو: "قام القوم حتى إن زيدا قائم".
والسابع – بعد نعم _ وأجل:

نحو: "نعم إنك قائم".
والثامن – بعد حروف التنبيه:
نحو: ألا – و– أما – مخففتين – لأن المتكلم إنما ينبه لأجل كلام.
نحو: {ألا إنهم هم السفهاء}.
ونحو: أما – {إن الساعة لآتية}.

يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 20-07-2024 الساعة 12:02 PM.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 45.99 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.33 كيلو بايت... تم توفير 0.66 كيلو بايت...بمعدل (1.43%)]