الموضوع: أنواع العوامل
عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 21-07-2024, 04:00 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,138
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أنواع العوامل

شرح العوامل المائة للشيخ خالد الأزهري

محمد أبو زيد




والتاسع – بعد واو الحال:
نحو: "لقيتك وإنك راكب".
فإن قيل: إن محل الحال الإفراد لا الجملة فينبغي أن يجاء بالمفتوحة.
قيل: ذكر في "الضوء" شرح "المصباح" في نحو:
"لقيتك والجيش قادم".
إن هذه الجملة لا تقع موقع المفرد بل هي جملة.
ويجوز الكسر والفتح:
في مثل قولك: "من يكرمني فإني أكرمه".
وجب الكسر لأنها وقعت في موضع الجملة، وإن كان المراد: "من يكرمني فجزاؤه أني أكرمه".
وإكرامي ثابت له، فوجب الفتح لأنها وقعت في موضع المفرد لأنها: إما مبتدأه أو خبر مبتدأ.
وأما نحو قولك: "إن زيدا قائم وعمرو".
فعمرو: مرفوع على أنه معطوف على محل اسم أن لأنه لا يجوز العطف على محل اسم إن المكسورة إلا بعد مضي الخبر لفظا – كما في هذا المثال.
أو تقديرا نحو: إن زيدا وعمرو قائم.
لأن تقديره: إن زيدا قائم – وعمرو قائم.
فإن قيل: إن شرط العطف على محل اسم إن المكسورة مضي الخبر غير صحيح كقوله تعالى:
{إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر}.
قوله: "والصابئون": عطف على محل اسم إن – والخبر مذكور وهو "من آمن".

قيل: يحتمل أن يكون الخبر المذكور خبرا لـ "الصابئون" وخبر إن: محذوف – كما جاء في المثال المشهور:
"نحن بما عندنا وأنت بما عندك راض".
أي نحن راضون بما عندنا وأنت بما عندك راض –
وعليه قوله تعالى: {إن الله وملائكته يصلون على النبي}.
فيمن قرأ: "وملائكته" بالرفع على أنه عطف على محل اسم إن فيكون تقدير: "إن الله يصلي على النبي وملائكته يصلون عليه".
2 – والثاني "أن" المفتوحة

وتفتح أن إذا: -
وقعت مع "ما" في خبرها فاعلة أو مفعولة، أو – مبتدأه – أو مضافا إليها – لوجوب كل واحد منها مفردا.
فتقول: "بلغني أن زيدا قائم" لأنه فاعل أي: "بلغني قيام زيد". "وبلغني أنك في الدار" أي بلغني "استقرارك في الدار"؛ لأن الخبر في الحقيقة هو المحذوف من: استقرار – ومستقر –
وإن كان جامدا قدر بالكون نحو: "بلغني أن هذا زيد" أي: "بلغني كونه زيدا".
"وبلغني أنك زيد" – أي "بلغني زيديتك".
فإن الجامد إذا ألحقته ياء النسبة أفاد معنى المصدر.

"وكرهت أنك قائم" لأنه مفعول: أي "كرهت قيامك". وخلت أن زيدا الأسد أي: "خلت كونه أسدا".
"وعندي أنك قائم" لأنه: مبتدأ – أي: قيامك ثابت عندي.
"وبلغني خبر أنك مسافر" – لكونه مضافا إليه – أي: "بلغني خبر سفرك".
* وتفتح بعد:
1 - علمت وأخواتها:

نحو: "علمت أنك ذاهب". أي: "علمت ذهابك".
2 – وبعد لولا:

لأن ما بعد لولا مبتدأ محذوف الخبر والمبتدأ لا يكون إلا مفردا. نحو: "لولا أن زيدا منطلق لكان كذا.." أي: "لولا انطلاق زيد موجود لكان كذا".
3 – وبعد لو:
لأنه فاعل لفعل محذوف.
نحو: "لو أنك قائم" أي لوقع قيامك.
وإذا خففت "أن" المفتوحة:

بقيت على ما كانت عليه من وجوب الإعمال لكنه يجب في اسمها ثلاثة أمور:

الأول: أن يكون اسمها ضميرا لا ظاهرا.
والثاني: أن يكون ذلك الضمير بمعنى الشأن.
والثالث: أن يكون ذلك الضمير محذوفا.
ويجب أن يكون خبر "أن" المخففة جملة لا مفردا:
نحو قوله تعالى: {أن الحمد لله رب العالمين}.
تقديره: "أنه الحمد لله رب العالمين" إذ أن الأمر والشأن.
فأنْ مخففة من المثقلة لأن اسمها ضمير لا ظاهر، والضمير بمعنى الشأن.
وذلك الضمير محذوف، والخبر جملة.

فأن: مخففة من المثقلة – والضمير بمعنى الشأن محذوف اسم أن.
والحمد: مبتدأ.
ولله: جار ومجرور متعلق بثابت خبر الحمد.
ولفظ الله: موصوف – ورب: صفة له.
ورب: مضاف – والعالمين: مضاف إليه.
فإن كانت الجملة اسمية أو فعلية فعلها جامد أو متصرف وهو دعاء لم تحتج "أن" المخففة من المثقلة إلى فاصل يفصلها من "أن" الناصبة للمضارع.
مثال الجملة الاسمية:
قوله تعالى: {أن الحمد لله رب العالمين}.
تقديره: "أنه الحمد لله رب العالمين" كما مر.
ومثال الفعلية التي فعلها جامد:
{وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم} – أي "وأنه عسى.." {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى}، أي: "وأنه ليس.."
فإن كلا الموضعين مخففة من المثقلة – لأن "عسى" – و"ليس" من الأفعال الجامدة.
ومثال الفعلية التي فعلها متصرف وهو دعاء:
(والخامسة أن غضب الله عليها).
في قراءة من خفف "أن" وكسر الضاد "فأن" في هذه الآية مخففة من
الثقيلة لأن غضب من الأفعال المتصرفة – وقع دعاء – تقديره: "والخامسة أنه غضب الله عليها" فإن كان الفعل المتصرف غير دعاء – وجب أن يكون مفصولا من أن بواحد من أربعة أحرف وهي: قد – وحرف التنفيس – وحرف النفي، ولو.
مثال الأول: {ليعلم أن قد أبلغوا}
ومثال الثاني {علم أن سيكون}.
ومثال الثالث {أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا}.
ومثال الرابع: {أن لو استقاموا}.
"فأن" في هذه المواضع الأربعة مخففة من المثقلة لا ناصبة للمضارع.

وتقدير الأول: "ليعلم أنه".
وتقدير الثاني: "أنه سيكون".
وتقدير الثالث: (أفلا يرون أنه لا يرجع إليهم).
وتقدير الرابع: "أنه لو استقاموا"
وربما جاءت "أن" مخففة بغير فصل، كقول الشاعر:
علموا أن يؤملون فجادوا = أن يسألوا بأعظم سؤال
ومحل الاستشهاد علموا أن يؤملون – "فأن" مخففة من المثقلة وهي
غير مفصولة بقد أو حرف التنفيس – أو حرف النفي، أو لو. وربما جاء اسم "أن" المخففة من الثقيلة في ضرورة الشعر مصرحا به غير ضمير الشأن فيأتي خبرها مفردا – وجملة – وقد اجتمعا في قول الشاعر:
بأنك ربيع وغيث مربع = وأنك هناك تكون الثمالا

فإن في قوله: فإنك: زائدة مخففة من المثقلة – والكاف: اسم أن وذلك الكاف غير الشأن – وخبر الأول: ربيع – وغيث مربع – مفردان – وخبر الثاني: وهو أنك: خبرهما جملة وهي تكون الثمالا.
يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 22-07-2024 الساعة 12:01 PM.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 31.77 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 31.11 كيلو بايت... تم توفير 0.66 كيلو بايت...بمعدل (2.08%)]