عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-08-2024, 02:31 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,219
الدولة : Egypt
افتراضي حفل أولمبياد باريس ردَّة من مائدة المسيح إلى الدهرية اليونانية

حفل أولمبياد باريس ردَّة من مائدة المسيح إلى الدهرية اليونانية


د. سيدة محمود محمد



أثار حفل افتتاح الألعاب الأولمبية في باريس «أولمبياد 2024م» يوم الجمعة الموافق السابع والعشرين من يوليو عام 2024م موجةً واسعةً من الانتقادات والجدل على مستوى العالم؛ وذلك بسبب بعض العروض المثيرة للجدل التي تضمَّنها الحفل.
لكن بشيء من القراءة المتأنية للرؤية الكلية التي تفرز الإطار المرجعي لهذا البلد المضيف للمهرجان؛ نجد أن فرنسا -والتي كانت ثورتها مفتاح تحوُّل الحضارة الغربية الحديثة من فضاء المعنى إلى الغروب في أقصى درجات السَّفه الحضاري، والوصول إلى حالة من السيولة التي طالت كل شيء- قد عبَّرت باحتفالاتها عن رؤية الغرب لذاته، خاصةً في أوروبا الغربية كنواة للغرب الحديث؛ الأمر الذي يتطلب التعرف على هذه الرؤية الكلية [1] ، وما تقدّمه من رؤية تحليلية تفسيرية لمراسم الاحتفالات في هذا الأولمبياد؛ فهي الإطار الفكري والعقدي التي تفرّخ إطارها المرجعي الجامع بين المنتمين إليها، الممثلة لهويتهم وبصمتهم الحضارية العمرانية، التي من المفترض أنها هي المصدرية التي تحكم سعيهم، ويكون إليها مرجعهم في تحديد ما ينبغي أن يكون، ومعايرة ما هو حادث، والمرجع في الفصل بين ما يُشكل عليهم، والقِبْلَة التي يدورون في فلكها[2].
ويُعبِّر مفهوم رؤى العالم عن الفلسفة الكامنة في جوف الأفكار، وتعين على الفهم، فهي تغوص وراء الظواهر بقصد الكشف عن المبادئ وراء هذه الظواهر، وهي تُوجِّه أفعال البشر، وتتعلق بالقضية المحورية؛ «التنازع بين الفلسفات الوضعية والدين»[3].
ونواة الرؤية الكلية التي تحكم النسق المعرفي الغربي هي الدهرية، وفي ضوء هذه النواة المركزية يمكن تفسير كافة الظواهر التي تجلت في حفل الافتتاح من شذوذ وإباحية وفكر نسوي راديكالي متطرف.
وعليه سوف يتناول المقال الدهرية كنواة للرؤية الكلية داخل النسق المعرفي الغربي بغية تفسير بعض ما ورد بحفل الافتتاح في ضوئها، ثم التثنية بإفراد محور للفكر النسوي الراديكالي والمساواة المطلقة داخل الأولمبياد كمظهر بارز يتجلى لهذه الدهرية، لنصل إلى الخلاصة والتوصيات.
أولًا: الدهرية كنواة للرؤية الكلية داخل النسق المعرفي الغربي:
يقول الله -تعالى- في أصحاب هذا النموذج: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّون} [الجاثية: 24]، والحديث هنا عن الغرب ليس ككيان جغرافي، وإنما دلالته الثقافية والسياسية، ومن يدين بنموذجه في شتى أرجاء المعمورة، وباعتباره يُجسِّد النموذج الدهري سواء في بُعده الفكري الإغريقي أو بُعده الحقوقي والسياسي الروماني، أو بُعده الاستعلائي اليهودي أو الأخلاقي المسيحي.
والمقصود بالدهري هنا: أن الفضاء الزمني هو الحياة الدنيا فحسب، بما لذلك من تأثير على موازين رؤية الإنسان للأشياء. بما يترتب على ذلك من التركيز على الغلبة في صراع القوة والاستمتاع، حتى القواعد والأخلاقيات الموضوعة إنما هي لتقليل الاحتكاك داخل المجتمع وتحويل الصراع إلى الخارج.
والنسق الدهري في إعماره للأرض متأرجح أُحادي الجانب؛ ففي جولته إبَّان عصوره الوسطى ركَّز على عالم الغيب، وأهمل عالم الشهادة، وفي جولته التحديثية والحداثية، وما بعدها، ركَّز على عالم الشهادة، والحياة الدنيا وملذات الجسد، وأهمل عالم الغيب وعالم الروح والآخرة[4].
نتج عن ذلك أن الإنسان أضحى مرجعَ نفسِهِ؛ فلا آلهة، ولا شرائع، لا مؤسسات دين، ولا رجال دين يُملون عليه ما يجب وما لا يجب. فهو بعقله يَسنّ شرائعه، وبعِلْمه عرف نفسه بعد انكفاء عالم الآلهة على ذاته وأُفول حضورها في العالم[5].
لذلك فإن المشهد الذي يُجسِّد «العشاء الأخير» للسيد المسيح، ويُعتبر انتهاكًا للمقدسات (في الإنجيل هو عشاء عيد الفصح، وآخر ما احتفل به السيد المسيح مع حوارييه، وفي القرآن هو المائدة التي نزلت من السماء لتكون عيدًا)، كما أنه انتهاك للإبداع الإنساني؛ ففي تاريخ الفن هو الجدارية الأشهر التي رسمها فنان النهضة ليوناردو دافنشي. إذ تم اختيار مجموعة من الشواذ جنسيًّا ليحلوا محل المسيح وحوارييه. واختيار الشواذ لم يأتِ عبثًا، وإنما أرادوا به الإعلان -أمام الملايين التي تتابع حفل الافتتاح- عن تحطيم الصليب، وتقويض الإدراك الديني للحياة، وتشييد حق جديد، لا توجد بينه وبين الإله أيّ صلة، وأخلاق جديدة بعيدة عن كل لاهوتية، وسياسة جديدة، وحينها تنزل السماء إلى الأرض ولا حاجة للأجيال إلى أن تبحث خارج أنفسها عن أسباب وجودها ولا عن سعادتها، ويتحول رعايا المسيح إلى مواطنين. [6] ليس مجرد مواطنين على الفطرة كما خلقهم الإله، بل متحولون جنسيًّا حدّدوا هوياتهم الجنسية بناء على رغبتهم وليس كما وجدوا أنفسهم.
بل إن الهجوم على المسيحية والدين عمومًا لم يكن وليد لحظة الأولمبياد، بل بلغ أقصاه مع نيتشه، الذي شنَّع على بقيةٍ ممَّن أرادوا الإبقاء على الدين في حدود العقل. فأعلن موت الإله، وأن دور العلماء أمثاله أن يقضوا على ظله أيضًا الذي قد يحتمي فيه بعض البشر. [7] وذلك لأن الإله برأيه مفهوم اخترعه العبيد، وهو مفهوم يضادّ الحياة، وعجن به هؤلاء العبيد خلائط مفزعة تضم العناصر المؤذية كلها. [8]
ولن يجد الغربي الهارب من الكنيسة إلى الإلحاد [9] أمثل من النكوص إلى الوراء ونبش قبور القدامى؛ فاليونان جزء من أوروبا، وحضاريًّا هي مصدر ثقافتها الأولى. ونهضة أوروبا لن تتم إلا بإحياء الثقافة اليونانية؛ فبرأيهم أن الفلسفة والعلم اختراعان يونانيان، وأن ظهور الحضارة اليونانية التي أنتجت هذا النشاط العقلي العارم، إنما هو وحدة من أروع أحداث التاريخ، وهو حدث لم يظهر له نظير قبله ولا بعده. [10]
ويرجع السبب الحقيقي في حرص الغربيين على استمداد كثير من نظرياتهم المعرفية والفلسفية من الجذر اليوناني؛ أنه برأيهم يُحرّرهم من النظرة الكونية التي يقوم على أساسها الدين، مستبدلًا بها النظرة الكونية على أساس العقل فحسب بما ينتجه من معرفة وفكر. [11] ليتحول الدين من دين إلهي لدين وضعي أفصح عنه هيجل بقوله: «إن الدين الإغريقي هو الذي يُحقّق الماهية الحقة للدين» [12] ، وهذا يسفر عن حقيقة مهمة، وهي الرغبة بأن تكون الأديان -كي يُسمَح لها بالبقاء- أن تكون كآلهة الإغريق التي لم يكن يُسمَح لها، ولا يُنتظَر منها، أن يكون لها نفوذ حقيقي ما على المجتمع. [13] وهو ليس بدين، وإنما محض تصورات فلسفية استقامت على يد أرسطو كفلسفة عقلية غاية في التجريد، تبوَّأ فيها العقل المطلق صرح الكون، واحتلَّ فيها العقل الإنساني صرح الطبيعة.
والأولمبياد ذاته تعود أصوله تاريخيًّا إلى اليونان القديمة، فقد أُقيم لأول مرَّة في أولمبيا عام 776 ق.م، وقد تم إحياؤه على يد الفرنسي بيير دي كوبرتان عام 1894م؛ حيث تأسست اللجنة الأولمبية IOS Committe International Olympic، وكان مقرّها في باريس بدايةً، ثمَّ انتقلت إلى لوزان في سويسرا أثناء الحرب العالمية الأولى، واستقرَّت هناك، وما زالت هذه اللجنة تلعب دورًا مهمًّا في تنظيم الأولمبياد الحديث بصورته الحالية كمهرجان رياضيّ دوليّ يُقام دوريًّا، مرَّة كل أربعة أعوام، وتنقسم إلى ألعاب أولمبية صيفية وشتوية، تُقام بصورة منفصلة عن بعضها البعض، ويُطلَق على هذه الألعاب اختصارًا اسم الأولمبياد[14].
وقد تجلت بعض مظاهر الوثنية اليونانية في كثير من مراسم الاحتفال:
سواء في التماثيل الذهبية للنساء التي خرجت من نهر السين. أو الرجل العاري الذي ظهر في مكان مَن يُوصَف بـ«السيد المسيح» في لوحة العشاء الأخير، وصَفه بعض النقاد الغربيين أنفسهم بأنه يمثل ديونيسوس، وهو إله الخمر والاحتفالات الماجنة في الأساطير الإغريقية القديمة، الذي عُرف أيضًا بمواكبه واحتفالاته وطقوسه الوثنية المتحررة من القيم الأخلاقية[15].
أو نشيد الألعاب الأولمبية الرسمي، والذي يُسمَع مرَّتين؛ الأولى لحظة رفع علم شعار الألعاب الأولمبية في الافتتاح، والثانية عند خفض العلم في الحفل الختامي. والنشيد عبارة عن ترنيمة خاصّة بالأولمبياد ناتجة عن جهود يونانية بحتة، فمؤلّفها هو مُلحِّن الأوبرا سبيريدون ساماراس ذو الأصول اليونانية، وكلماتها مِن نَظْم الشاعر اليوناني كوستيس بالاماس[16].
وشعلة الألعاب الأولمبية كذلك؛ حيث تعود فكرة إشعال النار إلى اليونان القديمة، التي ترمز إلى النار التي سرقها العملاق أو الإله بروميثيوس من الإله زيوس بغير إرادته، فقد كان لا يريد مَنْحها للإنسان، ونجم عن سرقتها حصول الإنسان على العقل والمعرفة[17]، وكانت الشعلة رمزًا أساسيًّا في الألعاب الأولمبية القديمة، مع الحرص على بقائها مشتعلة طوال فترة إقامة الفعاليات.
كما أطلقت هذه الدهرية العنان للإباحية الجنسية:
وهنا أيضًا لعب التراث الإغريقي واليوناني -الجذر المعرفي للرؤية الغربية المعاصرة للإله والإنسان والكون-، دورًا كبيرًا في إطلاق العنان للشهوات وإشباع الغرائز دون أيّ قيود؛ فقد أسبغ كافة الرذائل الإنسانية على الآلهة التي آمنوا بها[18].
وبديهي أن ينجم عن تأليه الرذائل بهذا الشكل أن ينجم عن ذلك إنسان شهواني؛ فالإنسان يطلب المثل الأعلى في الصفات الإلهية، فإذا كان هذا هو تصوُّره عن الإله، فبديهي أن يؤمن بأحقيته في إشباع غرائزه الحيوانية دون أي قيود. وقد عبَّر عن هذا المعنى مارشال بيرمان بقوله: رفعنا شعار «كل ما هو مقدَّس يجري تدنيسه»، لا شيء يتسم بالقداسة، لا أحد يبقى محظور اللمس، الحياة تفقد قُدسيتها بصورة كاملة، فالرهبة وهالة القدسية كانت تمنعنا، وحين تحررنا من الكنيسة صرنا أحرارًا في دوس كل مَن يقف في طريق رغباتنا»[19].
وقد تم إطلاق الغرائز الجنسية؛ بحيث أصبحت واحدة من ركائز المجتمع الغربي المعاصر، واكتست كساءً فلسفيًّا [20] عند كثير من المدارس، وباتت تُفسَّر بها الدوافع والسلوك، بل تُقيَّم بها درجة انفتاح المجتمعات والتحولات المجتمعية الكبرى؛ إذ تصير برأيهم مُتمِّمة لعملية التحرُّر الاجتماعي.
في ضوء ذلك، لا يَستغرب القارئ الخبر الوارد على موقع فرانس-24 بأن اللجنة الأوليمبية تهتم بتوزيع أكثر من مئتي ألف واقٍ ذكري وعشرين ألف واقٍ أنثويّ؛ تفاديًا لنقل الأمراض الجنسية في القرية الأولمبية خلال ألعاب باريس كي يكون -على حد تعبيرها- الرياضيون أحرارًا في ممارسة الجنس!![21]
في الوقت الذي كشفت فيه صحيفة «ذا صن» البريطانية، يوم السبت، عن أن أحد «أندية التعري» في العاصمة الفرنسية قررت منح جميع الرياضيين وممثلي وسائل الإعلام دخولًا مجانيًّا خلال دورة الألعاب الأولمبية، وذكر التقرير الذي نشرته الصحيفة عبر موقعها الإلكتروني: يمكن للرياضيين دخول النادي مجانًا في أيّ وقت، وذلك عن طريق إظهار بطاقة الاعتماد الخاصة بالأولمبياد، ولن يضطر الرياضيون والصحفيون الذين يغطون الحدث إلى دفع رسوم دخول[22].
ثانيًا: الأولمبياد والفكر النسوي:
تجد المساواة المطلقة جذورها في فكر أفلاطون في جمهوريته التي طالَب فيها بتدريب النساء ذات التدريب الذي يخضع له الرجال.
كما تُلقي الخلفية الدهرية ظلالها في الإطار المرجعي للفكر النسوي؛ حيث التأرجح بين الإفراط والتفريط من كون المرأة منبع الشر، إلى المساواة، إلى الندية، إلى الاستعلاء، إلى الاستغناء، وهذا ما تجلى في الموجة الثانية للحركة النسوية والتي يُؤرّخ لها الكتاب الشهير(الحركة النسوية)، واصفًا ملامحها، ويتصدر الغلاف مشهد امرأة ذات عضلات لا ترتدي أزياء نسائية، بل زي رجل عامل، وتُخفي شعرها كله كأنه غير موجود داخل قطعة من القماش، وليس قبعة نسائية مزركشة، رافعة حاجبيها وتنظر للجميع نظرة تحدٍّ. وشهدت هذه الموجة تمييعًا للهوية، وإعادة تعريف الأنثى، وإن كان هذا يعني ضمنيًّا الاقتراب بالمرأة من النموذج الذكوري، والسير في مسار التحجيم والطمس للخصائص الأنثوية[23].
وقد تجلى هذا في أمرين في غاية الأهمية: التماثيل الذهبية، والقفزة الكمية والنوعية التي شهدها أولمبياد باريس 2024م.
أ- التماثيل الذهبية:
تضمَّنت مراسم حفل الافتتاح خروج عشرة تماثيل ذهبية من مياه نهر السين بالقرب من الجمعية الوطنية -وهو مكان رمزي؛ لأنّه مزيَّن بالعديد من التماثيل التي تُكرّم الشخصيات التاريخية الذكورية فقط- لشخصيات نسائية قررت باريس 2024م تكريمهن باعتبارهن النساء اللواتي كتبن تاريخ فرنسا.
والإشكالية ليست في تكريم شخصيات نسائية، وإنما دلالة اختيار هذه الشخصيات بعينها دون غيرها هو الذي يثير التساؤل، ويؤشر على التوجُّه المراد لفت الأنظار إليه، وتنشئة النشء على السير على خطى هذه النماذج، وقاسمها المشترك هو الفكر النسوي الراديكالي المتطرف، كما أن أغلب هذه الشخصيات لا أخلاقية؛ فمنهن بنات غير شرعيات لآباء تَنكَّرن لهن، ومنهن الهاربات من أُسَرهن وتخلين عن أبنائهن ليعشن حياة فوضوية، ومنهن مَن جعلت حرية الإجهاض هو المؤشر على حرية المرأة، وأبرزهن:
- أوليمب دو غوج (1748- 1793)، ابنة غير شرعية تزوجت من جزار في جنوب فرنسا، وأنجبت منه طفلين، ثم هربت إلى باريس وحدها، وغيرت اسمها، وامتهنت التمثيل على خشبة المسرح. وقد مثلت أوليمب دي جورج باكورة الحركة النسائية الفرنسية، نشرت عام 1791م إعلان حقوق النساء؛ ردًّا على إعلان حقوق الإنسان الصادر عن رجال الثورة الفرنسية، فقد رأته إعلانًا لحقوق الرجال، وكذلك طالبت بمسرح قومي للنساء. وقد تأثرت بها كثيرًا ثيرواني دي ميريكورتي (1766- 1817م) التي جاءت إلى باريس، وامتهنت الدعارة، ثم انضمت إلى الحركة النسوية بفرنسا، وشرعت في إلقاء الخطابات الثورية أمام الاجتماعات الكبيرة للنساء، وقد انتهت حياتها بخلل عقلي. [24]
- لويز ميشيل 1830)- 1905)، والتي يصفونها بالمتمردة الأبدية، وواحدة من مُؤسِّسي المذهب الفوضوي، والعَلم الأسود الذي رفعته في إحدى المظاهرات صار رمزًا للحركة الفوضوية.
- أليس ميليت 1884)- 1957): رائدة إشراك المرأة في الرياضة؛ للتأثير على عملية صنع القرار، وقد نظّمت في عام 1922م أول ألعاب عالمية للنساء. وطالبت بزيادة عدد الرياضات المتاحة للنساء في الألعاب الأولمبية أُسوةً بالرجال.
- جيزيل حليمي 1927) - 2020): والتي كانت وراء تقنين الإجهاض، واعتبار جسد المرأة ملكًا لها. وكان لآرائها صدى واسع في فرنسا؛ حيث قامت العاهرات عام 1976م باعتصامات ضد ما أطلقوا عليه «نفاق الذكور»، وطالبن بحقوقهن المدنية، ونيل العاهرات حقوقهن المدنية كسائر العاملات في فرنسا. [25]
- سيمون فيل1927) - 2017): هي شخصية سياسية وقاضية، وفي 26 نوفمبر 1974م، قدمت للجمعية الوطنية مشروع قانون بشأن إلغاء تجريم الإجهاض، الذي لعب دورًا حاسمًا في تقنين الإجهاض في فرنسا[26].
- سيمون دو بوفوار 1908) - 1986): وهي صاحبة كتاب «الجنس الثاني»، وصاحبة المقولة الأشهر «لا تُولَد المرأة امرأة، بل تصير امرأة»، تمردت على طبقتها الوسطى الكاثوليكية في الثلاثينيات، وهربت لتحيا حياة مستقلة في باريس؛ حيث ارتبطت بفيلسوف الوجودية «جون بول سارتر» في علاقة أكثر من خمسين سنة دون زواج أو تأسيس أسرة، بل تتخللها مغامرات عابرة لكليهما[27]، وكانت متمردة على الكنيسة إلى حد الإلحاد، والذي بدأ أولاً بالفصل بين الأرض والسماء، فتتحدث عن الله بقولها: «يبدو لي غريبًا على العالم الذي يضطرب فيه البشر. فكما أن البابا في داخل الفاتيكان ليس له أن يهتم بما يجري في الدنيا، فإن الله، في لا نهاية السماء لا ينبغي له أن يهتم بتفاصيل المغامرات الأرضية» [28]؛ تعالى الله عما يقول المفترون والجاهلون علوًّا كبيرًا.
يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 31.56 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 30.93 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.99%)]