عرض مشاركة واحدة
  #480  
قديم 12-08-2024, 04:46 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,491
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد


تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن
الإمام محمد بن جرير الطبري
الجزء الثامن
تَفْسِيرِ سُّورَةِ النِّسَاءُ
الحلقة (480)
صــ 366 إلى صــ 380





واختلفت القرأة في قراءة قوله وإن تك حسنة فقرأت ذلك عامة قرأة العراق : ( وإن تك حسنة ) بنصب الحسنة بمعنى وإن تك زنة الذرة حسنة يضاعفها . [ ص: 366 ]

وقرأ ذلك عامة قرأة المدينة : ( وإن تك حسنة ) برفع الحسنة بمعنى وإن توجد حسنة على ما ذكرت عن عبد الله بن مسعود من تأويل ذلك

وأما قوله يضاعفها فإنه جاء ب الألف ولم يقل يضعفها لأنه أريد به في قول بعض أهل العربية يضاعفها أضعافا كثيرة ولو أريد به في قوله يضعف ذلك ضعفين لقيل يضعفها بالتشديد .

ثم اختلف أهل التأويل في الذين وعدهم الله بهذه الآية ما وعدهم فيها

فقال بعضهم هم جميع أهل الإيمان بالله وبمحمد صلى الله عليه وسلم واعتلوا في ذلك بما

9510 - حدثنا الفضل بن الصباح قال حدثنا يزيد بن هارون عن مبارك بن فضالة عن علي بن زيد عن أبي عثمان النهدي قال لقيت أبا هريرة فقلت له إنه بلغني أنك تقول إن الحسنة لتضاعف ألف ألف حسنة قال وما أعجبك من ذلك فوالله لقد سمعته - يعني النبي صلى الله عليه وسلم - يقول إن الله ليضاعف الحسنة ألفي ألف حسنة

وقال آخرون بل ذلك المهاجرون خاصة دون أهل البوادي والأعراب واعتلوا في ذلك بما [ ص: 367 ]

9511 - حدثني محمد بن هارون أبو نشيط قال حدثنا يحيى بن أبي بكير قال حدثنا فضيل بن مرزوق عن عطية العوفي عن عبد الله بن عمير قال نزلت هذه الآية في الأعراب ( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ) [ سورة الأنعام 60 ] قال فقال رجل فما للمهاجرين ؟ قال ما هو أعظم من ذلك إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما وإذا قال الله لشيء عظيم فهو عظيم .

قال أبو جعفر : وأولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال عني بهذه الآية المهاجرون دون الأعراب ؛ وذلك أنه غير جائز أن يكون في أخبار الله أو أخبار رسوله صلى الله عليه وسلم شيء يدفع بعضه بعضا فإذ كان صحيحا وعد الله من جاء من عباده المؤمنين بالحسنة من الجزاء عشر أمثالها ومن جاء بالحسنة منهم أن يضاعفها له ، وكان الخبران اللذان ذكرناهما عنه صلى الله عليه وسلم - صحيحين كان غير جائز إلا أن يكون أحدهما مجملا والآخر مفسرا إذ كانت أخباره صلى الله عليه وسلم يصدق بعضها بعضا وإذ كان ذلك كذلك صح أن خبر أبي هريرة معناه أن الحسنة لتضاعف للمهاجرين من أهل الإيمان ألفي ألف حسنة وللأعراب منهم عشر أمثالها على ما روى ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم - وأن قوله ( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ) يعني من جاء بالحسنة من أعراب المؤمنين فله عشر أمثالها ومن جاء بالحسنة من مهاجريهم [ ص: 368 ] يضاعف له ويؤته الله من لدنه أجرا يعني يعطه من عنده أجرا عظيما يعني عوضا من حسنته عظيما ، وذلك العوض العظيم الجنة كما

9512 - حدثني المثنى قال حدثنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا صدقة بن أبي سهل قال حدثنا أبو عمرو عن زاذان عن ابن مسعود : ويؤت من لدنه أجرا عظيما : أي الجنة يعطيها

9513 - حدثنا القاسم قال حدثنا الحسين قال حدثني حجاج عن ابن جريج قال أخبرني عباد بن أبي صالح عن سعيد بن جبير قوله ويؤت من لدنه أجرا عظيما قال الأجر العظيم الجنة

9514 - حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال قال ابن زيد في قوله ويؤت من لدنه أجرا عظيما قال أجرا عظيما الجنة .
القول في تأويل قوله ( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ( 41 ) )

قال أبو جعفر : يعني بذلك جل ثناؤه إن الله لا يظلم عباده مثقال ذرة فكيف بهم إذا جئنا من كل أمة بشهيد يعني بمن يشهد عليها بأعمالها وتصديقها رسلها أو تكذيبها وجئنا بك على هؤلاء شهيدا يقول وجئنا بك [ ص: 369 ] يا محمد على هؤلاء أي على أمتك " شهيدا يقول شاهدا كما

9515 - حدثنا محمد بن الحسين قال حدثنا أحمد بن مفضل قال حدثنا أسباط عن السدي : فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا قال إن النبيين يأتون يوم القيامة منهم من أسلم معه من قومه الواحد والاثنان والعشرة وأقل وأكثر من ذلك حتى يؤتى بقوم لوط - صلى الله عليه وسلم لم يؤمن معه إلا ابنتاه فيقال لهم هل بلغتم ما أرسلتم به فيقولون نعم . فيقال من يشهد فيقولون أمة محمد صلى الله عليه وسلم فيقال لهم : اشهدوا إن الرسل أودعوا عندكم شهادة فبم تشهدون ؟ فيقولون ربنا نشهد أنهم قد بلغوا كما شهدوا في الدنيا بالتبليغ فيقال من يشهد على ذلك فيقولون محمد صلى الله عليه وسلم فيدعى محمد عليه السلام فيشهد أن أمته قد صدقوا وأن الرسل قد بلغوا فذلك قوله ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ) [ سورة البقرة 143 ]

9516 - حدثنا القاسم قال حدثنا الحسين قال حدثني حجاج قال قال ابن جريج قوله فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد قال : رسولها فيشهد عليها أن قد أبلغهم ما أرسله الله به إليهم وجئنا بك على هؤلاء شهيدا " قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتى عليها فاضت عيناه .

9517 - حدثنا ابن حميد قال حدثنا يحيى بن واضح قال حدثنا الحسن عن يزيد النحوي عن عكرمة في قوله : ( وشاهد ومشهود ) [ سورة البروج 3 ] قال الشاهد محمد والمشهود يوم الجمعة فذلك قوله : فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا " [ ص: 370 ]

9518 حدثني عبد الله بن محمد الزهري قال حدثنا سفيان عن المسعودي عن جعفر بن عمرو بن حريث عن أبيه عن عبد الله فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد )

9519 - حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا إبراهيم بن أبي الوزير قال حدثنا سفيان بن عيينة عن المسعودي عن القاسم : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لابن مسعود : اقرأ علي قال أقرأ عليك وعليك أنزل ؟ قال إني أحب أن أسمعه من غيري قال فقرأ ابن مسعود النساء حتى بلغ فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا قال استعبر النبي صلى الله عليه وسلم وكف ابن مسعود . قال المسعودي فحدثني جعفر بن عمرو بن حريث عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : شهيدا عليهم ما دمت فيهم فإذا توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد " .
[ ص: 371 ] القول في تأويل قوله ( يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا ( 42 )

قال أبو جعفر : يعني بذلك جل ثناؤه يوم نجيء من كل أمة بشهيد ونجيء بك على أمتك يا محمد شهيدا يود الذين كفروا " يقول يتمنى الذين جحدوا وحدانية الله وعصوا رسوله لو تسوى بهم الأرض " [ ص: 372 ]

واختلفت القرأة في قراءة ذلك .

فقرأته عامة قرأة أهل الحجاز ومكة والمدينة : ( لو تسوى بهم الأرض ) " بتشديد " السين و الواو وفتح التاء بمعنى لو تتسوى بهم الأرض ثم أدغمت التاء الثانية في السين يراد به أنهم يودون لو صاروا ترابا فكانوا سواء هم والأرض

وقرأ آخرون ذلك : ( لو تسوى بهم الأرض ) ، بفتح " التاء وتخفيف السين وهي قراءة عامة قرأة أهل الكوفة بالمعنى الأول غير أنهم تركوا تشديد السين واعتلوا بأن العرب لا تكاد تجمع بين تشديدين في حرف واحد

وقرأ ذلك آخرون ( لو تسوى بهم الأرض ) بمعنى لو سواهم الله والأرض فصاروا ترابا مثلها بتصييره إياهم كما يفعل ذلك بمن ذكر أنه يفعله به من البهائم

قال أبو جعفر وكل هذه القراءات متقاربات المعنى وبأي ذلك قرأ القارئ فمصيب لأن من تمنى منهم أن يكون يومئذ ترابا إنما يتمنى أن يكون كذلك بتكوين الله إياه كذلك وكذلك من تمنى أن يكون الله جعله كذلك فقد تمنى أن يكون ترابا على أن الأمر وإن كان كذلك فأعجب القراءة إلي في ذلك ( لو تسوى بهم الأرض ) بفتح التاء وتخفيف السين كراهية الجمع بين تشديدين في حرف واحد وللتوفيق في المعنى بين ذلك وبين قوله : ( ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا ) [ سورة النبأ 40 ] فأخبر الله عنهم جل ثناؤه أنهم يتمنون أن كانوا ترابا ولم يخبر عنهم أنهم قالوا يا ليتني كنت ترابا فكذلك قوله لو تسوى بهم الأرض فيسووا هم وهي أعجب إلي ليوافق ذلك المعنى الذي أخبر عنهم [ ص: 373 ] بقوله يا ليتني كنت ترابا وأما قوله ولا يكتمون الله حديثا فإن أهل التأويل تأولوه بمعنى ولا تكتم الله جوارحهم حديثا وإن جحدت ذلك أفواههم

ذكر من قال ذلك

9520 - حدثنا ابن حميد قال حدثنا حكام قال حدثنا عمرو عن مطرف ، عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير قال أتى رجل ابن عباس فقال سمعت الله يقول ( والله ربنا ما كنا مشركين ) [ سورة الأنعام 23 ] وقال في آية أخرى ولا يكتمون الله حديثا . فقال ابن عباس : أما قوله والله ربنا ما كنا مشركين : فإنهم لما رأوا أنه لا يدخل الجنة إلا أهل الإسلام قالوا تعالوا فلنجحد ، فقالوا والله ربنا ما كنا مشركين . فختم الله على أفواههم وتكلمت أيديهم وأرجلهم فلا يكتمون الله حديثا

9521 - حدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن رجل عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير قال جاء رجل إلى ابن عباس فقال أشياء تختلف علي في القرآن فقال ما هو أشك في القرآن قال ليس بالشك ولكنه اختلاف . قال فهات ما اختلف عليك قال أسمع الله يقول : ( ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين ) [ سورة الأنعام 23 ] ، وقال ولا يكتمون الله حديثا : وقد كتموا فقال ابن عباس : أما قوله ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين : فإنهم لما رأوا يوم القيامة أن الله يغفر لأهل الإسلام ويغفر الذنوب ولا يغفر شركا ولا يتعاظمه ذنب أن يغفره جحد المشركون فقالوا والله ربنا ما كنا مشركين : رجاء أن يغفر لهم فختم على أفواههم وتكلمت أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون فعند ذلك يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا " [ ص: 374 ]

9522 - حدثني المثنى قال حدثنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا القاسم قال حدثنا الزبير ، عن الضحاك : أن نافع بن الأزرق أتى ابن عباس فقال يا ابن عباس قول الله تبارك وتعالى يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا : [ ص: 375 ] وقوله : ( والله ربنا ما كنا مشركين ) ؟ فقال له ابن عباس : إني أحسبك قمت من عند أصحابك فقلت ألقى علي ابن عباس متشابه القرآن فإذا رجعت إليهم فأخبرهم أن الله جامع الناس يوم القيامة في بقيع واحد فيقول المشركون إن الله لا يقبل من أحد شيئا إلا ممن وحده ، فيقولون تعالوا نقل فيسألهم فيقولون والله ربنا ما كنا مشركين قال فيختم على أفواههم ويستنطق جوارحهم فتشهد عليهم جوارحهم أنهم كانوا مشركين فعند ذلك تمنوا لو أن الأرض سويت بهم ولا يكتمون الله حديثا .

9523 - حدثني محمد بن سعد قال حدثني أبي قال حدثني عمي قال حدثنا أبي عن أبيه عن ابن عباس : يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا : يعني أن تسوى الأرض بالجبال والأرض عليهم .

فتأويل الآية على هذا القول الذي حكيناه عن ابن عباس : يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولم يكتموا الله حديثا ، كأنهم تمنوا أنهم سووا مع الأرض وأنهم لم يكونوا كتموا الله حديثا .

وقال آخرون معنى ذلك يومئذ لا يكتمون الله حديثا ويودون لو تسوى بهم الأرض وليس بمنكتم عن الله شيء من حديثهم لعلمه جل ذكره بجميع حديثهم وأمرهم فإن هم كتموه بألسنتهم فجحدوه لا يخفى عليه شيء منه .
القول في تأويل قوله ( يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون )

قال أبو جعفر : يعني بقوله جل ثناؤه : يا أيها الذين آمنوا : صدقوا الله ورسوله لا تقربوا الصلاة لا تصلوا وأنتم سكارى وهو جمع سكران حتى تعلموا ما تقولون في صلاتكم فتميزون فيها ما أمركم الله به أو ندبكم إلى قيله فيها مما نهاكم عنه وزجركم .

ثم اختلف أهل التأويل في السكر الذي عناه الله بقوله لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى "

فقال بعضهم عنى بذلك السكر من الشراب [ ص: 376 ]

ذكر من قال ذلك

9524 - حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا عبد الرحمن قال حدثنا سفيان عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن عن علي : أنه كان هو وعبد الرحمن ورجل آخر شربوا الخمر فصلى بهم عبد الرحمن فقرأ : ( قل يا أيها الكافرون ) فخلط فيها فنزلت لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى

9525 - حدثني المثنى قال حدثنا الحجاج بن المنهال قال حدثنا حماد عن عطاء بن السائب عن عبد الله بن حبيب : أن عبد الرحمن بن عوف صنع طعاما وشرابا فدعا نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فأكلوا وشربوا حتى ثملوا فقدموا عليا يصلي بهم المغرب ، فقرأ قل يا أيها الكافرون أعبد ما تعبدون وأنتم عابدون ما أعبد وأنا عابد ما عبدتم لكم دينكم ولي دين فأنزل الله تبارك وتعالى هذه الآية لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون "

9526 - حدثني محمد بن سعد قال حدثني أبي قال حدثني عمي قال حدثني أبي عن أبيه عن ابن عباس : يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى : قبل أن تحرم الخمر فقال الله يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى " الآية

9527 - حدثنا ابن حميد قال حدثنا جرير عن مغيرة عن أبي رزين في قوله يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى قال نزل هذا وهم يشربون الخمر فقال وكان هذا قبل أن ينزل تحريم الخمر

9528 حدثنا ابن حميد قال حدثنا جرير عن مغيرة عن أبي رزين قال كانوا يشربون بعدما أنزلت التي في البقرة وبعد التي في النساء [ ص: 377 ] فلما أنزلت التي في المائدة تركوها

9529 حدثني محمد بن عمرو قال حدثنا أبو عاصم عن عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون قال نهوا أن يصلوا وهم سكارى ثم نسخها تحريم الخمر

9530 حدثني المثنى قال حدثنا أبو حذيفة قال حدثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد مثله

9531 حدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن قتادة في قوله لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى قال كانوا يجتنبون السكر عند حضور الصلوات ثم نسخ بتحريم الخمر

9532 حدثنا ابن حميد قال حدثنا جرير عن مغيرة عن أبي وائل وأبي رزين وإبراهيم في قوله يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى " و ( يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما ) [ سورة البقرة 90 ] وقوله : ( تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا ) [ سورة النحل 67 ] قالوا كان هذا قبل أن ينزل تحريم الخمر .

وقال آخرون معنى ذلك لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى من النوم

ذكر من قال ذلك

9533 - حدثنا ابن وكيع قال حدثنا أبي عن سلمة بن نبيط عن الضحاك : لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى قال ليست لمن يقربها سكران من الشراب إنما عني بها سكر النوم . [ ص: 378 ]

9534 - حدثنا أحمد بن حازم الغفاري قال حدثنا أبو نعيم قال حدثنا سلمة عن الضحاك : يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى قال لم يعن بها سكر الخمر وإنما عنى بها سكر النوم .

قال أبو جعفر : وأولى القولين في ذلك بتأويل الآية تأويل من قال ذلك نهي من الله المؤمنين عن أن يقربوا الصلاة وهم سكارى من الشراب قبل تحريم الخمر للأخبار المتظاهرة عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن ذلك كذلك نهي من الله وأن هذه الآية نزلت فيمن ذكرت أنها نزلت فيه .

فإن قال لنا قائل وكيف يكون ذلك معناه والسكران في حال زوال عقله نظير المجنون في حال زوال عقله وأنت ممن يحيل تكليف المجانين لفقدهم الفهم لما يؤمر وينهى

قيل له إن السكران لو كان في معنى المجنون لكان غير جائز أمره ونهيه ولكن السكران هو الذي يفهم ما يأتي ويذر غير أن الشراب قد أثقل لسانه وأجزاء جسمه وأخدرها حتى عجز عن إقامة قراءته في صلاته وحدودها الواجبة عليه فيها من غير زوال عقله فهو بما أمر به ونهي عنه عارف فهم وعن أداء بعضه عاجز بخدر جسمه من الشراب وأما من صار إلى حد لا يعقل ما يأتي ويذر فذلك منتقل من السكر إلى الخبل ومعاني المجانين وليس ذلك [ ص: 379 ] الذي خوطب بقوله لا تقربوا الصلاة لأن ذلك مجنون وإنما خوطب به السكران والسكران ما وصفنا صفته .
القول في تأويل قوله ( ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا )

قال أبو جعفر : اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك فقال بعضهم معنى ذلك لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا تقربوها جنبا إلا عابري سبيل " يعني إلا أن تكونوا مجتازي طريق أي : مسافرين حتى تغتسلوا "

ذكر من قال ذلك

9535 - حدثنا محمد بن بشار ومحمد بن المثنى قالا حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن قتادة عن أبي مجلز عن ابن عباس في قوله ولا جنبا إلا عابري سبيل قال المسافر وقال ابن المثنى : في السفر

9536 - حدثني محمد بن سعد قال حدثني أبي قال حدثني عمي قال حدثني أبي عن أبيه عن ابن عباس قوله ولا جنبا إلا عابري سبيل : يقول لا تقربوا الصلاة وأنتم جنب إذا وجدتم الماء فإن لم تجدوا الماء فقد أحللت لكم أن تمسحوا بالأرض .

9537 - حدثنا ابن وكيع قال حدثنا أبي عن ابن أبي ليلى عن المنهال عن عباد بن عبد الله أو عن زر عن علي رضي الله عنه ولا جنبا إلا عابري سبيل قال إلا أن تكونوا مسافرين فلم تجدوا الماء فتيمموا . [ ص: 380 ]

9538 - حدثنا ابن بشار قال حدثنا عبد الرحمن قال حدثنا سفيان عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير في قوله ولا جنبا إلا عابري سبيل قال المسافر .

9539 - حدثنا ابن بشار قال حدثنا عبد الرحمن قال حدثنا هشام عن قتادة عن أبي مجلز عن ابن عباس بمثله .

9540 - حدثنا ابن حميد قال حدثنا هارون بن المغيرة عن عنبسة عن ابن أبي ليلى عن المنهال بن عمرو عن عباد بن عبد الله عن علي رضي الله عنه قال نزلت في السفر ولا جنبا إلا عابري سبيل وعابر السبيل المسافر إذا لم يجد ماء تيمم .

9541 - حدثنا ابن المثنى قال حدثنا هارون عن ابن مجاهد عن أبيه ولا جنبا إلا عابري سبيل قال المسافر إذا لم يجد الماء فإنه يتيمم فيدخله فيصلي

9542 - حدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن قتادة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ولا جنبا إلا عابري سبيل قال هو الرجل يكون في السفر فتصيبه الجنابة فيتيمم ويصلي

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 36.40 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 35.77 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.73%)]