كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء التاسع والعشرون
سورة الحاقة
الحلقة (554)
من صــ57 الى صـ 72
سورة الحاقة
آياتها 52 آية
[سورة الحاقة (69) : الآيات 1 الى 8]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الْحَاقَّةُ (1) مَا الْحَاقَّةُ (2) وَما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ (3) كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعادٌ بِالْقارِعَةِ (4)
فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (5) وَأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ (6) سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيها صَرْعى كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ (7) فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ (8)
الإعراب:
(ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ ثان خبره (الحاقّة) الثاني..
جملة: «الحاقّة ما الحاقّة» لا محلّ لها ابتدائيّة..
وجملة: «ما الحاقّة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الحاقّة) الأول.
3- (الواو) عاطفة (ما) مثل الأول خبره جملة أدراك (ما الحاقّة) مثل الأولى كرّرت للتفخيم والتعظيم.
وجملة: «ما أدراك ... » لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة.
وجملة: «أدراك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) الثاني.
وجملة: «ما الحاقّة ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل أدراك.
4- (الواو) عاطفة (بالقارعة) متعلّق ب (كذّبت) .
وجملة: «كذّبت ثمود ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ لتقرير أحوال الحاقّة.
5- 6 (الفاء) عاطفة تفريعيّة (أمّا) حرف شرط وتفصيل (الفاء) الثانية رابطة لجواب أمّا، و (الواو) في (أهلكوا) نائب الفاعل (بالطاغية) متعلّق ب (أهلكوا) و (الباء) سببيّة ... (بريح) متعلّق ب (أهلكوا) الثاني ...
وجملة: «ثمود ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّبت ثمود ...
وجملة: «أهلكوا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ثمود) «1» .
وجملة: «أمّا عاد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أمّا ثمود ...
وجملة: «أهلكوا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (عاد) .
7- (عليهم) متعلّق ب (سخّرها) . (سبع) ظرف منصوب متعلّق ب (سخّرها) ، (حسوما) نعت لسبع، وثمانية «2» (الفاء) استئنافيّة (فيها) متعلّق ب (ترى) ، (صرعى) حال منصوبة وعلامة النصب الفتحة المقدّرة.
وجملة: «سخّرها ... » في محلّ جرّ نعت لريح «3» .
وجملة: «ترى ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كأنّهم أعجاز ... » في محلّ نصب حال من القوم.
8- (الفاء) عاطفة (هل) حرف استفهام- وقد يفيد النفي- (لهم) متعلّق بحال من باقية (باقية) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به «4» ...
وجملة: «هل ترى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ترى القوم.
الصرف:
(1) الحاقّة: اسم فاعل من الثلاثيّ حقّ أضيفت إليه تاء التأنيث لأنه وصف به مؤنّث أي القيامة الحاقّة أو الساعة الحاقّة أو الحالة التي تجب فيها الأمور وتعرف حقيقتها، وزنه فاعلة.
(3) أدراك: فيه إعلال بالقلب، أصله أدري- بياء في آخره- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
(5) الطاغية: اسم فاعل من الثلاثيّ طغى الشيء أي جاوز حدّه، وهو صفة نابت عن الموصوف أي الصيحة الطاغية أو الفعلة الطاغية، وزنه فاعلة ... وقيل هو مصدر و (التاء) للمبالغة كالداهية، وقد يراد به عاقر الناقة وقيل له طاغية كما يقال فلان راوية أو داهية..
(6) عاتية: مؤنّث عات، اسم فاعل من الثلاثيّ عتا يعتو، وزنه فاع، حذفت لامه لأنه منقوص ...
(7) سبع: جاء مذكّرا لأنّ المعدود مؤنّث وهو ليال ... وانظر الآية (23) من سورة الكهف.
(ثمانية) ، جاء مؤنّثا لأنّ المعدود مذكّر وهو أيام ... اسم للعدد وزنه فعاللة.
(حسوما) ، جمع حاسم، اسم فاعل من حسم بمعنى تابع العمل كرّة بعد أخرى وخصوصا تتابع الكليّ، جعله بعضهم مصدرا بمعنى الفصل أوالاستئصال، وزنه فعول بضمّتين.
(صرعى) ، جمع صريع صفة مشبّهة من صرع المبنيّ للمجهول، فهو فعيل بمعنى مفعول كقتيل وقتلى، وزن صرعى فعلى بفتح فسكون.
البلاغة
(1) معنى الاستفهام: في قوله تعالى «مَا الْحَاقَّةُ» .
أي: أي شيء أعلمك ما هي تأكيدا لهولها وفظاعتها، ببيان خروجها عن دائرة علوم المخلوقات، على معنى أن أعظم شأنها، ومدى هولها وشدتها، بحيث لا يكاد تبلغه دراية أحد ولا دهمه. وكيفما قدرت حالها فهي وراء ذلك وأعظم وأعظم.
وقد وضع الظاهر موضع المضمر، فلم يقل: ما هي. والفائدة منه زيادة التهويل والتفخيم لشأنها.
2- المجاز المرسل: في قوله تعالى «وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً» .
حسوما جمع حاسم، كشهود جمع شاهد، من حسمت الدابة إذا تابعت كيها على الداء، كرة بعد أخرى، حتى ينحسم فهي مجاز مرسل، من استعمال المقيد- وهو الحسم الذي هو تتابع الكي- في مطلق التتابع. وقيل: مستعار من الحسم بمعنى الكي، شبه الأيام بالحاسم والريح لملابستها بها وهبوبها فيها.
3- التشبيه المرسل: في قوله تعالى «كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ» .
حيث شبههم بالجذوع. لطول قاماتهم، فقد كانت الريح تقطع رؤوسهم كما تقطع رؤوس النخل المتطاولة خلال تلك الأيام الثمانية.
[سورة الحاقة (69) : الآيات 9 الى 10]
وَجاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكاتُ بِالْخاطِئَةِ (9) فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رابِيَةً (10)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة والأخريان عاطفتان (من) اسم موصول في محلّ رفع معطوف على فرعون (قبله) ظرف زمان منصوب متعلّق بمحذوف صلة من (المؤتفكات) معطوف على فرعون مرفوع «5» ، (بالخاطئة) متعلّق بحال من فاعل جاء ومن عطف عليه.
جملة: «جاء فرعون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
10- (الفاء) عاطفة (عصوا) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين (أخذة) مفعول مطلق منصوب.
وجملة: «عصوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «أخذهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة عصوا.
الصرف:
(الخاطئة) ، صيغة للنسب أي ذات الخطأ كتامر ولابن، وزنه فاعلة.
(أخذة) ، مصدر مرّة من الثلاثيّ أخذ، وزنه فعلة بفتح فسكون.
[سورة الحاقة (69) : الآيات 11 الى 12]
إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ (11) لِنَجْعَلَها لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ (12)
الإعراب:
(لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب حملناكم (في الجارية) متعلّق ب (حملناكم) «6» .
جملة: «إنّا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «طغا الماء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «حملناكم ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
12- (اللام) للتعليل (نجعلها) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (لكم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان.
والمصدر المؤوّل (أن نجعلها ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (حملناكم) .
وجملة: «نجعلها ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «تعيها أذن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نجعلها.
الصرف:
(12) تعيها: فيه إعلال بالحذف، حذفت الفاء في المضارع لأنّه معتلّ لفيف مفروق يعامل معاملة المثال في الإعلال، كما يعامل معاملة الناقص في الأمر، وزنه تعلها.
(واعية) ، مؤنّث واع، اسم فاعل من الثلاثيّ وعى، وزنه فاع فيه إعلال بالحذف، حذفت اللام لأنّه منقوص، ووزن واعية فاعلة.
البلاغة
1- الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى «إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ» .
وهذه الاستعارة من باب استعارة المعقول للمحسوس، للاشتراك في أمر معقول، وهي الاستعارة المركبة من الكثيف واللطيف، فالمستعار الطغي وهو الاستعلاء المنكر، والمستعار منه كل مستعل ومتكبر متجبر مضر، والمستعار له الماء، والطغي معقول، والماء محسوس، والمستعار منه محسوس.
2- التنكير: في قوله تعالى «أُذُنٌ واعِيَةٌ» .
فقد قال: أذن واعية، على التوحيد والتنكير، للإيذان بأن الوعاة فيهم قلة، ولتوبيخ الناس بقلة من يعي منهم، وللدلالة على أن الأذن الواحدة إذا وعت وعقلت عن الله فهي السواد الأعظم عند الله، وأن ما سواها لا يبالي بهم، وإن ملؤوا ما بين الخافقين
[سورة الحاقة (69) : الآيات 13 الى 18]
فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ (13) وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً (14) فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ (15) وَانْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ (16) وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ (17)
يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ (18)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (في الصور) متعلّق ب (نفخ) ، (نفخة) مصدر قام مقام نائب الفاعل لأنّه موصوف.
جملة: «نفخ ... نفخة» في محلّ جرّ مضاف إليه.
14- 15 (الواو) عاطفة في الموضعين وكذلك (الفاء) ، (دكّة) مفعول مطلق منصوب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (يومئذ) ظرف أضيف إلى ظرف، مبنيّ على الفتح- لأنه أضيف إلى مبنيّ- أو منصوب بدل من إذا، أي متعلّق ب (وقعت) ، والتنوين فيه عوض من جملة محذوفة أي: يوم إذ نفخ في الصور ...
وجملة: «حملت الأرض ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة نفخ.
وجملة: «دكّتا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة حملت الأرض.
وجملة: «وقعت الواقعة ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
16- (الواو) عاطفة وكذلك (الفاء) ، (يومئذ) الثاني متعلّق ب (واهية) .
وجملة: «انشقّت السماء ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط.
وجملة: «هي ... واهية ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة انشقت السماء.
17- 18 (الواو) عاطفة- أو حاليّة- والثانية عاطفة (فوقهم) ظرف منصوب متعلّق بحال من ثمانية «7» ، (يومئذ) مثل الأول متعلّق ب (يحمل) ، والتالي متعلّق ب (تعرضون) ، والضمير فيه هو نائب الفاعل (لا) نافية (منكم) متعلّق بحال من خافية- نعت تقدّم على المنعوت-.
وجملة: «الملك على أرجائها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة انشقّت السماء «8» .
وجملة: «يحمل ثمانية ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الملك على أرجائها.
وجملة: «تعرضون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «9» .
وجملة: «لا تخفى منكم خافية» في محلّ نصب حال من الضمير في (تعرضون) .
الصرف:
(13) نفخة: مصدر مرّة من الثلاثيّ نفخ، وزنه فعلة بفتح فسكون.
(14) دكّة: مصدر مرّة من الثلاثيّ دكّ، وزنه فعلة بفتح فسكون.
(16) واهية: مؤنّث الواهي، اسم فاعل من الثلاثيّ وهي، وزنه فاعلة بمعنى ضعيفة.
(17) أرجاء: جمع رجا بمعنى طرف وجانب، وفيه قلبت الواو إلى همزة لمجيئها متطرّفة بعد ألف ساكنة، أصله أرجاو ... وزنه أفعال.
(18) خافية: مؤنّث الخافي، اسم فاعل من الثلاثيّ خفي، وزنه فاعلة.. أو هو اسم بمعنى الشيء المخفيّ ضدّ المعلن.. أو هو مصدر بمعنى الخفاء ضدّ العلانية كالعافية.
[سورة الحاقة (69) : الآيات 19 الى 37]
فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ (22) قُطُوفُها دانِيَةٌ (23)
كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخالِيَةِ (24) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ فَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ ما حِسابِيَهْ (26) يا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ (27) ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ (28)
هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ (29) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ (32) إِنَّهُ كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33)
وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ (34) فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هاهُنا حَمِيمٌ (35) وَلا طَعامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ (36) لا يَأْكُلُهُ إِلاَّ الْخاطِؤُنَ (37)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة والثانية رابطة لجواب أمّا (أمّا) حرف شرط وتفصيل (بيمينه) متعلّق ب (أوتي) و (الباء) للاستعانة (هاؤم) اسم فعل أمر بمعنى خذوا، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنتم (كتابيه) مفعول به عامله اقرؤوا «10» منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّة على ما قبل الياء، و (الياء) مضاف إليه، و (الهاء) هاء السكت لا محلّ لها ...
جملة: «أمّا من أوتي ... » لا محلّ لها استئنافيّة ...
وجملة: «أوتي ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «يقول ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «هاؤم ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «اقرؤوا ... » في محلّ نصب بدل من جملة هاؤم «11» .
20- (ملاق) خبر أنّ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة فهو اسم منقوص (حسابيه) مفعول به لاسم الفاعل ملاق، وهو مثل كتابيه ...
وجملة: «إنّي ظننت ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «ظننت ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
والمصدر المؤوّل (أنّي ملاق..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ظنّ.
21- 23 (الفاء) استئنافيّة (في عيشة) متعلّق بخبر المبتدأ (هو) ، (في جنّة) متعلّق بالخبر المحذوف «12» ...
وجملة: «هو في عيشة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «قطوفها دانية ... » في محلّ جرّ نعت لجنّة.
24- (هنيئا) حال منصوبة من فاعل كلوا واشربوا (ما) حرف مصدريّ «13» (في الأيام) متعلّق ب (أسلفتم) .
وجملة: «كلوا ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر.
وجملة: «اشربوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة كلوا.
وجملة: «أسلفتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
والمصدر المؤوّل (ما أسفلتم ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (كلوا واشربوا) .
25- (الواو) عاطفة (أمّا من ... فيقول) مثل الأولى (يا) أداة تنبيه (كتابيه) مثل الأول «14» ...
وجملة: «أمّا من أوتي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من أوتي (الأولى) .
وجملة: «أوتي ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «يقول ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «ليتني لم أوت ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لم أوت ... » في محلّ رفع خبر ليتني.
26- 27 (الواو) عاطفة (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ خبره (حسابيه) ، مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم، و (الياء) مضاف إليه، و (الهاء) للسكت لا محلّ لها (يا) للتنبيه، والضمير الغائب في (ليتها) يعود على الميتة الأولى.
وجملة: «لم أدر ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لم أوت.
وجملة: «ما حسابيه» في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي أدر المعلّق بالاستفهام (ما) .
وجملة: «ليتها كانت القاضية» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «كانت القاضية» في محلّ رفع خبر ليتها.
28- 29 (ما) نافية «15» ، (عنّي) متعلّق ب (أغنى) ، والثاني متعلّق ب (هلك) بتضمينه معنى غاب ...
وجملة: «ما أغنى عنّي ماليه» لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: «هلك عنّي سلطانية» لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر- أو تعليل آخر.
30- 31 (الفاء) عاطفة وكذلك (ثمّ) ، (الجحيم) مفعول به ثان مقدّم ...
وجملة: «خذوه ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر.
وجملة: «غلّوه ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة خذوه.
وجملة: «صلّوه ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة خذوه.
32- (ثمّ) عاطفة (في سلسلة) متعلّق ب (أسلكوه) ، (ذراعا) تمييز منصوب (الفاء) عاطفة «16» ...
وجملة: «ذرعها سبعون ... » في محلّ جرّ نعت لسلسلة.
وجملة: «أسلكوه ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقدّرة بعد ثمّ «17» .
33- 34 (لا) نافية (بالله) متعلّق ب (يؤمن) المنفيّ (الواو) عاطفة (لا) نافية (على طعام) متعلّق ب (يحضّ) .
وجملة: «إنّه كان ... » لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ-.
وجملة: «كان لا يؤمن ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «لا يؤمن بالله ... » في محلّ نصب خبر كان.
وجملة: «لا يحضّ ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة لا يؤمن.
35- 37 (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (له) متعلّق بمحذوف خبر ليس «18» ، (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بحال من حميم، وكذلك (هاهنا) «19» ، (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (طعام) معطوف على حميم مرفوع (إلّا) للحصر (من غسلين) متعلّق بنعت لطعام «20» ، (لا) نافية (إلّا) الثانية للحصر أيضا..
وجملة: «ليس له ... حميم ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كانت هذه حاله في الدنيا فليس له ... «21» .
وجملة: «لا يأكله إلّا الخاطئون» في محلّ جرّ نعت لغسلين.
الصرف:
(21) عيشة: مصدر سماعيّ للثلاثيّ عاش باب ضرب، وزنه فعلة بكسر فسكون، فهو على وزن مصدر الهيئة ... ثمّة مصادر أخرى للفعل هي العيش زنة فعل بفتح فسكون، ومعاش زنة مفعل بفتح الميم والعين ومعيشة زنة مفعلة بفتح الميم وكسر العين، وعيشوشة زنة فعلولة بفتح فسكون..
(راضية) ، مؤنّث الراضي، اسم فاعل من الثلاثيّ رضي، وزنه فاعلة «22» .
(23) قطوف: جمع قطف بكسر فسكون وزنه فعل بمعنى مفعول كالذّبح بمعنى المذبوح أي ما يجنى من الثمار، ووزن قطوف فعول بضمّتين.
(24) الخالية: مؤنّث الخالي، اسم فاعل من الثلاثيّ خلا يخلو باب نصر وزنه فاعل، وفيه إعلال بالقلب أصله الخالو، جاء ما قبل الواو مكسورا فقلبت ياء فأصبح الخالي، ووزن الخالية الفاعلة.
(25) أوت: فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه أفع بضمّ فسكون ففتح.
(26) أدر: فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه أفع بفتح فسكون فكسر.
(31) صلّوه: فيه إعلال بالحذف بدءا من المضارع يصلّون- بضمّ الياء وفتح اللام المشدّدة- أصله يصلّيون- بياء مضمومة قبل الواو- استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الحركة إلى اللام قبلها- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لاجتماعها ساكنة مع واو الجماعة فأصبح يصلّون ... ثمّ انسحب الإعلال إلى الأمر صلّوه، وزنه فعّوه.
(32) ذرعها: مصدر ذرع بمعنى قاس، أو اسم بمعنى الطول، وزنه فعل فتح فسكون.
(سبعون) ، اسم عدد من ألفاظ العقود، ملحق بجمع المذكّر السالم، وزنه فعلون بفتح فسكون.
(ذراعا) ، اسم للطول أو للعضو المعروف، وزنه فعال بكسر الفاء.
(34) طعام: قد يكون اسم مصدر لفعل أطعم الرباعيّ، بمعنى الإطعام، وزنه فعال بفتح الفاء ... وانظر الآية (259) من سورة البقرة.
(36) غسلين: اسم لما يجري من الجراح إذا غسلت، وفي التفسير هو صديد أهل النار أو شجر يأكلونه، وزنه فعلين بكسر فسكون فكسر.
البلاغة
التخصيص: في قوله تعالى «ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ» .
تقديم السلسلة على السلك، كتقديم الجحيم على التصلية للدلالة على الاختصاص والاهتمام، بذكر ألوان ما يعذب به، كأنه قيل لا تسلكوه إلا في هذه السلسلة، كأنها أفظع من سائر مواضع الإرهاق من الجحيم.
الفوائد
- القلب:
وأكثر وقوعه في الشعر. ومنه قول رؤبة:
ومهمه مغبرة أرجاؤه ... كأن لون أرضه سماؤه
أي كأن لون سمائه لغبرتها لون أرضه، فعكس التشبيه مبالغة، وحذف المضاف.
وقال عروة بن الورد
فديت بنفسه نفسي ومالي ... وما آلوك إلا ما أطيق
والأصل: فديت بنفسي ومالي نفسه. ومعنى ما آلوك ما أمنعك، ثم ضمن في البيت معنى المنح، أي ما أمنحك إلا ما أقدر عليه.
ومن القلب في الكلام «أدخلت القلنسوة في رأسي» و «عرضت الناقة على الحوض» و «عرضتها على الماء» . ومنه قوله تعالى: «وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ» وقال ثعلب في قوله تعالى: (ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ) : إن المعنى اسلكوا فيه سلسلة، ومنه قوله تعالى (ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى) أصله قابي قوس، فقلبت التثنية بالإفراد، وهو حسن إن فسر القاب بما بين مقبض القوس وسيتها (أي طرفها) ، ولها طرفان، فله قابان ونظير ما مر في الآية الكريمة قول ابن الأعرابي:
إذا أحسن ابن العم بعد إساءة ... فلست لشرّي فعله بحمول
أي فلست لشر فعليه ومن القلب قوله تعالى: (فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ) ، الأصل: فعميتم عنها. ومنه قوله تعالى (ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة) إن المعنى لتنوء العصبة بها، أي لتنهض بها متثاقلة والحاصل أن هذا الأسلوب وارد عند العرب وفي أساليبهم، وقد جاء به القرآن الكريم، وهو يمنح المعنى قوة وجمالا.
__________
(1) الأصل في هذه الجملة: مهما يكن من أمر فثمود أهلكوا بالطاغية.
(2) يجوز أن يكون حالا من مفعول سخّرها.. وإذا قدّر الحسوم مصدرا- كالشكور بضمّ الشين- كان مفعولا مطلقا.
(3) أو في محلّ نصب حال من ريح لأنه تخصّص بالوصف ... كما يجوز أن تكون استئنافيّة.
(4) وهو نعت لمنعوت محذوف ... ويجوز أن تكون التاء للمبالغة.
(5) هو على المجاز، أو بحذف مضاف أي أهل المؤتفكات.
(6) أي حملنا آباءكم ... فالكلام بحذف مضاف.
(7) نعت تقدّم على المنعوت، واختلف في معدود ثمانية فقيل ثمانية صفوف وقيل ثمانية أملاك وقيل ثمانية آلاف ... أو هو متعلّق بحال من عرش ربّك.
(8) أو في محلّ نصب حال من السماء.
(9) أو هي بدل من جواب الشرط.
(10) وهو أيضا مفعول (هاؤم) على التنازع، وقد أضمر فيه ضمير الكتاب.
(11) أو هي استئناف بيانيّ لا محلّ لها. [.....]
(12) أو متعلّق بعيشة.
(13) أو اسم موصول في محلّ جرّ والعائد محذوف.
(14) في الآية (19) من هذه السورة.
(15) أو استفهام مفعول به مقدّم.
(16) لعطف الجمل المقولة في إعراب الجمل.
(17) والجملة المقدّرة معطوفة على جملة (صلّوه) ب (ثمّ) . أي ثمّ زيدوا في عذابه فاسلكوه في سلسلة ...
(18) أو متعلّق بحال من حميم، والظرف (هاهنا) هو خبر ليس.
(19) أو (هاهنا) خبر ليس.
(20) وإذا كان الحميم هو ما يشرب أو ما يحمّ البدن من صديد النار فإن (من غسلين) هو خبر ليس بحسب الظاهر.
(21) أو الجملة معطوفة على التعليليّة (إنّه كان لا يؤمن ... ) بالفاء وفيها معنى السببيّة.
(22) هو مجاز إن كان على بابه. أي إن كان بمعنى مفعول، وعلى الحقيقة إن كان بمعنى النسبة كتامر ولابن.