عرض مشاركة واحدة
  #556  
قديم 20-08-2024, 12:33 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,435
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي

الجزء التاسع والعشرون
سورة نوح
الحلقة (556)
من صــ89 الى صـ 103



[سورة المعارج (70) : الآيات 40 الى 41]
فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ إِنَّا لَقادِرُونَ (40) عَلى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْراً مِنْهُمْ وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (41)

الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (لا أقسم) مرّ إعرابها «1» ، (بربّ) متعلّق ب (أقسم) ، (اللام) للتوكيد في موضع لام القسم (أن) حرف مصدريّ ونصب (خيرا) مفعول به منصوب، وهو صفة لموصوف محذوف، (منهم)متعلّق ب (خيرا) ، (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (مسبوقين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما ...
والمصدر المؤوّل (أن نبدّل ... ) في محلّ جرّ ب (على) متعلّق ب (قادرون) .
جملة: «أقسم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّا لقادرون» لا محلّ لها جواب القسم.
وجملة: «نبدّل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «ما نحن بمسبوقين» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
[سورة المعارج (70) : الآيات 42 الى 44]
فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (42) يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (43) خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ (44)

الإعراب:
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (يخوضوا) مضارع مجزوم جواب الأمر (حتّى) حرف غاية وجرّ (يلاقوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى (يومهم) مفعول به منصوب (الذي) موصول في محلّ نصب نعت ل (يومهم) ، و (الواو) في (يوعدون) نائب الفاعل..
والمصدر المؤوّل (أن يلاقوا ... ) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (يخوضوا، ويلعبوا) .
جملة: «ذرهم ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي: إذا تبيّن أنّنا قادرون عليهم فذرهم ...
وجملة: « ... «يخوضوا ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر آخر غير مقترنة بالفاء أي: إن تدعهم يخوضوه.
وجملة: «يلعبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يخوضوا.
وجملة: «يلاقوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «يوعدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
43- (يوم) بدل من يومهم منصوب (من الأجداث) متعلّق ب (يخرجون) ، (سراعا) حال منصوبة من فاعل يخرجون (إلى نصب) متعلّق ب (يوفضون) ..
وجملة: «يخرجون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «كأنّهم ... يوفضون» في محلّ نصب حال من فاعل يخرجون، أو من الضمير في (سراعا) .
وجملة: «يوفضون» في محلّ رفع خبر كأنّ.
44- (خاشعة) حال من فاعل يوفضون (أبصارهم) فاعل لاسم الفاعل خاشعة مرفوع، والإشارة إلى العذاب الذي سألوا عنه في أوّل السورة، (اليوم) خبر المبتدأ «2» ، وهو بحذف مضاف أي عذاب اليوم الذي ... (الذي) موصول في محلّ رفع نعت لليوم، و (الواو) في (يوعدون) نائب الفاعل.
وجملة: «ترهقهم ذلّة ... » في محلّ نصب حال من فاعل يوفضون «3» .
وجملة: «ذلك اليوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كانوا يوعدون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «يوعدون ... » في محلّ نصب خبر كانوا.
الفوائد
- حتى الداخلة على المضارع المنصوب، ولها ثلاثة معان:
1- مرادفة (إلى) ، كقوله تعالى: «قالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى» .
2- مرادفة (كي) التعليلية، كقوله تعالى: «وَلا يَزالُونَ يُقاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ» (هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا) .
3- ومرادفة إلا في الاستثناء، وهذا المعنى ظاهر من قول سيبويه في تفسير قولهم:
«والله لا أفعل إلا أن تفعل» المعنى حتى أن تفعل ... ونقله أبو البقاء عن بعضهم في قوله تعالى «وَما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ» وهذا المعنى ظاهر فيما أنشده ابن مالك للمقنع الكندي:
ليس العطاء من الفضول سماحة ... حتى تجود وما لديك قليل
ولا ينتصب الفعل بعد حتى إلا إذا كان مستقبلا، ثم إن كان استقباله بالنظر إلى زمن التكلم فالنصب واجب، وإن كان بالنسبة إلى ما قبلها خاصة فالوجهان جائزان، كقوله تعالى «وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ» فقولهم مستقبل بالنظر إلى الزلزال لا بالنظر إلى زمن قص ذلك علينا.
وكذلك لا يرتفع الفعل بعد حتى إلا إذا كان حالا، ثم إن كانت حاليته بالنسبة إلى زمن التكلم فالرفع واجب، كقولك «سرت حتى أدخلها» إذا قلت ذلك وأنت في حالة الدخول، واعلم أنه لا يرتفع الفعل بعد حتى إلا بثلاثة شروط:
1- أن يكون حالا أو مؤولا بالحال كما مر.
2- أن يكون مسببا عما قبلها، فلا يجوز سرت حتى تطلع الشمس، لأن طلوع الشمس ليس مسببا عن المسير.
3- أن يكون فضلة، فلا يصح «سيري حتى أدخلها» لئلا يبقى المبتدأ بلا خبر.
انتهت سورة «المعارج» ويليها سورة «نوح»
سورة نوح
آياتها 28 آية

[سورة نوح (71) : آية 1]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (1)
الإعراب:

(إلى قومه) متعلّق ب (أرسلنا) ، (أن) حرف تفسير «4» ، (من قبل) متعلّق ب (أنذر) ، (أن) حرف مصدريّ ونصب.
وجملة: «إنّا أرسلنا ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «أرسلنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «أنذر ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: «يأتيهم عذاب ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
والمصدر المؤوّل (أن يأتيهم ... ) في محلّ جرّ مضاف إليه.

[سورة نوح (71) : الآيات 2 الى 4]
قالَ يا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (2) أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (3) يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذا جاءَ لا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (4)

الإعراب:
(قوم) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل (الياء) المحذوفة للتخفيف وهي مضاف إليه (لكم) متعلّق بالخبر (نذير) (أن) حرف تفسير «5» ، (الواو) عاطفة في الموضعين، و (النون) في (أطيعون) هي نون الوقاية قبل (ياء) المتكلّم المحذوفة لمناسبة الفاصلة، وهي مفعول به (يغفر) مضارع مجزوم جواب الأمر في الأفعال المتقدّمة (لكم) متعلّق ب (يغفر) ، (من ذنوبكم) متعلّق ب (يغفر) و (من) تبعيضيّة، (الواو) عاطفة (يؤخّركم) مضارع مجزوم معطوف على (يغفر) ، (إلى أجل) متعلّق ب (يؤخّركم) ، (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب لا يؤخّر «6» ، (لو) حرف شرط غير جازم ...
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «النداء وجوابه ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إنّي ... نذير» لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «اعبدوا ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: «اتّقوه ... » لا محلّ لها معطوفة على التفسيريّة.
وجملة: «أطيعون ... » لا محلّ لها معطوفة على التفسيريّة.
وجملة: «يغفر ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء «7» .
وجملة: «يؤخّركم ... » لا محلّ لها. معطوفة على جملة يغفر.
وجملة: «إنّ أجل الله» لا محلّ لها فيها معنى التعليل ...
وجملة: «الشرط وفعله وجوابه» في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «جاء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «لا يؤخّر ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم «8» .
وجملة: «كنتم تعلمون ... » لا محلّ لها استئنافيّة ... وجواب لو محذوف تقديره لآمنتم.
وجملة: «تعلمون» في محلّ نصب خبر كنتم.
الفوائد:
- هل يؤخر الأجل إذا جاء؟
ورد في هذه الآية قوله تعالى «وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى» ثم قال تعالى «إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذا جاءَ لا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ» معنى ذلك أن الله عز وجل يقول:
آمنوا قبل الموت تسلموا من العذاب، فإن أجل الله- وهو الموت- إذا جاء لا يؤخر، قال الزمخشري: فإن قلت كيف قال: ويؤخركم مع الإخبار بامتناع تأخير الأجل، وهل هذا إلا تناقض؟! قلت: قضى- مثلا- أن قوم نوح، إن آمنوا عمرهم ألف سنة، وإن بقوا على كفرهم أهلكهم على رأس تسعمائة سنة فقيل لهم: آمنوا يؤخركم إلى أجل مسمى، أي وقت سماه الله وضربه أمدا تنتهون إليه لا تتجاوزونه، وهو الوقت الأطول، تمام الألف ثم أخبر أنه إذا جاء ذلك الأجل، لا يؤخر كما يؤخر هذا الوقت، ولم تكن لكم حيلة، فبادروا في أوقات الإمهال والتأخير عنكم وحيث يمكنكم الإيمان.
وقيل: إنهم كانوا يخافون على أنفسهم الإهلاك من قومهم بإيمانهم وإجابتهم لنوح عليه الصلاة والسلام، فكأنه عليه الصلاة والسلام أمنهم من ذلك، ووعدهم أنهم بإيمانهم يبقون إلى الأجل الذي ضرب لهم لو لم يؤمنوا، أي أنكم بإسلامكم تبقون آمنين من عدوكم إلى الأجل الذي كتبه الله عز وجل لكم.
[سورة نوح (71) : الآيات 5 الى 9]
قالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهاراً (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعائِي إِلاَّ فِراراً (6) وَإِنِّي كُلَّما دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْباراً (7) ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهاراً (8) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْراراً (9)

الإعراب:
(ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل (ياء) المتكلّم المحذوفة للتخفيف، وهي مضاف إليه (ليلا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (دعوت) ، (الفاء) عاطفة (إلّا) للحصر (فرارا) مفعول به ثان منصوب.
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «النداء ... » لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة للاسترحام.
وجملة: «إنّي دعوت ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «دعوت ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «لم يزدهم دعائي ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
7- (الواو) عاطفة (كلّما) ظرف شرطيّ في محلّ نصب متعلّق بالجواب جعلوا «9» ، (اللام) للتعليل (تغفر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (لهم) متعلّق ب (تغفر) ، (في آذانهم) متعلّق ب (جعلوا) أي وضعوا (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (استكبارا) مفعول مطلق منصوب.
وجملة: «إنّي كلّما ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة إنّي دعوت ...
وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «دعوتهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «تغفر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
والمصدر المؤوّل (أن تغفر) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (دعوتهم) .
وجملة: «جعلوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «استغشوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط.
وجملة: «أصرّوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط.
وجملة: «استكبروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط.
8- 9 (ثمّ) حرف عطف (جهارا) مفعول مطلق نائب عن المصدر «10» ، (لهم) متعلّق ب (أعلنت) ، والثاني متعلّق ب (أسررت) ، (إسرارا) مفعول مطلق منصوب.
وجملة: «إنّي دعوتهم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: «دعوتهم ... » في محلّ رفع خبر إنّ (الثالث) .
وجملة: «إنّي أعلنت ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة إنّي دعوتهم.
وجملة: «أعلنت ... » في محلّ رفع خبر إنّ (الرابع) .
وجملة: «أسررت ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة أعلنت.
الصرف:
(6) يزدهم: فيه إعلال بالحذف لالتقاء الساكنين الداعي له الجزم ب (لم) ، وأصله يزيدهم ... وزنه يفهم.
(7) استغشوا: فيه إعلال بالحذف، حذفت لام الكلمة لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة، وبقي ما قبل الواو مفتوحا دلالة على الألف المحذوفة، وزنه استفعوا- بفتح العين- (8) جهارا: مصدر سماعيّ لفعل جهر باب فتح وزنه فعال بكسر الفاء، وهو أيضا مصدر سماعيّ للرباعيّ جاهر لأنّ المصدر القياسي له هو مجاهرة.
البلاغة
المبالغة: في قوله تعالى «وَاسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ» .
أي بالغوا في التغطي بها، كأنهم طلبوا من ثيابهم أن تغشاهم، لئلا يروه، كراهة النظر إليه، من فرط كراهة الدعوة. ففي التعبير بصيغة الاستفعال ما لا يخفى من المبالغة.
التكرير: في قوله تعالى «ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْراراً» .
ذكر أنه دعاهم ليلا ونهارا. ثم دعاهم جهارا، ثم دعاهم في السرّ والعلن. وكان يجب أن تكون ثلاث دعوات مختلفات حتى يصح العطف، والسبب في ذلك أن النبي (صلّى الله عليه وسلّم) فعل كما يفعل الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر: في الابتداء بالأهون، والترقي في الأشد فالأشد فافتتح بالمناصحة في السر، فلما لم يقبلوا ثنى بالمجاهرة، فلما لم تؤثر ثلث الجمع بين الإسرار والإعلان.
الفوائد:
- كلّما:
كلما: منصوبة على الظرفية باتفاق، متعلقة بالجواب. ففي قوله تعالى في الآية التي نحن بصددها (وَإِنِّي كُلَّما دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ) فهي متعلقة بالفعل (جعلوا) ، وجاءتها الظرفية في جهة (ما) ، ولا يليها إلا الماضي: شرطا وجوابا، كقوله تعالى (كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ) (كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ) (كُلَّما مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ) .
وإذا قلت: (كلما استدعيتك فإن زرتني فعبدي حر) (فكلما) منصوبة أيضا على الظرفية، ولكن ناصبها محذوف مدلول عليه ب (حرّ) المذكور في الجواب وليس العامل المذكور لوقوعه بعد الفاء، وإنّ والجملة الواقعة بعد (كلما) في محل جر بالإضافة، أما جواب الشرط فلا محل له لأنه جواب شرط غير جازم.
[سورة نوح (71) : الآيات 10 الى 14]
فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً (10) يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً (12) ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً (14)

الإعراب:
(الفاء) عاطفة (يرسل) مضارع مجزوم جواب الأمر، وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (السماء) مفعول به منصوب «11» ، (عليكم) متعلّق ب (يرسل) ، (مدرارا) حال من السماء «12» منصوبة (الواو) عاطفة (يمددكم)مضارع مجزوم معطوف على (يرسل) ، (بأموال) متعلّق ب (يمددكم) ، (يجعل) مجزوم معطوف على (يرسل) ، (لكم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (يجعل لكم أنهارا) مثل يجعل لكم جنّات ...
جملة: «قلت ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة أسررت «13» .
وجملة: «استغفروا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إنّه كان ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «كان غفّارا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «يرسل ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «يمددكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يرسل.
وجملة: «يجعل (الأولى) » لا محلّ لها معطوفة على جملة يرسل.
وجملة: «يجعل (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة يرسل.
13- 14 (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (لكم) متعلّق بخبر المبتدأ ما (لا) نافية (لله) متعلّق بحال من (وقارا) ، (الواو) حاليّة (قد) حرف تحقيق (أطوارا) حال منصوبة أي متقلّبين ...
وجملة: «ما لكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة في حيّز القول.
وجملة: «لا ترجون ... » في محلّ نصب حال.
وجملة: «خلقكم ... » في محلّ نصب حال من فاعل ترجون.
الصرف:
(13) وقارا: مصدر وقر باب كرم أي أصبح رزينا، وزنه فعال بفتح الفاء ... أو اسم بمعنى الرزانة.
(14) أطوارا: جمع طور، اسم بمعنى الحال والشكل والتارة، وزنه فعل بفتح فسكون والجمع أفعال.
البلاغة
المجاز المرسل: في قوله تعالى «يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً» .
علاقة هذا المجاز المحلية، فقد أراد بالسماء المطر، لأن المطر ينزل من السماء.
[سورة نوح (71) : الآيات 15 الى 20]
أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً (16) وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيها وَيُخْرِجُكُمْ إِخْراجاً (18) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِساطاً (19)
لِتَسْلُكُوا مِنْها سُبُلاً فِجاجاً (20)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب حال (طباقا) حال منصوبة من سبع سموات (الواو) عاطفة في الموضعين (فيهنّ) متعلّق ب (جعل) «14» .
جملة: «لم تروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «خلق الله ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل الرؤية المعلّق بالاستفهام كيف.
وجملة: «جعل (الأولى) ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة خلق الله.
وجملة: «جعل (الثاني) ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة خلق الله.
17- 18 (الواو) استئنافيّة (من الأرض) متعلّق ب (أنبتكم) أي أنشأكم (نباتا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو ملاقيه في الاشتقاق (ثم) حرف عطف (فيها) متعلّق ب (يعيدكم) ، (إخراجا) مفعول مطلق منصوب ...
وجملة: «الله أنبتكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أنبتكم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
وجملة: «يعيدكم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة أنبتكم.
وجملة: «يخرجكم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يعيدكم.
19- 20 (الواو) عاطفة (لكم) متعلّق ب (جعل) «15» ، (اللام) للتعليل (تسلكوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (منها) متعلّق ب (تسلكوا) بتضمينه معنى تتّخذوا «16» ... (فجاجا) نعت ل (سبلا) - أو بدل منه-.
والمصدر المؤوّل (أن تسلكوا) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جعل) «17» .
وجملة: «الله جعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الله أنبتكم.
وجملة: «جعل (الثالثة) ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
وجملة: «تسلكوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
الصرف:
(19) بساطا: اسم لما يبسط في أرض الغرفة، وجاء في الآية على سبيل التشبيه.
البلاغة
الاستعارة التصريحية التبعية: في قوله تعالى «وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً» .
أي أنشأكم منها، فاستعير الإنبات للإنشاء، لكونه أدل على الحدوث والتكون من الأرض، لكونه محسوسا. وقد تكرر إحساسه، وهم وإن لم ينكروا الحدوث جعلوا بإنكار البعث كمن أنكره، ففي الكلام استعارة مصرحة تبعية.
__________
(1) في الآية (38) من سورة الحاقّة السابقة.
(2) يجوز أن يكون (اليوم) بدلا من اسم الإشارة- أو عطف بيان عليه- و (الذي) خبر المبتدأ ... فالإشارة هي إلى اليوم المتقدّم في قوله: (يومهم الذي يوعدون) .
(3) يجوز أن تكون مقطوعة على الاستئناف فلا محلّ لها. [.....]
(4) أو حرف مصدريّ ... والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (أرسلنا) في الآية الأولى، ومتعلّق بنذير في الآية الثانية والثالثة.
(5) أو حرف مصدريّ ... والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (أرسلنا) في الآية الأولى، ومتعلّق بنذير في الآية الثانية والثالثة.
(6) أو ظرف مجرّد من الشرط متعلّق بخبر إنّ (لا يؤخّر) .
(7) أي إن تعبدوا الله ... يغفر لكم.
(8) أو هي خبر (إنّ) في حال كون (إذا) مجردا من الشرط.
(9) يجوز أن يكون (كلّ) ظرفا مضافا إلى المصدر المؤوّل من (ما) والفعل.
(10) لأنه نوعه أي دعاء الجهار، أو لأنه صفته أي دعاء جهارا ... أو هو مصدر في موضع الحال أي مجاهرا.
(11) بحذف مضاف أي مطر السماء ... أو استعمل السماء مجازا مرسلا، والعلاقة مكانيّة.
(12) لم يؤنّث لأنّ الوزن مفعال يستوي فيه التذكير والتأنيث.
(13) في الآية السابقة (9) .
(14) والضمير المجرور يعود على السموات بحسب الظاهر لا في الحقيقة.
(15) أو متعلّق بحال من (بساطا) .
(16) أو متعلّق بحال من (سبلا) .
(17) أو متعلّق ب (بساطا) لأنه بمعنى مبسوطة. [.....]
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 40.48 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 39.85 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.55%)]