
03-09-2024, 08:18 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,345
الدولة :
|
|
رد: تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد
تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن
الإمام محمد بن جرير الطبري
الجزء الثامن
تَفْسِيرِ سُّورَةِ النِّسَاءُ
الحلقة (484)
صــ 426 إلى صــ 440
[ ص: 426 ] القول في تأويل قوله ( إن الله كان عفوا غفورا ( 43 ) )
قال أبو جعفر : يعني بذلك جل ثناؤه إن الله لم يزل عفوا عن ذنوب عباده وتركه العقوبة على كثير منها ما لم يشركوا به كما عفا لكم أيها المؤمنون عن قيامكم إلى الصلاة التي فرضها عليكم في مساجدكم وأنتم سكارى غفورا " يقول فلم يزل يستر عليهم ذنوبهم بتركه معاجلتهم العذاب على خطاياهم كما ستر عليكم أيها المؤمنون بتركه معاجلتكم على صلاتكم في مساجدكم سكارى . يقول فلا تعودوا لمثلها فينالكم بعودكم لما قد نهيتكم عنه من ذلك منكلة .
القول في تأويل قوله ( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب )
قال أبو جعفر : اختلف أهل التأويل في معنى قوله جل ثناؤه ألم تر إلى الذين فقال قوم : معناه ألم تخبر ؟
وقال آخرون معناه ألم تعلم ؟ [ ص: 427 ]
قال أبو جعفر : والصواب من القول في ذلك ألم تر بقلبك يا محمد علما " إلى الذين أوتوا نصيبا " وذلك أن الخبر " والعلم لا يجليان رؤية ولكنه رؤية القلب بالعلم فذلك كما قلنا فيه .
وأما تأويل قوله إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب : فإنه يعني إلى الذين أعطوا حظا من كتاب الله فعلموه
وذكر أن الله عنى بذلك طائفة من اليهود الذين كانوا حوالي مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذكر من قال ذلك :
9687 - حدثنا بشر بن معاذ قال حدثنا يزيد قال حدثنا سعيد عن قتادة قوله ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل : فهم أعداء الله اليهود اشتروا الضلالة
9688 - حدثنا القاسم قال حدثنا الحسين قال حدثني حجاج عن ابن جريج عن عكرمة : ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب " إلى قوله يحرفون الكلم عن مواضعه قال نزلت في رفاعة بن زيد بن السائب اليهودي .
9689 - حدثنا أبو كريب قال حدثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق [ ص: 428 ] قال حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت قال حدثني سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس قال كان رفاعة بن زيد بن التابوت من عظمائهم - يعني من عظماء اليهود - إذا كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم لوى لسانه وقال راعنا سمعك يا محمد حتى نفهمك ثم طعن في الإسلام وعابه فأنزل الله ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة إلى قوله فلا يؤمنون إلا قليلا "
9690 - حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق بإسناده عن ابن عباس مثله .
القول في تأويل قوله ( يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل والله أعلم بأعدائكم وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا ( 45 ) )
قال أبو جعفر : يعني جل ثناؤه - بقوله يشترون الضلالة : اليهود الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يختارون الضلالة وذلك الأخذ على غير طريق الحق وركوب غير سبيل الرشد والصواب مع العلم منهم بقصد السبيل ومنهج الحق وإنما عنى الله بوصفهم باشترائهم الضلالة مقامهم على التكذيب بمحمد صلى الله عليه وسلم وتركهم الإيمان به وهم عالمون أن السبيل الحق الإيمان به [ ص: 429 ] وتصديقه بما قد وجدوا من صفته في كتبهم التي عندهم .
وأما قوله ويريدون أن تضلوا السبيل : يعني بذلك تعالى ذكره ويريد هؤلاء اليهود الذين وصفهم جل ثناؤه بأنهم أوتوا نصيبا من الكتاب " أن تضلوا أنتم يا معشر أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم المصدقين به " أن تضلوا السبيل يقول أن تزولوا عن قصد الطريق ومحجة الحق فتكذبوا بمحمد وتكونوا ضلالا مثلهم
وهذا من الله تعالى ذكره تحذير منه عباده المؤمنين أن يستنصحوا أحدا من أعداء الإسلام في شيء من أمر دينهم أو أن يسمعوا شيئا من طعنهم في الحق .
ثم أخبر الله جل ثناؤه عن عداوة هؤلاء اليهود الذين نهى المؤمنين أن يستنصحوهم في دينهم إياهم فقال جل ثناؤه والله أعلم بأعدائكم يعني بذلك تعالى ذكره والله أعلم منكم بعداوة هؤلاء اليهود لكم أيها المؤمنون . يقول فانتهوا إلى طاعتي فيما نهيتكم عنه من استنصاحهم في دينكم فإني أعلم بما هم عليه لكم من الغش والعداوة والحسد وأنهم إنما يبغونكم الغوائل ويطلبون أن تضلوا عن محجة الحق فتهلكوا .
وأما قوله وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا : فإنه يقول فبالله أيها المؤمنون فثقوا وعليه فتوكلوا وإليه فارغبوا دون غيره يكفكم مهمكم وينصركم على أعدائكم وكفى بالله وليا " يقول وكفاكم وحسبكم بالله ربكم وليا يليكم ويلي أموركم بالحياطة لكم والحراسة من أن يستفزكم أعداؤكم عن دينكم أو يصدوكم [ ص: 430 ] عن اتباع نبيكم
وكفى بالله نصيرا " يقول وحسبكم بالله ناصرا لكم على أعدائكم وأعداء دينكم وعلى من بغاكم الغوائل وبغى دينكم العوج .
القول في تأويل قوله ( من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه )
قال أبو جعفر : ولقوله جل ثناؤه من الذين هادوا يحرفون الكلم : وجهان من التأويل
أحدهما أن يكون معناه : ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب " " من الذين هادوا يحرفون الكلم : فيكون قوله من الذين هادوا من صلة الذين وإلى هذا القول كانت عامة أهل العربية من أهل الكوفة يوجهون قوله من الذين هادوا يحرفون " .
والآخر منهما أن يكون معناه من الذين هادوا من يحرف الكلم عن مواضعه فتكون من محذوفة من الكلام اكتفاء بدلالة قوله من الذين هادوا عليها وذلك أن من لو ذكرت في الكلام كانت بعضا ل من فاكتفى بدلالة من عليها والعرب تقول منا من يقول ذلك ومنا لا يقوله . بمعنى منا [ ص: 431 ] من يقول ذاك ومنا من لا يقوله فتحذف " من اكتفاء بدلالة من عليه كما قال ذو الرمة
فظلوا ومنهم دمعه سابق له وآخر يثني دمعة العين بالهمل
يعني ومنهم من دمعه وكما قال الله تبارك وتعالى : ( وما منا إلا له مقام معلوم ) [ سورة الصافات 164 ] وإلى هذا المعنى كانت عامة أهل العربية من أهل البصرة يوجهون تأويل قوله من الذين هادوا يحرفون الكلم : غير أنهم كانوا يقولون المضمر في ذلك القوم كأن معناه عندهم من الذين هادوا قوم يحرفون الكلم ويقولون نظير قول النابغة
كأنك من جمال بني أقيش يقعقع خلف رجليه بشن
يعني كأنك جمل من جمال أقيش
فأما نحويو الكوفة فينكرون أن يكون المضمر مع " من إلا من أو ما أشبهها . [ ص: 432 ]
قال أبو جعفر : والقول الذي هو أولى بالصواب عندي في ذلك قول من قال قوله من الذين هادوا : من صلة " الذين أوتوا نصيبا من الكتاب ؛ لأن الخبرين جميعا والصفتين من صفة نوع واحد من الناس وهم اليهود الذين وصف الله صفتهم في قوله ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب " وبذلك جاء تأويل أهل التأويل فلا حاجة بالكلام إذ كان الأمر كذلك إلى أن يكون فيه متروك .
وأما تأويل قوله : يحرفون الكلم عن مواضعه : فإنه يقول يبدلون معناها ويغيرونها عن تأويله .
والكلم " جماع كلمة " .
وكان مجاهد يقول عنى ب الكلم " التوراة
9691 - حدثني محمد بن عمرو قال حدثنا أبو عاصم عن عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله يحرفون الكلم عن مواضعه : تبديل اليهود التوراة .
9692 - حدثني المثنى قال حدثنا أبو حذيفة قال حدثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد مثله .
وأما قوله عن مواضعه فإنه يعني عن أماكنه ووجوهه التي هي وجوهه .
[ ص: 433 ] القول في تأويل قوله ( ويقولون سمعنا وعصينا )
يعني بذلك جل ثناؤه من الذين هادوا يقولون سمعنا يا محمد قولك وعصينا أمرك ، كما
9693 - حدثنا ابن حميد قال حدثنا حكام عن عنبسة عن محمد بن عبد الرحمن عن القاسم بن أبي بزة عن مجاهد في قوله سمعنا وعصينا قال قالت اليهود : سمعنا ما تقول ولا نطيعك
9694 - حدثني محمد بن عمرو قال حدثنا أبو عاصم عن عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد مثله
9695 - حدثني المثنى قال حدثنا أبو حذيفة قال حدثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد مثله
9696 - حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال قال ابن زيد في قوله سمعنا وعصينا : قالوا قد سمعنا ولكن لا نطيعك .
القول في تأويل قوله ( واسمع غير مسمع )
قال أبو جعفر : وهذا خبر من الله جل ثناؤه عن اليهود الذين كانوا حوالي مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم في عصره أنهم كانوا يسبون رسول الله صلى الله عليه وسلم ويؤذونه بالقبيح من القول ويقولون له اسمع منا غير مسمع كقول القائل للرجل يسبه اسمع لا أسمعك الله كما
9697 - حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال قال ابن زيد في قوله واسمع غير مسمع قال هذا قول أهل الكتاب يهود كهيئة ما يقول الإنسان [ ص: 434 ] اسمع لا سمعت أذى لرسول الله صلى الله عليه وسلم وشتما له واستهزاء
9698 - حدثت عن المنجاب قال حدثنا بشر بن عمارة عن أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس : واسمع غير مسمع " قال يقولون لك واسمع لا سمعت
وقد روي عن مجاهد والحسن : أنهما كانا يتأولان في ذلك بمعنى واسمع غير مقبول منك .
ولو كان ذلك معناه لقيل واسمع غير مسموع ولكن معناه واسمع لا تسمع ولكن قال الله تعالى ذكره ليا بألسنتهم وطعنا في الدين فوصفهم بتحريف الكلام بألسنتهم والطعن في الدين بسب النبي صلى الله عليه وسلم - .
وأما القول الذي ذكرته عن مجاهد : واسمع غير مسمع : يقول غير مقبول ما تقول فهو كما
9699 - حدثنا القاسم قال حدثنا الحسين قال حدثني حجاج عن ابن جريج ، عن مجاهد : واسمع غير مسمع قال غير مستمع - قال ابن جريج عن القاسم بن أبي بزة عن مجاهد : واسمع غير مسمع : غير مقبول ما تقول .
9700 - حدثني المثنى قال حدثنا أبو حذيفة قال حدثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد مثله
9701 - حدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الحسن في قوله واسمع غير مسمع قال كما تقول اسمع غير مسموع منك
9702 - وحدثنا موسى بن هارون قال حدثنا عمرو قال حدثنا أسباط [ ص: 435 ] عن السدي قال كان ناس منهم يقولون واسمع غير مسمع : كقولك اسمع غير صاغر .
القول في تأويل قوله ( وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين )
قال أبو جعفر : يعني بقوله وراعنا أي راعنا سمعك افهم عنا وأفهمنا وقد بينا تأويل ذلك في سورة البقرة بأدلته بما فيه الكفاية عن إعادته .
ثم أخبر الله جل ثناؤه عنهم أنهم يقولون ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليا بألسنتهم يعني تحريكا منهم بألسنتهم بتحريف منهم لمعناه إلى المكروه من معنييه واستخفافا منهم بحق النبي صلى الله عليه وسلم وطعنا في الدين كما
9703 - حدثني الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر قال قال قتادة : كانت اليهود يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم راعنا سمعك يستهزئون بذلك فكانت اليهود قبيحة أن يقال راعنا سمعك ليا بألسنتهم " واللي تحريكهم ألسنتهم بذلك وطعنا في الدين "
9704 - حدثت عن الحسين بن الفرج قال سمعت أبا معاذ يقول حدثنا عبيد بن سليمان قال سمعت الضحاك يقول في قوله راعنا ليا بألسنتهم : كان [ ص: 436 ] الرجل من المشركين يقول أرعني سمعك يلوي بذلك لسانه يعني يحرف معناه
9705 - حدثنا محمد بن سعد قال حدثني أبي قال حدثني عمي قال حدثني أبي عن أبيه عن ابن عباس : من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه : إلى وطعنا في الدين فإنهم كانوا يستهزئون ويلوون ألسنتهم برسول الله صلى الله عليه وسلم ويطعنون في الدين
9706 - حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال قال ابن زيد : وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين قال : راعنا طعنهم في الدين وليهم بألسنتهم ليبطلوه ويكذبوه قال والراعن الخطأ من الكلام
9707 - حدثت عن المنجاب قال حدثنا بشر قال حدثنا أبو روق عن الضحاك عن ابن عباس في قوله ليا بألسنتهم قال تحريفا بالكذب .
القول في تأويل قوله ( ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم وأقوم )
قال أبو جعفر : يعني بذلك جل ثناؤه ولو أن هؤلاء اليهود الذين وصف الله صفتهم قالوا لنبي الله سمعنا يا محمد قولك وأطعنا أمرك وقبلنا ما جئتنا به من عند الله واسمع منا وانظرنا ما نقول وانتظرنا نفهم عنك ما تقول لنا لكان خيرا لهم وأقوم يقول لكان ذلك خيرا لهم عند الله وأقوم يقول وأعدل وأصوب في القول . [ ص: 437 ]
وهو من الاستقامة من قول الله ( وأقوم قيلا ) [ سورة المزمل 6 ] بمعنى وأصوب قيلا كما
9708 - حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال قال ابن زيد في قوله ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم قال يقولون اسمع منا فإنا قد سمعنا وأطعنا وانظرنا فلا تعجل علينا
9709 - حدثنا القاسم قال حدثنا الحسين قال حدثنا أبو تميلة عن أبي حمزة عن جابر عن عكرمة ومجاهد قوله وانظرنا " قال اسمع منا .
9710 - حدثنا القاسم قال حدثنا الحسين قال حدثني حجاج عن ابن جريج عن مجاهد : وانظرنا " قال أفهمنا
9711 - حدثني محمد بن عمرو قال حدثنا أبو عاصم قال حدثنا عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد : وانظرنا " قال أفهمنا .
قال أبو جعفر : وهذا الذي قاله مجاهد وعكرمة من توجيههما معنى وانظرنا " إلى اسمع منا ، وتوجيه مجاهد ذلك إلى : أفهمنا فما لا نعرف في كلام العرب إلا أن يكون أراد بذلك من توجيهه إلى أفهمنا : انتظرنا نفهم ما تقول ، أو انتظرنا نقل حتى تسمع منا فيكون ذلك معنى مفهوما وإن كان غير تأويل للكلمة ولا تفسير لها ولا نعرف انظرنا في كلام العرب إلا بمعنى انتظرنا وانظر إلينا فأما : انظرنا بمعنى انتظرنا فمنه قول الحطيئة
وقد نظرتكم لو أن درتكم يوما يجيء بها مسحي وإبساسي
[ ص: 438 ] وأما : انظرنا بمعنى انظر إلينا فمنه قول عبد الله بن قيس الرقيات
ظاهرات الجمال والحسن ينظرن كما ينظر الأراك الظباء
[ ص: 439 ] بمعنى كما ينظر إلى الأراك الظباء .
القول في تأويل قوله ( ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا ( 46 ) )
قال أبو جعفر : يعني بذلك ولكن الله تبارك وتعالى أخزى هؤلاء اليهود الذين وصف صفتهم في هذه الآية فأقصاهم وأبعدهم من الرشد واتباع الحق بكفرهم " يعني بجحودهم نبوة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم - وما جاءهم به من عند ربهم من الهدى والبينات فلا يؤمنون إلا قليلا يقول فلا يصدقون بمحمد صلى الله عليه وسلم وما جاءهم به من عند ربهم ولا يقرون بنبوته إلا قليلا " يقول لا يصدقون بالحق الذي جئتهم به يا محمد إلا إيمانا قليلا كما
9712 - حدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن قتادة في قوله فلا يؤمنون إلا قليلا قال لا يؤمنون هم إلا قليلا
قال أبو جعفر : وقد بينا وجه ذلك بعلله في سورة البقرة " .
[ ص: 440 ] القول في تأويل قوله ( يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها )
قال أبو جعفر : يعني جل ثناؤه - بقوله يا أيها الذين أوتوا الكتاب اليهود من بني إسرائيل الذين كانوا حوالي مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله لهم يا أيها الذين أنزل إليهم الكتاب فأعطوا العلم به آمنوا " يقول صدقوا بما نزلنا إلى محمد من الفرقان مصدقا لما معكم " يعني محققا للذي معكم من التوراة التي أنزلتها إلى موسى بن عمران من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها " .
واختلف أهل التأويل في تأويل ذلك
فقال بعضهم طمسه إياها محوه آثارها حتى تصير كالأقفاء
وقال آخرون معنى ذلك أن نطمس أبصارها فنصيرها عمياء ولكن الخبر خرج بذكر الوجه والمراد به بصره فنردها على أدبارها فنجعل أبصارها من قبل أقفائها
ذكر من قال ذلك :
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|