عرض مشاركة واحدة
  #500  
قديم 03-11-2024, 03:05 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 164,175
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد


تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن
الإمام محمد بن جرير الطبري
الجزء التاسع
تَفْسِيرِ سُّورَةِ النِّسَاءُ
الحلقة (500)
صــ 81 إلى صــ 95






10226 - حدثني محمد بن عمرو قال : حدثنا أبو عاصم ، عن عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله : " ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا " ، قال : راعي غنم ، لقيه نفر من المؤمنين فقتلوه ، وأخذوا ما معه ، ولم يقبلوا منه : "السلام عليكم ، فإني مؤمن" .

10227 - حدثني المثنى قال : حدثنا أبو صالح قال : حدثني معاوية ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله : " ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا " ، قال : حرم الله على المؤمنين أن يقولوا لمن شهد أن لا إله إلا الله : "لست مؤمنا " ، كما حرم عليهم الميتة ، فهو آمن على ماله ودمه ، لا تردوا عليه قوله .

قال أبو جعفر : واختلفت القرأة في قراءة قوله : فتبينوا .

فقرأ ذلك عامة قرأة المكيين والمدنيين وبعض الكوفيين والبصريين : ( فتبينوا ) بالياء والنون ، من"التبين" بمعنى التأني والنظر والكشف عنه حتى يتضح .

وقرأ ذلك عظم قرأة الكوفيين : ( فتثبتوا ) ، بمعنى التثبت ، الذي هو خلاف العجلة .

قال أبو جعفر : والقول عندنا في ذلك أنهما قراءتان معروفتان مستفيضتان في قرأة المسلمين بمعنى واحد ، وإن اختلفت بهما الألفاظ . لأن "المتثبت" متبين ، و "المتبين" متثبت ، فبأي القراءتين قرأ القارئ ، فمصيب صواب القراءة في ذلك .

واختلفت القرأة في قراءة قوله : " ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلم " . [ ص: 82 ]

فقرأ ذلك عامة قرأة المكيين والمدنيين والكوفيين : ( السلم ) بغير ألف ، بمعنى الاستسلام .

وقرأ بعض الكوفيين والبصريين : ( السلام ) بألف ، بمعنى التحية .

قال أبو جعفر : والصواب من القراءة في ذلك عندنا : ( لمن ألقى إليكم السلم ) ، بمعنى : من استسلم لكم ، مذعنا لله بالتوحيد ، مقرا لكم بملتكم .

وإنما اخترنا ذلك ، لاختلاف الرواية في ذلك : فمن راو روى أنه استسلم بأن شهد شهادة الحق وقال : "إني مسلم" ، ومن راو روى أنه قال : "السلام عليكم" ، فحياهم تحية الإسلام ، ومن راو روى أنه كان مسلما بإسلام قد تقدم منه قبل قتلهم إياه ، وكل هذه المعاني يجمعه "السلم" ، لأن المسلم مستسلم ، والمحيي بتحية الإسلام مستسلم ، والمتشهد شهادة الحق مستسلم لأهل الإسلام ، فمعنى "السلم" جامع جميع المعاني التي رويت في أمر المقتول الذي نزلت في شأنه هذه الآية 75 وليس ذلك في "السلام" ، لأن "السلام" لا وجه له في هذا الموضع إلا التحية . فلذلك وصفنا "السلم" ، بالصواب .

قال أبو جعفر : واختلف أهل التأويل في تأويل قوله : " كذلك كنتم من قبل " .

فقال بعضهم : معناه : كما كان هذا الذي قتلتموه بعد ما ألقى إليكم السلم ، مستخفيا في قومه بدينه خوفا على نفسه منهم ، كنتم أنتم مستخفين بأديانكم من قومكم حذرا على أنفسكم منهم ، فمن الله عليكم .

ذكر من قال ذلك :

10228 - حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا ابن [ ص: 83 ] جريج قال : أخبرني عبد الله بن كثير ، عن سعيد بن جبير في قوله : "كذلك كنتم من قبل" ، تستخفون بإيمانكم ، كما استخفى هذا الراعي بإيمانه .

10229 - حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا أبي ، عن سفيان ، عن حبيب بن أبي عمرة ، عن سعيد بن جبير : كذلك كنتم من قبل ، تكتمون إيمانكم في المشركين .

وقال آخرون : معنى ذلك : كما كان هذا الذي قتلتموه ، بعد ما ألقى إليكم السلم ، كافرا ، كنتم كفارا ، فهداه كما هداكم .

ذكر من قال ذلك :

10230 - حدثني يونس ، قال أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله : " كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم " ، كفارا مثله فتبينوا .

قال أبو جعفر : وأولى هذين القولين بتأويل الآية ، القول الأول ، وهو قول من قال : كذلك كنتم تخفون إيمانكم في قومكم من المشركين وأنتم مقيمون بين أظهرهم ، كما كان هذا الذي قتلتموه مقيما بين أظهر قومه من المشركين مستخفيا بدينه منهم .

وإنما قلنا : "هذا التأويل أولى بالصواب" ، لأن الله عز ذكره إنما عاتب الذين قتلوه من أهل الإيمان بعد إلقائه إليهم السلم ولم يقد به قاتلوه ، للبس الذي كان دخل في أمره على قاتليه بمقامه بين أظهر قومه من المشركين ، وظنهم أنه ألقى [ ص: 84 ] السلم إلى المؤمنين تعوذا منهم ، ولم يعاتبهم على قتلهم إياه مشركا فيقال : "كما كان كافرا كنتم كفارا" ، بل لا وجه لذلك ، لأن الله جل ثناؤه لم يعاتب أحدا من خلقه على قتل محارب لله ولرسوله من أهل الشرك ، بعد إذنه له بقتله .

واختلف أيضا أهل التأويل في تأويل قوله : " فمن الله عليكم " .

فقال بعضهم : معنى ذلك : فمن الله عليكم بإظهار دينه وإعزاز أهله ، حتى أظهروا الإسلام بعد ما كانوا يكتتمون به من أهل الشرك .

ذكر من قال ذلك :

10231 - حدثنا ابن وكيع قال : حدثني أبي ، عن سفيان ، عن حبيب بن أبي عمرة ، عن سعيد بن جبير : " فمن الله عليكم " ، فأظهر الإسلام .

وقال آخرون : معنى ذلك : فمن الله عليكم أيها القاتلون الذي ألقى إليكم السلم طلب عرض الحياة الدنيا بالتوبة من قتلكم إياه .

ذكر من قال ذلك :

10232 - حدثنا محمد بن الحسين قال : حدثنا أحمد بن المفضل قال : حدثنا أسباط ، عن السدي : " فمن الله عليكم " ، يقول : تاب الله عليكم .

قال أبو جعفر : وأولى التأويلين في ذلك بالصواب ، التأويل الذي ذكرته عن سعيد بن جبير ، لما ذكرنا من الدلالة على أن معنى قوله : كذلك كنتم من قبل ، ما وصفنا قبل . فالواجب أن يكون عقيب ذلك : " فمن الله عليكم " ، [ ص: 85 ] فرفع ما كنتم فيه من الخوف من أعدائكم عنكم ، بإظهار دينه وإعزاز أهله ، حتى أمكنكم إظهار ما كنتم تستخفون به من توحيده وعبادته ، حذارا من أهل الشرك .
القول في تأويل قوله ( لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم )

قال أبو جعفر : يعني جل ثناؤه بقوله : " لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون " ، لا يعتدل المتخلفون عن الجهاد في سبيل الله من أهل الإيمان بالله وبرسوله ، المؤثرون الدعة والخفض والقعود في منازلهم على مقاساة حزونة الأسفار والسير في الأرض ، ومشقة ملاقاة أعداء الله بجهادهم في ذات الله ، وقتالهم في طاعة الله ، إلا أهل العذر منهم بذهاب أبصارهم ، وغير ذلك من العلل التي لا سبيل لأهلها - للضرر الذي بهم - إلى قتالهم وجهادهم في سبيل الله والمجاهدون في سبيل الله ومنهاج دينه ، لتكون كلمة الله هي العليا ، المستفرغون طاقتهم في قتال أعداء الله وأعداء دينهم بأموالهم ، إنفاقا لها فيما أوهن كيد أعداء أهل الإيمان بالله - وبأنفسهم ، مباشرة بها قتالهم ، بما تكون به كلمة الله العالية ، وكلمة الذين كفروا السافلة .

واختلفت القرأة في قراءة قوله : " غير أولي الضرر " .

فقرأ ذلك عامة قرأة أهل المدينة ومكة والشأم ( غير أولي الضرر ) ، نصبا ، بمعنى : إلا أولي الضرر .

وقرأ ذلك عامة قرأة أهل الكوفة والبصرة : ( غير أولي الضرر ) برفع "غير" ، [ ص: 86 ] على مذهب النعت "للقاعدين" .

قال أبو جعفر : والصواب من القراءة في ذلك عندنا : ( غير أولي الضرر ) بنصب "غير" ، لأن الأخبار متظاهرة بأن قوله : غير أولي الضرر نزل بعد قوله : لا يستوي القاعدون من المؤمنين ، والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم استثناء من قوله : لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون .

ذكر بعض الأخبار الواردة بذلك :

10233 - حدثنا نصر بن علي الجهضمي قال : حدثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه ، عن أبي إسحاق ، عن البراء : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ائتوني بالكتف واللوح ، فكتب لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون وعمرو بن أم مكتوم خلف ظهره ، فقال : هل لي من رخصة يا رسول الله؟ فنزلت : غير أولي الضرر

10234 - حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا أبو بكر بن عياش ، عن أبي [ ص: 87 ] إسحاق ، عن البراء قال : لما نزلت : لا يستوي القاعدون من المؤمنين جاء ابن أم مكتوم وكان أعمى ، فقال : يا رسول الله ، كيف وأنا أعمى؟ فما برح حتى نزلت : " غير أولي الضرر " .

10235 - حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا أبي ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن البراء بن عازب في قوله : " لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر " ، قال : لما نزلت ، جاء عمرو بن أم مكتوم إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان ضرير البصر ، فقال : يا رسول الله ، ما تأمرني ، فإني ضرير البصر؟ فأنزل الله هذه الآية ، فقال : ائتوني بالكتف والدواة ، أو : اللوح والدواة .

10236 - حدثني إسماعيل بن إسرائيل الدلال الرملي قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن المغيرة قال : حدثنا مسعر ، عن أبي إسحاق ، عن البراء : أنه لما نزلت : " لا يستوي القاعدون من المؤمنين " ، كلمه ابن أم مكتوم ، فأنزلت : " غير أولي الضرر " . [ ص: 88 ]

10237 - حدثنا محمد بن المثنى قال : حدثنا محمد بن جعفر قال : حدثنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، أنه سمع البراء يقول في هذه الآية : لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله قال : فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم زيدا فجاء بكتف فكتبها . قال : فشكا إليه ابن أم مكتوم ضرارته ، فنزلت : " لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر " .

قال شعبة ، وأخبرني سعد بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن رجل ، عن زيد في هذه الآية : لا يستوي القاعدون مثل حديث البراء . [ ص: 89 ]

10238 - حدثنا أبو كريب قال : حدثنا إسحاق بن سليمان ، عن أبي سنان الشيباني ، عن أبي إسحاق ، عن زيد بن أرقم قال : لما نزلت : لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله جاء ابن أم مكتوم فقال : يا رسول الله ، ما لي رخصة؟ قال : لا! قال ابن أم مكتوم : اللهم إني ضرير فرخص! فأنزل الله : غير أولي الضرر وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتبها يعني الكاتب . [ ص: 90 ]

10239 - حدثني محمد بن عبد الله بن بزيع ويعقوب بن إبراهيم قالا : حدثنا بشر بن المفضل ، عن عبد الرحمن بن إسحاق ، عن الزهري ، عن سهل بن سعد قال : رأيت مروان بن الحكم جالسا ، فجئت حتى جلست إليه ، فحدثنا عن زيد بن ثابت : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنزل عليه : لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله قال : فجاء ابن أم مكتوم وهو يمليها علي ، فقال : يا رسول الله ، لو أستطيع الجهاد لجاهدت ! قال : فأنزل عليه وفخذه على فخذي ، فثقلت ، فظننت أن ترض فخذي ، ثم سري عنه ، فقال : غير أولي الضرر . [ ص: 91 ]

10240 - حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن قبيصة بن ذؤيب ، عن زيد بن ثابت قال : كنت أكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : اكتب : لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله فجاء عبد الله بن أم مكتوم فقال : يا رسول الله ، إني أحب الجهاد في سبيل الله ، ولكن بي من الزمانة ما قد ترى ، قد ذهب بصري! قال زيد : فثقلت فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي حتى خشيت أن يرضها ، ثم قال : اكتب : " لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله " .

10241 - حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا ابن جريج قال : أخبرني عبد الكريم : أن مقسما مولى عبد الله بن الحارث أخبره : أن ابن عباس أخبره قال : " لا يستوي القاعدون من المؤمنين " ، عن بدر ، والخارجون إلى بدر . [ ص: 92 ]

10242 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج قال : أخبرني عبد الكريم : أنه سمع مقسما يحدث عن ابن عباس ، أنه سمعه يقول : " لا يستوي القاعدون من المؤمنين " عن بدر ، والخارجون إلى بدر ، لما نزل غزو بدر . قال عبد الله ابن أم مكتوم وأبو أحمد بن جحش بن قيس الأسدي : يا رسول الله ، إنا أعميان ، فهل لنا رخصة؟ فنزلت : " لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة " .

10243 - حدثني محمد بن سعد قال : حدثني أبي قال : حدثني عمي قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس : " لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم " ، فسمع بذلك عبد الله بن أم مكتوم الأعمى ، فأتى رسول [ ص: 93 ] الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، قد أنزل الله في الجهاد ما قد علمت ، وأنا رجل ضرير البصر لا أستطيع الجهاد ، فهل لي من رخصة عند الله إن قعدت؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أمرت في شأنك بشيء ، وما أدري هل يكون لك ولأصحابك من رخصة! فقال ابن أم مكتوم : اللهم إني أنشدك بصري! فأنزل الله بعد ذلك على رسوله صلى الله عليه وسلم فقال : " لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله " إلى قوله : على القاعدين درجة .

10244 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا حكام ، عن عمرو ، عن عطاء ، عن سعيد قال : نزلت : لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله ، فقال رجل أعمى : يا نبي الله ، فأنا أحب الجهاد ولا أستطيع أن أجاهد! فنزلت : غير أولي الضرر .

10245 - حدثني يعقوب بن إبراهيم قال : حدثنا هشيم قال : أخبرنا حصين ، عن عبد الله بن شداد قال : لما نزلت هذه الآية في الجهاد : " لا يستوي القاعدون من المؤمنين " ، قال عبد الله ابن أم مكتوم : يا رسول الله ، إني ضرير كما ترى! فنزلت : "غير أولي الضرر" .

10246 - حدثنا بشر بن معاذ قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله : " لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر " ، عذر الله أهل العذر من الناس فقال : غير أولي الضرر كان منهم ابن أم مكتوم والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم . [ ص: 94 ]

10247 - حدثنا محمد بن الحسين قال : حدثنا أحمد بن مفضل قال : حدثنا أسباط ، عن السدي : " لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله " إلى قوله : وكلا وعد الله الحسنى لما ذكر فضل الجهاد ، قال ابن أم مكتوم : يا رسول الله ، إني أعمى ولا أطيق الجهاد! فأنزل الله فيه : غير أولي الضرر .

10248 - حدثني المثنى قال : حدثنا محمد بن عبد الله النفيلي قال : حدثنا زهير بن معاوية قال : حدثنا أبو إسحاق ، عن البراء قال : كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ادع لي زيدا ، وقل له يأتي أو : يجيء بالكتف والدواة ، أو : اللوح والدواة - الشك من زهير - اكتب : " لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله " ، فقال ابن أم مكتوم : يا رسول الله ، إن بعيني ضررا! فنزلت قبل أن يبرح : " غير أولي الضرر " .

10249 - حدثني المثنى قال : حدثنا عبد الله بن رجاء البصري قال : حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن البراء بنحوه إلا أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ادع لي زيدا ، وليجئني معه بكتف ودواة أو : لوح ودواة . [ ص: 95 ]

10250 - حدثني المثنى قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل ، عن زياد بن فياض ، عن أبي عبد الرحمن قال : لما نزلت : "لا يستوي القاعدون" ، قال عمرو ابن أم مكتوم : يا رب ، ابتليتني فكيف أصنع؟ قال : فنزلت : "غير أولي الضرر" .

وكان ابن عباس يقول في معنى : "غير أولي الضرر" نحوا مما قلنا .

10251 - حدثني المثنى قال : حدثنا أبو صالح قال : حدثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس قوله : " غير أولي الضرر " ، قال : أهل الضرر .

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 34.51 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 33.88 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.82%)]