عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 14-11-2024, 10:20 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 164,593
الدولة : Egypt
افتراضي رد: منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله


منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية
أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي
المجلد الثالث
الحلقة (208)
صـ 289 إلى صـ 296



عنها إلى طرق (1) أخرى مبتدعة فيها من الباطل ما لأجله خرجوا عن بعض الحق المشترك [بينهم وبين غيرهم] (2) ، ودخلوا في بعض الباطل المبتدع، (3) وأخرجوا من (4) التوحيد ما هو منه كتوحيد الإلهية، وإثبات حقائق أسماء الله وصفاته، ولم يعرفوا من التوحيد إلا توحيد الربوبية، وهو الإقرار بأن الله خالق كل شيء وربه (5) .
وهذا التوحيد كان يقر به المشركون الذين قال الله عنهم: {ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله} [سورة لقمان: 25] وقال تعالى: {قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم - سيقولون لله} الآيات (6) [سورة المؤمنون: 86، 87] .
وقال عنهم {وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون} [سورة يوسف: 106] .
قال طائفة من السلف: يقول لهم (7) من خلق السماوات والأرض؟ فيقولون: الله، وهم مع هذا (8) يعبدون غيره.
وإنما التوحيد الذي أمر الله به العباد هو توحيد الألوهية، المتضمن

‌‌_________
(1) ن، م: طريق.
(2) ما بين المعقوفتين ساقط من ن، م.
(3) أ، ب: المبدع.
(4) ن، م: عن.
(5) وربه: ساقطة من (أ) ، (ب) .
(6) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) .
(7) أ، ب: فالطائفة من السلف تقول لهم.
(8) أ، ب: ذلك
================================
لتوحيد (1) الربوبية، بأن يعبد الله وحده لا يشركون به شيئا، (2) فيكون الدين كله لله، ولا يخاف إلا الله، ولا يدعى (3) إلا الله، ويكون الله أحب إلى العبد (4) من كل شيء، فيحبون لله، ويبغضون لله، ويعبدون الله ويتوكلون عليه (5) .
والعبادة تجمع غاية الحب وغاية الذل، (6) فيحبون الله بأكمل محبة، ويذلون له (7) أكمل ذل، ولا يعدلون به، ولا يجعلون له أندادا، ولا يتخذون من دونه أولياء ولا شفعاء.
كما قد بين القرآن هذا التوحيد في غير موضع، وهو قطب رحى القرآن الذي يدور عليه [القرآن] (8) وهو يتضمن التوحيد في العلم والقول، والتوحيد في الإرادة والعمل.
فالأول كما في قوله تعالى: {قل هو الله أحد - الله الصمد - لم يلد ولم يولد - ولم يكن له كفوا أحد} [سورة الإخلاص] . ولهذا كانت هذه السورة تعدل ثلث القرآن؛ لأنها صفة الرحمن.
والقرآن ثلثه توحيد، وثلثه قصص، وثلثه أمر ونهي؛ لأنه كلام الله، والكلام إما إنشاء وإما إخبار، والإخبار إما عن الخالق وإما عن

‌‌_________
(1) أ، ب: توحيد.
(2) أ، ب: بأن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا، ع: بأن يعبد الله وحده لا يشرك به شيء.
(3) أ، ب، م: ولا يدعوا.
(4) ن، م: أحب إليهم.
(5) ع: على الله.
(6) أ، ب: وما به الذل، وهو تحريف.
(7) له: ساقطة من (ب) فقط.
(8) ن، م: رحى الحيوان الذي يدور عليه
=========================
المخلوق، فصار ثلاثة أجزاء: جزء أمر ونهي وإباحة وهو الإنشاء، وجزء إخبار عن المخلوقين (1) ، وجزء إخبار عن الخالق، ف " {قل هو الله أحد} " صفة الرحمن [محضا] (2) .
[وقد بسطنا الكلام على تحقيق قول النبي - صلى الله عليه وسلم - «إنها تعدل ثلث القرآن» (3) في مجلد (4) ، وفي تفسيرها في مجلد آخر (5) ] (6) .
و [أما] التوحيد في [العبادة و] الإرادة والعمل (7) فكما في سورة: {قل ياأيها الكافرون - لا أعبد ما تعبدون - ولا أنتم عابدون ما أعبد - ولا أنا عابد ما عبدتم - ولا أنتم عابدون ما أعبد - لكم دينكم ولي دين} [سورة.

‌‌_________
(1) ع: عن المخلوقات، ن، م: عن المخلوق.
(2) محضا: ساقطة من (ن) ، (م) .
(3) الحديث عن جماعة من الصحابة منهم: أبو هريرة، وأبو سعيد الخدري، وأبو الدرداء، وأنس بن مالك في البخاري 6 - 189 كتاب فضائل القرآن، باب فضل قل هو الله أحد 9 - 114 - 115 كتاب التوحيد، باب ما جاء في دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته إلى توحيد الله تبارك وتعالى، مسلم 556 - 557 كتاب صلاة المسافرين، باب فضل قراءة قل هو الله أحد، سنن أبي داود 2 - 97، 98 كتاب الوتر، باب في سورة الصمد، سنن الترمذي 4 - 240، 243 كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء في سورة الإخلاص، وفي سورة إذا زلزلت، باب ما جاء في سورة الإخلاص، سنن ابن ماجه 2 - 1244 كتاب الأدب باب ثواب القرآن، المسند، ط المعارف 18 - 152، 153.
(4) لابن تيمية كتاب جواب أهل العلم والإيمان في تفسير أن قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن، وقد طبع أكثر من مرة؛ فطبع في المطبعة الخيرية، سنة 1325، وأعيد نشره في مجموع فتاوى الرياض 17 - 5، 213.
(5) وهو كتاب " تفسير سورة الإخلاص " ونشر مرتين في القاهرة، ثم في مجموع فتاوى الرياض 17 - 214، 503.
(6) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) .
(7) ن، م: والتوحيد في الإرادة والعمل، ع: وأما التوحيد في الإرادة والعبادة والعمل
=======================
الكافرون] . فالتوحيد [الأول] (1) يتضمن إثبات نعوت الكمال لله بإثبات أسمائه الحسنى وما تتضمنه من صفاته، و [الثاني] : يتضمن (2) إخلاص الدين له كما قال: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين} [سورة البينة: 5] فالأول براءة من التعطيل، والثاني براءة من الشرك (3) وأصل الشرك (4) : إما التعطيل (5) مثل تعطيل (6) فرعون موسى، والذي حاج إبراهيم في ربه خصم إبراهيم، (7) والدجال مسيح الضلال خصم مسيح الهدى عيسى بن مريم [صلى الله عليه وسلم] (8) ، وإما الإشراك وهو كثير في الأمم أكثر من التعطيل، وأهله خصوم جمهور (9) الأنبياء.
وفي خصوم إبراهيم ومحمد - صلى الله عليه وسلم - معطلة ومشركة، لكن التعطيل المحض [للذات] (10) قليل، وأما الكثير فهو تعطيل صفات الكمال، وهو مستلزم لتعطيل الذات، فإنهم يصفون واجب الوجود بما يوجب (11) أن يكون ممتنع الوجود.

‌‌_________
(1) الأول: ساقطة من (ن) ، (م) .
(2) ن، م: ويتضمن.
(3) ن، م: الإشراك.
(4) ن، م: الكفر.
(5) أ، ب: إما تعطيل.
(6) ن، م: مثل كفر.
(7) خصم إبراهيم: زيادة في (ن) ، (م) .
(8) صلى الله عليه وسلم: زيادة في (أ) ، (ب) .
(9) ن، م: جميع.
(10) للذات: ساقطة من (ن) ، (م) .
(11) أ، ب: يجب، ع: وجب
========================
ثم إنه [كل] من كان (1) إلى الرسول [صلى الله عليه وسلم] (2) وأصحابه والتابعين لهم بإحسان أقرب، كان أقرب إلى كمال التوحيد والإيمان والعقل والعرفان، وكل من كان عنهم أبعد كان عن ذلك أبعد، (3) فمتأخرو متكلمة الإثبات الذين (4) خلطوا الكلام بالفلسفة كالرازي والآمدي ونحوهما هم [دون أبي المعالي الجويني وأمثاله في تقرير التوحيد وإثبات صفات الكمال، وأبو المعالي وأمثاله دون القاضي أبي بكر بن الطيب (5) وأمثاله] (6) في ذلك، وهؤلاء دون أبي الحسن الأشعري في ذلك، والأشعري في ذلك دون أبي محمد (7) بن كلاب، وابن كلاب دون السلف والأئمة في ذلك.
ومتكلمة أهل الإثبات الذين يقرون بالقدر هم خير في التوحيد وإثبات صفات [الكمال] (8) من القدرية من المعتزلة والشيعة وغيرهم؛ (9) لأن أهل الإثبات يثبتون لله كمال القدرة وكمال المشيئة وكمال الخلق وأنه منفرد

‌‌_________
(1) ب: ثم إن كل من كان، ن، م: ثم إنه من كان.
(2) صلى الله عليه وسلم: زيادة في (أ) ، (ب) .
(3) ع: وكل من كان عن ذلك أبعد كان عن ذلك أبعد. أ، ن: وكل من كان عن ذلك أبعد، م: ومن كان عن ذلك أبعد فهو أبعد.
(4) ب: الذي.
(5) ع: بن أبي الطيب، وهو خطأ.
(6) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) .
(7) ع: دون محمد، وهو خطأ.
(8) ن، م: وإثبات الصفات.
(9) ن، م: ونحوهم
====================
بذلك، فيقولون: إنه وحده (1) خالق كل شيء من الأعيان والأعراض؛ ولهذا جعلوا أخص صفة الرب القدرة على الاختراع، والتحقيق أن القدرة على الاختراع من جملة خصائصه، ليست هي وحدها أخص (2) صفاته.
وأولئك يخرجون أفعال (3) الحيوان عن أن تكون مخلوقة له، وحقيقة قولهم (4) تعطيل هذه الحوادث عن خالق لها، وإثبات شركاء لله يفعلونها [وكثير من متأخرة القدرية يقولون: إن العباد خالقون لها، ولم يكن سلفهم يجترئون على ذلك (5) ] (6) .
وأيضا فمتكلمة أهل [الإثبات] (7) يثبتون لله صفات الكمال كالحياة (8) والعلم والقدرة والكلام (9) والسمع والبصر.
وهؤلاء يثبتون (10) ذلك لكن قصروا في بعض صفات الكمال، وقصروا في التوحيد، فظنوا أن كمال التوحيد هو توحيد الربوبية، ولم يصعدوا إلى توحيد الإلهية الذي جاءت به الرسل ونزلت به الكتب.

‌‌_________
(1) ن، م: فيقولون الله وحده.
(2) أ، ب: ليس هي وحدها أخص، ن، م: ليست وحدها هي أخص.
(3) أ، ب: أحوال.
(4) ع: مخلوقة لله وتحقيق قولهم.
(5) أ، ب: ولكن سلفهم يحترزون أ: يحترون، عن ذلك.
(6) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) .
(7) الإثبات: ساقطة من (ن) ، (م) .
(8) أ، ب: الحياة.
(9) ن: والكمال، وهو تحريف.
(10) أ، ب، م، ع: ينفون، وهو خطأ، وكلام ابن تيمية هنا على الأشاعرة الذين أثبتوا بعض الصفات ولكن قصروا في بعض صفات الكمال. . . إلخ
==========================
وذلك أن كثيرا من كلامهم أخذوه من كلام المعتزلة، والمعتزلة مقصرون في هذا الباب، فإنهم لم يوفوا توحيد (1) الربوبية حقه، فكيف بتوحيد الإلهية.
ومع هذا فأئمة المعتزلة وشيوخهم وأئمة الأشعرية والكرامية ونحوهم خير في تقرير توحيد الربوبية من متفلسفة الأشعرية كالرازي والآمدي وأمثال هؤلاء، فإن هؤلاء خلطوا ذلك بتوحيد الفلاسفة كابن سينا (2) وأمثاله، وهو أبعد الكلام عن التحقيق في التوحيد، وإن كان خيرا من كلام قدمائهم أرسطو وذويه.
وذلك أن غايتهم أنهم أثبتوا (3) واجب الوجود، وهذا حق لم ينازع (4) فيه لا معطل ولا مشرك، (5) بل الناس متفقون على إثبات وجود واجب، اللهم إلا ما يحكى عن بعض الناس، قال: إن هذا العالم حدث (6) بنفسه، وكثير من الناس يقولون: [إن] هذا (7) لم تقله طائفة معروفة، وإنما يقدر تقديرا كما تقدر الشبه (8) السوفسطائية ليبحث عنها، (9) وهذا مما يخطر (10) في قلوب

‌‌_________
(1) أ، ب: بتوحيد، وهو تحريف.
(2) ن، م: الفلاسفة، كلام ابن سينا.
(3) أ، ب: يثبتون.
(4) ن، م: لم يتنازع.
(5) ن: إلا معطل ولا مشكوك م: إلا معطل ولا مسلوك، وكلاهما تحريف.
(6) ن، م: حادث.
(7) ع: يقول إن هذا، ن، م: يقولون هذا.
(8) ن، م: شبه.
(9) ن: لمنتحب فيها، م: لمستحت فيها، وكلاهما تحريف، أ، ب: فيبحث عنها.
(10) أ، ب: خطر
=============================
بعض الناس، كما يخطر أمثاله من السفسطة، لا أنه قول معروف لطائفة [معروفة] (1) يذبون عنه، فإن ظهور فساده أبين من أن يحتاج إلى دليل، إذ حدوث الحوادث بلا محدث من أظهر الأمور امتناعا، والعلم بذلك من أبين العلوم الضرورية.
ثم إنهم لما قرروا واجبا [بذاته] (2) أرادوا أن يجعلوه واحدا وحده، لا يوجد (3) إلا في الأذهان لا في الأعيان، وهو وجود مطلق بشرط الإطلاق، ليس له حقيقة [في الخارج؛ لأن] الوجود (4) المطلق بشرط الإطلاق [لا يوجد إلا في الأذهان لا في الأعيان] (5) أو مقيدا (6) بالسلوب والإضافات، كما يقوله ابن سينا وأتباعه [وهذا أدخل في التعطيل من الأول] (7) .
وزعموا أن هذا هو محض التوحيد (8) مضاهاة للمعتزلة الذين شاركوهم في نفي الصفات، وسموا ذلك توحيدا، فصاروا يتباهون في التعطيل الذي سموه (9) توحيدا أيهم فيه أحذق (10) حتى فروعهم تباهوا بذلك، (11)

‌‌_________
(1) معروفة: زيادة في (أ) ، (ب) .
(2) بذاته: ساقطة من (ن) ، (م) .
(3) ب فقط: لا يوحد، وهو خطأ مطبعي.
(4) ن، م: ليس حقيقة والوجود.
(5) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) .
(6) أ، ب، م: أو مقيد.
(7) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) ، ومكانه الجملة الساقطة قبل ذلك وهي: لا يوجد إلا في الأذهان لا في الأعيان. وهو خطأ.
(8) أ، ب، ع: وزعموا أن هذا محض التوحيد، م: وجعلوا هذا محض التوحيد.
(9) ن، م: يسمونه.
(10) ن، م: أيهم أحذق فيه.
(11) أ، ب، ع: تباهوا في ذلك
==========================
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 33.10 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 32.47 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.90%)]