عرض مشاركة واحدة
  #488  
قديم 30-12-2024, 05:45 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,450
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير "محاسن التأويل"محمد جمال الدين القاسمي متجدد إن شاء الله

تفسير "محاسن التأويل"
محمد جمال الدين القاسمي
سُورَةُ الْقَصَصِ
المجلد الثالث عشر
صـ 4727 الى صـ 4737
الحلقة (488)





القول في تأويل قوله تعالى:

[79 - 82] فخرج على قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون فخسفنا به وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أن من الله علينا لخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكافرون

فخرج أي: قارون باغيا: على قومه في زينته أي: مغترا بالنظر فيها: قال الذين يريدون الحياة الدنيا أي: جريا على سنن الجبلة البشرية، من الرغبة في السعة واليسار: يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير أي: مما تتمنونه: لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها أي: هذه الكلمة التي فاه بها الذين أوتوا العلم. أو الجنة. أو السيرة والطريقة، وهي الإيمان والعمل الصالح: إلا الصابرون أي: على الطاعات عن الشهوات، وعلى زمام النفس أن [ ص: 4728 ] تجري في أعقاب المزخرفات. و(ويلك) في الأصل دعاء بالهلاك. والمراد به هنا الزجر عن هذا التمني، مجازا. وهو منصوب على المصدرية: فخسفنا به وبداره أي: المشتملة على أمواله: الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله أي: بدفع العذاب عنه: وما كان من المنتصرين أي: بقوة نفسه وماله: وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده أي: من شقي وسعيد : ويقدر أي: يقبض. فلا دلالة في البسط على السعادة. ولا في القبض على الشقاوة. بل يفعل سبحانه كل واحد من البسط والقدر بمحض مشيئته، لا لكرامة توجب البسط، ولا لهوان يقتضي القبض: لولا أن من الله علينا أي: بعدم إيتائه متمنانا: لخسف بنا أي: كما خسف به: ويكأنه لا يفلح الكافرون أي: لنعمة الله في صرفها في غير سبيلها. أو المكذبون برسله اغترارا بزخارفهم.

فائدة:

في ويكأن مذاهب:

الأول: أن (وي) كلمة برأسها. وهي اسم فعل، معناها أعجب. أي: أنا. والكاف للتعليل. و(أن) وما في حيزها مجرورة بها. أي: أعجب لأن الله يبسط الرزق إلخ. وقياس هذا القول أن يوقف على (وي) وحدها، وقد فعل ذلك الكسائي .

الثاني: أنه مركب من (وي) للتعجب (وكأن) للتشبيه. والمعنى: ما أشبه الأمر أن الله يبسط. أي: ما أشبه أمر الدنيا والناس مطلقا إلى آخر أمر قارون وما شوهد من قصته. والأمر مأخوذ من الضمير. فإنه للشأن. والمراد من تشبيه الحال بهذه الحال، أنه لتحققه وشهرته، يصلح أن يشبه به كل شيء. كما أشار إليه في الكشف.

الثالث: قال بعضهم: (كأن) هنا للتشبيه. إلا أنه ذهب منها معناه. وصارت للخبر واليقين. وهذا أيضا يناسبه الوقف على (وي).

[ ص: 4729 ] الرابع: زعم الهمداني في (الفرائد) أن مذهب سيبويه والخليل أن (وي) للتندم. و(كأن) للتعجب. والمعنى: ندموا متعجبين في أن الله يبسط إلخ.

قال الشهاب: وكون (كأن) للتعجب، لم يعهد.

الخامس: ذهب الكوفيون إلى أنه مركب من (ويك) بمعنى (ويلك) فخفف بحذف اللام. والعامل في (أن) اعلم، المقدر. والكاف على هذا ضمير في محل جر. وهذا يناسب الوقف على الكاف. وقد فعله أبو عمرو .

السادس: أن (ويك) كلمة برأسها. والكاف حرف خطاب. ويقرب هذا مما قبله. قال أبو البقاء : وهو ضعيف لوجهين: أحدهما أن معنى الخطاب هنا بعيد. والثاني: أن تقدير (وي) اعلم، لا نظير له، وهو غير سائغ في كل موضع. انتهى.

السابع: أن (ويكأن) كلها كلمة مستقلة بسيطة. ومعناها ألم تر. وربما نقل ذلك عن ابن عباس . ونقل الفراء والكسائي أنها بمعنى: (أما ترى إلى صنع الله)، وحكى ابن قتيبة أنها بمعنى: (رحمة لك) في لغة حمير. ولم يرسم في القرآن إلا (ويكأن) و(ويكأنه) متصلة في الموضعين. فعامة القراء اتبعوا الرسم. والكسائي وقف على (وي) وأبو عمرو على (ويك).

وهذا ما يستفاد من حواشي القاضي والسمين. وعندي أنها مركبة من (وي) للتعجب و(كأن) التي للتحقيق وهي أحد معانيها المعروفة. والوقف على (وي). ولا يشكل على ذلك كتابتها في المصاحف متصلة، لأن الكتابة -كما قال ابن كثير - أمر وضعي اصطلاحي، والمرجع إلى اللفظ العربي.

وقد اتفق اللغويون على أن (وي) كلمة تعجب. يقال (ويك) و(وي لزيد )، وتدخل على (كأن) المخففة والمشددة، ومن شواهد الأولى قول الشاعر:


سالتاني الطلاق. أن رأتاني قل مالي. قد جئتماني بنكر وي كأن من يكن له نشب يح
بب ومن يفتقر يعش عيش ضر


وهذا البيت مما يدل على ما استظهرته، بله الاستعمال إلى هذه الأجيال.

[ ص: 4730 ] قال ابن كثير : وقد ذكر ههنا إسرائيليات، أضربنا عنها صفحا. ونحن تأسينا به، بل فقناه في الإضراب عن كثير من مرويه، الموقوف والضعيف الذي سودت به الصحف.

ثم أشار تعالى إلى مقابل حال قارون، من حال خلص عباده، بقوله سبحانه:
القول في تأويل قوله تعالى:

[83 - 84] تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين من جاء بالحسنة فله خير منها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الذين عملوا السيئات إلا ما كانوا يعملون

تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض أي: غلبة وتسلطا بسوء وتكبر: ولا فسادا أي: بظلم وعدوان وصد عن سبيل الله تعالى: والعاقبة أي: النهاية الحميدة: للمتقين أي: الذين يتقون ما لا يرضاه تعالى من الأقوال والأفعال.

قال الزمخشري ، قدس الله روحه: لم يعلق الموعد بترك العلو والفساد. ولكن بترك إرادتهما، وميل القلوب إليهما. كما قال: ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فعلق الوعيد بالركون. وعن علي رضي الله عنه : إن الرجل ليعجبه أن يكون شراك نعله أجود من شراك نعل صاحبه. فيدخل تحتها.

وعن الفضيل أنه قرأها ثم قال: ذهبت الأماني هاهنا. وعن عمر بن عبد العزيز ، أنه كان يرددها حتى قبض. ومن الطماع من يجعل العلو لفرعون، والفساد لقارون، متعلقا بقوله: إن فرعون علا في الأرض ولا تبغ الفساد في الأرض ويقول: من لم يكن [ ص: 4731 ] مثل فرعون وقارون، فله تلك الدار الآخرة. ولا يتدبر قوله: والعاقبة للمتقين كما تدبره علي والفضيل وعمر رضي الله عنهم من جاء بالحسنة فله خير منها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الذين عملوا السيئات إلا ما كانوا يعملون معناه: فلا يجزون إلا.. إلخ. فوضع فيه الموصول والظاهر، موضع الضمير، لتهجين حالهم بتكرير إسناد السيئة إليهم، والزيادة تبغيض السيئة إلى قلوب السامعين. ومعنى قوله: إلا ما كانوا يعملون أي: مثله. وهذا من فضله العظيم وكرمه الواسع، أن لا يجزي السيئة إلا بمثلها. ويجزي الحسنة بعشر أمثالها وسبعمائة. وهو معنى قوله: فله خير منها كذا في الكشاف.
القول في تأويل قوله تعالى:

[85 - 86] إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد قل ربي أعلم من جاء بالهدى ومن هو في ضلال مبين وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب إلا رحمة من ربك فلا تكونن ظهيرا للكافرين

إن الذي فرض عليك القرآن أي: أوجب عليك تلاوته على الناس، وتبليغه إليهم، وصدعهم به: لرادك أي: بعد الموت: إلى معاد أي: مرجع عظيم. وهو المقام المحمود الذي وعدك أن يبعثك فيه. فتنوينه للتعظيم، ووجهه -كما في (العناية)- أن المعاد صار كالحقيقة في المحشر. لأنه ابتداء العود إلى الحياة، ورده على ما كان عليه فجعل معاده عظيما لعظمة مقامه فيه.

وقال ابن كثير : المعاد هو يوم القيامة. يسأله عما استرعاه من أعباء النبوة. كما قال تعالى: فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين وقال تعالى: يوم يجمع [ ص: 4732 ] الله الرسل فيقول ماذا أجبتم وقال: وجيء بالنبيين والشهداء وعن ابن عباس روايات: إلى يوم القيامة. إلى الموت. إلى الجنة أخرجت عنه من طرق. كما أسنده ابن كثير .

والذي رواه البخاري والنسائي وابن جرير عن ابن عباس قال: لرادك إلى مكة كما أخرجك منها. وعن الضحاك قال: لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة فبلغ الجحفة، اشتاق إلى مكة. فنزلت الآية.

قال ابن كثير : وهذا يقتضي أن هذه الآية مدنية، وإن كان مجموع السورة مكيا ، والله أعلم.

ثم قال: ووجه الجمع بين هذه الأقوال، أن ابن عباس فسر ذلك تارة برجوعه إلى مكة، وهو الفتح، الذي هو عند ابن عباس على اقتراب أجل النبي صلى الله عليه وسلم. كما فسر ابن عباس سورة: إذا جاء نصر الله والفتح أنه أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم نعي إليه، وكان ذلك بحضرة عمر بن الخطاب ووافقه عمر على ذلك، وقال: لا أعلم منها غير الذي تعلم. ولهذا فسر ابن عباس تارة أخرى قوله تعالى: لرادك إلى معاد بالموت. وتارة بيوم القيامة الذي هو بعد الموت. وتارة بالجنة التي هي جزاؤه على أدائه رسالة الله وإبلاغها إلى الثقلين الجن والإنس. ولأنه أكمل خلق الله على الإطلاق. انتهى.

قل ربي أعلم من جاء بالهدى يعني نفسه الكريمة. أي: بما يستحقه من المثوبة: ومن هو في ضلال مبين يعني المشركين. أي: بما يستحقونه من العذاب. والجملة تقرير للوعيد السابق: وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب أي: ما كنت تظن، قبل إنزال الوحي إليك، أن الوحي ينزل عليك: إلا رحمة من ربك أي: ولكن لرحمة من ربك ألقي إليك: فلا تكونن ظهيرا للكافرين أي: معينا لهم. ولكن نابذهم وخالفهم. وحكى الكرماني في (الغرائب) أن معناه: فلا تكن بين ظهرانيهم، وأنه أمر بالهجرة.
[ ص: 4733 ] القول في تأويل قوله تعالى:

[87 - 88] ولا يصدنك عن آيات الله بعد إذ أنـزلت إليك وادع إلى ربك ولا تكونن من المشركين ولا تدع مع الله إلها آخر لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون

ولا يصدنك عن آيات الله بعد إذ أنـزلت إليك أي: عن تبليغها بعد إنزالها، والأمر بالصدع بها لضيق صدرك من مكرهم. فإن الله معك، ومعل كلمتك ومؤيد دينك. ولذا قال: وادع إلى ربك أي: إلى عبادته وحده لا شريك له: ولا تكونن من المشركين ولا تدع مع الله إلها آخر

قال القاضي: هذا وما قبله للتهييج وقطع أطماع المشركين من مساعدته لهم. أي: لأنه لا يتصور منه ذلك حتى ينهى عنه. فكأنه لما نهاه عن مظاهرتهم ومداراتهم، قال إن ذلك مبغوض لي كالشرك. فلا تكن ممن يفعله. أو المراد نهي أمته، وإن كان الخطاب له صلى الله عليه وسلم. كذا في (العناية).

لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه أي: إياه و(الوجه) يعبر به عن الذات كما قال: كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام وفي قوله تعالى: هالك وجوه: حمله على المستقبل، أو هو عرضة للهلاك والعدم، أو هالك في حد ذاته، لأن وجوده ليس ذاتيا بل لاستناده إلى واجب الوجود، فهو بالقوة وبالذات معدوم حالا. والمراد بالمعدوم ما ليس له وجود ذاتي. لأن وجود غيره كلا وجود. إذ هو في كل آن قابل للعدم. وعن مجاهد والثوري : (إلا وجهه) أي: ما أريد به وجهه. حكاه البخاري في (صحيحه).

[ ص: 4734 ] قال ابن جرير : ويستشهد من قال ذلك بقول الشاعر:


أستغفر الله ذنبا، لست محصيه رب العباد، إليه الوجه والعمل


قال ابن كثير : وهذا القول لا ينافي القول الأول. فإن هذا إخبار عن كل الأعمال، بأنها باطلة، إلا ما أريد به وجه الله تعالى من الأعمال الصالحة المطابقة للشريعة. انتهى.

وفيه بعد وتكلف يذهب رونق النظم، وماء الفصاحة. لا سيما وآي التنزيل يفسر بعضها بعضا. والآية الثانية التي ذكرناها بمعنى هذه. وتلك لا تحتمل ذاك المعنى، فكذا هذه: له الحكم أي: القضاء النافذ في الخلق: وإليه ترجعون أي: يوم معادكم فيجزيكم بأعمالكم، إن خيرا فخير وإن شرا فشر.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

29- سُورَةُ الْعَنْكَبُوتِ

سميت بها لاشتمالها على آية مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت الآية، المشير إن من اعتمد على قوة الأصنام وحفظها عن العذاب كالعنكبوت، اعتمدت على قوة بيتها التي لا تحتمل مس أدنى الحشرات والرياح، وحفظها عن الحر والبرد. وهذا أتم في الدعوة إلى التوحيد الذي هو أعظم مقاصد القرآن. أفاده المهايمي.

وهي مكية. واستثني من أولها إلى قوله تعالى: وليعلمن المنافقين وقوله: وكأين من دابة الآية، ويقال إنها آخر ما نزل بمكة. وآيها تسع وستون. قال الداني : متفق عليه.

بسم الله الرحمن الرحيم

القول في تأويل قوله تعالى:

[1 - 3] الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين

الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون أي: أحسب الذين أجروا كلمة الشهادة على ألسنتهم، وأظهروا القول بالإيمان، أنهم يتركون بذلك غير ممتحنين، بل يمحنهم الله بضروب المحن، حتى يبلو صبرهم وثبات أقدامهم وصحة عقائدهم. لتمييز المخلص من غير المخلص. كما قال: لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور وكقوله: أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين وقوله تعالى: أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب وكل هذه الآيات وأمثالها مما نزل بمكة في تثبيت قلوب المؤمنين، وتصبيرهم على ما كان ينالهم [ ص: 4737 ] من أذى المشركين: ولقد فتنا الذين من قبلهم أي: من أتباع الأنبياء عليهم السلام، بضروب من الفتن من أعدائهم، كما دون التاريخ اضطهادهم. أي: فصبروا وما وهنوا لما أصابهم حتى علت كلمة الله: فليعلمن الله الذين صدقوا أي: في قولهم: "آمنا": وليعلمن الكاذبين أي: فيه: وذلك بالامتحان.

فإن قيل: يتوهم من صيغة الفعل أن علمه حدث، مع أنه قديم. إذ علمه بالشيء قبل وجوده وبعده، لا يتغير. يجاب بأن الحادث هو تعلق علمه بالمعلوم بعد حدوثه.

وقال الناصر: فائدة ذكر العلم هاهنا، وإن كان سابقا على وجود المعلوم هو التنبيه بالسبب على المسبب. وهو الجزاء كأنه قال تعالى: ليعلمنهم فليجازينهم بحسب علمه فيهم.

وقال المهايمي: فليعلمن الله أي: يظهر علمه عند خلقه بصدق إيمان: الذين صدقوا فيه، بدلالة ثباتهم عليه عند المصائب: وليعلمن أي: وليظهر علمه بكذب دعوى: الكاذبين لئلا يشهدوا عنده بإيمان الكاذبين، فينسب في تعذيبهم إلى الظلم. وليثق المؤمنون بمحبة الصادقين، ويستظهروا بها، ويحذروا عن مكر الكاذبين. انتهى.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 42.43 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 41.81 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.48%)]