عرض مشاركة واحدة
  #452  
قديم 09-01-2025, 02:34 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,807
الدولة : Egypt
افتراضي رد: «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله

«عون الرحمن في تفسير القرآن»


الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم

تفسير قوله تعالى:﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا... ﴾



قوله تعالى: ﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ * قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ﴾ [آل عمران: 30 - 32].

قوله تعالى: ﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴾.

قوله: ﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا ﴾ «يوم»: مفعول به لمقدر محذوف تقديره: «اذكر» أي: اذكر للناس هذا اليوم العظيم، وذكرهم به، ويحتمل كون «يوم» منصوبًا بـ«تود» في قوله: ﴿ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ﴾.

﴿ تَجِدُ ﴾ علمية تنصب مفعولين، الأول: «ما» فهي اسم موصول بمعنى «الذي» مبني في محل نصب، والثاني قوله: ﴿ مُحْضَرًا ﴾.

ويجوز أن تكون «تجد» بمعنى «تصيب» فتتعدى إلى مفعول واحد هو «ما» الموصولة، و«محضرًا» حال.

﴿ كُلُّ نَفْسٍ ﴾؛ أي: كل نفس من أنفس المكلفين بعبادة الله - عز وجل - وهم الإنس والجن، كما قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56].

أما ما عدا الإنس والجن فهم غير مكلفين، وغير محاسبين كالملائكة؛ لأنهم كما قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6]، وكذلك البهائم، وإنما يقتص لبعضها من بعض في ذلك اليوم، ثم يقال لها: «كوني ترابًا»[1].

﴿ مَا عَمِلَتْ ﴾ «ما» اسم موصول يفيد العموم ﴿ مِنْ خَيْرٍ ﴾ «من» لبيان الجنس؛ أي: يوم تجد كل نفس جميع الذي عملته من الخير قليلًا كان أو كثيرًا ﴿ حْضَرًا ﴾؛ كما قال تعالى: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 40]، وقال تعالى: ﴿ وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾ [الأنبياء: 47].

والمراد بالخير هنا ما يشمل الأعمال الصالحة كلها، قولًا، وفعلًا، وبذلًا، وغير ذلك، سواء كانت مما يتعدى نفعه إلى الآخرين، كالدعوة إلى الله، والإنفاق في وجوه البر ومساعدة المحتاجين ونحو ذلك، أو مما يقتصر نفعه على فاعله كالصلاة والصيام ونحو ذلك.

﴿ مُحْضَرًا ﴾؛ أي: حاضرًا معدًا جاهزًا - بأمر الله - عز وجل - لتراه وتستبشر به، وتجازى عليه؛ كما قال تعالى: ﴿ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ ﴾ [التكوير: 14]، وقال تعالى: ﴿ يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ﴾ [النبأ: 40]، وقال تعالى: ﴿ يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ ﴾ [القيامة: 13]، وقال تعالى: ﴿ يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ ﴾ [الزلزلة: 6]، فإذا رأى الإنسان ما عمله من خير فرح بذلك واستبشر وسرَّه ذلك.

﴿ وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ ﴾ الواو: استئنافية، و«ما» اسم موصول في محل رفع مبتدأ وخبره جملة ﴿ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ﴾؛ أي: والذي عملته من سوء ﴿ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ﴾.

ويحتمل كون «الواو» عاطفة، فتكون «ما» معطوفة على «ما» في قوله: ﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا ﴾، وفي الكلام حذف تقديره: وتجد ما عملت من سوء محضرًا.

والأول وهو كون الجملة استئنافية أَولى من حيث الإعراب، لعدم الحاجة فيه إلى التقدير، وهو الأصل.

كما أنه أصح من حيث المعنى، فإنه على القول بأن الجملة معطوفة يكون التقدير: وتجد ما عملت من سوء محضرًا.

وهذا إنما يكون بالنسبة لأعمال الكفار؛ كما قال تعالى: ﴿ وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 49].

وأما بالنسبة لأعمال المؤمنين، فما كان منها من خير أحضر لهم- كما في أول الآية، وما كان منها من سوء فإنه لا يحضر لهم، وإنما يقررون به، كما في حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله يدني المؤمن، فيضع عليه كنفه، ويستره، فيقول: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم، أي ربي، حتى إذا قرره بذنوبه، ورأى في نفسه أنه هلك، قال: سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم، فيُعطى كتاب حسناته، وأما الكفار والمنافقون، فيقول الأشهاد: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ [هود: 18]» [2].

وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس أحد يحاسب إلا هلك، قالت: قلت: يا رسول الله، جعلني الله فداءك، أليس يقول الله - عز وجل -: ﴿ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ﴾ [الانشقاق: 7، 8]، قال: ذاك العرض يعرضون، ومن نوقش الحساب هلك»[3].

ومعنى قوله: ﴿ من سوء ﴾؛ أي: من عمل سيئ، يسوء صاحبه في الحال والمآل، وقد يسوء غيره؛ لأن الأعمال السيئة وإن لم تتعدَّ مباشرة إلى الآخرين فلها آثارها السيئة على البلاد والعباد؛ كما قال تعالى: ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الروم: 41].

﴿ تودُّ ﴾ خبر «ما» كما تقدم، أي: تحب محبة شديدة، والود والمودة: خالص المحبة.

﴿ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ ﴾ «لو»: إذا وقعت بعد «ودّ» فهي مصدرية، غير عاملة، وهي داخلة على فعل محذوف، تقديره: لو ثبت أو حصل أن بينها وبينه، كما قال تعالى: ﴿ وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا ﴾ [البقرة: 109]، التقدير: أن يردوكم، وقال تعالى: ﴿ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ ﴾ [البقرة: 96]؛ أي: أن يعمر، وقال تعالى: ﴿ وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ﴾ [القلم: 9]؛ أي: أن تدهن، وقيل: إن «لو»: شرطية، وقيل: إنها زائدة من حيث الإعراب، مؤكدة من حيث المعنى.

والضمير في قوله: ﴿ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا ﴾ يعود إلى النفس، والضمير في قوله: ﴿ وبينه ﴾ يعود إلى «ما»؛ أي: إلى الذي عملته من سوء.

﴿ أَمَدًا بَعِيدًا ﴾؛ أي: زمنًا طويلًا متأخرًا، ومكانًا بعيدًا؛ أي: تود أنها لم تعمله، ولم يُحضر لها، أو لم تُذكّر به، وأنها بعيدة عنه، وبعيد عنها، كل البعد، بُعد ما بين المشرق والمغرب، كما يتمنى قرين السوء البعد عن قرينه الشيطان؛ قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ * حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ﴾ [الزخرف: 36 - 38].

فتأمل أخي الكريم هذا الموقف، عندما تُحضر للإنسان صحائف أعماله، فآخذ كتابه بيمينه، وآخذ كتابه بشماله، من وراء ظهره، وتأمل كم هو الغبن، بين هذا وذاك، كما قال تعالى: ﴿ يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التغابن: 9]، وقال تعالى: ﴿ يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ * فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 6 - 8]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا ﴾ [النبأ: 40].

وقد أحسن القائل:
ولم أجد الإنسان إلا ابن سعيه
فمن كان أسعى كان بالمجد أجدرَا
فلم يتأخر من أراد تقدمًا
ولم يتقدم من أراد تأخرَا[4]


﴿ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ﴾؛ أي: ويحذركم الله نفسه، وعقابه، وأليم عذابه، وكرر التحذير هنا وقد سبق في قوله: ﴿ لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 28]؛ لأن المقام يقتضيه، فالتحذير الأول من موالاة الكافرين، والتحذير الثاني من أن يجدوا يوم القيامة ما عملوا من سوء محضرًا، وقد يكون التحذير الثاني لزيادة التأكيد.

﴿ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴾ «رؤوف» على وزن «فعول» صفة مشبهة يدل على أنه - عز وجل - ذو الرأفة الواسعة العظيمة، والرأفة: أشد الرحمة، وأخصها وأرقها.

﴿ بالعباد ﴾ المراد بالعبودية هنا العبودية العامة، عبودية الخضوع والانقياد، لقدر الله الكوني، كما في قوله - عز وجل -: ﴿ إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ﴾ [مريم: 93]، والمعنى: أن الله - عز وجل - رؤوف بالخلق كلهم مؤمنهم وكافرهم، ناطقهم وبهيمهم؛ كما قال تعالى: ﴿ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﴾ [النحل: 61]، وقال تعالى: ﴿ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا ﴾ [فاطر: 45].

وفي قوله تعالى: ﴿ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴾ بعد قوله: ﴿ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ﴾ توجيه للعباد للجمع بين خوف الله - عز وجل - ورجائه، وبيان أن تحذيره - عز وجل - لهم نفسه - هو من رأفة الله بهم لينجوا من عذابه؛ كما قال تعالى: ﴿ لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ ﴾ [الزمر: 16].

﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ﴾: زعَم أناسٌ محبة الله فأمر الله - عز وجل - نبيه صلى الله عليه وسلم- أن يقول لهم ولغيرهم ممن يزعم هذا الزعم: إن كنتم صادقين فيما تقولون، فاتبعوني، فذلك علامة صدق محبة الله، وهو الميزان الذي يعرف به من أحب الله حقيقة، ممن ادعى ذلك مجرد دعوى، بلا دليل؛ كما قال تعالى: ﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴾ [المائدة: 18].

﴿ قُلْ ﴾ الخطاب والأمر للنبي صلى الله عليه وسلم. وتصدير الخطاب له صلى الله عليه وسلم بـ﴿ قُلْ ﴾ للعناية والاهتمام والتوكيد، كما في قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ ﴾ [الأنفال: 64]، وكما في قوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [البقرة: 104]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ﴾ [البقرة: 21].

﴿ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ ﴾ «إن»: شرطية، و«كنتم»: فعل الشرط، وجوابه: ﴿ فَاتَّبِعُونِي ﴾ واقترن بالفاء؛ لأنه جملة طلبية، والخطاب لكل من ادعى أنه يحب الله.

﴿ فَاتَّبِعُونِي ﴾ فيما جئتكم به، وفيما أنا عليه من الشرع؛ عقيدة وقولًا وفعلًا وتركًا، ظاهرًا وباطنًا؛ كما قال تعالى: ﴿ مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [الحشر: 7]، وقال تعالى: ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [النساء: 65]، وقال تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21]، وقال تعالى في امتداح المؤمنين: ﴿ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ ﴾ [الأعراف: 197]، وقال صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد»[5]، «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد»[6].

فجعل عز وجل من شرط صدق محبة الله - عز وجل - اتباعه صلى الله عليه وسلم، وهذا هو الميزان العدل في محبة الله - عز وجل - وهو اتباعه صلى الله عليه وسلم.

أما من ادعى محبة الله - عز وجل - أو محبة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو غير متبع له صلى الله عليه وسلم، فدعواه كاذبة باطلة لا حقيقة لها، كما قيل:
وكل يدعي وصلًا بليلى
وليلى لا تُقر لهم بذاكا[7]




وقال الآخر:
والدعاوى إن لم يُقيموا عليها
بينات أصحابها أدعياءُ




وقد أحسن القائل:
تعصي الإله وأنت تزعم حبَّه
هذا محال في القياس بديعُ
لو كان حبُّك صادقًا لأطعتَه
إن المحب لمن يحب مطيعُ[8]



قوله: ﴿ يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ﴾: رتَّب على اتباعه صلى الله عليه وسلم فائدتين عظيمتين ومنفعتين كبيرتين، هما: محبة الله لهم، ومغفرته.

وقوله: ﴿ ﴿ يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ﴾؛ أي: يحبكم الله؛ لأن الجزاء من جنس العمل، فمن أحب الله، وصدَّق ذلك باتباعه للرسول صلى الله عليه وسلم أحبه الله؛ قال ابن القيم: «فجعل محبة العبد لربه موجبًا مقتضيًا لمحبة الرب عبده».

والشأن كل الشأن في محبة الله - عز وجل - للعبد، فهي أعظم وأسمى، وأجل وأعلى من محبة العبد لله.

قال ابن القيم: «وكون العبد محبوبًا لله أعلى من كونه محبًا لله، فليس الشأن أن تحب الله، ولكن الشأن أن يحبك الله»[9].

وقال ابن كثير[10]: «أي: يحصل لكم فوق ما طلبتم من محبتكم إياه، وهو محبته إياكم، وهو أعظم من الأول».

﴿ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ﴾: الواو: عاطفة، والمغفرة: ستر الذنب والتجاوز عنه، «ذنوبكم، «ذنوب»: جمع مضاف إلى معرفة فيعم جميع الذنوب، أي: ويغفر لكم جميع ذنوبكم، بسترها، والتجاوز عنها، بسبب اتباعكم للنبي صلى الله عليه وسلم، ومحبة الله لكم؛ لأن الحسنات يذهبن السيئات، كما قال تعالى: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ﴾ [هود: 114]، وقال صلى الله عليه وسلم: «وأتْبع السيئة الحسنة تمحها»[11].

وبتيسير أسباب المغفرة لكم بتوفيقكم للتوبة، ونحو ذلك.

﴿ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ «غفور» على وزن «فعول» صفة مشبهة، أو صيغة مبالغة، يدل على أنه - عز وجل - ذو المغفرة الواسعة لذنوب عباده؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ﴾ [النجم: 32]، وقال تعالى: ﴿ وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلَاتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [الرعد: 6]، وقال تعالى: ﴿ مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [فصلت: 43].

فهو عز وجل يستر الذنب ويتجاوز عنه؛ كما في حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - فيقول الله - عز وجل -: أنا سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم»[12]، ومنه سمي «المغفر» وهو «البيضة» التي توضع على الرأس تستره، وتقيه السهام.

﴿ رحيم ﴾: على وزن «فعيل» صفة مشبهة، أو صيغة مبالغة، يدل على أنه - عز وجل - ذو الرحمة الواسعة، رحمة ذاتية ثابتة له - عز وجل - كما قال تعالى: ﴿ فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ﴾ [الأنعام: 147]، وقال تعالى: ﴿ وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ ﴾ [الأنعام: 133]، وقال تعالى: ﴿ وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا ﴾ [الكهف: 58]، ورحمة فعلية، يوصلها من شاء من خلقه، كما قال تعالى: ﴿ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ ﴾ [العنكبوت: 21]، وقال تعالى: ﴿ رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا ﴾ [الإسراء: 54]، رحمة عامة لجميع الخلق؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة: 143]، ورحمة خاصة بالمؤمنين، كما قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 43].

وباجتماع المغفرة والرحمة يزول المرهوب، ويحصل المطلوب، وقدَّم المغفرة على الرحمة؛ لأن المغفرة وقاية وتخلية، والرحمة عناية وتحلية، والوقاية والتخلية قبل العناية والتحلية.

قوله تعالى: ﴿ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ﴾.

بيَّن في الآية السابقة أن علامة صدق محبة الله اتباعه صلى الله عليه وسلم، وأمر بذلك، ثم بيّن في هذه الآية حقيقة اتباعه صلى الله عليه وسلم وصفتها.

قوله: ﴿ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ ﴾ الخطاب والأمر للنبي صلى الله عليه وسلم، وصدر بقوله تعالى: ﴿ قلْ ﴾ للعناية والاهتمام والتوكيد. و«الطاعة»: الامتثال والانقياد والموافقة، بفعل المأمور، وترك المحظور، أي: قل يا محمد للناس ﴿ أَطِيعُوا اللَّهَ ﴾ بفعل ما يأمركم الله به، وترك ما ينهاكم عنه.

﴿ وَالرَّسُولَ ﴾ «ال» للعهد الذهني؛ أي: الرسول المعهود في الأذهان محمدًا صلى الله عليه وسلم، أي: وأطيعوا الرسول محمدًا صلى الله عليه وسلم بفعل ما يأمركم به وترك ما ينهاكم عنه.

و«الرسول» في الشرع: من أوحى إليه بشرع وأمر بتبليغه.

وعطف «الرسول» على اسمه عز وجل «الله» بالواو التي تفيد التشريك؛ لأن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم طاعة لله تعالى؛ كما قال تعالى: ﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴾ [النساء: 80].

وهذا بخلاف باب القدر والمشيئة، فلا يجوز عطف اسمه صلى الله عليه وسلم ولا غيره بالواو على اسمه - عز وجل - ولهذا لما قال رجل: يا رسول الله، ما شاء الله وشئت. قال صلى الله عليه وسلم: «أجعلتني لله عدلًا، قل: ما شاء الله وحده»[13].

وفي رواية: «إذا حلف أحدكم، فلا يقل: ما شاء الله وشئت، ولكن ليقل: ما شاء الله ثم شئت»[14].

وذلك لأن مشيئة الرسول صلى الله عليه وسلم وجميع الخلق إنما هي تبع لمشيئة الله - عز وجل - وليست من مشيئة الله.

وفي قوله: ﴿ والرسولَ ﴾ دون إعادة الفعل «أطيعوا» دلالة على أن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم تجب تبعًا لطاعة الله تعالى وأنها طاعة لله.

كما أنها أيضًا تجب استقلالًا، كما قال تعالى: ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴾ [المائدة: 92]، بدليل إعادة الفعل «أطيعوا».

﴿ فإن تولَّوا ﴾؛ أي: فإن تولوا وأعرضوا عن طاعة الله تعالى، وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم بقلوبهم وأبدانهم وجوارحهم.

﴿ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ﴾؛ أي: فهم كافرون، بتوليهم عن طاعة الله ورسوله، والله لا يحب الكافرين منهم ومن غيرهم، بسبب كفرهم.

وأظهر في مقام الإضمار، فقال: ﴿ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ﴾، ولم يقل: «لا يحبهم» للتسجيل والحكم عليهم بالكفر، بسبب توليهم، ولتعميم حكم الكفر على كل متول عن طاعة الله ورسوله، ونفي محبته - عز وجل - عن كل كافر منهم ومن غيرهم، ولبيان العلة في نفي محبته عنهم، وهي كفرهم، إضافة إلى مراعاة فواصل الآيات السابقة واللاحقة.

ومفهوم الآية أنه - عز وجل - يحب المؤمنين المتقين كما قال - عز وجل -: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ﴾ [التوبة: 4].

[1] كما في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب (2582)، والترمذي في صفة القيامة (2420).

[2] أخرجه البخاري في المظالم والغصب (2441)، ومسلم في التوبة (2768)، وابن ماجه في المقدمة (183).

[3] أخرجه البخاري في التفسير (4939)، ومسلم في الجنة وصفة نعيمها (2876)، وأبو داود في الجنائز (3093)، والترمذي في صفة القيامة (2426).

[4] البيتان لابن هانئ؛ انظر: «ديوانه» ص(140).

[5] أخرجه مسلم في الأقضية (1718)، من حديث عائشة رضي الله عنها.

[6] أخرجه البخاري في الصلح (2697)، ومسلم في الأقضية (1718)، وأبو داود في السنة (4606)، وابن ماجه في المقدمة (14)، من حديث عائشة رضي الله عنها.

[7] نظر: «مجموع الفتاوى» لابن تيمية. (4/ 71).

[8] البيتان لمحمود الوراق. انظر: «الكامل في اللغة» (2/ 4).

[9] انظر: «بدائع التفسير» (1/ 497).

[10] في «تفسيره» (2/ 25).

[11] أخرجه الترمذي في البر والصلة (1987)، من حديث أبي ذر رضي الله عنه. وقال: «حديث حسن صحيح».

[12] سبق تخريجه قريبًا.

[13] أخرجه أحمد (1/ 214، 283، 347)، والبخاري في «الأدب المفرد» (783)، والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (998)، وابن ماجه في الكفارات (2117)، والطبراني في «الكبير» (13005، 13006)، وابن السني في «عمل اليوم والليلة» (672)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

[14] جاء هذا في رواية ابن ماجه.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 44.86 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.23 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.40%)]