
19-01-2025, 11:08 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,341
الدولة :
|
|
رد: منكرات الشوارع وآدابها وتعميرها
الملاهي الليلية
من الأشياء السيئة في الشوارع وجود الملاهي الليلية المليئة بالفسق والفجور كالرقص والموسيقى الصاخبة والتعري والإختلاط وشرب الخمر. وهذا رغم أنه يكثر في بلاد الكفر، إلا وللأسف أنه شوهد أيضاً في بعض البلاد المسلمة. وهذا لا يجوز ولا يقبل من أمة مسلمة. كيف لا وهي أماكن المجاهرة بالمعصية ومبارزة الله في ملكه بالمعاصي والفجور. واسوأ من ذلك أن تجد في هذه الملاهي في البلاد الإسلامية خاصة راقصات شبه عاريات يتراقصن أمام السكارى من الرجال. كما أن الخمر يحتسى بها كما يحتسى الماء. فيا للخذلان والضياع، وكيف وصل الحال لهذا بأمة الإسلام؟! لقد غبت سنوات في بلاد الكفر ورجعت متعطشة لبلاد الإسلام فاصطدمت بما رأيت وتفاجئت بما وصل إليه الحال. وقبل سفري لم يكن الحال بهذا السوء، ولا أدري ما حدث خلال هذه الفترة. أي كان فإنه شر حل على هذه الأمة، ربما من كثرة المعاصي ومشاهدة الأفلام الفاضحة وتعاطي المخدرات والتعليم المختلط وغيرها من الأمور التي استجدت هناك. وأي كان ما حدث فلابد للأمة من التوبة والرجوع قبل أن ينزل بها سخط الله. ورغم أن معظم المسلمين لا يشاركون في هذه المهازل، إلا أن مرورهم بتلك الملاهي دون فعل شيء لوقفها غير متوقع. فالأحرى بهم رفع الشكاوى للسلطات لإيقاف الملاهي الليلية وكل ما يجري فيها من الكبائر التي تجلب سخط الله. وربما ما حل بالشعوب الإسلامية من فقر وجوع وظلم وغيرها من المصائب جاءت نتيجة هذه المعاصي والسماح بها في بلاد المسلمين دون المحاولة لإيقافها. فأين جهات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ وأين خليفة المسلمين وفرسانه؟ وأين الغيورات على دينهم والحرائر من نساء المسلمين؟ أين. لماذا يغيب الإنسان ويرجع ليجد أن الأوضاع صارت أسوأ بمئات المرات؟! والله إنه لأمر محزن والله المستعان.
تنافس المحلات في اللافتات وأماكن البيع
ومن المذموم أن تجد أحياناً التنافس بين المحلات التجارية ومكاتب الدكاترة والمحامي وغيرها بتكبير العلامات والمزاحمة في أماكن البيع وإلحاق الأذى للبائعين الآخرين. وقد انتشر مقطع لرجل يرمي بضاعة بائعة مجاورة له. فهذا عمل ينافي الشرع ولا ينبغي أن يصدر من مسلم يؤمن بأن الرزق بيد الله يقسمه كيف يشاء. فلا داعي للأنانية. وليسعى كل منهم في رزقه دون أن يلحق الضرر والأذى بالآخرين.
تسكع الفتيات في الشوارع
تسكع الفتيات ظاهرة تكثر في بلاد الكفر ولكنها موجودة أيضاً في بلاد المسلمين الذين أصبحوا يقلدون الغرب في كثير من العادات. فتجد الفتاة واقفة في الطريق تنظر على هاتفها دون داعي. وكأنها تنتظر من يلتفت إليها ويتوقف ليتكلم معها وتعطيه رقمها. فالأولى بالمسلمة أن تصون نفسها من مثل تلك الأفعال التي لا تصدر من العفيفات. وليكن خروجها للشارع لضرورة ولا تجعله منتزه لها. فالشارع ملي بالأوساخ والأشياء التي يمكن أن تؤذيها حتى وإن لم ترغب بذلك. وكم من فتاة اختطفت من الشارع في وضح النهار وتم اغتصابها وربما قتلها أيضا. وإن أرادت التنزه فيمكنها أن تخرج مع أسرتها ووالديها أو زوجها حتى تكون أكثر أماناً. ولا ينبغي للمسلمة الخروج وحدها لاسيما في المساء حيث تكون عرضة للطامعين فيها. فالشارع ملي بالشباب المتسكع الذي ينتظر أي بنت ليعاكسها ويدنس كرامتها. وقد تفتن بهم فتقع في الحرام وتخرب حياتها. وقد أمر الله تعالى نساء النبي بالقرار في بيوتهن لأنه أحفظ لهن. وينبغي لنساء المسلمين الاقتداء بهن. قال تعالى: {(وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ)} [29]. وبنات العوائل المحافظة لا يخرجن للشارع دون حاجة ولا يتسكعن في الشوارع. فالبيت أحفظ لهن وأريح وأكثر دفء وحنان لهن. كما أن المسلمة لا ينبغي أن تخرج من بيتها دون إذن زوجها وذويها. على الأقل حتى يعلموا مكانها إن حدث لها مكروه أو غابت يستطيعوا مساعدتها ويعرفوا أين يجدوها. فكل تشريع شرعه الله لم يكن لعبث وكان فيه الخير الكثير والحفظ والصون لاسيما في باب النساء.
البصق على الطرقات
البصق على الطرقات من العادات السيئة التي تؤدي إلى نشر القاذورات في الشوارع، وتتسبب بالأذى للمارة. وربما تشجع على جذب الذباب ونشر الأمراض. وهي عادة ليست ضرورية ولا مستعجلة. فمن أراد أن يبصق يفضل له أن ينتظر حتى يدخل حمام أو مكان مخصص لذلك حتى لا يؤذي الناس بفعله ذلك. وهذا أمر ربما يراه البعض لا شيء ولكنه يؤذي الناس ولا ينبغي أن يفعله مسلم. ولا تجده في الدول المتحضرة عادة.
تصوير الناس
تصوير الناس فيه انتهاك لخصوصياتهم. وقد انتشرت هذه الظاهرة كثيرا. فأصبح الكل يحمل هاتفه ويصور دون استئذان ولا مراعاة لصغير أو كبير أو رجل أو امرأة. وهناك بعض العلماء حرم صور ذوات الأرواح الثابتة. ولم يجيزها إلا لضرورة. وليس هناك ضرورة لهذا التصوير. قال صلى الله عليه وسلم: «(إن أشد الناس عذابا عند الله يوم القيامة المصورون)» [30]. وقال بن باز رحمه الله: "التصوير لا يجوز، لا باليد ولا بغير اليد، التصوير كله منكر"[31].
انتشار المتسولين
من المنكرات أيضاً انتشار المتسولين في أركان الشوارع ومنعطفاتها. والتسول صفة ذميمة في الإسلام ولا تحل إلا في حالات. قال صلى الله عليه وسلم: « (إن المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة: رجل تحمل حمالة، فحلت له المسألة حتى يصيبها، ثم يمسك، ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله، فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش -أو قال: سدادا من عيش- ورجل أصابته فاقة حتى يقوم ثلاثة من ذوي الحجا من قومه: لقد أصابت فلانا فاقة، فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش -أو قال: سدادا من عيش- فما سواهن من المسألة -يا قبيصة- سحتا، يأكلها صاحبها سحتا)» [32]. ولا ينبغي أن يقوم بها من يقدر على العمل لأنها تريق ماء وجهه. وكثيرا ما يتعرض المتسول لتعنيف الناس وإذلالهم وربما أذاهم وطردهم. ومما يمكن أن يزيد الأمر سوءاً أن يستعمل المتسولون والمتسولات الأطفال في تسولهم. كمن يرسل أطفاله ليتسولوا، ومن تحمل طفلها في الشمس لتشحت به وهي لا تحتاج لذلك.
ملاحقة البائعين للناس
ملاحقة البائعين للسيارات والمارة من الناس والإلحاح الزائد أمر غير مرغوب، لاسيما أن المارة فيهم النساء وكبار السن والأطفال. ولا ينبغي أن يفعل ذلك لأن فيه ازعاج للناس. ومن يرغب بالشراء لا يحتاج لمن يلح عليه. ولو كان الإلحاح بسيط ربما لا ضرر فيه، ولكنه أحيانا يزيد لحد الأذى والانتهاك. ويصل الأمر في بعض الحالات لأن يضطر الإنسان لشراء السلعة التي لا يرغب بها فقط ليتخلص من ملاحقة البائعين. وتتأذى النساء من ذلك؛ لا سيما أن معظمهن متزوجات وأمينات على أموال أزواجهن. فملاحقتهن للشراء يضطرهن لشراء ما لا يلزم مما يعرضهن لتضيع المال وربما إنكار الأزواج لذلك الفعل.
تخريب الممتلكات العامة
تخريب الممتلكات العامة من الأمور المنكرة التي لوحظت في بعض الشوارع. ومن أمثلة ذلك كسر لمبات الشارع عادة من قبل أولاد متشردين، والرسم على حوائط الكباري والأسوار، وتكسير زجاج محطات المواقف، وتخريب الحدائق العامة، وقطع أسلاك الكهرباء، ورمي الزبالة في مصارف المياه وحواف الأنهار، وغيرها الكثير. وقد رصد هذا الفعل حتى من الشباب العادي من غير المتشردين. فما يكون قصدهم بذلك وما الفائدة التي سيجنونها؟ فهذا لا شك وأنه مرفوض، حيث صرفت أموال الدولة لإنشاء هذا المرافق ليستفيد منها الناس والمواطنين. وهذه الأموال معظمها أتت من الضرائب التي يدفعها الناس وفرضتها الحكومة عليهم. يعني في النهاية المواطن هو من دفع من ماله وساهم في إنشائها. ثم يأتي أناس بكل عدم اكتراث ويقوموا بتخريبها وتكسيرها لتشبع رغباتهم الشيطانية في أذى الغير وبكل استهتار وعدم احترام لحقوق الناس وحاجاتهم ويفسدون ما ليس لهم بحق. وقد نهانا ديننا عن ضرر الناس، وعن التعدي على حقوقهم حتى ولو كانت بسيطة.
بيع المواد الممنوعة كالمخدرات والكحول
من المنكرات التي توجد في بعض الشوارع بيع المواد الممنوعة كالخمور والمخدرات. وقد حرم الله الخمر بالكتاب والسنة والإجماع. وبائع الخمر ملعون، لأنه ينشر الشر والسموم التي تؤذي الناس. ولا يهتم سوى بالمال الذي يجمعه من ذلك غير مكترثاً بالأضرار الناتجة منها في صحة الناس أو ما يحدث لهم من جرائم وحوادث. قال تعالى: {(لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه)} [33].
اختطاف الأطفال
اختطاف الأطفال من الجرائم التي تحدث في الشوارع. ولذا على الآباء والأمهات الحرص على عدم ترك طفل صغير ليسير بمفرده في الشارع ولا حتى أمام البيت. ولو كان في الماضي في زمنهم أماناً فلم يعد الوضع كذلك اليوم في معظم أنحاء العالم. حيث كثرت الجريمة وأصبحت تجارة الأطفال والأعضاء البشرية تملأ أسواق الإنترنت المظلم وأصبح شرار الناس هم من يقودون العالم. وكل ذلك بإذن الله وحكمته. وما يحدث اليوم هو معجزة من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، الذي قال: {(لا تقوم الساعة، إلا على شرار الناس)} [34]. وهذا بالفعل ما نراه، حيث كلما مرت السنون وكلما اقتربنا من آخر الزمان كلما زاد شر الناس. حتى أضحى العالم اليوم مملوء بالجريمة والفاحشة والفجور، وقل الصالحين وأصبح الإنسان لا يأمن على أطفاله حتى من الجيران والمعارف. فليحفظ الأهل أبنائهم ولا يتركوهم بمفردهم في أي مكان خارج المنزل. وهذه الوصية لكل الآباء والأمهات، ولكن أخص بها الأمهات أكثر لأنهن هن الراعيات لهؤلاء الأطفال بينما الآباء في أعمالهم. فلا تهملن أطفالكن وتتركوهم لذئاب البشر. وعندما يحدث مكروه لهم من اغتصاب وقتل وخطف فستندمن على الإهمال ندما شديدا. فاحرصن واحرصن.
حقوق الطريق
للطريق حقوق ينبغي اتباعها. منها ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه: «(إياكم والجلوس على الطرقات، فقالوا: ما لنا بد، إنما هي مجالسنا نتحدث فيها، قال: فإذا أبيتم إلا المجالس، فأعطوا الطريق حقها، قالوا: وما حق الطريق؟ قال: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، وأمر بالمعروف، ونهي عن المنكر)» [35].
غض البصر
غض البصر من آداب الطريق التي حث عليها الإسلام. وهو يجلب راحة البال وغنى النفس واطمئنانها. كما أنه علامة على الحياء والعفة والأدب. ولو إلتزم به شباب المسلمين لأغناهم من اتباع الشهوات والوقوع في المعاصي والمحرمات، وعلى رأسها الزنا والاغتصاب والإنحلال الخلقي. قال تعالى: ( {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)} [36]. وهو أمر رباني للرجال والنساء معاً. وفيه وقاية من الوقوع في العشق الحرام الذي يجلب الحزن والضيق. فهو من أكبر الفتن وأشد البلايا التي يمكن أن تصيب المرء وتجره لضياع دينه وورعه.
كف الأذى
كف الأذى عن المارة في الشوارع من حقوق الطريق. وقد حرم الإسلام أذى المسلمين عموماً في الطرقات وغيرها. قال صلى الله عليه وسلم: «(لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا. المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره. التقوى هاهنا. ويشير إلى صدره ثلاث مرات. بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم. كل المسلم على المسلم حرام؛ دمه، وماله، وعرضه)» [37].
رد السلام
رد الإسلام من حقوق الطريق. والابتداء بالسلام سنة والرد عليه واجب، سواء في الطريق أو غيرها. قال تعالى: «(وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا)» [38]. وقال بن باز رحمه الله: "فالتحية بالأحسن أفضل، والرد واجب"[39].
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من حقوق الطريق. وهو فرض كفاية على الأمة، إن قام به البعض سقط عن الباقين. قال تعالى: {(وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)} [40]. وفيه أجر الصدقة. قال صلى الله عليه وسلم: (يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى)[41].
آداب ومندوبات الطريق
إلقاء السلام
إلقاء السلام من آداب ومندوبات الطريق. وللسلام فوائد كثيرة دنيوية وأخروية. فبه تطيب النفوس وتحصل الأجور وتنشر المحبة والسرور والوئام بين الناس. قال صلى الله عليه وسلم: «(لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم)» [42]. وقال تعالى: {(فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً)} [43]. والسلام من مجلبات البركة. قال صلى الله عليه وسلم: « (يا بني إذا دخلت على أهلك فسلم، يكن بركة عليك، وعلى أهل بيتك)[44]. وهو سبب لمغفرة الذنوب. قال صلى الله عليه وسلم: (إن المؤمن إذا لقي المؤمن فسلم عليه وأخذ بيده فصافحة تناثرت خطاياهما كما يتناثر ورق الشجر)» [45].
إماطة الأذى عن الطريق
إماطة الأذى عن الطريق من آداب الطريق وشعبة من شعب الإيمان. قال صلى الله عليه وسلم: «(الإيمان بضع وسبعون، أو بضع وستون، شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان)» [46]. وهو يزيل الأذى ويساهم في تنظيف الشوارع وإصحاح البيئة. كما أنه يسعد الناس بحسن المنظر العام للمدينة والشوارع.
تعمير الشوارع
تعمير الشوارع من أهم ما يجب أن تعتني به الدولة. وهو بداية العمران؛ إذ قبل تشييدها يصعب عمل أي شيء أو بناء دولة. وعن طريقها يتم نقل المواد الغذائية والمواد الخام ومواد البناء والتعمير. فهي بمثابة الشريان للمدينة، ودونها لا يوجد دم ولا طاقة ولا حياة. وحولها تجد بداية التعمير وبناء المنازل والمكاتب والمحلات التجارية والطبية والمرافق العامة. ولذا ينبغي أن يكون تعميرها من أولى الخطوات التي يجب أن تبدأ به أي حكومة. ولابد من رصد الميزانية الكافية لذلك.
بنائها ورصفها
رصف الشوارع عملية مهمة لتمكين السيارات من التنقل عبرها والإستفادة منها. والشوارع الغير معبدة تصعب القيادة فيها وتؤدي أحياناً إلى إنهاك السيارات التي تسير فيها. ولذا ينبغي رصفها وتشييدها فبمواد جيدة.
تخطيط الطرق والكباري
ولابد من تخطيط الطرق والكباري بواسطة خبراء في الهندسة المدنية والمعمارية. وإنشاء الكباري والطرق السريعة من أنواع التطوير الجيد الذي يؤدي إلى نماء الدولة وسرعة الحركة فيها.
نظافتها
نظافة الشوارع من أولى الخطوات لتعميرها وتطويرها. والشوارع القذرة لا يمكن أن تتطور. فلابد من نظافتها بشكل منتظم، كأن تمر عربات النظافة مرة اسبوعياً. ولابد للدولة من تخصيص ميزانية لذلك، لشراء عربات النظافة والمعدات اللازمة لذلك ودفع مرتبات عاملي النظافة. ولقد حث الإسلام على النظافة، وإماطة الأذى عن الطريق.
تشجيرها
الأشجار من أجمل ما يزين الطرقات ويضفي عليها البهجة والجمال. والأشجار تجلب الظل والثمار والخير والبركة. وزراعتها فيه أجر. قال صلى الله عليه وسلم: «(ما من مسلم يغرس غرسا، أو يزرع زرعا، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة؛ إلا كان له به صدقة)» [47].
تشييد البنية التحتية
لابد من تشييد البنية التحتية للشوارع عند بداية بنائها. فبعض الشوارع لا يعمل لها أساس تحتي ويكتفي العمال فقط بعمل طبقة الأسفلت على سطحها، مما يجعلها تتشقق وتتكسر في سنوات قليلة. بينما الشوارع التي يعمل لها أساس تحتي من الطبقات التي يتبع الخبراء بنائها تكون أكثر نومة وجودة وتسهل القيادة عليها. كما أنها تدوم لسنوات طويلة.
عمل مصارف للمياه
ينبغي للدولة تنظيم إنشاء مصارف للمياه في الشوارع، حتى تتفرق المياه أيام الأمطار. فذلك يساعد على تفادي السيول الخطيرة التي قد تتسبب في فقد العشرات أو المئات من الأرواح. وكم من أناس ماتوا في الفيضانات داخل سياراتهم أو في الطرق من جراء السيول الجارفة السريعة. كما أنها تتسبب في الكثير من الخسائر المادية من جراء تكسر المنشآت وجرف العربات والمحلات والبضائع والمطاعم واللافتات. وقد يصل الأمر إلى انهيار مباني بأكملها. فيتكبد المواطنين والدولة خسائر طائلة يحتاج إصلاحها وقت طويل ومال كثير وجهد جهيد. وبما أن المواطنين يدفعون الضرائب فينبغي للدولة استغلال تلك الأموال في تعمير البلاد وعدم إسرافها في الملاهي وما لا ينفع أو سرقتها من قبل موظفي الدولة والمسؤولين.
إنارة الشوارع
الإنارة هامة للشوارع لتفادي الحوادث الخطيرة في ظلام المساء وحينما ينزل الليل. كما أنها تضفي جمال عليها وتنير للناس الطرق وتساعد على الحفاظ على الأمن والسلام في الطرق لاسيما الدخيلة بين المباني. وهى ضرورة لابد منها في الشوارع الكبيرة الرئيسية حيث من دونها تكثر الحوادث المريعة ويموت الكثير فيها دون دليل عمن الجاني أو الغلطان ومن الضحية.
تزيينها
تزيين الشوارع رغم أنه ليس له ضرورة قصوى، ولكنه يضفي جمالا وبهاءً عليها. ويجذب الناس والسياح للبلد، ويساهم في تقدمها والزيادة من عمران وتطور البلاد.
تشييد المرافق العامة
تشييد المرافق العامة أمر ضروري للحكومة لتساهم في خدمة المواطنين والمقيمين لتستطيع ان تقدم لهم ما يحتاجونه من خدمات تلزمهم لإدارة أمور حياتهم وتخليص معاملاتهم وطلباتهم وأوراقهم الرسمية. فهو أساس لكل دولة. ورغم أنها ليست جزء من الشوارع، ولكنها مما يوجد فيها ويلزم الدولة.
تشييد المنتزهات
من المكملات للطرقات أيضاً إنشاء المنتزهات الترفيهية للناس بواسطة الدولة. ويفضل جعل الدخول إليها مجاناً حتى تساعد على الترفيه على الناس واسترخاء أعصابهم وبالتالي تقليل معدل الجرائم والمشادات بين الناس بطريق غير مباشر وتساهم في اسعاد الناس ورضاهم عن الحكومة. كما أنها تساعد على إضفاء لمسة جمالية وترفيهية على المدينة وجذب الناس والسياح إليها.
عمل المراحيض في الأماكن العامة
إنشاء المراحيض في الأماكن العامة أمر مهم في المدن المتحضرة. وذلك لتلافي مشكلة تبول الناس وتبرزهم في الطرقات وعلى أطراف الأماكن العامة. وهي ظاهرة مقززة وتتدنى من مستوى المدينة وتجلب الأمراض والقاذورات والروائح النتنة.
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- تم تخريج الأحاديث بالموسوعة الحديثية بموقع الدرر السنية.
- فتاوى بن باز بالموقع الرسمي له.
[1] مسلم 35.
[1] يونس 14.
[2] الحجرات 11.
[3] صححه الزرقاني في مختصر المقاصد (943). وأخرجه السراج في (حديثه) (67)، والبغوي في (شرح السنة) (3518) مطولا.
[4] أورده الحاكم في المستدرك على الصحيحين (29)، خلاصة حكم المحدث: صحيح على شرط الشيخين.
[5] حسنه الألباني في صحيح أبي داود (4905). وأخرجه البيهقي في (شعب الإيمان) (5162) واللفظ لهما، والبزار (4084) باختلاف يسير.
[6] التوبة 108.
[7] مسلم 223.
[8] أخرجه البخاري (6927)، ومسلم (2165).
[9] صححه شعيب الأرناؤوط في تخريج المسند لشعيب (11/529).
[10] مسلم 2589.
[11] الحجرات 12.
[12] البخاري 6066.
[13] النور 30.
[14] أخرجه البخاري (10)، ومسلم (40) مختصرا.
[15] المائدة 32.
[16] النساء 93.
[17] النساء 29-30.
[18] أخرجه البخاري (5778)، ومسلم (109).
[19] الأحزاب 59.
[20] الاسراء 32.
[21] البخاري (6782).
[22] ذكره ابن حجر العسقلاني في التلخيص الحبير (4/1292)، وقال أصله في الصحيحين.
[23] صححه ابن رجب في جامع العلوم والحكم (2/211).
[24] أخرجه البخاري (6064) مختصرا، ومسلم (2564).
[25] النساء 92.
[26] النساء 93.
[27] صححه الشوكاني في السيل الجرار (1/369).
[28] المطففين 34.
[29] الأحزاب 33.
[30] أخرجه مسلم (2109)، والبخاري (5950).
[31] الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ بن باز، حكم التصوير الفوتوغرافي.
[32] مسلم 1044.
[33] أخرجه أبو داود (3674)، وابن ماجه (3380)، وأحمد (4787) باختلاف يسير.
[34] مسلم 2949.
[35] البخاري 2465.
[36] النور 30.
[37] أخرجه البخاري (6064) مختصرا، ومسلم (2564).
[38] النساء 86.
[39] ما حكم رد السلام؟ الموقع الرسمي لبن باز.
[40] آل عمران 104.
[41] مسلم 720.
[42] مسلم 54.
[43] النور 61.
[44] أورده الألباني في الكلم الطيب وقال: حسن صحيح. أخرجه الترمذي (589)، وأبو يعلى (3624)، والطبراني في (المعجم الأوسط) (5991) مطولا.
[45] ذكره الألباني في صحيح الترغيب (2720)، وقال صحيح لغيره.
[46] مسلم 35.
[47] أخرجه البخاري (2320)، ومسلم (1553).
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|