الموسوعة التاريخية
علوي عبد القادر السقاف
المجلد الثانى
صـــ 11 الى صــ 20
(97)
هارون الرشيد يكتب كتابا يوصي فيه لابنه الأمين بالبيعة ومن بعده لابنه المأمون ويعلق الكتاب في جوف الكعبة.
العام الهجري: 175العام الميلادي: 791
تفاصيل الحدث:
أخذ الرشيد بولاية العهد من بعده لولده محمد بن زبيدة وسماه الأمين، وعمره إذ ذاك خمس سنين وقد كان الرشيد يتوسم النجابة والرجاحة في عبد الله المأمون، ويقول: والله إن فيه حزم المنصور، ونسك المهدي، وعزة نفس الهادي ولو شئت أن أقول الرابعة مني لقلت، وإني لأقدم محمد بن زبيدة وإني لأعلم أنه متبع هواه ولكن لا أستطيع غير ذلك، ثم لما حج علق هذا الكتاب في جوف الكعبة كنوع من التثبيت لهذا العهد فلا يستجرئ أحد على نقضه.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
تغلب هشام بن عبدالرحمن على أخويه وغزواته في الأندلس.
العام الهجري: 175العام الميلادي: 791
تفاصيل الحدث:
لما استلم هشام الخلافة بعهد أبيه إليه طمع أخواه فيها بعد مدة فحاول سليمان ذلك ودعا لنفسه وبويع في بعض المناطق ثم فعل أخوه الآخر عبدالله كذلك فانتدب لهما هشام وغلبهما فلما فرغ هشام من أخويه سليمان وعبد الله، وأجلاهما عن الأندلس، خلا سره منهما فانتدب لمطروح بن سليمان بن يقظان، فسير إليه جيشا كثيفا وجعل عليهم أبا عثمان عبيد الله بن عثمان، فساروا إلى مطروح، وهو بسرقسطة، فحصروه بها فلم يظفروا به، فرجع أبو عثمان عنه، ونزل بحصن طرسونة، بالقرب من سرقسطة، وبث سراياه على أهل سرقسطة يغيرون ويمنعون عنهم الميرة ثم غدر بمطروح بعض أصحابه وقتلوه ودانوا لهشام فقبل منهم ثم إن أبا عثمان لما فرغ من مطروح أخذ الجيش، وسار بهم إلى بلاد الفرنج، فقصد ألية، والقلاع، فلقيه العدو، فظفر بهم، وقتل منهم خلقا كثيرا وفتح الله عليه. وفيها سير هشام أيضا يوسف بن بخت في جيش إلى جليقية، فلقي ملكهم وهو برمند الكبير، فاقتتلوا قتالا شديدا وانهزمت الجلالقة، وقتل منهم عالم كثير.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
وفاة الليث بن سعد.
العام الهجري: 175الشهر القمري: شعبانالعام الميلادي: 791
تفاصيل الحدث:
إمام أهل مصر في عصره حديثا وفقها ولغة، حتى قال الشافعي: الليث أفقه من مالك، أصله من أصبهان ولد في مصر ونشأ فيها، أراده المنصور على القضاء فأبى، كان متولي مصر وقاضيها وناظرها، من تحت أوامره، ويرجعون إلى رأيه، ومشورته، وولي بعض الولايات، توفي في القاهرة في شعبان ليلة الجمعة وقيل غير ذلك.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
ثورة (يحيى بن عبدالله) من ذرية الحسن بن علي في بلاد الديلم.
العام الهجري: 176العام الميلادي: 792
تفاصيل الحدث:
هو يحيى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب وكان يحيى ممن نجا يوم فخ بمكة عام 169 هـ فهرب إلى اليمن ثم لمصر ثم بغداد ثم نزل ببلاد الديلم، واتبعه خلق كثير وجم غفير، وقويت شوكته، وارتحل إليه الناس من الكور والأمصار، فانزعج لذلك الرشيد وقلق من أمره، فندب إليه الفضل بن يحيى بن خالد بن برمك فسار الفضل إليه وكاتبه بأنه سيسعى له بالأمان إن هو خرج مطيعا وأغرى صاحب الديلم أن يعطيه ألف ألف درهم إن هو سعى إلى إخرج يحيى للصلح فطلب يحيى أن يكتب له الرشيد بخط يده الأمان فلما وصل الخبر للرشيد سر بذلك وكتب له الأمان وأشهد عليه القضاة والفقهاء ومشيخة بني هاشم وبعثه ومعه الهدايا والأموال ثم جاء يحيى ودخل بغداد بهذا الأمان وأكرمه الرشيد ثم لم يلبث الرشيد فتنكر ليحيى مرة أخرى فحبسه في سرداب حتى مات عام 180 هـ وقد كثرت الروايات في سبب موته قيل جوعه حتى مات وقيل عذب وقيل بل مات دون دافع وقيل غير ذلك كثير والله أعلم ورحمه الله تعالى.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
فتنة عظيمة بالشام بين النزارية (القيسية) واليمانية.
العام الهجري: 176العام الميلادي: 792
تفاصيل الحدث:
هاجت الفتنة بدمشق بين المضرية واليمانية، وكان رأس المضرية أبوالهيذام، واسمه عامر بن عمارة بن خريم أحد الفرسان المشهورين وكان سبب الفتنة أن عاملا للرشيد بسجستان قتل أخا لأبي الهيذام، فخرج أبو الهيذام بالشام، وجمع جمعا عظيما فرثى أخاه بأبيات ثم إن الرشيد احتال عليه بأخ له كتب إليه فأرغبه، ثم شد عليه فكتفه، وأتى به الرشيد فمن عليه وأطلقه وقيل: كان أول ما هاجت الفتنة في الشام أن رجلا من بني القين تضارب مع رجل من لخم أو جذام فقتل رجل من اليمانية، وطلبوا بدمه، فاجتمعوا لذلك وكان على دمشق حينئذ عبد الصمد بن علي، فلما خاف الناس أن يتفاقم ذلك اجتمع أهل الفضل والرؤساء ليصلحوا بينهم، فأتوا بني القين فكلموهم، فأجابوهم إلى ما طلبوا فأتوا اليمانية فكلموهم، فقالوا: انصرفوا عنا حتى ننظر؛ ثم ساروا فبيتوا بني القين، فقتلوا منهم ستمائة، وقيل ثلاثمائة، فاستنجدت القين قضاعة وسليحا فلم ينجدوهم، فاستنجدت قيسا فأجابوهم، وساروا معهم إلى الصواليك من أرض البلقاء، فقتلوا من اليمانية ثمانمائة، وكثر القتال بينهم فالتقوا مرات. وعزل عبد الصمد عن دمشق، واستعمل عليها إبراهيم بن صالح بن علي، فدام ذلك الشر بينهم نحو سنتين، والتقوا بالبثنية، فقتل من اليمانية نحو ثمانمائة، فأعادوا أيام الجاهلية وقد هدم سور دمشق حين ثارت الفتنة خوفا من أن يتغلب عليها أبو الهيذام المزي رأس القيسية فلما تفاقم الأمر بعث الرشيد من جهته موسى بن يحيى بن خالد ومعه جماعة من القواد ورؤوس الكتاب، فأصلحوا بين الناس وهدأت الفتنة واستقام أمر الرعية، وحملوا جماعات من رؤوس الفتنة إلى الرشيد فرد أمرهم إلى يحيى بن خالد فعفا عنهم وأطلقهم.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
ظهور الإباضية في عمان.
العام الهجري: 176العام الميلادي: 792
تفاصيل الحدث:
استطاع أحد زعمائهم وهو عبد الله بن يحيى، المشهور بطالب الحق، الاستيلاء على حضرموت سنة 129هـ، في السنوات الأخيرة لحكم بني أمية، بمساعدة الإباضية في البصرة، ثم استولى على صنعاء، وامتد نفوذهم إلى بعض مناطق الحجاز بعد انتصارات على الجيوش الأموية، تبعها هزائم وانكسارات. وقد ظل للإباضية نفوذ وانتشار في حضرموت حتى استيلاء الصليحي عليها سنة 455هـ. وأدت بعض العوامل إلى أن يؤسس الإباضيون إمارة لهم في عمان منها انتماء عدد من أبناء قبيلة الأزد أكبر قبائل عمان إلى الإباضية، ورغبة العمانيين المستمرة في الاستقلال عن السلطة المركزية المتمثلة بالدولة الأموية ثم العباسية، إضافة إلى طبيعة عمان الجغرافية وموقعها الاستراتيجي مما ساعدها على تنمية مواردها الاقتصادية، وبالتالي الوقوف ضد أي خطر دون خوف من حصار اقتصادي محتمل كما كان يحدث في الحجاز مثلا. ومنذ سنة 177هـ استطاع الإباضيون تأسيس الإمامة في عمان، وما زال مذهبهم سائدا هناك إلى اليوم.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
هشام بن عبدالرحمن الداخل يهاجم جنوب فرنسا.
العام الهجري: 177العام الميلادي: 793
تفاصيل الحدث:
في هذه السنة أرسل هشام بن عبدالرحمن الداخل بالصائفة جيشا كثيفا واستعمل عليهم وزيره عبدالملك بن عبدالواحد بن مغيث، فبلغ ألبة والقلاع وأثخن في نواحيها ثم بعثه في العساكر فوصلوا إلى أربونة وجرندة، وكان البدء بجرندة، وكان بها حامية الفرنج، فقتل رجالها وهدم أسوارها بالمجانيق وأبراجها وأشرف على فتحها فرحل عنها إلى أربونة ففعل بها مثل ذلك، وأوغل في بلادهم ووطىء أرض برطانية فاستباح حريمها وقتل مقاتلتها، وجاس البلاد شهرا يحرق الحصون ويسبي ويغنم، وقد أجفل العدو من بين يديه هاربا، وأوغل في بلادهم ورجع سالما ومعه من الغنائم ما لا يعلمه إلا الله تعالى. وهي من أشهر مغازي المسلمين بالأندلس. حيث بلغ فيه خمس السبي إلى خمسة وأربعين ألفا من الذهب العين، وكان قد استمد الطاغية بالبشكنس وجيرانه من الملوك فهزمهم عبدالملك ثم بعث بالعساكر مع عبد الكريم بن عبد الواحد إلى بلاد جليقة فأثخنوا في بلاد العدو وغنموا ورجعوا
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
فتنة العطاف في الموصل.
العام الهجري: 177العام الميلادي: 793
تفاصيل الحدث:
خالف العطاف بن سفيان الأزدي على الرشيد، وكان من فرسان أهل الموصل، واجتمع عليه أربعة آلاف رجل، وجبي الخراج، وكان عامل الرشيد على الموصل محمد بن العباس الهاشمي، وقيل عبد الملك بن صالح، والعطاف غالب على الأمر كله، وهو يجبي الخراج، وأقام على هذا سنتين، حتى خرج الرشيد إلى الموصل فهدم سورها بسببه.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
اغتيال إدريس بن عبدالله مؤسس دولة الأدارسة بالمغرب.
العام الهجري: 177الشهر القمري: ربيع الثانيالعام الميلادي: 793
تفاصيل الحدث:
لما قدم إدريس بن عبدالله المغرب سنة 172هـ نزل على إسحاق بن عبد الحميد، فقدمه قبائل البربر وأطاعوه وبلغ خبره هارون الرشيد، فدس إليه من سمه. وكان المدسوس إليه رجل يقال له الشماخ فسمه وهرب إلى المشرق. ومات إدريس في سنة 175هـ، فقام بأمر البربر مولاه راشد. وترك إدريس جارية بربرية اسمها كنزة؛ فولدت له غلاما سمي باسم أبيه فولي إدريس بن إدريس سنة 187هـ وهو ابن أحد عشرة سنة؛ وقيل: أكثر من ذلك، والله أعلم.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
نهاية دولة المهالبة في أفريقيا والتي دامت 23 سنة بقتل الثائرين للفضل بن روح المهلبي.
العام الهجري: 178العام الميلادي: 794
تفاصيل الحدث:
استعمل الرشيد على إفريقية الفضل بن روح بن حاتم المهلبي بعد موت روح والده فاستعمل على مدينة تونس ابن أخيه المغيرة بن بشر بن روح، فاستخف بالجند. وكان الفضل أيضا قد أوحشهم، وأساء السيرة معهم، بسبب ميلهم إلى نصر بن حبيب الوالي قبله، فاجتمع من بتونس، وكتبوا إلى الفضل يستعفون من ابن أخيه، فلم يجبهم عن كتابهم، فاجتمعوا على ترك طاعته فبايعوا عبدالله بن الجارود وأخرجوا المغيرة ثم استشرى الأمر في أفريقيا ففسد الجند على الفضل فسير إليهم الفضل عسكرا كثيرا فخرجوا إليه، فقاتلوه، فانهزم عسكره وعاد إلى القيروان منهزما وتبعهم أصحاب ابن الجارود، فحاصروا القيروان ودخل ابن الجارود وعسكره في جمادي الآخرة وأخرج الفضل من القيروان، ووكل به وبمن معه من أهله أن يوصلهم إلى قابس، ثم ردهم ابن الجارود، وقتل الفضل بن روح بن حاتم ثم إن الرشيد بلغه ما صنع ابن الجارود، وإفساده إفريقية، فوجه هرثمة بن أعين ومعه يحيى بن موسى فكاتب يحيى عبدالله بن الجارود ثم دخل في الطاعة بعد أن طلب الأمان فأمنه.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا