
08-02-2025, 02:25 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 164,320
الدولة :
|
|
رد: منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله

منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية
أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي
المجلد الثالث
الحلقة (221)
صـ 393 إلى صـ 400
الله عليه وسلم - قال: "«من رأى من أميره شيئا يكرهه [1] فليصبر عليه، فإنه [2] من فارق الجماعة شبرا فمات إلا مات [3] ميتة جاهلية»" . [4] وفي لفظ: "«فإنه من خرج [5] من السلطان شبرا فمات مات ميتة [6] جاهلية»" . واللفظ للبخاري [7] وقد تقدم قوله - صلى الله عليه وسلم - [8] [لما ذكر] [9] أنهم «لا يهتدون بهديه ولا يستنون بسنته. قال حذيفة: كيف أصنع [10] يا رسول الله، إن أدركت ذلك؟ قال: "تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع»" . [11] فهذا أمر بالطاعة مع ظلم الأمير.
(1) أ، ب: ينكره.
(2) ن، م، و: فإن.
(3) أ، ب: فمات مات.
(4) مضى هذا الحديث من قبل 1/113 وعلقت عليه هناك.
(5) أ، ب: من خرج ; ن: فإنه من يخرج ; م: فمن خرج.
(6) ن، م: شبرا مات ميتة ; و: شبرا فمات ميتة.
(7) مضى الحديث بهذه الرواية فيما سبق، 1/113
(8) صلى الله عليه وسلم: زيادة في (أ) ، (ب) .
(9) لما ذكر: ساقطة من (ن) ، (م) .
(10) و: نصنع.
(11) الحديث عن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - في: مسلم 3/1476 (كتاب الإمارة، باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين) ، ولفظه: قال حذيفة بن اليمان: قلت: يا رسول الله، إنا كنا بشر، فجاء الله بخير، فنحن فيه، فهل من وراء هذا الخير شر؟ قال: نعم. قلت: هل وراء ذلك الشر خير؟ قال: نعم. قلت: فهل وراء ذلك الخير شر؟ قال: نعم. قلت: كيف؟ قال: يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي، ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس. قال: قلت: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك؟ قال: تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك، فاسمع وأطع. وجاء حديث آخر عن حذيفة - رضي الله عنه - في: سنن أبي داود 4/135 - 136 (كتاب الفتن، باب ذكر الفتن ودلائلها) ، قريب في معناه من هذا الحديث وإن زاد عليه بعبارات أخرى، وفيه: إن كان لله خليفة في الأرض فضرب ظهرك وأخذ مالك فأطعه، وإلا فمت وأنت عاض بجذل شجرة. . . الحديث.
=========================
وتقدم قوله - صلى الله عليه وسلم - [1] "«من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله، ولا ينزعن يدا عن طاعة»" . [2] وهذا نهي عن الخروج عن السلطان وإن عصى.
وتقدم حديث عبادة: «بايعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله» ، قال [3] : «إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان» "وفي رواية: «وأن نقول - أو نقوم - بالحق حيث ما كنا، لا نخاف في الله لومة لائم» [4]" . فهذا
(1) صلى الله عليه وسلم: زيادة في (أ) ، (ب) .
(2) مضى هذا الحديث من قبل 1/116، وأوله: خيار أئمتكم الذين تحبونهم.
(3) قال: ساقطة من (ن) ، (م) ، (و) .
(4)
==================== مضى هذا الحديث من قبل 1/118، وجاءت فيه الرواية الثانية، وأما الرواية التي فيها: إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان. فهي عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - في البخاري 9/47 (كتاب الفتن، باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم: سترون بعدي أمورا تنكرونها) ، مسلم 3/1470 - 1471 (كتاب الإمارة، باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية) ، المسند (ط. الحلبي) 5/314
أمر [1] بالطاعة مع استئثار ولي الأمر، وذلك ظلم منه، ونهي عن منازعة الأمر أهله، وذلك نهي عن الخروج عليه ; لأن أهله هم أولو الأمر الذين أمر بطاعتهم، وهم الذين لهم سلطان يأمرون به، وليس [2] المراد من يستحق أن يولى [3] ولا سلطان له، ولا المتولي العادل [4] ; لأنه [5] قد ذكر أنهم يستأثرون، فدل على أنه نهي [6] عن منازعة ولي الأمر وإن كان مستأثرا، وهذا باب واسع.
الوجه الرابع: أنا إذا قدرنا أنه يشترط العدل في كل متول [7] فلا يطاع إلا من كان ذا عدل، لا من كان ظالما. فمعلوم أن اشتراط العدل في الولاة ليس بأعظم [8] من اشتراطه في الشهود [9] فإن الشاهد قد [10] يخبر بما لا [11] يعلم، فإن لم يكن ذا عدل لم يعرف صدقه فيما أخبر به، وأما ولي الأمر فهو يأمر بأمر [12] يعلم حكمه من غيره، فيعلم هل هو طاعة لله أو معصية.
(1) ن، م، و: فقد أمر.
(2) ن، و: به ليس.
(3) ن، م: يتولى.
(4) ن، م، و: العدل.
(5) أ، ب: فإنه.
(6) و: أنه قد نهى.
(7) و: في المتولى.
(8) أ، ب، و: ليس أعظم.
(9) ن، م، و: في الشهداء.
(10) قد: زيادة في (أ) ، (ب) .
(11) لا: ساقطة من (ن) ، (م) .
(12) ن، م، و: بعمل.
=========================
ولهذا قال تعالى: {إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا} [سورة الحجرات: 6] فأمر بالتبين [1] إذا جاء الفاسق بنبأ. ومعلوم أن الظلم لا يمنع من فعل الطاعة ولا من الأمر بها.
وهذا مما يوافق عليه الإمامية، فإنهم لا يقولون بتخليد أهل الكبائر في النار [2] فالفسق عندهم لا يحبط الحسنات [كلها] [3] (* بخلاف من خالف في ذلك من الزيدية والمعتزلة والخوارج، الذين يقولون: إن الفسق يحبط الحسنات كلها *) [4] ، ولو حبطت حسناته كلها [5] لحبط إيمانه، ولو حبط إيمانه لكان [6] كافرا مرتدا فوجب [7] قتله.
ونصوص الكتاب والسنة والإجماع [8] تدل على أن الزاني والسارق والقاذف لا يقتل بل يقام عليه الحد، فدل على أنه ليس بمرتد.
وكذلك قوله تعالى: {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما} الأية [سورة الحجرات: 9] يدل [9] على وجود الإيمان والأخوة مع الاقتتال والبغي.
(1) بالتبين: كذا في (ب) فقط، وفي سائر النسخ بالتبيين.
(2) في النار: ساقطة من (ن) ، (م) ، (و) .
(3) كلها: ساقطة من (ن) فقط.
(4) ما بين النجمتين ساقط من (م) .
(5) ن، م: ولو حبطت الحسنات كلها، و: ولو حبط الحسنات كلها.
(6) ن، م: كان.
(7) أ، ب: فيجب.
(8) والإجماع: ساقطة من (م) ، (و) .
(9) ن، م: فدل.
================
وقد ثبت في الحديث [1] الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "«من كانت [2] عنده لأخيه مظلمة من عرض [3] أو شيء فليتحلله منه [4] اليوم قبل أن لا يكون درهم ولا دينار، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فطرحت عليه ثم ألقي في النار»" . أخرجاه في الصحيحين. [5] . فثبت أن الظالم يكون له حسنات فيستوفي [6] المظلوم منها حقه.
وكذلك ثبت في الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه [7] قال: "«ما تعدون المفلس فيكم؟" قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا دينار. قال: "المفلس من يأتي يوم القيامة وله حسنات أمثال [8] الجبال وقد شتم هذا، وأخذ مال هذا، وسفك دم هذا، وقذف هذا، وضرب هذا [9] ، فيعطى [10] هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإذا فنيت"
(1) الحديث: زيادة في (أ) ، (ب) .
(2) و، م: كان.
(3) ن، م، و: عرضه.
(4) م: فليحل منه، أ، ب، ن: فليتحلل منه.
(5) الحديث مع اختلاف في الألفاظ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - في: البخاري 3/129 - 130 (كتاب المظالم والغصب، باب من كانت له مظلمة عند الرجل فحللها له) ، 9/111 (كتاب الرقاق، باب القصاص يوم القيامة) ، سنن الترمذي 4/37 (كتاب صفة القيامة، باب ما جاء في شأن الحساب والقصاص) ، المسند (ط. الحلبي) 2/435، 506.
(6) ن، م: يستوفي، أ، ب: ليستوفي.
(7) أنه: زيادة في (و) .
(8) أ، ب: مثل.
(9) م فقط: وسرق هذا.
(10) أ، ب: فقبض.
===============
حسناته قبل أن يقضى [1] ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار» ". رواه مسلم. [2]"
وقد قال تعالى: {إن الحسنات يذهبن السيئات} [سورة هود: 114] ، (* فدل ذلك على أنه في حال إساءته يفعل حسنات تمحو إساءاته [3] وإلا لو كانت السيئات قد زالت قبل ذلك بتوبة ونحوها [4] لم تكن الحسنات قد أذهبتها، وليس هذا موضع بسط ذلك.
والمقصود [هنا [5] ] *) [6] : أن الله جعل الفسق مانعا من قبول النبأ [7] والفسق ليس مانعا من فعل كل حسنة. وإذا كان كذلك وقد ثبت بالكتاب والسنة والإجماع: أنه لا يستشهد إلا ذوو العدل، ثم يكفي في ذلك الظاهر، فإذا اشترط العدل في الولاية، فلأن يكفي في ذلك الظاهر أولى.
فعلم أنه لا يشترط في الولاية من العلم والعدالة أكثر مما يشترط في
(1) ن، و: تقضى.
(2) الحديث عن أبي هريرة - رضي الله عنه - في مسلم 4/1997 (كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الظلم) ، سنن الترمذي 4/36 (كتاب صفة القيامة، باب ما جاء في شأن الحساب والقصاص) ، المسند (ط. المعارف) 15 179، 16 176، 17 27 - 28.
(3) أ، ب: الحسنات تمحو سيئاته.
(4) أ، ب: أو نحوها.
(5) هنا: زيادة في (أ) ، (ب) .
(6) ما بين النجمتين ساقط من (م) .
(7) ن: النباء، والمقصود هنا الإشارة إلى قوله تعالى: (إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا) ففسق المخبر يمنع من قبول خبره.
=================
الشهادة [1] يبين ذلك [2] أن الإمامية [3] وجميع الناس يجوزون أن يكون نواب الإمام غير معصومين، وأن لا يكون الإمام عالما بعصمتهم، بدليل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد ولى الوليد بن عقبة بن أبي معيط ثم أخبره بمحاربة الذين أرسله إليهم [4] فأنزل الله تعالى [5] {ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين} [سورة الحجرات: 6] [6] وعلي - رضي الله عنه - [7] كان كثير من نوابه يخونه [8] ، وفيهم من هرب عنه، وله مع نوابه سير معلومة. فعلم أنه ليس في كون الإمام معصوما ما يمنع اعتبار الظاهر ووجود مثل هذه المفاسد، وأن اشتراط العصمة في الأئمة شرط ليس بمقدور ولا مأمور، ولم يحصل به [9] منفعة، لا في الدين ولا في الدنيا.
(1) ن، م: في العدالة الشهادة، وهو خطأ.
(2) أ: لو صح ذلك، ب: يوضح ذلك.
(3) ن، م: الإمامة، وهو تحريف.
(4) أ، ب: أرسل إليهم.
(5) و: فأنزل فيه، أ، ب: فأنزل الله عز وجل.
(6) انظر خبر الوليد بن عقبة بن أبي معيط وتفسير الآية: تفسير الطبري (ط. بولاق) ، 26/78 - 79؛ تفسير ابن كثير (ط. الشعب) 7/350 - 352؛ المسند (ط. الحلبي) 4/279، والحديث عن الحارث بن ضرار الخزاعي - رضي الله عنه -، سيرة ابن هشام 3/308 - 309
(7) ن، م: وعلي عليه السلام.
(8) م: يخونونه.
(9) به: ساقطة من (أ) ، (ب) .
=================
مثل كثير من النساك الذين يشترطون في الشيخ أن يعلم أمورا لا يكاد يعلمها أحد من البشر، فيصفون الشيخ بصفات من جنس صفات المعصوم عند الإمامية. ثم منتهى [1] هؤلاء اتباع [2] شيخ جاهل أو ظالم [3] ، واتباع هؤلاء لمتول ظالم أو [4] جاهل مثل الذي جاع وقال: لا يأكل [5] من طعام البلد [6] حتى يحصل له مثل طعام أهل الجنة [7] ، فخرج إلى البرية فصار لا يحصل له إلا علف البهائم، فبينا هو يدعو إلى مثل طعام الجنة، انتهى أمره إلى علف الدواب كالكلأ النابت في [8] المباحات. وهكذا من غلا في الزهد والورع حتى خرج عن حد العدل الشرعي، ينتهي أمره إلى الرغبة الفاسدة وانتهاك المحارم، كما قد رؤي ذلك وجرب.
[فصل كلام الرافضي على قول أهل السنة بالقياس وأخذهم بالرأي والرد عليه]
فصل.
قال الرافضي [9] : وذهب الجميع منهم إلى القول بالقياس والأخذ بالرأي، فأدخلوا في دين الله ما ليس منه،
(1) أ: منتهى، ب: فمنتهى.
(2) و: هذا الاتباع.
(3) أ، ب: ظالم أو جاهل.
(4) أو: ساقطة من (ن) ، (أ) ، (ب) .
(5) أ، ب: لا آكل.
(6) ن، م: البلدة.
(7) ن: طعام البلدة، م، و: طعام الجنة.
(8) ن: من.
(9) في (ك) ص 93 (م) .
================
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|