عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 13-02-2025, 01:56 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,331
الدولة : Egypt
افتراضي رد: القواعد والضوابط الفقهية في الأعمال الخيرية والوقفية

القواعد والضوابط الفقهية في الأعمال الخيرية والوقفية 12- التنـزه عن مواطن الريبة أولى


نكمل في هذا العدد ما بدأناه من ضوابط وقواعد للعمل الخيري والوقفي ليسهل على من جند نفسه لخدمة هذه الأعمال والمشاريع، الأخذ بها، والالتزام بأحكامها التي استقيتها من الكتب الفقهية والتصانيف الوقفية والخيرية.
التنـزه عن مواطن الريبة أولى(1)، والتنـزه: هو البعد والتطهُّر، والريبة: هي التهمة.
والمعنى: أن الجدير بالمسلم أن يبتعد عن مواضع التهم التي تسبب الشك فيه أو اتهامه.
ويُسـتشـهَد على القـاعدة بقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك»(2). والحديث يرشد فيه النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى اجتناب كل ما فيه شبهة وريبة، والتزام الحلال الواضح المتيقن منه.
ولا شك أن الذي يعمل في العمل الخيري فإنه معرض للشك والاتهام، فمن باب أولى أن يتجنب مواطن الشبهة والريبة، وأن يكون ورعاً بعيداً عمّا قد يظن الناس فيه شراً؛ فالشك قد يدخله الموظف أو المتطوع في المؤسسات الخيرية في قلب غيره إن لم يحسن التصرف والتلفظ.
ومن التطبيقات الخيرية لهذه القاعدة:
من مواطن الريبة إطالة الحديث مع النساء من أصحاب العوز والحاجة، والدخول إلى بيوت أصحاب الحاجة منفرداً، أو استخدام ممتلكات الجمعية الخيرية في الاستخدامات الخاصة، أو شراء التبرعات العينية لنفسه، أو أن يدخل المساعدات الخاصة للمؤسسة الخيرية إلى بيته أو إلى سيارته، أو أن يخصص يوماً لإعطاء معارفه وأقاربه من المساعدات، وباقي المحتاجين في يوم آخر.
وكذلك من مواطن الريبة التي ينبغي الحذر منها، عدم وضوح الدائرة المالية لحسابات المؤسسة، أو أن يمسك المسؤول عن المؤسسة الخيرية الدفاتر المالية بنفسه، أو أن يتجنب القائم على المشروع الخيري أن يشاركه أحد في معرفة المدخلات والمخرجات للمشروع.
فالتنزه عن مواطن الريبة أولى، فهناك مواطن وأعمال وأوقات تكون مبعثاً للريبة والشك في الذي يعمل في المجال الخيري، كأن يوجد وسط النساء حين توزيع المساعدات، وكالذي يكثر الجلوس بين النساء، ويسمح بالاختلاط، ويتساهل في الأنشطة المختلطة. أو كالذي ينفذ بعض الأعمال الخاصة في مكتبه الذي خصص للأعمال الخيرية.
أو أن يُرى عليه أثر النعمة المفاجئ بعد عمله في المؤسسة الخيرية، بلا توضيح من أين له هذا، أكان من تجارة أم ميراث ورثه أم غير ذلك.
فالتنزه عن مواطن الريبة له أثر على راحة النفس وطمأنينة الروح، وحفظ العرض والسمعة.

الهوامش:

1- المبسوط: (10/171).
2- سنن النسائي: (2/234)، سنن الترمذي: (2/48)، وقال حديث حسن.



اعداد: عيسى القدومي





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.21 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.58 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.87%)]