الموضوع: من مائدة الفقه
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 19-02-2025, 10:53 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 153,220
الدولة : Egypt
افتراضي رد: من مائدة الفقه

من مائدةُ الفقهِ



عبدالرحمن عبدالله الشريف

آدابُ قضاءِ الحاجةِ


دينُنا دينُ الطُّهْرِ والنَّظافةِ والأدبِ والحياءِ؛ شرَع آدابًا شرعيَّةً لقضاءِ الحاجةِ، يتميَّزُ بها الإنسانُ الَّذي كرَّمه اللهُ عنْ غيرِه مِنَ الحيواناتِ، ومِنْ تلك الآدابِ ما يلي:
ما يُسَنُّ فعلُه عندَ دخولِ الخلاءِ:
1- يُسَنُّ عندَ دخولِ الخلاءِ تقديمُ رِجْلِه اليسرى، وقولُ: "بسمِ اللهِ، اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بكَ مِنَ الـخُبْثِ والخبائثِ"، وإذا كان في البَرِّ قالها عندَ إرادةِ الجلوسِ للحاجةِ؛ ودليلُ ذلك: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الخلاءَ قال: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبْثِ وَالْخَبَائِثِ»[1]، وفي الحديثِ الآخرِ قال صلى الله عليه وسلم: «سَتْرُ مَا بَيْنَ الْجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ إِذَا دَخَلَ الْخَلَاءَ أَنْ يَقُولَ: بِسْمِ اللهِ»[2].

2- يُسَنُّ عندَ الخروجِ مِنَ الخلاءِ تقديمُ رِجْلِه اليمنى، وقولُ: "غُفْرَانَكَ"؛ ففي الحديثِ: "كان إذا خرَج مِنَ الخلاءِ قال: (غُفْرَانَكَ)"[3] ، والقاعدةُ: أنَّ اليمنى تُستعمَلُ فيما شأنُه التَّكريمُ والتَّجميلُ، واليسرى تُستعمَلُ في إزالةِ الأذى ونحوِه.

3- يُسَنُّ له إذا كان في الصَّحراءِ الإبعادُ والاستتارُ عنِ الأنظارِ بحائطٍ أو شجرةٍ أو غيرِ ذلك؛ ففي الحديثِ: "أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا أرادَ البَرَازَ انطَلَقَ حتَّى لا يَرَاهُ أحدٌ"[4].

الاستنجاءُ والاستجمارُ:
يجبُ على المسلمِ بعدَ فراغِه مِنْ حاجتِه أنْ يَتَنَزَّهَ ويَتَطَهَّرَ مِنْ أثرِ الخارجِ، بالاستنجاءِ أو الاستجمارِ، ويَحرُمُ التَّهاونُ في ذلك؛ فقد قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «اسْتَنْزِهُوا مِنَ الْبَوْلِ؛ فَإِنَّ عَامَّةَ عَذَابِ الْقَبْرِ مِنْهُ»[5].

والاستنجاءُ: هو إزالةُ أثرِ الخارجِ بالماءِ.

والاستجمارُ: إزالةُ أثرِ الخارجِ بغيرِ الماءِ؛ كالـحَجَرِ، والمناديلِ، ونحوِهما.

ويُجْزِئُ الاكتفاءُ بالاستجمارِ بالحجارةِ ونحوِها، ولو معَ وجودِ الماءِ؛ قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا ذَهَبَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْغَائِطِ فَلْيَسْتَطِبْ بِثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ، فَإِنَّهَا تُجْزِئُ عَنْهُ»[6]، واستعمالُ الماءِ أفضلُ، والجمعُ بينَهما أكملُ.

وللاستجمارِ أحكامٌ شرعيَّةٌ، منها:
1) أنَّه لا يُجْزِئُ الاستجمارُ بأقلَّ مِنْ ثلاثِ مَسَحاتٍ، فإنْ لم تَكْفِ الثَّلاثُ زادَ حتَّى يَطْهُرَ المحلُّ.

2) أنَّه يُسَنُّ قطعُ الاستجمارِ على وِتْرٍ، كثلاثٍ أو خمسٍ.

3) أنَّه يَحرُمُ الاستجمارُ بالرَّوْثِ، أو العَظْمِ، أو الطَّعامِ، أو الشَّيءِ المحترمِ؛ كورقٍ عليه اسمُ اللهِ ونحوِه.

ففي حديثِ سلمانَ رضي اللهُ عنه قال: "نَهَانَا صلى الله عليه وسلم أنْ نَسْتَنْجِيَ باليمينِ، وأنْ نَسْتَنْجِيَ بأقلَّ مِنْ ثلاثةِ أحجارٍ، وأنْ نَسْتَنْجِيَ برَجِيعٍ أو عَظْمٍ»[7]، والرَّجيعُ: الرَّوْثُ.

[1] رواه البخاريُّ (142)، ومسلمٌ (375).

[2] رواه التِّرمذيُّ (606).

[3] رواه البخاريُّ (148)، ومسلمٌ (266).

[4] رواه أبو داودَ (2).

[5] رواه الدَّارَقُطْنِيُّ (1/ 128).

[6] أخرجه أحمدُ (6/ 108)، والدَّارقطنيُّ (144).

[7] رواه مسلمٌ (262).





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.24 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.62 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.87%)]