
21-02-2025, 11:58 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,706
الدولة :
|
|
رد: دراسة ميدانية حول: صناعة القدوة في زمن التحديات
- هل تعتقد أن القدوة تمثل حافزا مهما في أمور حياتك جميعها؟
- كانت إجابة (98%) بالإيجاب، وفي ذلك إجماع على دور القدوة الحسنة في تحفيز أفراد المجتمع، وبيان أهمية القدوة في توجيه سلوكيات الأشخاص، ومن ثم قيادة المجتمع نحو تحقيق الأهداف المنشودة.
وكان السؤال الثاني: - من قدوتك في الحياة ؟
- وتنوعت الإجابات مع التركيز بنسبة كبيرة على شخصية الرسول - صلى الله عليه وسلم - بوصفه نبي الأمة وخير العالمين، وهذا بلا شك يتفق مع كونه - صلى الله عليه وسلم - الأسوة الحسنة للمسلمين جميعا، ومنهم من جعل الصحابة الكرام قدوته.
- وبعضهم جعل والديه قدوته آباءً وأمهات، ومنهم من جعل قدوته أخاه أو عمه أو زوجه، وأحدهم جعل قدوته ابنته ! ويبدو أن ابنته تقوم بدور مهم في الأسرة أو أنها حققت إنجازات يفخر بها ذلك الأب.
- وهناك من ركز على المشايخ والسلف الصالح وأمهات المؤمنين، ومنهم من جعل قدوته أصحاب الحكمة، وأحدهم قدوته العلماء وأصحاب الاختراعات في زماننا، وآخر جعلها في بعض القادة السياسيين.
- وهكذا نجد أن القدوات تتجه نحو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن بعده العظماء وقادة الأمة والآباء والأمهات بما يملك كل واحد من هؤلاء من مؤهلات وأدوار دينية وقيادية وعلمية في الأمة.
كان السؤال الثالث كما يلي: - هل وجود قدوة يسهم في بناء الأسرة والمجتمع والارتقاء بهما؟
- وكان الإجماع الإيجابي سيد الموقف بنسبة 100% مؤيدا، وهذا أمر بدهي وأردنا من طرحه في الاستبانة تأكيد هذا المفهوم وتوجيه الناس إلى أهمية القدوة في بناء الأسرة والمجتمع والارتقاء بهما، من خلال توفير الأسوة الحسنة التي يقتدي بها الناس في أقوالهم وأفعالهم وسلوكياتهم، ومن ثم يسهم ذلك في إيجاد النموذج الإيجابي ويوفر الوقت والجهد من أجل نهضة الفرد والمجتمع.

وكان السؤال الرابع: - هل تعتقد أن المجتمع اليوم يفتقر إلى القدوات الحسنة؟
- وكانت الإجابة بالتأييد بواقع 94%، وهذه الإجابة بحاجة إلى مزيد تأمل ونظر؛ فهي تعكس مدى الحاجة إلى صناعة القدوة الحسنة في زمننا هذا، وما تعانيه الأمة من ضعف وغياب للهوية الإسلامية والعربية، وما تعانيه من التقليد الأعمى للرموز والثقافة الغربية، ولا سيما في مجال الغناء واللهو، ولعل هذا يسوغ تركيز عينة البحث على اتخاذ السلف الصالح من بعد النبي -صلى الله عليه وسلم - ومن في حكمهم قدوة وهم من عصر النبوة، ولو كان في المجتمع قدوات معاصرة ممن يسوغ ويسهل التأسي بهم لتم ذكرهم والتركيز عليهم، ولا شك أننا لا نعدم خيرا في مجتمعنا ومن سبقه ومن يليه، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم -: « خَيْرُكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ..».
ثم كان السؤال الخامس: - من القدوة الحسنة للمسلم عموما؟
- وكانت الخيارات المتعددة للإجابة كما يلي:
حاز خيار: (العلماء والمشايخ) على المركز الأول بمعدل تكرار 84 % لدى المشاركين، بينما جاء في المركز الثاني خيار (الآباء والأمهات) بمعدل تكرار 73%، وفي المركز الثالث جاء خيار (رجال الفكر والثقافة) بمعدل تكرار 26%، وجاء في المركز الأخير (مشاهير الإعلام والرياضة) بمعدل 3% فقط. وهكذا نجد أن العلماء والمشايخ وهم أهل الفضل والعلم والخلق القويم قدوة الناس جميعا، وكذا الآباء والأمهات قدوة لأبنائهم وبناتهم ولا سيما في مقتبل العمر، ثم رجال الفكر والثقافة والرأي والمشورة، وجاء في المركز الأخير مشاهير الإعلام والرياضة وفي ذلك إشارة إلى أهمية العلم الحقيقي والدين المبني على الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة، وهذا من سمات أهل السنة والجماعة وأعلام الأمة عبر التاريخ، بينما يتأثر بعض الناس ولا سيما الشباب بما يبهرهم من مشاهير الإعلام والرياضة في وسائل الإعلام ولا سيما وسائل التواصل الاجتماعي، ومن ثم يسعون إلى تقليدهم واتخاذهم قدوة !! وجاء السؤال السادس كما يلي: - ما أهم الصفات التي تبحث عنها في القدوة الحسنة؟
- وكانت الخيارات المتعددة للإجابة كما يلي:
حاز خيار: (التحلي بالدين والقيم الأخلاقية) على المركز الأول في إجابة المشاركين بمعدل تكرار 96%، بينما جاء في المركز الثاني خيار (النجاح والتأثير الإيجابي) بمعدل تكرار 61%، وفي المركز الثالث جاء خيار (توافر المهارات الإدارية والقيادية) بمعدل تكرار 40%، وجاء في المركز الأخير (الشهرة والمردود المادي) بمعدل تكرار 4% فقط. ومن ثم فإن إجابة تلك العينة من المجتمع تؤكد ضرورة التحلي بالدين والقيم الأخلاقية والاستقامة في القدوة الحسنة التي يميل الناس إلى التأسي بها بالدرجة الأولى، ومن ثم تحقيق النجاحات والإنجازات، والقدرة على إحداث التأثير الإيجابي في المجتمع، وهذا أمر طبيعي لكون تلك الصفات مقومات للنجاح والتميز والثقة، ومن تلك الصفات أيضا التحلي بالإخلاص والأمانة والصدق والاهتمام بإصلاح المجتمع والعمل بروح الفريق؛ كونها من الصفات القيادية والدالة على صلاح الفرد وتميزه. وجاءت الشهرة والدخل المرتفع صفة لدى بعضهم في اتخاذ القدوة التي تناسبه وتناسب طموحه، وربما يكون السبب في ذلك التأثر ببعض القدوات التي تصنعها وسائل الإعلام في عصرنا الحالي، ممن يصلون إلى «المجد» وإلى الشهرة في وقت قصير جدا وبمجهود قليل؛ نظرا لتوافر بعض السمات الشخصية أو القدرات المحدودة المؤقتة.  أما السؤال السابع فكان: - برأيك ما أكثر الوسائل التي تساعد في صناعة القدوة الحسنة؟
- وكانت الخيارات المتعددة للإجابة كما يلي:
حازت (التربية الأسرية والتعليمية) على المركز الأول في إجابة المشاركين بمعدل تكرار 91%، بينما جاء في المركز الثاني خيار (المساجد والخطب الدينية) بمعدل تكرار 67%، وفي المركز الثالث جاء خيار (الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي) بمعدل تكرار 55%، وجاء في المركز الرابع (المبادرة والإبداع والتطبيق العملي) بمعدل تكرار38%. ويظهر جليا من تلك الإجابات أن التربية الأسرية تعدّ من أهم الوسائل في صناعة القدوة الحسنة، وهو أمر منطقي؛ حيث يبدأ مفهوم القدوة بالتشكل مع بداية حياة الإنسان، من خلال التأثر بالوالدين وتقليد سلوكهما تدريجيا، ومن ثم التأثر بما يطرحونه من أقوال وأفكار وما يقومون به من أفعال ويتخذونه من مواقف في الحياة، وكذلك الأمر بدخول المدرسة في مراحلها المختلفة باتخاذ المعلم قدوة حسنة من قبل طلابه، يتأثرون بأخلاقه وصفاته وما يطرحه من علوم ومعارف. ومن ثم يبرز دور المسجد وما يطرح فيه من محاضرات وخطب دينية، تحث على الالتزام بتعاليم الإسلام والأخلاق الفاضلة، بوصف ذلك كله من الوسائل المهمة في صناعة القدوة الحسنة في زماننا، ثم كان التركيز في إجابات المشاركين على أهمية الإعلام عموما ووسائل التواصل الاجتماعي في توجيه المتابعين إلى القدوات والمشاهير، ولا سيما وسائل التواصل الاجتماعي في زماننا هذا، التي أصبحت تستأثر بنصيب وافر من اهتمام الناس في حياتهم اليومية ومتابعاتهم الحثيثة، ومن ثم فإن المسؤولية تقع على الجهات القائمة على الحسابات الملتزمة في تلك الوسائل من أجل حث الناس على متابعة القدوات الحقيقيين، وتوجيه اهتمامهم إلى أهل الدين والعلم والمحتوى الإيجابي، ويتبع ذلك أيضا روح المبادرة والإبداع والتطبيق العملي؛ كونها عناصر مؤثرة في توجيه الناس إلى القدوة والتأثر به بما يملك من تلك المؤهلات والصفات الإيجابية.  السؤال الثامن: - هل تعتقد أن وسائل الإعلام -عموما- تقدم نماذج جيدة للقدوة الحسنة؟
- كانت الإجابة بالنفي لكثير من المشاركين بواقع 52%، بينما أيد ذلك 48%.
وهذه الإجابة شبه المتساوية بين المؤيدين والمعارضين لتلك الفرضية يعكس مدى غياب مفهوم القدوة لدى كثير من الناس وضبابيتها، وربما يعود ذلك إلى اختلاط الأمر واختلاف المعايير لدى كل من الفريقين، وهذا يؤكد أهمية طرح هذا الموضوع من جهة، وتوضيح معالم القدوة الحسنة في وسائل الإعلام وقنوات التربية والتوجيه. السؤال التاسع: - كيف أثرت القدوة الحسنة في حياتك؟
وبتحليل الإجابات الواردة من المشاركين، كان هنالك العديد من الإجابات المفيدة في توضيح ذلك الأثر لدى كثير من المشاركين في هذه الاستبانة التي يمكن تقسيمها إلى عناوين متعددة، ومن ذلك ما يلي: سبب في النجاح والتوفيق: - اتخاذ القدوة الحسنة سبب للنجاح والتوفيق في حياتي، والرضا بما رزقني الله، وحب الآخرين ولا سيما أسرتي، وأصبحت أحرص على مساعدة الآخرين قدر استطاعتي.
- بفضل الله أولا ثم القدوة الحسنة بدأت أحقق التقدم والازدهار في نطاق العمل تدريجيا.
- نستلهم من القدوة الحسنة سبل النجاح في الحياة وطرائق التفكير والإبداع.
- استفدت كثيرا من اتخاذ قدوة حسنة في حياتي، وقد غير ذلك حياتي إلى الأفضل.
الالتزام والإخلاص: - القدوة الحسنة جعلتني إنسانا أفضل، واتخاذ الرسول - صلى الله عليه وسلم - والصحابة الكرام قدوة لي جعلني أتوجه إلى الطريق الصحيح بفعل الطاعات والابتعاد عن المعاصي.
- تعلمت من قدوتي الحسنة الصبر وحسن الخلق والتمسك بالدين.
- القدوة الحسنة جعلتني أدرك معني الحياة، وأتعلم كثيرا من الأخطاء والتجارب حتى أستمر إلى الأمام، وتعلمت ألا أؤجل عمل اليوم للغد وأن أخلص في العمل وألتزم بديني وعلمي..
- للقدوة الحسنة تأثير إيجابي في تثبيت الأسس الدينية والحياتية وترسيخ القيم، والشعور بالرضا والعيش بحياة سعيدة.
- القدوة الحسنة تبقي الإنسان على الطريق السليم، فكلما حاد عن الطريق رجع إلى الصواب من جديد.
- سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وسيرة أصحابه أثرت كثيرا في سلوكياتي، وأيضا سيرة بعض العلماء والمشايخ، وسيرة جدي كان لهم أثر كبير جدا في فهمي للواقع والتعامل معه بما ينبغي.
- يصعب حصر ذلك التأثر بالقدوة الحسنة؛ لأن تأثيرها تراكمي وعلى امتداد سنوات وأزمنة، والقدوة الحسنة وجودها في حياتنا نعمة والتأثر بها هداية وتوفيق من الله -تعالى.
- أستلهم من القدوة الحسنة المبادرة والإبداع وتحسين النفس..
- علمتني الجد وأنه لا مستحيل، وأن الإنسان إذا نمّى مهاراته يمكنه الوصول إلى تحقيق أحلامه بإذن الله.
- القدوة الحسنة تساعد في التمسك والثبات على الدين الصحيح.
- القدوة الحسنة تؤثر فيّ إيجابيا، وأسهمت في تعديل السلوك والتفكير والممارسة الصحيحة ونقل القدوة للآخرين، وفي استشعار وجود الله -تعالى- ومن ثم الاستقامة.
- الحرص على تحقيق القدوة الصالحة في حياتي دفعتني إلى الالتزام بالجانب الديني والنجاح العلمي.
- اتباع الرسول -عليه الصلاة والسلام- والصحابة والسلف الصالح والعلماء بالتأكيد له أثر إيجابي في مجالات الحياة جميعها؛ فقد قدموا أفضل الأمثلة، وكانوا قدوة أناروا العالم بعد ظلمته.
تحقيق المنافع الأسرية والتربوية: - اتخاذ القدوة مفيد جدا حتى في الأمور الأسرية، ولا بد من التطبيق العملي في الأقوال والأفعال.
- القدوة الحسنة لها أثر كبير في نجاح عملية التربية للأبناء وتعويدهم على الصلاة وحفظ القرآن وتعليمهم العقيدة منذ الصغر.
- القدوة لها أثر في بناء جزء من شخصيتي، وفي تخطي مشكلات الحياة، وعلمتني كيف أكون قوية في مواجهة مصاعب الحياة، وفي اكتساب مهارات جديدة.
- دائما أعود في حل المشكلات التي تواجهني إلى كلام الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وأمي جعلتني صبورة، وأن أكون عادلة في حكمي على الناس.
الطمأنينة والراحة النفسية: - القدوة الحسنة أخذت بيدي إلى الاتجاه الصحيح في عبادة الله، وبناء الشخصية والتعامل مع الآخرين.
- القدوة الحسنة تؤدي إلى الشعور بالأمن والطمأنينة والراحة النفسية، وساعدتني في وضع الخطط والأهداف الإيجابية في الحياة.
- الحرص على اتخاذ القدوة يحقق الراحة النفسية، ويحقق أفضل النتائج، ويحفز لبذل المزيد من العمل والإنجاز، ويساعد في التعامل مع الحياة بطريقة مناسبة.
السؤال العاشر: - ما الدور الذي يمكن أن تؤديه المؤسسات الدينية والتعليمية في ترسيخ مفهوم القدوة الحسنة؟
بتحليل الإجابات الواردة من المشاركين كان هنالك العديد من المحاور المفيدة في توضيح ذلك الدور، ومن ذلك ما يلي: التوجيه والحث على القيم والأخلاق - المؤسسات الدينية والتعليمية يجب أن تقوم بدورها في نشر الوعي والتوجيه والمساهمة في حل المشكلات الاجتماعية والتربوية، وتقديم العلوم والحث على القيم والأخلاق الفاضلة، كما ينبغي أن تجتهد في إقامة الندوات في المدارس والجامعات والمعاهد والمساجد، وإقامة ندوات أونلاين والاستفادة من مشاهير التواصل الاجتماعي في الحث على مكارم الأخلاق وبيان القدوة الصالحة.
- دور تلك المؤسسات في ترسيخ مفهوم القدوة الحسنة يكون بالمحاضرات التوعوية باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وزيادة الدروس والمحاضرات عن السيرة النبوية وعن مواقف النبي - صلى الله عليه وسلم - مع أصحابه -رضي الله عنهم-؛ لأنهم أفضل العصور، ولنا فيهم العبرة والعظة.
- المؤسسات التربوية والتعليمية توجه الشخص إلى التحلي بالأخلاق والقيم، ولها دور ثقافي مهم خصوصا لدى الأطفال، ودور في تربية النشء على الإبداع والتفكير، من خلال الدورات والدروس المباشرة أو عبر الإنترنت.
- لابد أن يكون دورها بارزا في تقديم الصورة الصحيحة للقدوة الحسنة وفق مفاهيم الدين وليس وفق الأكثر شهرة، وذلك من خلال ذكر الصفات الحسنة، وإيجاد الردود المناسبة لذوي النفوس الضعيفة؛ حتى تقي المجتمع من شرورهم.
- لن يكون لتلك المؤسسات دور حقيقي ما لم يتم العمل على ترسيخ مفهوم القدوة الحسنة في المجتمع، ولابد من مطابقة القول مع الفعل مع الصدق والأمانة للقائمين على المؤسسات الدينية والتعليمية.
- يجب أن يكون للمؤسسات التعليمية والتربوية دور كبير في غرس العقيدة الصحيحة والعبادات والأخلاق، وأن يكون الخطاب معاصرًا، مع الحرص على تطبيق السيرة المباركة على واقعنا.
- ينبغي على تلك المؤسسات صناعة القدوات الحسنة الحقيقية وتصديرها، من خلال إبراز سيرة الأنبياء والصحابة وأهل العلم والقادة وأصحاب العلوم الدنيوية ونشر محاسنهم والكف عن مثالبهم.
المقومات والأنشطة والفعاليات: - يمكن تحقيق ذلك من خلال عمل ندوات وتجمعات وإعلانات باستمرار؛ لكي يتعلم الصغار والأجيال القادمة، ونحن في الحقيقة لا نحتاج إلى مفاهيم وشعارات جوفاء بل نحتاج للقدوة بعينها.
- المطلوب تولية المناصب القيادية في تلك المؤسسات لأهل الدين والصلاح، وتسخير إمكانات تلك المؤسسات في تقديم البرامج القيمية التربوية الهادفة النافعة، وعمل دراسات مسحية لقياس أثر تلك البرامج، مع ضرورة الاستعانة بذوي الخبرة من التربويين والاجتماعيين في صياغة مناهج تعليمية تتماشى مع مجريات العصر وتواكب المتطلبات، فضلا عن عقد المسابقات الدينية في السيرة النبوية وتراجم الصحابة والتابعين لتأصيل القدوة الحسنة وإحياء ذكراهم في حياة المسلمين والتعرف على دورهم في إنقاذ البشرية ونهضة الأمة.
- لا بد من دراسة الدين بمنظور عملي، وأن يستشعر المربون والمدرسون أنهم تحت مراقبة النشء والمجتمع، وأنهم مطالبون بتطبيق ما يعلمونه للأطفال، وبذلك تتحقق القدوة الحسنة.
- يجب اختيار الأشخاص المناسبين وإعدادهم من ناحية ثقافية وعلميّة واجتماعية ثم إبرازهم بوصفهم مؤثرين في المجتمع عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، والأفضل لو كانوا شباباً حتى يكون التأثير أفضل.
- المؤسسات التربوية والتعليمية عليها دور كبير وعظيم في ترسيخ مفهوم القدوة الحسنة، ولا بد من الاستفادة من سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - والسلف الصالح.
- أعتقد أن الدور يجب أن يكون متكاملا بين الأسرة والمدرسة والمؤسسات الدينية، بعمل خطة مثلا لمدة خمس سنوات ومراجعتها، ولطالما كانت المساجد منابر لتعليم الدين، وتحفيظ القرآن وتفسيره، وبذلك تتحقق الريادة في النهوض بالأمة، ولا بد من عقد ورش عمل تطبيقية لدراسة القيم وتطبيقها، وإعداد قادة المستقبل.
في نهاية الاستبيان كان السؤال الحادي عشر: - ما النصيحة التي تقدمها للشباب لاختيار القدوة الحسنة؟
بتحليل الإجابات الواردة من المشاركين كان هنالك العديد من المحاور المفيدة في توضيح ذلك الدور، ومن ذلك ما يلي: الرسول - صلى الله عليه وسلم - قدوتنا: - اختيار النبي -صلى الله عليه وسلم - قدوة أولى، ومن ثم الاقتداء بالعلماء وتكثيف التربية الأخلاقية والقيمية.
- كن على سجيتك بنسختك الأفضل، واجعل مسيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه مرجعاً لك؛ فالرسول - صلى الله عليه وسلم - وصحابته الكرام هم خير البشر، وسيرة رسولنا الكريم مليئة بالحكم والمواعظ التي تدرس لأجيال وأجيال وأجيال.
- على الشباب اليوم الاهتمام بأنفسهم وبمستقبلهم، وعدم التساهل في متابعة التافهين وأصحاب الأهواء الدنيوية؛ فالصاحب ساحب، وعلى الشباب أن يحرصوا كل الحرص على الاقتداء بالمصطفى - صلى الله عليه وسلم - وبصحبه الكرام واختيار الصالحين للاقتداء بهم، ولا نتهاون في تأثيرهم علينا.
الاجتهاد في اختيار القدوة: - لابد أن يكون لك قدوة حسنة، وقد تعاني بعض الشيء في البحث عنها وإيجادها، حتى تستريح باقي حياتك.
- أنصح الشباب أن يحسنوا اختيار القدوة الحسنة من الصحابة والتابعين والصالحين، ومن اهتدى بهديهم إلى يوم الدين، فاختاروا من سبقكم إلى طاعة الله والتمسك بكتاب الله وسنة نبيه، وعليكم الاقتداء بالرسول - صلى الله عليه وسلم - فهو خير البشر، والمرء على دين خليله.
- من أراد اختيار قدوة له لا بد أن يكون أولاً معتزاً بدينه، ومنه يستطيع اختيار القدوة الحسنة، وعليه ألا ينجر وراء العواطف والتفكير بما بين السطور، وأن يستفيد من خبرات الآخرين في ذلك، وأن يختار من يتحلى بالصدق والأمانة والالتزام.
- ينبغي أخذ العلم من أهله، وأذكرهم بحديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «اغتنم خمسا قبل خمس»، وأمور أخرى لكن الشرح يطول، فلا بد من اختيار القدوة الناجحة المرتبطة بالدين؛ لأنه ينبغي أن يكون هدفه النجاح في الآخرة تماما كالنجاح في الدنيا
- يجب عليك قبل اتخاذ القدوة الحسنة البحث عن إيجابيات تلك الشخصية هل تستحق منك كل هذا الاهتمام ؟ هل تمثل دينك وأخلاقك ؟ هل تضيف لك شيئا ؟ كيف تبرز شخصيتك من خلال اتباع هذه الشخصية وهذه القدوة ؟ فالقدوة الحسنة هي التي تدفعك للأمام، وتضيف لشخصيتك وحياتك إضافات مميزة وإيجابية.
- لا بد من التأني في اختيار القدوة الصحيحة، وسؤال من هم أعلم عن هؤلاء الأشخاص قبل الاختيار، فلا تتسرع بالحكم على الآخرين؛ لأن القدوة ليسوا ملائكة وليسوا معصومين، قد تكون لهم أخطاء، وحتى ترتقى بنفسك ولا تفقد الطريق لابد لك من قدوة حسنة؛ لأنها بمثابة السراج المنير في الطريق المظلمة، وإذا كانت غايتك مرضاة الله -عز وجل-، فسيوفقك للقدوة الحسنة وهو الكريم -سبحانه-، وهو ولي التوفيق.
- ينبغي أخذ القدوة ممن يستحق وممن له أثر طيب في دينك وله أثر إيجابي في مجتمعه وعدم الانخداع بالشهرة والمظاهر التي لا تسمن ولا تغني من جوع، يجب أن تختار من يقربك إلى الله ويعينك على خير الدنيا والآخرة، فلا تختر من يضحك عليك بل من يعلمك أخطاءك ويساعدك على تصحيحها، ولا بد أن تحرص على صلاتك وأخلاقك والسلوك القويم، باتباع سنة الرسول محمد -صلى الله عليه و سلم-، والاقتداء بالسلف الصالح، فالحي لا تؤمن عليه الفتنة، والصاحب ساحب؛ فأحسنوا اختيار جلسائكم..
اعداد: ذياب أبو سارة
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|