عرض مشاركة واحدة
  #526  
قديم 25-02-2025, 04:32 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 164,190
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير "محاسن التأويل"محمد جمال الدين القاسمي متجدد إن شاء الله


تفسير "محاسن التأويل"
محمد جمال الدين القاسمي
سُورَةُ الزمر
المجلد الرابع عشر
صـ 5131 الى صـ 5140
الحلقة (526)







تنبيهات:
الأول- في الآية استحباب قيام الليل. قال ابن عباس: آناء الليل: جوف الليل.
وقال الحسن: ساعاته أوله ووسطه وآخره.
الثاني- في قوله تعالى: يحذر الآخرة ويرجوا رحمة ربه رد على من ذم العبادة خوفا من النار أو رجاء الجنة.
وقال صلى الله عليه وسلم (حولها ندندن) » .
الثالث- في قوله تعالى: هل يستوي الآية مدح العلم ورفعة قدره. وذم الجهل ونقصه. وقد يستدل به على أن الجاهل لا يكافئ العالمة، كما أنه لا يكافئ بنت العالم، أفاده في (الإكليل) .
وفي الآية أيضا إشعار بأن الذين يعلمون هم العاملون بعلمهم، إذ عبر عنهم أولا ب (القانت) ثم نفى المساواة بينه وبين غيره، ليكون تأكيدا له، وتصريحا بأن غير العالم كأن ليس بعالم.
قال القاشاني: وإنما كان المطيع هو العالم، لأن العلم هو الذي رسخ في القلب وتأصل بعروقه في النفس، بحيث لا يمكن صاحبه مخالفته، بل سيط باللحم والدم، فظهر أثره في الأعضاء لا ينفك شيء منها عن مقتضاه، وأما المرتسم في حيز التخيل، بحيث يمكن ذهول النفس عنه وعن مقتضاه، فليس بعلم. إنما هو أمر تصوري وتخيل عارض لا يلبث، بل يزول سريعا. لا يغذو القلب ولا يسمن ولا يغني من جوع إنما يتذكر أي يتعظ بهذا الذكر أولوا الألباب أي العقول الصافية عن قشر التخيل والوهم، لتحققها بالعلم الراسخ الذي يتأثر به الظاهر. وأما المشوبة بالوهم فلا تتذكر ولا تتحقق بهذا العلم ولا تعيه.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزمر (39) : آية 10]
قل يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة وأرض الله واسعة إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب (10)
قل يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة أي للذين أحسنوا بالطاعات في الدنيا، مثوبة حسنة في الآخرة، لا يكتنه كنهها وأرض الله واسعة أي بلاده كثيرة. فمن تعسر عليه التوفر على الإحسان في وطنه، فليهاجر إلى حيث يتمكن منه. قال الشهاب: وجه إفادة هذا التركيب هذه المعاني الكثيرة.
أوضحه شراح الكشاف بأن قوله: للذين أحسنوا مستأنف لتعليل الأمر بالتقوى،
(1)
أخرجه أبو داود في: الصلاة، 124- باب في تخفيف الصلاة، حديث رقم 792، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

ولذا قيد بالظرف. لأن الدنيا مزرعة الآخرة، فينبغي أن يلقى في حرثها بذر المثوبات.
وعقب بهذه الجملة لئلا يعتذر عن التفريط بعدم مساعدة المكان، ويتعلل بعدم مفارقة الأوطان، فكان حثا على اغتنام فرصة الأعمار، وترك ما يعوق من حب الديار، والهجرة فيما اتسع من الأقطار، كما قيل:
إذا كان أصلي من تراب فكلها ... بلادي وكل العالمين أقاربي
انتهى. إنما يوفى الصابرون أي على مشاق الطاعة من احتمال البلاء.
ومهاجرة الأوطان لها أجرهم بغير حساب أي بغير مكيال. تمثيل للكثرة.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزمر (39) : آية 11]
قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين (11)
قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين أي عن الالتفات إلى غيره.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزمر (39) : آية 12]
وأمرت لأن أكون أول المسلمين (12)
وأمرت لأن أكون أول المسلمين أي وأمرت بذلك، لأجل أن أكون مقدمهم في الدنيا والآخرة. لأن إخلاصه صلى الله عليه وسلم أتم من إخلاص كل مخلص. وعلى هذا، فالأولية في الشرف والرتبة. أو لأنه أول من أسلم وجهه لله من أمته. فالأولية زمانية على ظاهرها. ويجوز أن تجعل اللام مزيدة. كما في (أردت لأن أفعل) فيكون أمرا بالتقدم في الإخلاص.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزمر (39) : الآيات 13 الى 14]
قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم (13) قل الله أعبد مخلصا له ديني (14)
قل إني أخاف إن عصيت ربي أي بترك الإخلاص له عذاب يوم عظيم قل الله أعبد أي أخصه بالعبادة مخلصا له ديني عن شوب الغير.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزمر (39) : آية 15]
فاعبدوا ما شئتم من دونه قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين (15)
فاعبدوا ما شئتم من دونه قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة أي أهلكوا أنفسهم بالضلال، وأهليهم بالإضلال. أو خسروا أنفسهم بالهلاك وأهليهم به أيضا. إن كانوا مثلهم، أو بفقدهم فقدا لا اجتماع بعده، إن كانوا من أهل الجنة ألا ذلك هو الخسران المبين.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزمر (39) : آية 16]
لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ذلك يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون (16)
لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل أي أطباق من النار ذلك أي العذاب المتوعد به يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون أي بعدم التعرض لما يوجب السخط. قال الزمخشري: وهذه عظة من الله تعالى، ونصيحة بالغة.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزمر (39) : الآيات 17 الى 19]
والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد (17) الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب (18) أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النار (19)
والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها يعني الأوثان. و (فعلوت) للمبالغة وأنابوا إلى الله لهم البشرى أي بالثواب فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أي إيثارا للأفضل واهتماما بالأكمل. قال الزمخشري: أراد أن يكونوا نقادا في الدين، يميزون بين الحسن والأحسن والفاضل والأفضل. ويدخل تحته المذاهب واختيار أثبتها على السبك، وأقواها عند السبر، وأبينها دليلا وأمارة. وأن لا تكون في مذهبك كما قال القائل:
ولا تكن مثل عير قيد فانقادا
يريد المقلد. انتهى ويدخل تحته أيضا إيثار الأفضل من كل نوعين، اعتراضا.
كالواجب مع الندب. والعفو مع القصاص. والإخفاء مع الإبداء في الصدقة، وهكذا أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النار أي أفأنت تنقذه منها؟ أي: لا يمكن إنقاذه أصلا.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزمر (39) : الآيات 20 الى 21]
لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار وعد الله لا يخلف الله الميعاد (20) ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يجعله حطاما إن في ذلك لذكرى لأولي الألباب (21)
لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار وعد الله لا يخلف الله الميعاد ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه ثم يهيج أي يتم جفافه فتراه مصفرا ثم يجعله حطاما أي فتاتا إن في ذلك لذكرى لأولي الألباب أي لتذكيرا وتنبيها على أنه لا بد من صانع حكيم، وأن ذلك كائن عن تقدير وتدبير، لا عن تعطيل وإهمال. ويجوز أن يكون مثلا للدنيا كقوله تعالى: إنما مثل الحياة الدنيا [يونس: 24] ، واضرب لهم مثل الحياة الدنيا [الكهف: 45] ، أفاده الزمخشري.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزمر (39) : آية 22]
أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين (22)
أفمن شرح الله صدره للإسلام أي وسعه لتسليم الوجه إليه وحده، ولقبول دينه وشرعه بلطفه وعنايته وإمداده سبحانه فهو على نور من ربه أي على بينة ومعرفة. واهتداء إلى الحق. واستعارة النور للهدى والعرفان، شهيرة، كاستعارة الظلمة لضد ذلك. وخبر (من) محذوف دل عليه قوله تعالى: فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أي من قبول ذكره لشدة ميلها إلى اللذات البدنية، وإعراضها عن الكمالات القدسية، أو من أجل ذكره. ف (من) للتعليل والسببية.. وفيها معنى الابتداء لنشئها عنه. قال الشهاب: إذا (قيل قسا منه) فالمراد أنه سبب لقسوة نشأت منه. وإذا قيل (قسا عنه) فالمعنى أن قسوته جعلته متباعدا عن قبوله. وبهما ورد استعماله. وقد قرئ ب (عن) في الشواذ. لكن الأول أبلغ. لأن قسوة القلب تقتضي عدم ذكر الله.
وهو معناه إذا تعدى ب (عن) . وذكره تعالى مما يلين القلوب. فكونه سببا للقسوة، يدل على شدة الكفر الذي جعل سبب الرقة، سببا لقسوته أولئك في ضلال مبين أي عن طريق الحق.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزمر (39) : آية 23]
الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد (23)
الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها أي يشبه بعضه بعضا. في الصحة والإحكام والبناء على الحق والصدق ومنفعة الخلق ووجوه الإعجاز مثاني جمع (مثنى) بمعنى مردد ومكرر، لما ثنى من قصصه وأنبائه وأحكامه وأوامره ونواهيه ووعده ووعيده ومواعظه تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم تمثيل لإفراط خشيتهم. أو حقيقة لتأثرهم عند سماع آياته وحكمه ووعيده، بما يرد على قلوبهم منها ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله أي بالانقياد والطاعة والسكينة لأمره ذلك أي الكتاب، أو الكائن من الخشية والرجاء هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله أي من زاغ قلبه فما له من هاد.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزمر (39) : آية 24]
أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة وقيل للظالمين ذوقوا ما كنتم تكسبون (24)
أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة أي فمن يجعل وجهه وقاية لشدة العذاب ذلك اليوم، أي قائما مقامها في أنه أول ما يمسه المؤلم له. لأن ما يتقى به هو اليدان، وهما مغلولتان. ولو لم تغلا كان يدفع بهما عن الوجه، لأنه أعز أعضائه.
وقل: الاتقاء بالوجه كناية عن عدم ما يتقى به، لأن الوجه لا يتقى به. وخبر (من) محذوف كنظائره. أي: كمن أمن العذاب وقيل للظالمين ذوقوا ما كنتم تكسبون أي: وباله.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزمر (39) : آية 25]
كذب الذين من قبلهم فأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون (25)
كذب الذين من قبلهم فأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون أي لا يحتسبون أن الشر يأتيهم منها.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزمر (39) : الآيات 26 الى 27]
فأذاقهم الله الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون (26) ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون (27)
فأذاقهم الله الخزي في الحياة الدنيا أي الذل والصغار ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل أي بينا لهم في هذا القرآن، الذي هو دليل في نفسه من إعجازه، من كل مثل يحتاج إليه. من يستدل بنظره على حقيته وأحقيته لعلهم يتذكرون أي به ما يهمهم من أمور دينهم، وما يصلحهم من شؤون سعادتهم. فيفسروا المعقول بالمحسوس.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزمر (39) : آية 28]
قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون (28)
قرآنا عربيا غير ذي عوج أي مستقيما بريئا من التناقض والاختلاف لعلهم يتقون أي العذاب والخزي يوم الجزاء، بالاتقاء من الأفعال القبيحة والأخلاق الرديئة. والاعتقادات الفاسدة. ومن أجل تلك الأمثال. ما مثل به ليتقي من أعظم المخوفات، وهو الشرك، بقوله سبحانه:
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزمر (39) : آية 29]
ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون (29)
ضرب الله مثلا أي للمشرك والموحد رجلين مملوكين رجلا فيه شركاء متشاكسون أي سيئوا الأخلاق، يتجاذبونه ويتعاورونه في مهماتهم المختلفة، لا يزال متحيرا متوزع القلب، لا يدري أيهم يرضي بخدمته، وعلى أيهم يعتمد في حاجته ورجلا سلما لرجل أي: خلص ملكه له، لا يتجه إلا إليه جهته، ولا يسير إلا لخدمته، فهمه واحد. وقلبه مجتمع هل يستويان مثلا أي: صفة وحالا. أي في حسن الحال وراحة البال؟ كلا. وهكذا حال من يثبت آلهة شتى. لا يزال متحيرا خائفا لا يدري أيهم يعبد، وعلى ربوبية أيهم يعتمد. وحال من لم يعبد إلا إلها واحدا. فهمه واحد. ومقصده واحد. ناعم البال. خافض العيش والحال. والقصد أن توحيد المعبود فيه توحيد الوجهة ودرء الفرقة. كما قال تعالى حكاية عن يوسف
عليه السلام أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار [يوسف: 39] ، الحمد لله قال أبو السعود: تقرير لما قبله من نفي الاستواء بطريق الاعتراض، وتنبيه للموحدين على أن ما لهم من المزية بتوفيق الله تعالى. وأنها نعمة جليلة موجبة عليهم أن يداوموا على حمده وعبادته. أو على أن بيانه تعالى بضرب المثل، أن لهم المثل الأعلى وللمشركين مثل السوء. صنع جميل ولطف تام منه عز وجل، مستوجب لحمده وعبادته. وقوله تعالى: بل أكثرهم لا يعلمون إضراب وانتقال من بيان عدم الاستواء على الوجه المذكور، إلى بيان أن أكثر الناس، وهم المشركون، لا يعلمون ذلك مع كمال ظهوره، فيبقون في ورطة الشرك والضلال، وقوله تعالى:
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزمر (39) : آية 30]
إنك ميت وإنهم ميتون (30)
إنك ميت وإنهم ميتون تمهيد لما يعقبه من الاختصام يوم القيامة. وقرئ (مائت ومائتون) وقيل: كانوا يتربصون برسول الله صلى الله عليه وسلم موته. أي إنكم جميعا بصدد الموت.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزمر (39) : آية 31]
ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون (31)
ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم أي مالك أموركم تختصمون أي فتحتج أنت عليهم بأنك بلغتهم ما أرسلت به من الأحكام والمواعظ التي من جملتها ما في تضاعيف هذه الآيات. واجتهدت في الدعوة إلى الحق حق الاجتهاد، وهم قد لجوا في المكابرة والعناد.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزمر (39) : آية 32]
فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين (32)
فمن أظلم ممن كذب على الله أي افترى عليه بنسبة الشريك والولد وكذب بالصدق أي بالأمر الذي هو عين الحق إذ جاءه أي حضر عنده دليله وبرهانه، فرفضه ورده على قائله، أي لا أحد من المتخاصمين أظلم ممن حاله ذلك. لأنه أظلم من كل ظالم أليس في جهنم مثوى للكافرين أي لهؤلاء الذين افتروا على الله سبحانه، وسارعوا إلى التكذيب بالحق.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزمر (39) : آية 33]
والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون (33)
والذي جاء بالصدق وصدق به أي جاء بدليل التوحيد وآمن به فلم يعتد بشبهة تقابله، يعني النبي صلى الله عليه وسلم ومن تبعه أولئك هم المتقون أي الموصوفون بالتقوى التي هي أجل الرغائب. ولذا كان جزاؤهم أن يقيهم الله ما يكرهون، كما قال سبحانه:






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 53.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.90 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.17%)]