عرض مشاركة واحدة
  #527  
قديم 25-02-2025, 05:36 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 164,405
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير "محاسن التأويل"محمد جمال الدين القاسمي متجدد إن شاء الله


تفسير "محاسن التأويل"
محمد جمال الدين القاسمي
سُورَةُ الزمر
المجلد الرابع عشر
صـ 5141 الى صـ 5150
الحلقة (527)








القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزمر (39) : الآيات 34 الى 37]
لهم ما يشاؤن عند ربهم ذلك جزاء المحسنين (34) ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون (35) أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ومن يضلل الله فما له من هاد (36) ومن يهد الله فما له من مضل أليس الله بعزيز ذي انتقام (37)
لهم ما يشاؤن عند ربهم ذلك جزاء المحسنين أي الذين أحسنوا أعمالهم وأصلحوها ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون أليس الله بكاف عبده أي نبيه صلى الله عليه وسلم أن يعصمه من كل سوء، ويدفع عنه كل بلاء في مواطن الخوف ويخوفونك بالذين من دونه يعني الأوثان التي عبدوها من دونه تعالى. وهذه تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم عما قالت له قريش: إنا نخاف أن تخبلك آلهتنا، ويصيبك مضرتها لعيبك إياها. كما قال قوم هود إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء [هود: 54] ، ومن يضلل الله أي من غفل عن كفايته تعالى وعصمته له عليه الصلاة والسلام. وخوفه بما لا ينفع ولا يضر أصلا: فما له من هاد ومن يهد الله فما له من مضل أي يصرفه عن مقصده، أو يصيبه بسوء يخل بسلوكه.
إذ لا راد لفضله ولا معقب لحكمه أليس الله بعزيز ذي انتقام أي ينتقم من أعدائه لأوليائه.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزمر (39) : آية 38]
ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون (38)
ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله لما تقرر في الفطر والعقول من استيقان ذلك. ولوضوح الدليل عليه قل أي تبكيتا لهم أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته أي نفعه وخيره. كلا. فإنها لا تضر ولا تنفع قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون أي في جميع أمورهم، لا على غيره. لعلمهم بأن كل ما سواه تحت قهره.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزمر (39) : الآيات 39 الى 40]
قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون (39) من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم (40)
قل يا قوم اعملوا على مكانتكم أي حالتكم التي أنتم عليها، من العداوة ومناصبة الحق إني عامل أي على مكانتي، فحذف للاختصار، والمبالغة في الوعيد، والإشعار بأن حاله لا تزال تزداد قوة، بنصر الله عز وجل وتأييده. ولذلك توعدهم بكونه منصورا عليهم في الدارين، بقوله تعالى: فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم أي دائم. وقد أخزاهم الله يوم بدر ولعذاب الآخرة أشد وأبقى [طه: 127] .
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزمر (39) : آية 41]
إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنت عليهم بوكيل (41)
إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق أي لأجلهم ولأجل حاجتهم إليه وافتقارهم إلى بيان مراشدهم فمن اهتدى أي بدلائله فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها، وما أنت عليهم بوكيل أي لتجبرهم على الهدى. إذ ما عليك إلا البلاغ فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين [الحجر: 94] .
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزمر (39) : آية 42]
الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون (42)
الله يتوفى الأنفس حين موتها أي مفارقتها لأبدانها، بإبطال تصرفها فيها بالكلية والتي لم تمت في منامها أي ويتوفى التي لم يحن موتها في منامها، بإبطال تصرفها بالحواس الظاهرة فيمسك التي قضى عليها الموت أي فلا يردها إلى بدنها إلى يوم القيامة ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى أي وهو نوم آخر أو موت إن في ذلك أي فيما ذكر من التوفي على الوجهين لآيات لقوم يتفكرون أي في كيفية تعلقها بالأبدان، وتوفيها عنها.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزمر (39) : الآيات 43 الى 45]
أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون (43) قل لله الشفاعة جميعا له ملك السماوات والأرض ثم إليه ترجعون (44) وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون (45)
أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون قل لله الشفاعة جميعا أي هو مالكها لا يستطيع أحد شفاعة ما، إلا أن يكون المشفوع له مرتضى، والشفيع مأذونا له، وكلاهما مفقود ها هنا له ملك السماوات والأرض ثم إليه ترجعون وإذا ذكر الله وحده أي دون آلهتهم اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه أي فرادى، أو مع ذكر الله تعالى: إذا هم يستبشرون أي يفرحون بذلك. لفرط افتتانهم بها، ونسيانهم حق الله تعالى. ولقد بولغ في الأمرين حيث بين الغاية فيهما. فإن الاستبشار أن يمتلئ قلبه سرورا حتى تنبسط له بشرة وجهه. والاشمئزاز أن يمتلئ غما حتى ينقبض أديم وجهه.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزمر (39) : آية 46]
قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون (46)
قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون أي التجئ إلى الله بالدعاء بأسمائه الحسنى، وقل: أنت وحدك تقدر على الحكم بيني وبينهم. والمقصود بيان حالهم ووعيدهم وتسلية حبيبه الأكرم. وأن جده وسعيه معلوم مشكور عنده تعالى. وتعليم العباد الالتجاء إلى الله تعالى. والدعاء بأسمائه الحسنى، والاستعانة بالتضرع والابتهال على دفع كيد العدو.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزمر (39) : الآيات 47 الى 48]
ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون (47) وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤن (48)
ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤن أي نزل بهم جزاؤه.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزمر (39) : الآيات 49 الى 50]
فإذا مس الإنسان ضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون (49) قد قالها الذين من قبلهم فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون (50)
فإذا مس الإنسان ضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم أي مني بوجوه الكسب والتحصيل بل هي فتنة أي ابتلاء له، أيشكر تلك النعمة، فيصرفها فيما خلقت له، فيسعد. أو يكفرها فيشقى ولكن أكثرهم لا يعلمون قد قالها الذين من قبلهم أي كما قال قارون إنما أوتيته على علم عندي [القصص:
78] فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون أي فما دفع عنهم ما كسبوه بذلك العلم من متاع الدنيا.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزمر (39) : الآيات 51 الى 52]
فأصابهم سيئات ما كسبوا والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا وما هم بمعجزين (51) أولم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون (52)
فأصابهم سيئات ما كسبوا والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا وما هم بمعجزين أولم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر، إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون أي بأن الكل منه سبحانه، ومن آياته في ذلك- كما قال المهايمي- أنه تعالى قوي بذاته، له تقويه من يشاء وتضعيف من يشاء. ومنها أنه فياض بذاته لا
يتوقف فيضه على الشفعاء. ومنها أنه فاعل بذاته لا يتوقف فعله على سبب وواسطة.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزمر (39) : الآيات 53 الى 56]
قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم (53) وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون (54) واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون (55) أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين (56)
قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم أي جنوا عليها بالإسراف في المعاصي والكفر لا تقنطوا قرئ بفتح النون وكسرها من رحمة الله أي لا تيأسوا من مغفرته بفعل سبب يمحو أثر الإسراف إن الله يغفر الذنوب جميعا أي لمن تاب وآمن. فإن الإسلام يجب ما قبله إنه هو الغفور الرحيم وأنيبوا إلى ربكم أي توبوا إليه وأسلموا له أي استسلموا وانقادوا له. وذلك بعبادته وحده وطاعته وحده، بفعل ما أمر به واجتناب ما نهى عنه من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت أي قصرت في جنب الله أي في جانب أمره ونهيه، إذ لم أتبع أحسن ما أنزل وإن كنت لمن الساخرين أي المستهزئين بمن يتبع الأحسن. وأن تقول مفعول له بتقدير مضاف. أي: فتداركوا كراهة أن تقول. أو تعليل لفعل يدل عليه ما قبله. أي أنذركم وآمركم باتباع أحسن القول كراهة. وتفصيله في شروح (الكشاف) .
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزمر (39) : آية 57]
أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين (57)
أو تقول لو أن الله هداني أي للإسلام لكنت من المتقين أي: من هذا الكفر. أي تقول هذا النوع من التحسر ولتعلل بما لا يجدي.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزمر (39) : آية 58]
أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين (58)
أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة أي رجعة إلى الدنيا فأكون من
المحسنين
أي في الإيمان والعمل الصالح. ثم رد تعالى على تلك النفس بقوله:
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزمر (39) : الآيات 59 الى 60]
بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين (59) ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين (60)
بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله أي بنسبة ما يستحيل عليه من الولد والشريك، وتجويز ما يمتنع عليه من رضاه بما هم عليه، وأمره لهم، وغير ذلك من إفكهم وجوههم مسودة أي لما ينالهم من الشدة التي تغير ألوانهم. فالسواد حقيقي. أو لما لحقهم من الكآبة، ويظهر عليهم من آثار الهيئات الظلمانية ورسوخ الرذائل النفسانية في ذواتهم. فالسواد مجاز بالاستعارة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين أي عن الإيمان والهدى.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزمر (39) : الآيات 61 الى 62]
وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون (61) الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل (62)
وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم أي بفوزهم وفلاحهم لإتيانهم بأسباب الفوز، من الاعتقادات المبنية على الدلائل والأعمال الصالحة لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل أي يتولى التصرف فيه كيف شاء.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزمر (39) : الآيات 63 الى 66]
له مقاليد السماوات والأرض والذين كفروا بآيات الله أولئك هم الخاسرون (63) قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون (64) ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين (65) بل الله فاعبد وكن من الشاكرين (66)
له مقاليد السماوات والأرض أي هو وحده يملك أمرها وخزائن غيوبها
وأبواب خيرها وبركتها والذين كفروا بآيات الله أولئك هم الخاسرون قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد أي خصه بالعبادة وكن من الشاكرين أي الصارفين ما أنعم به عليهم، إلى ما خلق لأجله.
قيل: كان الظاهر (لو أشركت) لأن (أن) تقتضي احتمال الوقوع. وهو هنا مقطوع بعدمه. فالجواب: أن هذا الكلام وارد على سبيل الفرض. والمحالات يصح فرضها لأغراض. والمراد به تهييج الرسل وإقناط الكفرة والإيذان بغاية قبح الإشراك.
وكونه بحيث ينهى عنه من لا يكاد يمكن أن يباشره، فكيف بمن عداه؟ وإطلاق الإحباط هنا يستدل به من ذهب إلى أن الردة مبطلة للعمل مطلقا، كالحنفية.
وغيرهم يرى الإحباط مقيدا بالاستمرار عليه إلى الموت، وأنه هو المحبط في الحقيقة. وأنه إنما ترك التقييد به اعتمادا على التصريح به في آية أخرى، وهي قوله تعالى: ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم [البقرة: 217] .
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزمر (39) : آية 67]
وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون (67)
وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون أي ما قدروا عظمته تعالى حق عظمته، ولا عرفوا جلاله حق معرفته. حيث جعلوا له شركاء ووصفوه بما لا يليق بشئونه الجليلة. مع أن عظمته وكمال قدرته تتحير فيها الأوهام. فإن تبديل الأرض غير الأرض. وطي السموات كطي السجل، أهون شيء عليه، وفي (القبضة واليمين) مذهبان معروفان.
مذهب السلف، وهو إثبات ذلك من غير تكييف له ولا تشبيه ولا تحريف ولا تبديل ولا تغيير ولا إزالة للفظ الكريم عما تعرفه العرب وتضعه عليه بتأويل. يجرون على الظاهر ويكلون علمه إليه تعالى ويقرون بأن تأويله (أي ما يؤول إليه من حقيقته) لا يعلمه إلا الله. وهكذا قولهم في جميع الصفات التي نزل بذكرها القرآن، ووردت بها الأخبار الصحاح.
المذهب الثاني- القول بأن ذلك من المجاز المعروف نظيره في كلام العرب.
وإن الإطلاق لا ينحصر في الحقيقة. ثم من ذاهب إلى أن المجاز في المفردات،
استعيرت (القبضة) للملك أو التصرف و (اليمين) للقدرة، وذاهب إلى أنه في المركب، بتمثيل حال عظمته ونفاذ قدرته، بحال من يكون له قبضة فيها الأرض، ويمين بها تطوى السموات، وهذا ما عول عليه الزمخشري وبسطه أحسن بسط.
ثم أشار إلى أن من عظيم قدرته تعالى، أنه جعل النفخ في الصور سبب موت الكل تارة، وحياتهم أخرى، بقوله:
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزمر (39) : آية 68]
ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون (68)
ونفخ في الصور فصعق أي هلك من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله أي من خواص الملائكة، أو من الشهداء. روي ذلك عن بعض التابعين. وقال قتادة: قد استثنى الله، والله أعلم، إلى ما صار ثنيته. وهذا هو الوجه. إذ لا يصار إلى بيان المبهمات إلا بقاطع ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون أي وقوف، يقلبون أبصارهم دهشا وحيرة. أو ينتظرون ما يحل بهم.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 51.65 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.02 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.22%)]