عرض مشاركة واحدة
  #544  
قديم 25-02-2025, 10:26 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,345
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير "محاسن التأويل"محمد جمال الدين القاسمي متجدد إن شاء الله


تفسير "محاسن التأويل"
محمد جمال الدين القاسمي
سُورَةُ الدخان
المجلد الرابع عشر
صـ 5311 الى صـ 5320
الحلقة (544)






القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الدخان (44) : آية 37]
أهم خير أم قوم تبع والذين من قبلهم أهلكناهم إنهم كانوا مجرمين (37)
أهم خير أي في القوة والمنعة أم قوم تبع والذين من قبلهم أهلكناهم إنهم كانوا مجرمين أي أهلكناهم بجرمهم. وهو كفرهم وفسادهم. وهم ما هم. فما بال قريش لا تخاف أن يصيبها ما أصابهم؟ وقوم تبع هم حمير وأهل سبأ. أهلكهم الله عز وجل وفرقهم في البلاد شذر مذر. كما تقدم في سورة (سبأ) قال ابن كثير: وقد كانوا عربا من قحطان. كما أن هؤلاء عرب من عدنان. وكانت حمير كلما ملك فيهم رجل سموه تبعا. كما يقال (كسرى) لمن ملك الفرس و (قيصر) لمن ملك الروم.
و (فرعون) لمن ملك مصر كافرا. و (النجاشي) لمن ملك الحبشة، وغير ذلك من أعلام الأجناس، لكن اتفق أن بعض تبابعتهم خرج من اليمن وسار في البلاد حتى وصل إلى سمرقند. واشتد ملكه وعظم سلطانه وجيشه. واتسعت مملكته وبلاده وكثرت رعاياه، وهو الذي مصر الحيرة، فاتفق أنه مر بالمدينة النبوية وذلك في أيام الجاهلية، فأراد قتال أهلها فمانعوه وقاتلوه بالنهار وجعلوا يقرونه بالليل. فاستحيا منه وكف عنهم، واستصحب معه حبرين من أحبار يهود، كانا قد نصحاه وأخبراه أن لا سبيل له على هذه البلدة. فإنها مهاجر نبي يكون في آخر الزمان. فرجع عنها وأخذهما معه إلى بلاد اليمن. فلما اجتاز بمكة أراد هدم الكعبة. فنهياه عن ذلك أيضا. وأخبراه بعظمة هذا البيت، وأنه من بناء إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام.
وأنه سيكون له شأن عظيما على يدي ذلك النبي المبعوث في آخر الزمان، فعظمها وطاف بها وكساها الملاء والوصائل والحبر. ثم كر راجعا إلى اليمن، ودعا أهلها إلى التهود معه. وكان إذ ذاك دين موسى عليه الصلاة والسلام، فيه من يكون على الهداية قبل بعثة المسيح عليه الصلاة والسلام. فتهود معه عامة أهل اليمن. وقد ذكر القصة بطولها الإمام محمد بن إسحاق في كتابه (السيرة) . وترجمة الحافظ ابن عساكر في (تاريخه) ترجمة حافلة، وذكر أنه ملك دمشق. وساق ما روي في النهي عن سبه ولعنه. قال ابن كثير: وكأنه، والله أعلم. كان كافرا ثم أسلم، وتابع دين الكليم على يدي من كان من أحبار اليهود في ذلك الزمان على الحق قبل بعثة المسيح عليه السلام. وحج البيت في زمن الجرهميين وكساه الملاء، والوصائل من الحرير والحبر.
ونحر عنده ستة آلاف بدنة. وعظمه وأكرمه. ثم عاد إلى اليمن. وقد ساق قصته بطولها الحافظ ابن عساكر من طرق متعددة مطولة مبسوطة، عن أبي بن كعب وعبد
الله بن سلام وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم، وكعب الأحبار. وإليه المرجع في ذلك كله، وإلى عبد الله بن سلام أيضا. وهو أثبت وأكبر وأعلم. وكذا روى قصته وهبه بن منبه ومحمد بن إسحاق في (السيرة) كما هو مشهور فيها. وقد اختلط على الحافظ ابن عساكر في بعض السياقات، ترجمة تبع هذا، بترجمة آخر متأخر عنه بدهر طويل. فإن تبعا هذا المشار إليه في القرآن أسلم قومه على يديه. ثم لما توفي عادوا بعده إلى عبادة الثيران والأصنام، فعاقبهم الله تعالى، كما ذكره في سورة سبأ.
وتبع هذا هو تبع الأوسط. واسمه أسعد أبو كرب. ولم يكن في حمير أطول مدة منه. وتوفي قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بنحو من سبعمائة سنة وذكروا أنه لما ذكر له الحبران من يهود المدينة، أن هذه البلدة مهاجر نبي في آخر الزمان اسمه أحمد، قال في ذلك شعرا، واستودعه عند أهل المدينة. فكانوا يتوارثونه ويروونه خلفا عن سلف. وكان ممن يحفظه أبو أيوب خالد بن زيد الأنصاري، الذي نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في داره، وهو:
شهدت على أحمد أنه ... رسول من الله باري النسم
فلو مد عمري إلى عمره ... لكنت وزيرا له وابن عم
وجاهدت بالسيف أعداءه ... وفرجت عن صدره كل غم
ثم ساق ابن كثير آثارا في النهي عن سبه: وبالجملة فإن قصته المذكورة والمروي في شأنه، وإن لم يكن سنده على شرط الصحيح، إلا أن ذلك مما يتحمل التوسع فيه، لكونه نبأ محضا مجردا عن حكم شرعي. نعم، لا يشك أن قريشا كانت تعلم من فخامة نبئه المروي لها بالتواتر، ما فيه أكبر موعظة لها، ولذا طوى نبأه، إحالة على ما تعرفه من أمره، وما تسمر به من شأنه. وما القصد إلا العظة والاعتبار، لا قص ذلك خبرا من الأخبار، وسمرا من الأسمار، كما هو السر في أمثال نبئه. وبالله التوفيق.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الدخان (44) : الآيات 38 الى 39]
وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين (38) ما خلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون (39)
وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين ما خلقناهما إلا بالحق أي الاستدلال على خالقهما، لعبادته وطاعته ولكن أكثرهم لا يعلمون أي حكمة خلقها، فيعرضون عنه.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الدخان (44) : الآيات 40 الى 42]
إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين (40) يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون (41) إلا من رحم الله إنه هو العزيز الرحيم (42)
إن يوم الفصل أي فصل الله بين الخلائق وقضاءه عليهم، ليجزيهم بما أسلفوا من خير أو شر ميقاتهم أجمعين يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا أي عليه إثابة أو تحمل عقاب ولا هم ينصرون إلا من رحم الله أي بأن وفقه للإيمان والعمل الصالح إنه هو العزيز أي الغالب في انتقامه من أعدائه الرحيم أي بأوليائه وأهل طاعته.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الدخان (44) : آية 43]
إن شجرة الزقوم (43)
إن شجرة الزقوم أي التي هي أخبث شجرة معروفة في البادية.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الدخان (44) : آية 44]
طعام الأثيم (44)
طعام الأثيم أي الفاجر الكثير الآثام.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الدخان (44) : الآيات 45 الى 46]
كالمهل يغلي في البطون (45) كغلي الحميم (46)
كالمهل وهو دردي الزيت، أي عكره في قعره يغلي في البطون أي يضطرب فيها من شدة الحرارة فيقلق القلوب ويحرقها. وقوله كغلي الحميم أي الماء الحار الذي انتهى غليانه. وقوله: في البطون كقوله نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة [الهمزة: 6- 7] ، وهذه الآية كآية الصافات أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم إنا جعلناها فتنة للظالمين إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم طلعها كأنه رؤس الشياطين فإنهم لآكلون منها فمالؤن منها البطون ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم [الصافات: 62- 67] ،
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الدخان (44) : آية 47]
خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم (47)
خذوه فاعتلوه أي ادفعوه بعنف إلى سواء الجحيم أي وسطها ومعظمها.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الدخان (44) : آية 48]
ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم (48)
ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم أي لتستوفي جميع أجزاء بدنه نصيبها.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الدخان (44) : آية 49]
ذق إنك أنت العزيز الكريم (49)
ذق إنك أنت العزيز الكريم أي يقال له ذلك، على سبيل الهزء والتهكم، فيتم له، مع العذاب الأول، وهو الحسى، العذاب العقلي.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الدخان (44) : آية 50]
إن هذا ما كنتم به تمترون (50)
إن هذا أي العذاب أو الأمر ما كنتم به تمترون أي تشكون، مع ظهور دلائله. أو تتمارون وتتلاحقون.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الدخان (44) : آية 51]
إن المتقين في مقام أمين (51)
إن المتقين في مقام أمين أي يأمن صاحبه من الخوف والفزغ.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الدخان (44) : الآيات 52 الى 53]
في جنات وعيون (52) يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين (53)
جنات وعيون
يلبسون من سندس وإستبرق أي ما رق من الحرير وكثف متقابلين أي في مجالسهم أو أماكنهم، لحسن ترتيب الغرف، وتصفيف منازلهم.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الدخان (44) : آية 54]
كذلك وزوجناهم بحور عين (54)
كذلك وزوجناهم بحور عين أي قرناهم بما فيه قرة أعينهم واستئناس قلوبهم، لوصولهم بمحبوبهم، وحصولهم على كمال مرادهم.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الدخان (44) : آية 55]
يدعون فيها بكل فاكهة آمنين (55)
يدعون فيها بكل فاكهة آمنين أي يطلبون ويأمرون بإحضار ما يشتهون من الفواكه، آمنين من كل ضرر.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الدخان (44) : الآيات 56 الى 59]
لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم (56) فضلا من ربك ذلك هو الفوز العظيم (57) فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون (58) فارتقب إنهم مرتقبون (59)
لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى قال ابن جرير: أي لا يذوق هؤلاء المتقون في الجنة، الموت بعد الموتة الأولى، التي ذاقوها في الدنيا.
وكان بعض أهل العربية يوجه إلا هنا بمعنى (سوى) أي سوى الموتة الأولى. انتهى.
يعني أن الاستثناء منقطع، أي لكن الموتة الأولى قد ذاقوها في الدنيا ووقاهم عذاب الجحيم فضلا من ربك ذلك هو الفوز العظيم فإنما يسرناه بلسانك أي سهلناه حيث أنزلناه بلغتك، وهو فذلكة للسورة لعلهم يتذكرون أي يتعظون بعبره وعظاته وحججه، فينيبوا إلى طاعة ربهم ويذعنوا للحق فارتقب أي ما يحل بهم من زهوق باطلهم إنهم مرتقبون أي منتظرون عند أنفسهم غلبتك. أو هو قولهم نتربص به ريب المنون وهذا وعد له صلى الله عليه وسلم بالنصرة والفتح عليهم، وتسلية ووعيد لهم. وقد أنجز الله وعده، كما قال سبحانه: كتب الله لأغلبن أنا ورسلي [المجادلة: 21] ، وقوله تعالى: إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد [غافر: 51] .
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الجاثية
سميت بها لتضمن آيها بيان سبب تأخير البعث إلى يوم القيامة، لأجل اجتماع الأمم محاكمة إلى الله تعالى، وفصله بينهم يوم القيامة، وهي من المطالب الشريفة في القرآن. وتسمى (سورة الشريعة) لتضمن آيها وجه نسخ هذه الشريعة، سائر الشرائع، وفضلها عليها. وهو أيضا من المطالب العزيزة فيه. قاله المهايمي.
وهي مكية. واستثنى بعضهم منها آية قل للذين آمنوا يغفروا [الجاثية:
14] ، فإنه قيل إنها مدنية، نزلت في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كما سيأتي، وآياتها سبع وثلاثون آية.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الجاثية (45) : الآيات 1 الى 2]
بسم الله الرحمن الرحيم
حم (1) تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم (2)
حم تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم قال المهايمي: فعزته تقتضي إفاضة الحجج التي بها الغلبة على الخصوم، وإفاضة الكمالات التي يعسر الوصول إليها.
وأنواع السعادات، وحدة النظر، والحكمة تقتضي محو الشبه وإزالة النقائص وإحراق الشقاوة وتمهيد الفكر. وقد نزله من مقام عزته بمقتضى حكمته، لتكميل القوة النظرية والعملية، ليتوسل بها إلى الكمالات الحقيقية، من الإيمان والإيقان والعقل.
وذلك بالنظر إلى أنواع الآيات المتضمنة للحجج ورفع الشبه. فمنها آيات الأجسام.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الجاثية (45) : الآيات 3 الى 5]
إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين (3) وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون (4) واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون (5)
إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق أي مطر. سمي رزقا لأنه سببه فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون أي عن الله، ما وعظهم به ودعاهم إليه.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الجاثية (45) : آية 6]
تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون (6)
تلك آيات الله أي الدالة على كمال قدرته وحكمته وإرادته نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون أي بعد آياته ودلائله الباهرة. وتقديم اسم الله للمبالغة والتعظيم. كما في قولك (أعجبني زيد وكرمه) .
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الجاثية (45) : آية 7]
ويل لكل أفاك أثيم (7)
ويل لكل أفاك أي كذاب يتكلم في حق الله وصفاته على خلاف الدليل أثيم أي بترك الاستدلال، لا سيما إذا لم يترك عن غفلة، بل مع كونه،
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الجاثية (45) : الآيات 8 الى 12]
يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم (8) وإذا علم من آياتنا شيئا اتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين (9) من ورائهم جهنم ولا يغني عنهم ما كسبوا شيئا ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء ولهم عذاب عظيم (10) هذا هدى والذين كفروا بآيات ربهم لهم عذاب من رجز أليم (11) الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون (12)
يسمع آيات الله أي لا بالإخبار عنها بالغيب، بل تتلى عليه ثم يصر أي على إنكارها مستكبرا أي عن قبولها، لا يتأثر بها أصلا كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم وإذا علم من آياتنا شيئا اتخذها هزوا استهانة بها أولئك لهم عذاب مهين من ورائهم جهنم أي من بعد انقضاء آجالهم، عذابها ولا يغني عنهم ما كسبوا أي من الأموال والأولاد شيئا أي من عذاب الله ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء يعني آلهتهم التي عبدوها، أو رؤساءهم الذين أطاعوهم في الكفر واتخذوهم نصراء في الدنيا ولهم عذاب عظيم هذا أي القرآن هدى أي بيان ودليل على الحق، يهدي إلى صراط مستقيم من اتبعه وعمل بما فيه والذين كفروا بآيات ربهم لهم عذاب من رجز أليم الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره أي بتسخيره ولتبتغوا من فضله أي باستفادة علم وتجارة وأمتعة غريبة، وجهاد وهداية وغوص فيه، لاستخراج لآليه، وصيد منه لعلكم تشكرون أي نعمة هذا التسخير، فتعبدوه وحده، وتصرفوا ما أنعم به عليكم، إلى ما خلقتم له.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الجاثية (45) : آية 13]
وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون (13)
وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون أي في آيات الله وحججه وأدلته، فيعتبرون بها ويتفكرون. قال المهايمي: منها أن ربط بعض العالم بالبعض دليل توحيده. وجعل البعض سبب البعض، دليل حكمته، وجعل الكل مسخرا للإنسان، دليل كمال جوده. فمن أنكر هذه الآيات ولم يشكر هذه النعم، استوجب أعظم وجوه الانتقام.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 47.86 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.23 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.31%)]