عرض مشاركة واحدة
  #551  
قديم 25-02-2025, 11:07 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,706
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير "محاسن التأويل"محمد جمال الدين القاسمي متجدد إن شاء الله


تفسير "محاسن التأويل"
محمد جمال الدين القاسمي
سُورَةُ الفتح
المجلد الخامس عشر
صـ 5386 الى صـ 5395
الحلقة (551)







القول في تأويل قوله تعالى: [سورة محمد (47) : آية 21]
طاعة وقول معروف فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم (21)
طاعة وقول معروف فيه أوجه:
أحدها- أنه خبر (أولى) على ما تقدم.
الثاني- أنها صفة السورة. أي: فإذا أنزلت سورة محكمة طاعة، أي: ذات طاعة، أو مطاعة. ذكره مكي وأبو البقاء. وفيه بعد، لكثرة الفواصل.
الثالث- أنها مبتدأ، و (قول) عطف عليها، والخبر محذوف. تقديره: أمثل بكم من غيرهما. وقدره مكي: منا طاعة، فقدره مقدما.
الرابع- أن يكون خبر مبتدأ محذوف. أي أمرنا طاعة.
الخامس- أن (لهم) خبر مقدم و (طاعة) مبتدأ مؤخر. والوقف والابتداء يعرفان مما قدمته، فتأمل- أفاده السمين-.
فإذا عزم الأمر أي: جد الحال، وحضر القتال: قال أبو السعود: أسند العزم، وهو الجد، إلى الأمر، وهو لأصحابه، مجازا. كما في قوله تعالى: إن ذلك من عزم الأمور [لقمان: 17] ، وعامل الظرف محذوف. أي خالفوا وتخلفوا. وقيل ناقضوا.
وقيل: كرهوا. وقيل: هو قوله تعالى: فلو صدقوا الله على طريقة قولك: إذا حضرني طعام، فلو جئتني لأطعمتك. أي: فلو صدقوه تعالى فيما قالوه من الكلام المنبئ عن الحرص على الجهاد، بالجري على موجبه لكان أي الصدق خيرا لهم أي في عاجل دنياهم، وآجل معادهم. قيل: فلو صدقوه في الإيمان، وواطأت قلوبهم في ذلك ألسنتهم. وأيا ما كان، فالمراد بهم الذين في قلوبهم مرض، وهم المخاطبون بقوله تعالى:
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة محمد (47) : آية 22]
فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم (22)
فهل عسيتم إن توليتم أي أعرضتم عن تنزيل الله تعالى، وفارقتم أحكام كتابه، وما جاء به رسوله أن تفسدوا في الأرض أي بالتغاور والتناهب وتقطعوا أرحامكم أي تعودوا لما كنتم عليه في جاهليتكم من التشتت والتفرق، بعد ما جمعكم الله بالإسلام، وألف به بين قلوبكم، وأمركم بالإصلاح في الأرض، وصلة الأرحام. وهو الإحسان إلى الأقارب في المقال والأفعال، وبذل الأموال. وقد ساق ابن كثير هنا من الأحاديث في صلة الرحم لباب اللباب.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة محمد (47) : آية 23]
أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم (23)
أولئك إشارة إلى المذكورين الذين لعنهم الله فأصمهم أي عن استماع الحق لتصامهم عنه بسوء اختيارهم وأعمى أبصارهم أي لتعاميهم عما يشاهدونه من الآيات المنصوبة في الأنفس والآفاق.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة محمد (47) : آية 24]
أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها (24)
أفلا يتدبرون القرآن قال ابن جرير: أي أفلا يتدبر هؤلاء المنافقون مواعظ الله التي يعظهم بها في آي القرآن الذي أنزله على نبيه عليه السلام، ويتفكرون في حججه التي بينها لهم في تنزيله، فيعلموا بها خطأ ما هم عليه مقيمون. أم على قلوب أقفالها أي فلا يصل إليها ذكر، ولا ينكشف لها أمر. وتنكير (القلوب) للإشعار بفرط جهالتها ونكرها، كأنها مبهمة منكورة. و (الأقفال) مجاز عما يمنع الوصول. وإضافتها إلى القلوب لإفادة الاختصاص المميز لها عما عداها وللإشارة إلى أنها لا تشبه الأقفال المعروفة، إذ لا يمكن فتحها أبدا.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة محمد (47) : آية 25]
إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم (25)
إن الذين ارتدوا على أدبارهم أي عادوا لما كانوا عليه من الكفر من بعد ما تبين لهم الهدى أي الحق بواضح الحجة.
الشيطان سول لهم أي زين لهم ارتدادهم وحملهم عليه وأملى لهم أي ومد لهم في الآمال والأماني، أو أمهلهم الله تعالى، فمد في آجالهم، ولم يعاجلهم بالعقوبة. والمعنى: الشيطان سول لهم، والله أملى لهم.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة محمد (47) : آية 26]
ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر والله يعلم إسرارهم (26)
ذلك إشارة إلى ما ذكر من ارتدادهم، بأنهم أي بسبب أنهم قالوا أي المنافقون للذين كرهوا ما نزل الله أي لليهود الكارهين لنزول القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم سنطيعكم في بعض الأمر أي بعض أموركم، أو ما تأمرون به كالقعود عن الجهاد، والتظاهر على الرسول، أو الخروج معهم إن أخرجوا، كما أوضح ذلك قوله تعالى: ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم [الحشر: 11] ، وهم بنو قريظة والنضير الذين كانوا يوالونهم ويوادونهم.
والله يعلم إسرارهم أي: إخفاءهم لما يقولونه لليهود.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة محمد (47) : الآيات 27 الى 28]
فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم (27) ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم (28)
فكيف أي: يفعلون ويدفعون ضرر الردة عليهم إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم أي: التي ولوها عن الله إلى أعدائه وأدبارهم أي التي ولوها عن الأعداء إلى الله.
ذلك أي التوفي الهائل بأنهم اتبعوا ما أسخط الله أي من إطاعة أعدائه، وكرهوا رضوانه أي في معاداتهم، فأدى بهم إلى الردة فأحبط أعمالهم أي التي كانت تفيدهم النجاة من ذلك الضرب، ومن الفضائح الدنيوية.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة محمد (47) : آية 29]
أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم (29)
أم حسب الذين في قلوبهم مرض أي نفاق تفرع منه أضغان على رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين أن لن يخرج أي يظهر الله أضغانهم أي أحقادهم لرسوله وللمؤمنين، فتبقى أمورهم مستورة. والمعنى: أن ذلك مما لا يكاد يدخل تحت الاحتمال.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة محمد (47) : الآيات 30 الى 31]
ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم (30) ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم (31)
ولو نشاء لأريناكهم أي لعرفناكهم بدلائل تعرفهم بأعيانهم معرفة متاخمة للرؤية فلعرفتهم بسيماهم أي بعلامتهم التي نسمهم بها ولتعرفنهم في لحن القول أي أسلوبه وما يرومون من غير إيضاح به.
قال في (الإكليل) : استدل بالآية من جعل التعريض بالقذف موجبا للحد.
والله يعلم أعمالكم أي فيجازيكم بحسب قصدكم.
ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين أي أهل المجاهدة في سبيل الله، والصبر على المشاق ونبلوا أخباركم أي أفانين أقوالكم، وضروب
بياناتكم، وأعمال قوة ألسنتكم في نشر الحق والصدع به والدأب عليه، هل هو متمحض لذلك، أم فيه ما فيه من المحاباة خيفة لوم اللائم.
قال القاشاني: علم الله تعالى قسمان: سابق على معلوماته إجمالا في لوح القضاء، وتفصيلا في لوح القدر، وتابع إياها في المظاهر التفصيلية من النفوس البشرية، والنفوس السماوية الجزئية. فمعنى حتى نعلم حتى يظهر علمنا التفصيلي في المظاهر الملكوتية والإنسية، التي يثبت بها الجزاء- والله أعلم-.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة محمد (47) : آية 32]
إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله وشاقوا الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى لن يضروا الله شيئا وسيحبط أعمالهم (32)
إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله وشاقوا الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى لن يضروا الله شيئا وسيحبط أعمالهم أي فتذهب سدى، لا تثمر لهم نفعا.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة محمد (47) : الآيات 33 الى 34]
يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم (33) إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كفار فلن يغفر الله لهم (34)
يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كفار فلن يغفر الله لهم أي لكن يعذبهم ويعاقبهم.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة محمد (47) : آية 35]
فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم (35)
فلا تهنوا أي فلا تضعفوا أيها المؤمنون بالله عن جهاد الذين اعتدوا عليكم، وصدوا عن سبيل الله، وتدعوا إلى السلم أي الصلح والمسالمة وأنتم الأعلون أي الأغلبون، فإن كسح الضلال من طريق الحق لا منتدح عنه، ما تيسرت أسبابه، وقهرت أربابه والله معكم أي بنصره ما تمسكتم بحبله ولن يتركم أعمالكم أي لن ينقصكم ثوابها ويضيعها.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة محمد (47) : آية 36]
إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم ولا يسئلكم أموالكم (36)
إنما الحياة الدنيا لعب ولهو أي فلا تدعكم الرغبة في الحياة إلى ترك الجهاد وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم أي ثواب إيمانكم وتقواكم ولا يسئلكم أموالكم أي لأنه غني عنكم، وإنما يريد منكم التوحيد، ونبذ الأوثان، والطاعة لما أمر به ونهى عنه.
قال بعض المفسرين: أي لا يسألكم جميع أموالكم، بل يقتصر منكم على جزء يسير، كربع العشر وعشره. إشارة إلى إفادة الجمع المضاف للعموم، وهو معطوف على الجزاء. والمعنى: إن تؤمنوا لا يسألكم الجميع، أي: لا يأخذه منكم، كما يأخذ من الكفار جميع أموالهم. ولا يخفى حسن مقابلته لقوله يؤتكم أجوركم أي يعطكم كل الأجور، ويسألكم بعض المال- هذا ما قاله الشهاب-.
والظاهر أن المراد بيان غناه تعالى عن عباده، وأن طلب إنفاق الأموال منهم، لعود نفعه إليهم لا إليه، لاستغنائه المطلق، فإن في الصدقات دفع أحقاد صدور الفقراء عنهم، وفي بذله للجهاد دفع غائلة الشرور والفساد، وكله مما يعود ثمرته عليهم.
ثم أشار تعالى إلى حكمته ورحمته في عدم سؤاله إنفاق أموالهم كلها، بقوله:
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة محمد (47) : آية 37]
إن يسئلكموها فيحفكم تبخلوا ويخرج أضغانكم (37)
إن يسئلكموها فيحفكم تبخلوا أي فيجهدكم بالمسألة، ويلح عليكم بطلبها منكم، تبخلوا بها وتمنعوها، ضنا منكم بها، ولكنه علم ذلك منكم، ومن ضيق أنفسكم، فلم يسألكموها.
قال الزمخشري: الإحفاء المبالغة، وبلوغ الغاية في كل شيء. يقال (أحفاه في المسألة) إذا لم يترك شيئا من الإلحاح، و (أحفى شاربه) إذا استأصله.
ويخرج أضغانكم أي أحقادكم، وكراهتكم لدين يذهب بأموالكم. وضمير (يخرج) لله تعالى، ويعضده القراءة بنون العظمة. أو للبخل لأنه سبب الأضغان.
وقرئ (يخرج) من الخروج، بالياء والتاء، مسندا إلى الأضغان.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة محمد (47) : آية 38]
ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم (38)
ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله أي في جهاد أعدائه، ونصرة دينه فمنكم من يبخل أي بالنفقة فيه. ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه أي يمسكه عنها، لأنه يحرمها الأجر، ويكسبها الوزر والله الغني أي: عن كل ما سواه، وكل شيء فقير إليه. ولهذا قال سبحانه وأنتم الفقراء أي بالذات إليه. فوصفه بالغنى وصف لازم له، ووصف الخلق بالفقر وصف لازم لهم، لا ينفكون عنه، أي وإذا كان كذلك، فإنما حضكم في النفقة في سبيله ليكسبكم بذلك، الجزيل من ثوابه.
وليعلم أن سبيل الله يشمل كل ما فيه نفع وخير، وفائدة وقربة ومثوبة. وإنما اقتصر المفسرون على الجهاد لأنه فرده الأشهر، وجزئيه الأهم، وقت نزول الآيات، وإلا فلا ينحصر فيه.
وإن تتولوا أي عما جاءكم به محمد صلى الله عليه وسلم يستبدل قوما غيركم أي يهلككم ثم يأتي بقوم آخرين غيركم، بدلا منكم، يؤمنون به، ويعملون بشرائعه.
ثم لا يكونوا أمثالكم أي لا يبخلوا بما أمروا به من النفقة في سبيل الله، ولا يضيعون شيئا من حدود دينهم، ولكنهم يقومون بذلك كله، على ما يؤمرون به.
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الفتح
سميت به لدلالتها على فتح البلاد والحجج والمعجزات والحقائق، وقد ترتب على كل واحد منها المغفرة وإتمام النعمة والهداية والنصر العزيز. وكل هذه أمور جليلة- إفادة المهايمي-.
وآيها تسع وعشرون، وهي مدنية. نزلت مرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية سنة ست من الهجرة، عدة له بالفتح. قال أنس: لما رجعنا من الحديبية، وقد حيل بيننا وبين نسكنا، فنحن بين الحزن والكآبة، فنزلت. واختلف في المكان الذي نزلت فيه، فوقع عند محمد بن سعد (بضجنان) وهي بفتح المعجمة وسكون الجيم ونون خفيفة. وعند الحاكم في- الإكليل- بكراع الغميم. وعن أبي معشر (بالجحفة) .
قال الحافظ ابن حجر: والأماكن الثلاثة متقاربة.
وروى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال- وهو في بعض أسفاره- لعمر: لقد أنزلت علي الليلة سورة، لهي أحب إلي مما طلعت عليه الشمس.
وأخرج أيضا عن عبد الله بن مغفل قال: قرأ النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة سورة الفتح، فرجع فيها
.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الفتح (48) : آية 1]
بسم الله الرحمن الرحيم
إنا فتحنا لك فتحا مبينا (1)
إنا فتحنا لك فتحا مبينا قال الرازي: في الفتح وجوه:
أحدها- فتح مكة، وهو ظاهر.
وثانيها- فتح الروم وغيرها.
وثالثها- المراد من الفتح، صلح الحديبية.
ورابعها- فتح الإسلام بالحجة والبرهان، والسيف والسنان.
وخامسها- المراد منه الحكم، كقوله: ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق [الأعراف: 89] ، وقوله ثم يفتح بيننا بالحق [سبأ: 26] . انتهى.
ولا يخفى أن الوجوه المذكورة كلها، مما يصدق عليها الفتح الرباني، وجميعها مما تحقق مصداقه. إلا أن سبب نزول الآية، الذي حفظ الثقات زمنه، يبين المراد من الفتح بيانا لا خلاف معه، وهو أنه الوجه الثالث المذكور.
قال الإمام ابن كثير: نزلت هذه السورة الكريمة لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية، في ذي القعدة من سنة ست من الهجرة، حين صده المشركون عن الوصول إلى المسجد الحرام، ليقضي عمرته فيه، وحالوا بينه وبين ذلك، ثم مالوا إلى المصالحة والمهادنة، وأن يرجع عامه هذا، ثم يأتي من قابل، فأجابهم إلى ذلك، على تكره من جماعة من الصحابة، منهم عمر بن الخطاب، رضي الله عنهم، كما سيأتي تفصيله في موضعه من تفسير هذه السورة إن شاء الله تعالى. فلما نحر صلى الله عليه وسلم هديه حيث أحصر ورجع، أنزل الله عز وجل هذه السورة، فيما كان من أمره وأمرهم، وجعل ذلك الصلح فتحا، باعتبار ما فيه من المصلحة، وما آل الأمر إليه، كما روي عن ابن مسعود رضي الله عنه وغيره أنه قال: إنكم تعدون الفتح فتح مكة، ونحن نعد الفتح صلح الحديبية. وعن جابر رضي الله عنه قال: ما كنا نعد الفتح إلا يوم





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 47.43 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.81 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.32%)]